عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 07:14
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في فجر الحياة العاطفية
في فصل من فصول مدوّنة العشّاق، وجد بطلنا نفسه تهزه ذكريات أيام مضت، تعود إلى الحقبة التي سبقت تعرّفه إلى الحب، قبل أن يخضع لسحره ويذوب في وهجه. كانت حياته في تلك المرحلة تسير ضمن روتين يومي رتيب، محكومة بإطار عام خالٍ من الإثارة أو العاطفة.
كان منشغلاً بإيقاع الحياة المعتاد، يقرأ الشعر ويتلذذ بالموسيقى الرفيعة، مستمتعًا بالفن من أجل الفن ذاته. لم تكن للكلمات أو الأحداث صدى يُذكر في نفسه، ولم يكن للجانب العاطفي من الوجود أي جاذبية له. بل إن الأبعاد العاطفية ومشتقاتها كانت مثار انتقاد وسخرية، وربما وجد نفسه حينها يقدم النصائح لأصدقائه، حاثًا إياهم على الابتعاد والتخلي عن مثل تلك الأمور.
كانت تلك السنوات السابقة موسومة بالبساطة واللامبالاة تجاه العالم الوجداني، بل إنه في بعض الأحيان كان يحذر أصدقاءه من الوقوع في فخ المشاعر، ناظرًا إليها بريبة وعقلانية متشددة. كان الحب في تلك المرحلة أشبه بقوة دخيلة، وكان نسيج الحياة العاطفية يُنظر إليه من خلال منظار الانفصال والتحفظ العقلي.
لكن القدر، بتصاميمه العابثة، كان قد هيأ فصلًا غير متوقع لبطلنا. لم يكن يعلم أن السكينة الرتيبة التي عاشها ستُقوّض قريبًا بإكسير الحب المسكر، وأن الفصول القادمة من حياته ستُكتب بحرارة وتقلّب مشاعر العاشق. وهكذا بدأت تحوّلاته، من مجرد متفرج على الطيف العاطفي إلى بطل يتلمس طريقه في متاهة الحب، بكل ما تحمله من تعقيدات وتناقضات وكشوفات عميقة.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟