أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - حكايات سورية-2 أثقل الأشياء وأخفها














المزيد.....

حكايات سورية-2 أثقل الأشياء وأخفها


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 22:46
المحور: قضايا ثقافية
    


حكايات سورية-2
أثقل الأشياء وأخفها

كان يا ما كان، كان هناك أميرٌ لم تفهمه زوجته. كانا يتشاجران دائمًا، وكان يقول لها دائمًا: ليس ذنبكِ، بل ذنب والديكِ لأنه لم يُعلّماكِ حسن الأخلاق. كبروا في السن، واستمرّ الخلاف بينهما كعادته. كبر أبناؤهما الثلاثة أيضًا وتزوجوا، وانتقل كلٌّ منهم إلى بلدة مختلفة. في أحد الأيام، غضب الأمير غضبًا شديدًا من زوجته التي لم تفهمه، وكالعادة قال لها: ليس ذنبكِ، بل ذنب والديكِ لأنهما لم يُحسنا تربيتك! هذه المرة، أراد تطليقها وإعادتها إلى هذا الفشل الذي كان عليه والدها. لكنه تردد، مُفكّرًا: ماذا سيكون رد فعل أبنائه؟ كيف ستكون سمعتي أمام شعبي؟ لذا خطرت بباله فكرةٌ رائعةٌ تُبرّر لضميره الأميري ما كان على وشك فعله. أعطى زوجته لغزًا وطلب منها أن تأخذه إلى والديها الذي لم يُعلّماها حسن الأخلاق. إذا حلّا اللغز، سيغفر لها الأمير ولأبيها؛ وإن لم يفعل، فسيقطع رأسيهما! كان اللغز كالتالي:
ما أخفّ شيء على الإطلاق؟ وما أثقل شيء على الإطلاق؟
ذهبت المرأة إلى منزل والدها وأخبرته عن آخر نزوة لزوجها، وكيف أن حياتهما على المحك إذا لم يُجِب على اللغز بشكل صحيح.
ثم سألته السؤالين التاليين:
ما أخفّ شيء على الإطلاق؟ وما أثقل شيء على الإطلاق؟
أجاب والدها:
هذا بسيط! أخفّ شيء على الإطلاق هو القطن، وأثقل شيء على الإطلاق هو الرصاص.
نامت المرأة تلك الليلة في بيت أبيها، وفي صباح اليوم التالي شكرته وانطلقت عائدة إلى بيتها. في الطريق، مرّت بقرية ابنها الأكبر، فقررت أن تمر عليه لتخبره بمدى افتقادها له. ذهبت إلى بيته، وبعد أن سلّمت عليه، أخبرته قصة اللغز وإجابة والدها، فرأى هو الآخر أنها إجابة جيدة.
ثم انتقلت إلى قرية ابنها الأوسط، فوافق هو الآخر على إجابة جده. وعندما وصلت إلى بيت ابنها الأصغر وأخبرته القصة، حذّرها من إعطاء أبيه الإجابة التي أعطاها إياها أبوه لأنها خاطئة، بل قال لها:
أخفّ الناس الأغنياء، وأثقل الناس الفقراء.
ثم أضاف:
لا تخبري أبي أنني أعطيتك هذه الإجابة!
شكرت المرأة ابنها وودعته وعادت إلى منزلها في القرية المجاورة. عندما رأت زوجها الأمير، أعطته إجابة اللغز: "أخفّهم هم الأغنياء، وأثقلهم هم الفقراء".

سعد بالإجابة لكنه قال لها:
لا أظن أن والدك هو من أعطاكِ هذه الإجابة. هل مررتِ بمنزل ابننا الأصغر؟
أنكرت ذلك بالطبع خوفًا من أن يكتشف الحقيقة، لكن الأمير الماكر همس في أذن أحد خدمه، فخرج الأخير من المنزل وعاد يصرخ:
يا سيدي، يا سيدي، لقد لدغت أفعى منقطّة الأمير الصغير...
ثم صرخت المرأة باندفاع:
يا إلهي، كيف يكون هذا؟ لقد رأيته للتو وكان بخير!
ثم تأكد الأمير يقينًا أن الابن الأصغر هو من أجاب عن اللغز. وعندما سأله، اعترف، فقال له والده: سأعطيك لغزًا آخر، وإذا عرفت الإجابة، فسأعفو عنك وعن أمك وجدك. وإن لم تعرفها، فسآمر بقطع رؤوسكم جميعًا! ثم سأله: إذا كنتَ قاضيًا على بيت المال، وجاء إليك رجلٌ ثريٌّ ومعه رجلٌ فقير، فكيف تحكم بينهما؟ فقال الابن الأصغر: سآخذ من الثري وأعطي الفقير.
ماذا لو جاء إليك رجلان فقيران؟
سآخذ مالًا من بيت المال وأعطيهما كليهما.
ماذا لو جاء رجلان ثريان؟
أجاب الابن:
لا أظن أن رجلين ثريين سيحتاجان بيت المال!
فقال الأمير: يا بني، أنت أحكم من أمك وجدك. وتنازل عن عرشه فورًا، وعيّن ابنه أميرًا على البلاد، وغفر لزوجته وحموه.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث الأمل في الأوقات العصيبة
- أسرار الشيخوخة السعيدة
- أصول الحب
- سحر التعلم من التجارب
- كاتولوس 64 تم إكتشافها
- كاتولوس 64
- اضطهاد الأقليات السورية يُهدد مستقبل تخفيف العقوبات
- غزة - المرحلة الثانية: فرز السيناريوهات السياسية والأمنية
- الشيخوخة والاكتئاب
- العمر الحقيقي شعور وليس سنوات
- مستقبل الأقليات في سوريا ما بعد الأسد: توجيه مسار هش
- كيف يشيخ العقل
- استراتيجية روسيا تجاه سوريا ما بعد الأسد
- الحفاظ على الزخم في قطاع الطاقة السوري
- كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي التعليم
- أصول مخاوف الرجال من النساء في مرحلة الطفولة المبكرة
- لماذا يستمر البشر في اختراع الآلهة للعبادة؟
- مرحلة ما بعد الأسد: مستقبل سوريا
- تكلفة الرجولة التقليدية
- كيفية التصالح مع الشيخوخة


المزيد.....




- دفن عشرات الفلسطينيين في غزة بعد إعادة إسرائيل جثامينهم
- من خلف أسوار سجون تنظيم الدولة في سوريا: تزايد الهجمات -عشرة ...
- كيف وصلت معدات عسكرية بريطانية إلى قوات الدعم السريع؟ - الغا ...
- نبيل بنعبد الله يستقبل السيدة بيريت باس، سفيرة مملكة الدنمار ...
- ماسك يتحدى ويكيبيديا ويطلق -غروكيبيديا- المدعومة بالذكاء الا ...
- الشرطة الإسرائيلية تقول إنها قتلت ثلاثة فلسطينيين في الضفة ا ...
- كتائب القسام: سنسلم جثة رهينة إسرائيلي عند الساعة الثامنة مس ...
- كتائب القسام: -سنسلم جثة رهينة إسرائيلي عند الساعة الثامنة م ...
- الإعصار الأقوى منذ أكثر من قرن ونصف يضرب جامايكا
- ترامب وتاكايشي يعدان بـ-عصر ذهبي جديد- للعلاقات اليابانية-ال ...


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - حكايات سورية-2 أثقل الأشياء وأخفها