أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (66)














المزيد.....

الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (66)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 23:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


احرص على احلامك واحرصها من العابثين فان لم تثمر في مكان نشوئها فستثمر في مكان اخر

نقاش فلسفي عميق للعبارة

العبارة تطرح حكمة حياتية موجزة: «احرص على أحلامك واحرصها من العابثين فان لم تثمر في مكان نشوئها فستثمر في مكان آخر.» — فيها دعوة للحفاظ على الأهداف الشخصية، وحماية هذه الأهداف من من يقوم بتقليصها أو العبث بها، وإيمانٌ بمرونة تحقيقها بحيث إن فشلت في بيئتها الأصلية فستجد مكانًا آخر لتنمو فيه. سنفككها فلسفيًا من عدة زوايا: مفهومية، أخلاقية-وجدانية، اجتماعية-سياسية، ومآلاتها العملية.

المعنى المفهومي
القول يربط بين ثلاثة مفاهيم أساسية: الحلم (كمشروع وجودي أو طموح منظّم)، الحماية (كالحدود والرعاية)، والبيئة (المكان/السياق الذي يُنضِج الفكرة). يمكن قراءته كمقولة عن «القدرة الكامنة التي قد تُتحقق لاحقًا» — وهو مقاربة أرسطية بين القدرة والفعل: الحلم قدرة، والثمرة فاعلية تتطلب شروطًا؛ فإذا غابت الشروط عن موطن النشوء، فثماره قد تُستعاد في موضع آخر.

زاوية وجودية وأخلاقية
من منظور وجودي (سارتر وآخرين) الحلم ليس مجرد أمنية بل مشروع تُعبّر به عن حرية الفرد وتكوينه الذاتي. إذًا «احرص على أحلامك» هو مطلب للصدق مع الذات وعدم التفريط في مشروع الوجود. الحماية من «العابثين» تحمل بعدًا أخلاقيًا: احترام الحلم يتطلب حدودًا، وعلاقات تنتج رعاية بدلاً من إحباط. الفضيلة المقترحة هنا: شجاعة الإيمان بالذات، وحكمة فصل الكلام المؤذي عن النقد البنّاء، وصبر السقاية على المدى الطويل.

البُعد الاجتماعي والسياسي
العبارة ليست محايدة اجتماعيًا. «العابثون» يمكن أن يكونوا سخرية المجتمع، مؤسسات متشددة، طبقات متحكمة، أو حتى ظروف اقتصادية. قراءة اجتماعية تجعل الحكمة ذات صلة بالهجرة الثقافية والاقتصادية: كثيرون غيّروا مكان نشوء أحلامهم — صانعو فن، علماء، روّاد — فوجدوا أرضًا خصبة خارج موطنهم. إذن ثمر الحلم مرتبط بعلاقة الحلم بالبيئة المؤسسية: هل تمنح فرصًا؟ هل يوجد تحيّز؟ هذه المقولة تشجّع استراتيجيات التكيف أو التنقّل للتماس بيئات أكثر إنصافًا.

المنـهج العملي والبراغماتي
من منظور براغماتي: الحكم صالحٌ لأنه قابل للتطبيق. نصيحة «احرص واحرس» تعني تنفيذية: تطوير المهارات، بناء علاقات، توثيق العمل، واختبار الفرضيات في أماكن مختلفة. الإيمان بأن الفائدة قد تأتي في موضع آخر يحفّز المحاولة المتكررة بدلَ الانكسار النهائي.

النقد والفخاخ الفلسفية
لكن هناك نقد: قد تشجّع المقولة على هروبٍ مستمر أو اندفاعٍ دون جذور — «إن لم تثمر هنا فاذهب لِمَكان آخر» يمكن أن يصبح مبررًا للتنقّل الهامشي بلا بناء. أيضًا، «حماية الأحلام» إذا تحوّلت إلى حصار، قد تمنع التعرّف على أحلامٍ جديدة أو تطويرها. ثمة توتر بين الحفاظ الثابت على حلمٍ واحد وبين المرونة التي تتيح إعادة صياغته. فلسفيًا هذا يضعنا بين بوليصة الحفاظ والمحبة للتغيير؛ حكمة الحياة اليومية تكمن في التوازن.

البُعد الأدبي والبلاغي
أسلوب العبارة قريب من الأمثال: قاعدة موجزة، صورة (ثمر، نشوء)، وإيقاع يسمع كحكمة مجرّبة. الصورة النباتية تقرّب الفكرة لعقل القارئ — الحلم كزرع يحتاج تربة ورعاية وزمن. أدبيًا هي دعوة لسرديات الاستمرارية والتغلّب على الحواجز، وتناسب القصص اليومية عن المثابرة والانتقال.

خلاصة تطبيقية مختصرة

اعتنِ بالحلم كمهارة: طوّره ولا تتركه مجرد أمنية.

احمِه بحدّ واضح ضدّ السخرية والابتذال، لكن تقبّل النقد البنّاء.

جرّب سياقات مختلفة: بعض المواهب تستدعي أرضًا أخرى لتنمو فيها.

لا تجعل «الانتقال» ممهّداً للهروب؛ اجعله خطوة مدروسة في خدمة الفعل.

ختامًا: العبارة توازن بين الوفاء للذات والاعتراف بواقعية العالم — تحث على رعاية مشاريعنا بلا إغلاق على الإمكانيات البديلة. هكذا تصبح نصيحة يومية فلسفية: ازرع حلمك، واحمِه، وإذا لم تُثمر شجرته هنا فازرعها حيث تشرق الشمس أكثر.



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...


المزيد.....




- وسط تصاعد الاحتجاجات النقابية.. ميناء رافينا الإيطالي يرفض د ...
- فرنسا تحذّر إسرائيل من ضم الضفة الغربية وتكشف عن عشر دول ستع ...
- قاعدة باغرام: ماذا نعرف عن أكبر قاعدة جوية في أفغانستان يسعى ...
- نجل زين الدين زيدان يختار -الجنسية الرياضية الجزائرية- بدل ا ...
- -استفزاز جديد-.. الناتو يعترض مقاتلات روسية اخترقت أجواء إست ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- نعيم قاسم يدعو السعودية -لفتح صفحة جديدة- وإنشاء جبهة ضد إسر ...
- هل تشعل صواريخ -باراك إم إكس- الإسرائيلية في قبرص مواجهة مفت ...
- الإليزيه يكشف عن 10 دول ستعترف بفلسطين الاثنين


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (66)