أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - ترامب الكذّاب على مسرح هيئة الأمم المتحدة: يكذب كما يتنفس















المزيد.....

ترامب الكذّاب على مسرح هيئة الأمم المتحدة: يكذب كما يتنفس


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 04:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجرَّأ دونالد ترامب على أن يدّعي بأنه “أنهى سبع حروب لا تُنهي”.
لكن هذا الادعاء ليس سوى فقرة دعائية بائسة في حملة توظيف الخطاب لتعزيز صورته كقائد عظيم، بينما الواقع على الأرض يثبت العكس: فترامب، من خلال سياسات تتسم بالتدخلية، التحالف مع قوى الاحتلال، ودعم العسكرة، هو جزء من المشكلة وليس الحل.
في هذا المقال، سأفضح الأكذوبة الكبرى في ذلك الخطاب، وأضعها في سياق الجرائم التي تُرتكب في غزة الآن، مع الوقائع والشهادات التي تكشف الوجه الحقيقي لهذا “المنقذ المزيف”.
== تفنيد ادعاء “إنهاء سبع حروب”
الادعاء: تلاعب لغوي وسياسي
ترامب قال أمام الأمم المتحدة:
«In a period of just seven months, I have ended seven unendable wars.»
ولكن ، هذا التصريح لم يكن سوى تضخيم مبالغ فيه أو تزوير للواقع.
فقد بيّنت صحافة التحقق أن بعض النزاعات التي يفترض أنه “أنهاها” لم تكن حتى في حال حرب رسمية، أو أنها لم تُنهَ مطلقاً، بل تم فيها تهدئة جزئية أو مؤقتة.
— مؤسسة Politifact صنّفت التصريح بأنه “مضلّل وزائف”.
— الصحافة الأمريكية وغيرها أشارت إلى أن دوره في تلك النزاعات غالباً، كان دور وسيط ثانوي، وليس حاسماً لإيقاف النزاع.
== أمثلة واقعية على النزاعات المذكورة
• الهند – باكستان (كشمير): التوترات مستمرة تاريخياً، ولم يحدث حل جذري، والدور الأمريكي غالباً كان دبلوماسيًا وسلبيًا.
• أذربيجان – أرمينيا: تم توقيع “إعلانات سلام” بضغط دولي، لكنها تبقى هشّة وغير شاملة، ولا تغطي العينات الجغرافية المتنازع عليها كلها.
• مصر – إثيوبيا (سد النهضة): النزاع حول المياه مستمر، والوساطة لم تغيّر المعادلات المائية أو الاستراتيجية النهائية ، وأصلا لم يكن هناك نزاع مسلّح بين البلدين.
• حالات أخرى من النزاع الإقليمي – خصوصًا في أفريقيا وجنوب آسيا – تم ادخالها في قائمة ترامب بلا وضوح عن دوره الفعلي في إنهائها.
باختصار، الادعاء ليس فقط كذبًا بل خدعة لغوية: تسويق هراء على أنه انتصارات استراتيجية.
== كيف يُشجّع ترامب آلة القتل في غزة من وراء الستار
بينما يتغنى ترامب بأنه “رجل الحرب والسلام”، نراه شاهداً صامتًا على الفظائع والدمار التي يرتكبها العدو الصهيوني الذي لا يكفّه الكلام المعسول.
= الرقم القاتل: إحصائيات الضحايا
- حسب آخر تقرير من وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 66000 شهيد، مع أكثر من 167000 إصابة، ناهيك عن عشرات الآلاف من المفقودين.
- وللتذكير فقط، ففي مارس 2025، وخلال خمس ساعات فقط من تجديد الغارات، استشهد نحو 419 فلسطينيًّا وأُصيب 528 آخرون، بحسب المصادر الرسمية.
- ذكرت ال The Guardian أن دراسات مستقلة أظهرت أن الأرقام الرسمية قد تكون أقل بنسبة تصل إلى 40٪ من الواقع الحقيقي — فمثلاً دراسة في مجلة The Lancet خلصت إلى أن عدد الشهداء بسبب الإصابات المباشرة في غزة بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024 قد بلغ 64,260 شخصًا، بزيادة تبلغ 40% عن الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية.
- مراقبة حقوقية أورومتوسطية (Euro‑Mediterranean Human Rights Observatory) تقدر أن نحو 4٪ من سكان غزة قد تضرروا – قتلًا أو إصابة أو اختفاء أو إعاقات – بفعل العدوان المستمر، وتشير إلى تدمير حوالي 70٪ من البنى التحتية المدنية.
هذه الأرقام وحدها تكفي لتبيان أن ما يجري في غزة يفوق مسمّى “حرب” بسيطة، بل هو حرب إبادة وجريمة نظامية منظمة.
== شهادات معتقلين محرَّرين وإساءة ممنهجة
- تقرير Euro‑Med Human Rights Monitor وثّق شهادات حوالي 100 محرَّر فلسطيني، تحدثوا فيه عن ممارسات اعتقال تعسفي، اختفاء قسري، تعذيب نفسي وجسدي، سوء معاملة ممنهجة، وعن استخدام الاعتقال كأداة ردع جماعي.
- من بين الأقوال المروّعة:
"أُقلقت الليل كما لو كنت وحيدًا، وكأنني جنّدتُ لقتال — لكنّي كنت مدنيًّا فقط"
"الضرب بالكابلات، الحرمان من الطعام والدواء، التهديد بالعائلات — هذا ما يعاملونا به كأسرى بلا قانون"
هذه ليست “شهادات فردية”، بل نمط متكرر أشار إليه التقرير الرسمي.
== ترامب وسياسات التدخّل: إشعال الأزمات لا تهدئتها
- تدخلات مدمِّرة بدعوى “حل النزاعات”
ترامب، في خطابه، يحاول أن يصور نفسه كمرجعيّة دولية ضد الفوضى. لكن في الواقع، تدخّلاته - سواء في قضايا مثل سدّ النهضة أو في النزاعات الأفريقية والعربية - تميل إلى تأجيج التوترات، دعم الأحلاف العسكرية، وفرض أجندات أمريكية قسرية على الدول.
السياسات التي تشمل تهديدات، عقوبات، وسحب الدعم تُعد أدوات ابتزاز سياسي وليست أدوات سلام.
== ازدواجية المعايير: الإرهاب بحسب مزاج الحليف
ترامب يدين “الإرهاب” في خطابه، لكنه يغض الطرف عن قتل مئات المدنيين في غزة، أو دعم دولة ترتكب المجازر باسم “مكافحة الإرهاب”.
أي “مقاومة فلسطينية” تُصنّف فورًا كإرهاب، بينما القصف الممنهج الذي يقتل النساء والأطفال يُصنّف “ردًا مشروعًا”، هذا التمييز الباطل يُرسَّخ في الخطاب الأميركي، ويمنع محاسبة الجريمة البشعة على أنها جريمة حرب.
== تجديد الشرعية الدولية للعدوان
من خلال الترويج بأنّه “أوقف” الحروب في أماكن بعيدة، يطلق ترامب رسالة إلى الدول المحتلة: “إن كنتم تدعموني، سأضع لكم غطاءً شرعيًا”.
بهذه الحيلة، يُضعف المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ويحوّل الصراعات إلى صفقات ثنائية، تهميشًا للدول الصغيرة وحقوق الشعوب.
== هل سيُكذّب ترامب مجدّدًا؟
عندما يتحدّث ترامب عن أنه “أنهى سبع حروب”، فهو لا يُخفي حقيقة سوى عبر ستار الأكاذيب.
في غزة، لا توجد “حرب يُنهيها ترامب” ولا مسار سلام يدعمه، بل مجزرة يومية تصمت عنها سياساته.
إنه ليس منقذًا، بل شريك بارتكاب المجازر، متواطئ في الصمت، متسلط في الخطاب، مزوّر في الوقائع.
لن نقبل أن تتحول المجازر إلى “إنجازات”، أو أن تُقدَّم الذخائر العسكرية كرمز لسلام.
فلنواصل الصحوة والنضال بالكلمة، بالشهادة، بالحق، ضد مَن يبيع الدماء باسم السلام الزائف.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البدي ...
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية: مكافأة شكلية أم خدعة استراتيجية ...
- قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيا ...
- آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...


المزيد.....




- مصر.. فيديو لشخصين وما فعلاه بفتاة خلال سيرها مع شقيقتها وال ...
- عندما تُشعل هواتف الشباب الثورات: كيف يقود جيل زد الاحتجاجات ...
- بي بي سي ووكالات أنباء دولية يطلقون فيلماً يدعو إسرائيل إلى ...
- خاركيف تتعرض لهجمات بطائرات مسيرة روسية
- تشديد تأشيرات H-1B يهز -الحلم الأمريكي-..طلاب الهند يبحثون ع ...
- فرنسا: القضاء يصدر حكمه بحق ساركوزي في قضية اتهامات بتقاضي أ ...
- الصين تدعم صندوقا برازيليا بقيمة 125 مليار دولار لحماية الغا ...
- سؤال وجواب.. لهذه الأسباب لا تتكرر هبّة النفق رغم استباحة ال ...
- إيران تنشر وثائق بشأن برنامج نووي إسرائيل
- نتنياهو يعلن شروطه للوصول إلى اتفاق مع سوريا


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - ترامب الكذّاب على مسرح هيئة الأمم المتحدة: يكذب كما يتنفس