عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 12:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عمق العثور على روحٍ تشاركك الجنون
إنه لأمرٌ مدهش بحق أن تلتقي بشخصٍ يشاطرك تأملاتك الغريبة وهواجسك الفريدة، ويهتزُّ داخله بنفس الحماسة والجنون التي تعصف بك. فوجود من يثير فيك نيران الجنون، لا يجعل الحياة أكثر احتمالًا فحسب، بل يجعلها أكثر إثارة ودهشة. فعندما تتقاسم الأفكار، والأحلام، والمغامرات مع شخصٍ آخر، ينشأ نظام دعمٍ متبادل، يمهّد الطريق أمام مشاريع مشتركة مدهشة تتجاوز المألوف.
قد يكون العثور على من يشاركك جنونك أمرًا نادرًا وصعبًا، لكن حين يُكتب لهذا اللقاء أن يحدث، فإن العلاقة التي تُبنى عليه تكون عميقة ومتينة، تشبه في جوهرها عقدًا روحيًّا يتجاوز حدود العادة والمنطق. فإذا وجدت شريكًا يتفهم نظرتك اللامألوفة للعالم، ويمنحك دعمه في مسيرتك غير النمطية، فإنك حتمًا ستذوق طعم سعادة لا تشبه سعادة الآخرين.
من هنا، لا تتردد في الانخراط في رحلة البحث عن رفيق يشاطرك جنونك وشغفك بالحياة، سواء كان صديقًا أو شريكًا، وكن على يقين أنك مطالبٌ كذلك بأن تردّ له الجميل: أن تملأ عالمه بالبهجة والإبداع، كما يفعل معك.
فالشريك الذي يتناغم مع جنونك لا يكون مجرد رفيق طريق، بل قوة إلهام ودعم تدفعك إلى التقدُّم، تتقاسمان الضحك، وتحتملان الأعباء، وتتقاسمان السعي نحو المستحيل. وجود هذا الشخص يمنحك شجاعة عبور الحدود، ومجابهة التحديات بثقة، لأنك تعلم أن هناك من يفهمك ويؤمن بك رغم كل غرابتك.
برفقته، تنفتح أمامك أبواب المغامرة، وتُخلق لحظاتٌ لا تُنسى. تغامر، تُخفق، تنجح، وتعيد الكرّة، لكنك لا تعود أبدًا كما كنت. لأن هذه العلاقة تُخرج منك الإنسان الكامل، الذي تجرّده الحياة اليومية من ملامحه.
وإذا كنت لا تزال في طريق البحث عن هذا الشخص، فكن صادقًا ومنفتحًا في تواصلك مع الآخرين، وابحث عن من يحمل شغفًا يشبه شغفك، وله قلبٌ نابضٌ بالحياة والإلهام. فقد يكون هناك من ينتظرك على ناصية الجنون، ليبدأ معك حكايةً خارج النص، تُكتب بلغةٍ لا تُقرأ، بل تُعاش.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟