أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية














المزيد.....

حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سنوات، تتوالى الحملات الإعلامية ضد النائب حسن مراد، وغالبًا ما تتشح بعناوين مثيرة واتهامات كبيرة تبدأ من الحديث عن "التبعية للنظام السوري" ولا تنتهي عند اتهامات بالضلوع في القمع أو المشاركة في القتال. لكن المدهش في هذه الحملات أنّها، رغم ضجيجها، لم تقدّم يومًا وثيقة واحدة أو شهادة موثوقة تُثبت صحّة هذه الادعاءات. وهي، في جوهرها، أقرب إلى البروباغندا السياسية، وأبعد ما تكون عن قراءة موضوعية لمسيرة رجل اختار أن يعبّر عن خط قومي ثابت ومتجذر، لا عن مصالح آنية أو حسابات ضيقة.

اتهامات بلا برهان

المنطق البسيط يفرض أنّ من يوجّه اتهامًا بحجم "المشاركة في سفك دماء" أو "التجنيد" أو "العمالة للنظام" أن يقدّم بينة دامغة: أسماء، وثائق، شهادات. لكن كل ما يُطرح في السجالات الإعلامية يبقى عند حدود التهويل والتكرار، لتفقد هذه الدعاوى قيمتها أمام أي عقل منصف، وتنكشف بوصفها مجرد محاولات للنيل من صورة سياسية واجتماعية باتت ثابتة في الوجدان الشعبي.

موقف قومي ثابت: لبنان في عمقه العربي

منذ دخوله الحياة العامة، لم يُخف حسن مراد انتماءه القومي–العروبي، ولا رؤيته إلى سوريا كعمق استراتيجي للبنان وللمشرق العربي. لم يكن موقفه تبعيًا، بل مبنيًا على إدراك أنّ العروبة والوحدة العربية هما البوصلة الحقيقية لأي مشروع لبناني متين. وبالتوازي، ظل متمسكًا بحق الأمة العربيّة الأكبر، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كخط ثابت لا يتغير بحسب الظروف السياسية أو التحولات الإقليمية.

هذا الموقف لم يمنعه من أن يكون واقعياً في التعامل مع القوى الإقليمية:

العلاقة مع سوريا

حافظ مراد على خط التوازن مع سوريا، بعيدًا عن الانحياز الأعمى أو التورط في حسابات حزبية ضيقة، مؤكدًا أن أي مشروع لبناني لا يمكن أن ينجح بمعزل عن عمقه العربي الطبيعي. ولكنه في الوقت نفسه، لم يسمح أبدًا بتحويل علاقته بسوريا إلى أداة في النزاعات الداخلية اللبنانية، ولم يتراجع عن مواقفه الثابتة ضد العدو الصهيوني، حتى عندما تغيرت مواقف بعض القوى السياسية.

العلاقة مع الخليج والسعودية

أما في مقاربته للخليج، وتحديدًا المملكة العربية السعودية، فقد التزم مراد بخطاب العقلانية والاحترام المتبادل، مع تقدير الدور السعودي التاريخي في دعم لبنان واستقراره. لم ينخرط في حملات تشويه أو صراعات إعلامية ضد الرياض، بل تعامل مع المواقف الخليجية بعقلانية: دعم للقضايا الوطنية مع الحفاظ على سيادة القرار اللبناني. هذه الموازنة تعكس وعيه بأن لبنان جزء من الأمة العربية، وأن العروبة الحقيقية لا يمكن أن تُبنى بمعزل عن حلفاء لبنان الطبيعيين.

المؤسسات: حضور عملي يثبت الثوابت

قد يختلف الناس حول الخطاب السياسي، لكن من الصعب إنكار أنّ مراد ارتبط في وجدان أبناء منطقته بمسار مؤسسي ملموس:

جامعات ومعاهد فنية رفعت مستوى التعليم.

مراكز ثقافية أسهمت في تعزيز الوعي.

مؤسسات تربوية تخدم مئات الطلاب.

مراكز إسعاف وفوج إطفاء جاهز للطوارئ.

فوج للثلوج في البقاع، استجابة لحاجات الناس اليومية.


هذه المشاريع ليست شعارات، بل استثمار طويل الأمد في الإنسان والمجتمع، وتثبت حضور مراد على الأرض، مميّزًا عن سياسيين يكتفون بالتنظير والظهور الإعلامي.

بين الذباب الإعلامي والواقع الشعبي

تحاول بعض الحملات تصوير نفسها على أنّها "موقف سنّي جامع" ضد مراد أو انعكاس "لتعصّب طائفي". لكن الواقع الشعبي يقول عكس ذلك: الناس ترى بأعينها المؤسسات التي تخدمها، وتلمس المساعدات والمبادرات، وتتابع المواقف الوطنية الثابتة. أما التضخيم الإعلامي ومحاولات تصوير الهجوم كأنه موقف جامع، فهي صناعة إعلامية هدفها التشويه لا أكثر.

العمل مقابل التنظير

الفارق الجوهري بين مراد وخصومه يتجلى في الميدان: بينما هو أسس وبنى واشتغل على الأرض، اكتفى الآخرون بتكرار الاتهامات. وهنا يظهر بوضوح أنّ الهجوم عليه لا يعدو كونه صراخًا في الفراغ.

الزمن يمتحن المواقف

التاريخ لا يُكتب بالضجيج الإعلامي ولا المقالات المأجورة، بل بالفعل الملموس والثبات على المبادئ. حسن مراد قدّم على مدى سنوات ما يثبت حضوره: مؤسسات عاملة، مواقف قومية ثابتة، ورؤية واضحة لموقع لبنان في عروبته وفي مواجهة العدو الصهيوني.

أما حملات التشويه، فهي ستبقى عابرة، مهما ارتفع ضجيجها، فالمعيار الحقيقي هو ما يبقى على الأرض، وما يسجله الناس في ذاكرتهم اليومية، ضمن رؤية قومية متكاملة تحمي لبنان وعروبته وقضيته الفلسطينية.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صدمة 7 اكتوبر الى ادارة الكارثة: مسار الموقف العربي
- خطاب بري… بين تثبيت السلاح وتوسيع دائرة الأزمة
- اتركوا التيس الصهيوني وامسكوا حمدان
- غزة المقبلة على مذبحة: قرار الاحتلال أُخذ... والمذبحة تُعدّ
- لبنان والسلاح بين الاستقلال والسيادة المُقنّنة: هل بدأ فصل ا ...
- في مواجهة العاصفة: وحدة الموقف هي سلاحنا الأخير
- لتحريض المذهبي وآليات الاستجابة: مسؤولية مزدوجة في تفكيك الم ...
- واشنطن تضغط... وتل أبيب تحصد: لبنان بين كماشة الموانئ واسترا ...
- بين الاحتلال والداعم: واشنطن شريك المشروع الصهيوني منذ النشأ ...
- تقارب الضرورة: سوريا الجديدة وإسرائيل بين تفاهمات أمنية وحسا ...
- الفيدرالية والطائفية في المشرق العربي: مدخل للتفتيت لا لإدار ...
- الشرعية الدولية والقضية الفلسطينية: من تزوير التاريخ إلى تبر ...
- من الاحتلال إلى الضم: پ الكنيست وتصفية الضفة الغربية
- القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مق ...
- الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعا ...
- مشروع إمارة الخليل:تفكيك فلسطين من الداخل
- التكويع: فلسفة لبنانية ساخرة
- مسيحيون عرب...حماة العروبة وحملة روح الاسلام الحضارية
- وثيقة باراك ورد لبنان: منعطف حاسم في المعادلة السياسية والأم ...
- لذلك...اعتذر من الحمير مع تقبيل الحافر والأذنين


المزيد.....




- إطلاق سراح باحثة إسرائيلية اختطفتها ميليشيا عراقية تدعمها إي ...
- إطلاق سراح طالبة إسرائيلية روسية كانت مختطفة في العراق
- الاتحاد العام لعمال مصر.. بيان تاريخي يدين العدوان على قطر و ...
- الحرب على غزة مباشر.. قطر تندد بالهجوم الإسرائيلي وترامب يؤك ...
- ساعات قبل إبحاره.. ماذا بحوزة أسطول الصمود لكسر حصار غزة؟
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن بعد ضربات إسرائيل في قطر ...
- مواجهة وشيكة بين أميركا وفنزويلا قد تشعل حربًا كبرى
- طهران تعتبر الهجوم الإسرائيلي على الدوحة تصعيدا يستهدف السيا ...
- الثمن الباهظ لمغامرات قيس سعيد
- خبراء أميركيون: الهجوم الإسرائيلي أغلق الباب أمام أي مفاوضات ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية