أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - ضربة قطر،أيقظت العرب أم كشفت عجزهم؟














المزيد.....

ضربة قطر،أيقظت العرب أم كشفت عجزهم؟


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتوهم أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت السيادة القطرية مجرد حادث عابر أو خطأ محسوب، يغفل عن حقيقة المشروع الصهيوني الذي قام منذ نشأته على منطق العدوان والتوسع وكسر إرادة الأمة. إسرائيل لم تعترف يومًا بسيادة دولة عربية، كبرى كانت أم صغرى، بل رأت في كل كيان عربي مجالًا مفتوحًا للتطويع أو الاستباحة، مستندة إلى مظلة أميركية تشرّع لها وتغطي على جرائمها. إن ما جرى مع قطر ليس إلا صفحة جديدة في كتاب طويل، كتاب يكتبه العدو الصهيوني بحبر النار والدم، ويكشف مرة بعد مرة أن العرب كلهم على مرمى الاستهداف، وأن الحدود المصطنعة لا تحمي أحدًا.

الرسالة أبعد من قطر

هذه الضربة ليست موجهة إلى الدوحة وحدها، بل إلى كل الخليج العربي، وإلى كل عاصمة تراهن على الوهم الأميركي باعتباره ضمانة أمنية. فإسرائيل تريد أن تقول بوضوح: لا سيادة لكم، ولا أمن إلا بما تسمح به تل أبيب وواشنطن. وما يزيد خطورة المشهد أن التواطؤ الأميركي كان مكشوفًا، يتأرجح بين التغاضي المتعمد والتبرير الصامت. وهو ما يعيد إلى الأذهان تجارب سابقة، حين تُركت دول عربية تواجه مصيرها تحت القصف أو الاحتلال بينما كانت القواعد الأميركية تملأ الأرض.

سقوط وهم "المظلة الأميركية"

لقد بنت العواصم الخليجية طوال عقود استراتيجيتها الأمنية على أساس الحماية الأميركية، لكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة أظهرت بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه الحماية انتقائية، لا تُستخدم إلا حين تتوافق مع مصلحة إسرائيل. أما إذا تعارضت مع الغطرسة الصهيونية، فإن أميركا تغمض عينيها وتدع العرب يدفعون الثمن. هذا السقوط المدوي لوهم المظلة الخارجية يجب أن يكون لحظة مفصلية، لا في قطر وحدها بل في كل الإقليم، لإعادة التفكير في مفهوم الأمن والسيادة.

الشعوب تستشعر الخطر

الأنظمة – كما جرت العادة – أصدرت بيانات إدانة باهتة، فيما الشعوب وحدها استشعرت عمق الإهانة. في الشارع العربي، يُنظر إلى الضربة كإشارة واضحة إلى أن كل دولة، مهما صغرت أو كبرت، مرشحة للاستهداف ما لم تبنِ قوتها الذاتية. هنا تتجلى المفارقة: الشعوب تدرك الخطر، بينما الحكومات ما زالت أسيرة حساباتها الضيقة، وعلاقاتها المربوطة بمصالح أميركية أو أوروبية، بدل أن تجعل من الضربة جرس إنذار لبناء جبهة عربية مستقلة.

ما العمل؟

الضربة الإسرائيلية لقطر تكشف أن السيادة العربية مهددة في جوهرها، وأن التواطؤ الأميركي أصبح قاعدة لا استثناء. لكن الخطر الأكبر ليس في الضربة ذاتها، بل في غياب الرد العربي المتكافئ. المطلوب اليوم هو الانتقال من منطق الاتكال على الخارج إلى مشروع أمني عربي مشترك، يقوم على مبدأ الردع المتبادل والاعتماد على القدرات الذاتية. لقد أثبتت المقاومة في فلسطين ولبنان أن إسرائيل ليست قوة لا تُقهر، وأن الرد حين يكون صلبًا يفرض معادلات جديدة. فهل تتعلم الدول العربية الدرس قبل أن تدق النيران أبوابها جميعًا؟



إن الضربة الإسرائيلية ضد قطر لم تستهدف دولة بعينها، بل أصابت في العمق مفهوم السيادة العربية برمته. وإذا لم تتحول هذه اللحظة إلى يقظة استراتيجية، فإن القادم سيكون سلسلة من الضربات، كل واحدة منها تنال من عاصمة أو كيان حتى يتفكك الجسد العربي أكثر فأكثر. التاريخ لا يرحم، والعدو لا ينتظر، والشعوب هي وحدها التي ما زالت تحتفظ ببوصلة الوعي. فهل تستفيق الأنظمة قبل فوات الأوان، أم تبقى عاجزة تكتفي بالشكوى فيما يكتب العدو مستقبل المنطقة على مقاسه؟



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية
- من صدمة 7 اكتوبر الى ادارة الكارثة: مسار الموقف العربي
- خطاب بري… بين تثبيت السلاح وتوسيع دائرة الأزمة
- اتركوا التيس الصهيوني وامسكوا حمدان
- غزة المقبلة على مذبحة: قرار الاحتلال أُخذ... والمذبحة تُعدّ
- لبنان والسلاح بين الاستقلال والسيادة المُقنّنة: هل بدأ فصل ا ...
- في مواجهة العاصفة: وحدة الموقف هي سلاحنا الأخير
- لتحريض المذهبي وآليات الاستجابة: مسؤولية مزدوجة في تفكيك الم ...
- واشنطن تضغط... وتل أبيب تحصد: لبنان بين كماشة الموانئ واسترا ...
- بين الاحتلال والداعم: واشنطن شريك المشروع الصهيوني منذ النشأ ...
- تقارب الضرورة: سوريا الجديدة وإسرائيل بين تفاهمات أمنية وحسا ...
- الفيدرالية والطائفية في المشرق العربي: مدخل للتفتيت لا لإدار ...
- الشرعية الدولية والقضية الفلسطينية: من تزوير التاريخ إلى تبر ...
- من الاحتلال إلى الضم: پ الكنيست وتصفية الضفة الغربية
- القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مق ...
- الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعا ...
- مشروع إمارة الخليل:تفكيك فلسطين من الداخل
- التكويع: فلسفة لبنانية ساخرة
- مسيحيون عرب...حماة العروبة وحملة روح الاسلام الحضارية
- وثيقة باراك ورد لبنان: منعطف حاسم في المعادلة السياسية والأم ...


المزيد.....




- وسط تصاعد الاحتجاجات النقابية.. ميناء رافينا الإيطالي يرفض د ...
- فرنسا تحذّر إسرائيل من ضم الضفة الغربية وتكشف عن عشر دول ستع ...
- قاعدة باغرام: ماذا نعرف عن أكبر قاعدة جوية في أفغانستان يسعى ...
- نجل زين الدين زيدان يختار -الجنسية الرياضية الجزائرية- بدل ا ...
- -استفزاز جديد-.. الناتو يعترض مقاتلات روسية اخترقت أجواء إست ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- نعيم قاسم يدعو السعودية -لفتح صفحة جديدة- وإنشاء جبهة ضد إسر ...
- هل تشعل صواريخ -باراك إم إكس- الإسرائيلية في قبرص مواجهة مفت ...
- الإليزيه يكشف عن 10 دول ستعترف بفلسطين الاثنين


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - ضربة قطر،أيقظت العرب أم كشفت عجزهم؟