صالح مهدي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 19:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد الاعلام التقليدي وحده المؤثر في تشكيل الرأي العام او صناعة السياسة؛ فقد اقتحمت منابر التواصل الاجتماعي المجال بقوة، لتصبح ساحة بديلة للحوار والجدل وتبادل الخطاب السياسي. هذه المنصات كسرت حدود المكان والزمان، وجعلت الفرد العادي قادرا على ان يكون ناشرا وصانعا للاحداث احيانا، ومؤثرا لا يقل شأنا عن المؤسسات الاعلامية الكبرى.
لكن هذا التحول يثير سؤالا محوريا: هل اسهمت هذه المنابر في توسيع الهامش الديمقراطي واعطاء الشعوب صوتا اوسع، ام انها فتحت الباب امام فوضى اعلامية تختلط فيها الاخبار الزائفة بالدعائية، ويتحول الرأي الشخصي الى "حقيقة" متداولة؟
السياسة في زمن التواصل الاجتماعي اصبحت سريعة الايقاع، تتغذى على "الترند" اللحظي، وتعيش على قوة الصورة والشعار القصير اكثر من عمق الفكرة والتحليل. وبذلك تحولت بعض القضايا الكبرى الى مجرد موجات عاطفية ترتفع بسرعة وتنطفئ اسرع مما يتصور المتابع.
في المقابل، لا يمكن انكار ان هذه المنابر كسرت هيمنة الاعلام الذي كان خاضعا في كثير من الاحيان لمصالح سياسية واقتصادية. لقد اصبح ممكنا ان يصل صوت المهمشين الى العالم، وان تكشف سلوكيات لم تكن الصحافة التقليدية قادرة على التطرق اليها.
وهنا تكمن المفارقة: هل نحن امام ثورة اتصالية تعزز الحريات وتفتح مجالا للمساءلة الشعبية، ام اننا نعيش في عصر من الضوضاء الرقمية التي تضعف المعنى وتفكك الحقيقة؟
ان الاجابة ليست سهلة، لكن المؤكد ان الاعلام والسياسة في زمن التواصل الاجتماعي اصبحا اكثر تشابكا وتعقيدا؛ حيث لا يمكن الحديث عن حدود فاصلة بين السلطة والجمهور، بل عن شبكة مفتوحة يتقاطع فيها الجميع، بما تحمله من فرص للتحرر ومخاطر للانزلاق في الفوضى.
#صالح_مهدي_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟