عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 11:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هل استفدنا من تجنّب الفكر الفلسفي؟
لعدة قرون، اقترن الهروب من التساؤل الفلسفي بالتراجع، والجمود العقلي، والتشظّي الفكري. ها نحن اليوم نقف عاجزين أمام الأسئلة الوجودية العميقة، غارقين في القصور، والسطحية، وانعدام الحوار، وغياب المنطق.
تبقى أصول العداء بين الفلسفة والدين غامضة، ويثير الدهشة أن تُربط الفلسفة بالإلحاد والزندقة. لعلّ الفكر الجريء يصطدم بمن يمنحون أنفسهم سلطة إقصاء الآخر، متجاوزين حقه في الرأي، والعقل، والوجود.
لقد أصبحنا أمة منفصلة عن تاريخ الفكر، لا نتعامل مع الفلسفة إلا في مناسبات متفرقة، لا ترقى لأن تكون ظاهرة.
وهنا يلحّ سؤال كبير: لماذا نفتقد وجود "الفيلسوف الشاعر" الذي ينير الدروب ويثري الساحة الثقافية بإبداعه؟
لعلّ غياب هذا النمط لا يعود إلى فقر في المواهب، بل إلى بيئة ثقافية سلبية تخنق إمكانية ظهوره وتمنع تفتّح هذه الفئة النادرة.
العداء تجاه الفكر الفلسفي أفرز جفافًا ثقافيًا، حال دون ازدهار العقول القادرة على مزج الفلسفة بالشعر. وإن تأملنا هذا الغياب، فإنه يدفعنا للتفكير في الشروط المجتمعية التي إما أن تُنبت أو تُميت التآلف بين الفكر والتعبير الفني.
وفي سعينا نحو التنوير، فلنُعد النظر في قطيعتنا التاريخية مع الفلسفة، فلعلّ في احتضانها مجددًا اشتعالًا لشعلة العقل، وانفتاحًا لمسارات حوار عميق، تُحرّرنا من القيود التي فرضتها مواقف الرفض على مسيرتنا الفكرية الجمعية.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟