أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - 3. -المنعطف الإقليمي: حزب الله يمدّ يده للرياض… مناورة أم استراتيجية جديدة؟-














المزيد.....

3. -المنعطف الإقليمي: حزب الله يمدّ يده للرياض… مناورة أم استراتيجية جديدة؟-


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في دعوة حزب الله للحوار مع السعودية والتحولات الإقليمية

في ظل التحولات الإقليمية وضغط الأزمات الداخلية، دعوة الحزب لفتح صفحة جديدة مع الرياض تثير التساؤل: هل نحن أمام تسكين للأزمة أم مسار يغيّر شكل المنطقة؟

في لحظة إقليمية مشحونة بالتوترات، يطلّ الأمين العام المساعد لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بدعوة غير مألوفة لفتح صفحة جديدة مع السعودية. دعوة تتجاوز السجالات الماضية، وتضع مواجهة إسرائيل كأولوية فوق كل اعتبار. قد تبدو هذه الخطوة للبعض محاولة متأخرة لخفض التوتر، لكنها في العمق تعكس إدراكاً متزايداً بأن المنطقة تقف عند منعطف خطير، وأن استمرار النزاعات الداخلية يخدم العدو المشترك قبل أي طرف آخر.

خلفية المشهد:

التحولات في العلاقة السعودية – الإيرانية أعادت ترتيب الأوراق في أكثر من ساحة عربية، من اليمن إلى العراق وصولاً إلى لبنان. التفاهم الذي رعته بكين خفّض منسوب التوتر لكنه لم يلغِ المخاوف المتبادلة. لبنان، بدوره، يعيش واحدة من أعقد أزماته الاقتصادية والسياسية، ما يجعل أي فرصة للحوار الإقليمي نافذة أمل ولو ضيقة.

حزب الله، في هذا السياق، يحاول توجيه رسائل مزدوجة: الأولى إلى الداخل اللبناني بأنه لا يسعى إلى فرض أجندة إيرانية على حساب الدولة، والثانية إلى دول الخليج بأن المقاومة موجهة حصراً ضد إسرائيل، وليست أداة لاستهداف الأمن العربي.

دوافع الأطراف:

حزب الله يسعى لتثبيت معادلة "المقاومة ضمن الدولة" وتأمين غطاء عربي يقلّل العزلة التي يواجهها داخلياً وخارجياً.

السعودية ودول الخليج تبدو مهتمة بتجريب خيار "خفض الاشتباك" مع إيران وحلفائها، لتفريغ المنطقة من صراعات استنزفت الموارد وأخرت مشاريع التنمية.

إيران ترى في هذا الانفتاح فرصة لتعزيز موقعها الاستراتيجي دون أن تتخلى عن أدوات نفوذها التقليدية، لكنها تدرك أن استمرار التصعيد لم يعد يخدمها اقتصادياً أو سياسياً.


العقبات الحقيقية:

رغم الإشارات الإيجابية، تبقى التحديات كبيرة. فالذاكرة المثقلة بالأزمات بين حزب الله ودول الخليج لا تُمحى بسهولة، كما أن ارتباط الحزب بالمحور الإيراني يجعل أي تقارب مرهوناً بتطورات أوسع من بيروت والرياض وحدهما. كذلك، يبقى الداخل اللبناني هشّاً وغير قادر على إنتاج تسويات مستقرة ما لم تتوافر إرادة مشتركة لدى كل القوى السياسية.

السيناريوهات المحتملة:

1. تسكين الأزمة: وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً حالياً، بحيث يتم تجميد الخلافات الكبرى وفتح قنوات تعاون أمني واقتصادي مرحلية، تمنح لبنان فرصة لالتقاط أنفاسه.


2. انهيار الحوار: إذا ما انفجرت مواجهة كبرى مع إسرائيل أو عاد التصعيد في اليمن، ما قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.


3. تحوّل استراتيجي: وهو الاحتمال الأبعد لكنه غير مستحيل، ويعني قيام منظومة أمنية إقليمية تضم دول الخليج وإيران وتركيا، وهو مسار يحتاج إلى تراكم الثقة وتحييد ملفات الصراع واحدة تلو الأخرى.



قراءة نقدية واقعية:

ما نشهده اليوم ليس انقلاباً استراتيجياً بعد، بل إدارة أزمة بوسائل جديدة. لكن هذا التسكين نفسه يمثل تقدماً مقارنة بسنوات القطيعة والتصعيد. التحذير واجب من الإفراط في التفاؤل، فالتاريخ القريب مليء بمبادرات ووساطات سرعان ما تبخّرت عند أول أزمة ميدانية. ومع ذلك، فإن مجرد جلوس الأطراف على طاولة الحوار يرسل إشارة بأن الجميع بات يدرك أن كلفة الصراع صارت أكبر من مكاسبه.



ا
ختاما ان الفرصةر اليوم قائمة لكنّها هشة. إذا استمر الحوار وتحوّل إلى خطوات عملية – اقتصادية وأمنية – فقد نشهد بداية مسار طويل يغيّر شكل المنطقة على المدى البعيد. أما إذا بقيت المبادرات في إطار التصريحات الإعلامية، فسنبقى أمام فقاعة سياسية أخرى تنفجر عند أول اختبار. المستقبل يظل مفتوحاً على الاحتمالين، لكن على الأقل بات هناك إدراك جماعي أن التصعيد لم يعد خياراً قابلاً للاستدامة.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضربة قطر،أيقظت العرب أم كشفت عجزهم؟
- حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية
- من صدمة 7 اكتوبر الى ادارة الكارثة: مسار الموقف العربي
- خطاب بري… بين تثبيت السلاح وتوسيع دائرة الأزمة
- اتركوا التيس الصهيوني وامسكوا حمدان
- غزة المقبلة على مذبحة: قرار الاحتلال أُخذ... والمذبحة تُعدّ
- لبنان والسلاح بين الاستقلال والسيادة المُقنّنة: هل بدأ فصل ا ...
- في مواجهة العاصفة: وحدة الموقف هي سلاحنا الأخير
- لتحريض المذهبي وآليات الاستجابة: مسؤولية مزدوجة في تفكيك الم ...
- واشنطن تضغط... وتل أبيب تحصد: لبنان بين كماشة الموانئ واسترا ...
- بين الاحتلال والداعم: واشنطن شريك المشروع الصهيوني منذ النشأ ...
- تقارب الضرورة: سوريا الجديدة وإسرائيل بين تفاهمات أمنية وحسا ...
- الفيدرالية والطائفية في المشرق العربي: مدخل للتفتيت لا لإدار ...
- الشرعية الدولية والقضية الفلسطينية: من تزوير التاريخ إلى تبر ...
- من الاحتلال إلى الضم: پ الكنيست وتصفية الضفة الغربية
- القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مق ...
- الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعا ...
- مشروع إمارة الخليل:تفكيك فلسطين من الداخل
- التكويع: فلسفة لبنانية ساخرة
- مسيحيون عرب...حماة العروبة وحملة روح الاسلام الحضارية


المزيد.....




- في خطوة استثنائية.. ترامب يقرر تنظيم مؤتمر خاص بالانتخابات ا ...
- اتساع الاعتراف بدولة فلسطين على خريطة العالم
- عاجل | ترامب: إذا لم تعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلينا ...
- خبير في الاستيطان: فرض تصاريح لدخول قرى فلسطينية سيناريو مصغ ...
- عاجل | التلغراف: رئيس وزراء بريطانيا سيصدر بيانا اليوم الأحد ...
- إسرائيل واغتيال تشارلي كيرك
- الحرب على غزة مباشر.. يوم دام في القطاع وجبهة أحزاب للإطاحة ...
- 3 محاور يحاول جيش الاحتلال التوغل منها للسيطرة على كامل مدين ...
- تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و-الدعم السريع- في الفاشر ...
- هجوم سيبراني يضرب حركة الطيران في عدة دول أوروبية


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - 3. -المنعطف الإقليمي: حزب الله يمدّ يده للرياض… مناورة أم استراتيجية جديدة؟-