محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 02:09
المحور:
قضايا ثقافية
في الليلِ تُسحبُ الأقدامُ،
وتَغيبُ الأنفاسُ تحتَ ستارِ الظلام،
لا منقذٌ، لا صوتٌ، سوى ضجيجِ الخوف،
والقيدُ يلتفُّ حولَ قلبي كما حولَ يدي،
وأنا أحاولُ أن أصرخَ، لكنَّ الصوتَ صارَ غائباً.
أينَ الحلمُ الذي سرقتهُ منهم؟
أينَ الأمانُ الذي عشتُ فيهِ؟
في لحظةٍ واحدةٍ، سُلبتُ، وقُيدتُ،
وبدت الحياةُ كما لو كانت ظلاً…
ظلاً لا يكتمل، لا يُرى، لا يُحسُّ.
ماذا يعني أن تُسلبَ البراءةُ في لحظةٍ؟
ماذا يعني أن تُسحبَ الفتاةُ من تحتِ قدميها،
ويُقتادَ قلبُها إلى الجحيم؟
أصبحتُ في مكانٍ لا أرى فيهِ سوى الوجوهَ القاسية،
وأيدٍ مغتصبةً لأبسطِ حقوقي،
وجسدي مجردُ أداةٍ للذلِّ.
أمي… أينَ أنتِ؟
أبي… هل تعرفون أينَ يذهبُ فجرُ ابنتكم؟
لقد حُولتُ إلى سبيةٍ في عالمٍ لا يعرفُ الرحمة،
أينَ الوطنُ الذي حلمتُ أن أعيشَ فيهِ؟
أينَ الأرضُ التي أنتمي إليها؟
أينَ الأملُ؟ أينَ كلُّ شيءٍ كانَ لي؟
لقد أصبحتُ في سجنٍ من العجزِ والوحشة،
أُقادُ نحو قسوةٍ لا تُرحم،
أُحرمُ من النورِ، ومن الحرية،
ومن تلكَ العيونِ التي كانت تبصرُ الحياةَ بشكلٍ آخر.
تحولتُ إلى دميةٍ في يدِ السجانِ،
إلى جسدٍ مفقودٍ بينَ الأيدي الجائعةِ.
ولكنهم لا يعلمون،
أنَّ الروحَ لا يمكنُ أن تُسلبَ بسهولةٍ،
فكلما ضيَّقوا عليَّ، كلما ازدادَ الصمتُ صوتاً،
كلما حاولوا سحقَ أنفاسي،
كلما صرخَ داخلي شيئٌ، حتى لو كان ضعيفاً،
أنه لن يتوقف.
سأظلُّ أحلمُ بيومٍ،
حينما أرى شعاعَ الشمسِ يشرقُ على وجهي،
ويعودُ لي الأملُ الذي حاولوا سحقَه.
سأظلُّ أرفضُ أن أكونَ مجردَ سبيةٍ،
فحتى في قاعِ العتمةِ، تبقى في داخلي جذوةُ ثورةٍ.
لقد اختطفتموني، ولكنكم لم تسرقوا نفسي،
ألمكم لن يقتلني، لن يظلَّ يحدد مصيري،
حتى لو سلبتموني أيامَ العمرِ،
ستبقى الحكايةُ حيَّةً، ستبقى الصرخةُ مدويةً في السماء،
وسأظلُّ أقاومُ حتى تُسحبَ عني قيودي،
حتى يعودَ الحقُّ في مكانه.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟