أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البديل الماركسي














المزيد.....

سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البديل الماركسي


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 04:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السنوات الأخيرة، ومع تعمّق الأزمات في العالم العربي، أصبح سقوط الفكر البرجوازي بجميع تياراته واقعًا لا يمكن إنكاره. من الليبرالية المتحالفة مع الاستبداد، إلى القومية التي رفعت شعارات "التحرر" لتخنق بها الشعوب ... تهاوت المشاريع البرجوازية أمام أعين الجماهير، لتنكشف حقيقتها كقوى عاجزة، فاسدة، ومعادية للتغيير الجذري.
لكن إذا كان السقوط قد حصل، فإن السؤال الحقيقي المطروح اليوم هو: ما البديل؟
وهنا، لا يملك اليسار الثوري أن يتردد: البديل الوحيد الممكن هو فكر الطبقة العاملة، الفكر الماركسي، بقيادة حزب شيوعي ثوري حقيقي.
== البرجوازية العربية: طبقة بلا مشروع تحرري حقيقي
نشأت البرجوازية العربية في ظل الاستعمار، وتسلّمت الحكم بعد خروجه الشكلي، مدعية أنها "قائدة الاستقلال".
ولكن منذ اللحظة الأولى، اصطدمت مصالحها الطبقية بمصالح الجماهير الكادحة.
لم تكن هذه البرجوازية مستعدة لمواجهة الرأسمالية العالمية، بل ارتضت بدور التابع، المحتال، الوسيط.
- في مصر، صعد عبد الناصر كقائد قومي تبنّى إصلاحات اجتماعية، لكنه لم يسمح للطبقة العاملة بأي دور سياسي مستقل.
- في سوريا والعراق، رفع حزب البعث شعارات "الاشتراكية والوحدة"، لكنه أسس أنظمة استبدادية قمعية، تخدم بيروقراطية عسكرية برجوازية، لا ثورة شعب.
- في المغرب وتونس ولبنان، ارتدت البرجوازية قناع الليبرالية، وشاركت في نهب الدولة، وخصخصت كل ما له قيمة، بحماية أجهزة القمع أو تحالفات خارجية.
لقد قدّمت البرجوازية العربية مشاريع "تحديث من فوق"، لكنها رفضت دومًا التغيير الجذري، لأنها كانت تدرك أن أي مساس بجذور النظام يعني نهاية امتيازاتها.
== وهم "القومية التقدمية": تجربة عبد الناصر والبعث
كثيرون من اليساريين التقليديين نظروا إلى عبد الناصر أو البعث باعتبارهما "مشاريع اشتراكية" أو "حلفاء محتملين".
لكن الحقيقة أن هذه الأنظمة، وإن رفعت شعارات اشتراكية، كانت تعبيرًا عن برجوازية وطنية سلطوية، لا عن الطبقة العاملة.
- عبد الناصر أمم البنوك والمصانع، لكنه ألغى استقلال الحركة الشيوعية، وقمع الإضرابات، واحتكر السياسة في يد الدولة.
- في العراق وسوريا، تحوّل "البعث الاشتراكي" إلى نظام طائفي بوليسي، دمّر الحركة النقابية، وزجّ باليساريين في السجون أو المقابر.
والنتيجة؟ انهيار العراق في أتون الاحتلال والطائفية، وانفجار سوريا في دوامة الحرب الأهلية والتدخلات الخارجية.
لم يكن هذا فشلًا "ظرفيًا"، بل نتيجة حتمية لفكر برجوازي قومي غير ثوري.
== الليبرالية العربية: قشرة حداثة فوق جثة الشعب
في الطرف المقابل، رفعت بعض الأنظمة شعارات الديمقراطية والليبرالية والانفتاح، لكنها لم تكن أكثر من واجهة ناعمة لنفس النظام الطبقي القائم.
- في مصر السادات ومبارك، فُتحت الأسواق للرأسمال الأجنبي، وتم سحق الطبقة الوسطى باسم "التحرير الاقتصادي".
- في تونس والمغرب ولبنان، استخدمت البرجوازية الليبرالية صناديق الاقتراع كوسيلة لتدوير النخب، لا لتغيير الواقع.
الليبرالية في بلادنا لم تكن مشروعًا تحرريًا، بل كانت لغة تجميل للاستغلال، وغطاءً لتحالفات مع الغرب، وقمع للطبقة العاملة بأدوات "مدنية".
== لحظة الانهيار: انتفاضات بلا بديل
جاءت انتفاضات 2011 كزلزال، فهزّت الأنظمة، وأسقطت بعض الوجوه، لكنها لم تُسقط البنية.
لماذا؟ لأن الجماهير خرجت إلى الشارع بلا تنظيم طبقي مستقل، بلا حزب ثوري يقود المواجهة.
فتقدّمت قوى الإسلام السياسي، ثم عاد العسكر، وتفاقمت الفوضى، وانكفأ كثيرون نحو الطائفية أو العدمية أو الهجرة.
سقطت كل الأوهام دفعة واحدة:
• الإصلاح من داخل الدولة غير ممكن.
• التعويل على البرجوازية الوطنية خيانة مكررة.
• من دون قيادة ماركسية ثورية، يتحوّل الغضب الشعبي إلى مأساة.
• لا بديل إلا البديل الحقيقي: الماركسية وحزب الطبقة العاملة
== ما العمل؟ هذا السؤال الذي طرحه لينين قبل قرن، يعود اليوم بإلحاح.
البديل ليس في "دمقرطة" النظام البرجوازي العربي، ولا في إصلاحه، بل في قلبه جذريًا.
وهذا القلب لا يتم إلا بأداة سياسية واضحة:
حزب شيوعي ثوري، ينبني من صلب الطبقة العاملة، يقودها في الصراع ضد الاستغلال، وضد الدولة البرجوازية، بكل أشكالها.
إن الماركسية، بمنهجها المادي الجدلي، بتحليلها للعلاقات الطبقية، وبتأكيدها على دور التنظيم الثوري، ليست مجرد "خيار أيديولوجي"، بل هي ضرورة تاريخية.
كل الطرق الأخرى جُرّبت. وفشلت، وانتهت إلى الفقر، القمع، الحرب، التبعية.
أما طريق الطبقة العاملة، فلم يُفتح بعد. لكن فتحه ليس حلمًا، بل مهمة ... مهمتنا.
سقط فكر البرجوازية، لا لأنها أخطأت فقط، بل لأنها كانت منذ البداية عاجزة عن تمثيل مصالح الأغلبية.
اليوم، لا يكفي أن نُدين، أو أن ننتقد، أو حتى أن نغضب.
علينا أن ننظّم أنفسنا.
أن نعيد بناء الحركة الشيوعية الثورية، على أسس واضحة: طبقية، أممية، ثورية، لا مساومة فيها.
فإما أن نتقدّم، أو نُسحق. لا منطقة وسطى في التاريخ.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية: مكافأة شكلية أم خدعة استراتيجية ...
- قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيا ...
- آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...


المزيد.....




- مشهد مخيف.. لحظة انهيار جسر جراء فيضانات عارمة في تايوان
- شاهد.. إعصار راغاسا يضرب هونغ كونغ برياح سرعتها 160 كليومترً ...
- بين التحذيرات والمباحثات: غروسي يتحدث عن برنامج إيران النووي ...
- إطلاق علاء عبد الفتاح وآخرين.. بداية صفحة جديدة مع المعارضين ...
- لماذا لا يدعم العلم ربط ترامب بين الباراسيتامول والتوحّد؟
- عون يطالب إسرائيل بوقف عدوانها والانسحاب من لبنان
- هل أصبحنا أقرب إلى بناء كلية اصطناعية؟
- ترامب ينتقد عودة جيمي كيميل إلى الشاشة ويهدد بمقاضاة إيه بي ...
- براك يؤكد اقتراب سوريا وإسرائيل من اتفاق أمني والشرع يحذر من ...
- نازحو غزة يستأجرون المنازل المقصوفة والمدمرة رغم خطورتها


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البديل الماركسي