عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 19:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رفض الفضيلة
لا شيء يزعجني أكثر من رفض الفضيلة والدور الحاسم الذي تلعبه في مسار الحضارة، خصوصًا حين يصدر هذا الرفض عن أصدقاء يرفعون دائمًا شعارات القيم والمبادئ الدينية. هؤلاء الذين يتقنون الوضوء ويتلون القرآن بصوت مقلِّد لقراءٍ عظام كالسديس والشريم، تجدهم في الوقت ذاته يُضمرون كراهية للفضيلة إن لم تكن في صالحهم.
أرصد نوعًا من الناس، وهم كُثُر، يرغبون بالفضيلة كما تُرغب الصدقة، حين تصبّ في مصلحتهم فقط، ويستنكرونها بشدة إن أفادت غيرهم. وأتساءل: هل هذا نوع من الانفصام في الشخصية؟ أم هو خلل في القيم والأخلاق والمبادئ؟ لعلهم، في أعماقهم، يعانون من غياب نماذج حقيقية معاصرة يمكن أن تكون قدوة تُحتذى. أو ربما يخشون وجود مثل هذه النماذج؛ لأنها ستُشكّل عليهم عبئًا أخلاقيًا يُحتم عليهم أن يكونوا أفضل.
إن رفض الفضيلة ليس مجرد موقف شخصي، بل هو مؤشّر عميق على أزمة في البنية القيمية للمجتمع، حيث تتحول المبادئ إلى أدوات انتقائية يُقبل بها متى خدمت الهوى، وتُرفض متى عارضته.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟