محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 02:09
المحور:
الادب والفن
وامعتصماه...
وامعتصماه... يا من تحتَ السيوفِ تشتعلُ،
أينَ الخلاصُ؟ وأينَ العدلُ؟ وأينَ المأوى؟
يا من تطلُّ من بينَ الجراحِ، وتسمعُ صراخَ النسيان،
أنا هنا، على شاطئِ الجرحِ، أرددُ ما تبقى لي من حياةٍ.
لقد اختطفوني من بينَ الموجِ،
جاءوا كالعاصفة، يعبثون في دمي،
غرقوا في بحرِ الظلم، فَصَارَ جسدي فريسةً،
ولا أحدَ منكم هنا ليمسحَ الدموعَ عن وجهي.
يا من يحمونَ الأرضَ بالدم،
هل تسمعونَ صوتي؟
أم أنكم قد صمتَّم على جراحٍ ليس لها حبرٌ؟
وامعتصماه...
أينَ تلكَ الوعودُ التي وعدتم؟
أينَ ذلكَ السيفُ الذي ذكرتموه؟
لقد سُلبتُ حتى الكرامة،
وأصبح جسدي ملكاً لمن لا قلبَ له،
لكنَّ في داخلي تظلُّ تلكَ النارُ،
تظلُّ تلكَ الزهورُ التي لا تذبلُ.
حتى لو سلبتموني وطني،
حتى لو سلبتموني الحياةَ،
لن تقدروا أن تسلبوا من قلبي كرامتي.
وامعتصماه...
هل سيسمعني العالمُ أم أن الصوتَ يتلاشى في الرياح؟
هل سنظلُّ في الأسرِ إلى الأبد؟
أم أن هناك من سيأتي ليفتحَ أبوابَ السجونِ بيدٍ من نور؟
ها هنا السبية، هنا الأنين،
لكن في أعماقِ قلبي يوجدُ طيفٌ من الأملِ.
يا من ينامونَ في أحضانِ السكين،
هل لكم أن تنقذوا ما تبقى من الحياة؟
وامعتصماه...
يا من حملتُم السيوفَ، يا من عاهدتمَ أن تحموا الأرض،
إن كانت جراحُنا لا تُرى،
فلتسمعوا الصرخاتِ التي تنبضُ في عيونِ الصغار،
وأصواتنا التي ترتجفُ بينَ جدرانِ الخوفِ.
نعم، لقد اختطفوا أطفالي، سلبوا أمانهم،
لكنِّي سأظلُّ أصرخُ بأعلى صوتي:
وامعتصماه...
لأنَّ في كلِّ خيانةٍ هناكَ لحظةٌ للانتقام،
وفي كلِّ دمعةٍ هناكَ وعدٌ بالعودة.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟