أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عاهد جمعة الخطيب - التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (20)














المزيد.....

التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (20)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 08:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


7.2 التطبيقات الانتقالية
في السياقات التي تُدرس حالياً ضمن مجال التوازن الداخلي التكاملي، يبدو أن أنظمة التثبيت والتغذية الراجعة يمكن أن تتعرض للاضطراب أو حتى التلاعب بها لخدمة أهداف جديدة (265–267). ويمكن أن تنشأ ديناميكيات توازن داخلي، تشمل الاستقرار وعدم الاستقرار، بين نوعي الاضطراب هذين. فالأمراض المعدية، التي كانت قاتلة عبر التاريخ البشري، يمكن النظر إليها على أنها اضطراب في ديناميكيات التوازن الداخلي، ضمن رؤية رمزية للتوازن الداخلي كنظام يتجاوز حدود الكائن الحي. يُقترح هنا تعزيز دراسة توازن الأنظمة ومناقشة هذا المفهوم (268–271).

على المستوى الدولي، يُنظر إلى التوازن الداخلي منذ أربعينيات القرن العشرين كإحدى خصائص الكائنات الحية أو وظائفها (272–274). ومع ذلك، على الأقل في اليابان، لم يحظَ باهتمام كبير كموضوع بحثي مقارنةً بالمجالات التقليدية والأساسية مثل علم وظائف الأعضاء أو الفيزيولوجيا المرضية (275–279). لاحقًا، وبتركيز على جدته وإمكاناته، تم تعزيز دراسات التوازن الداخلي التكاملي من منظور أوسع ومتعدد التخصصات من خلال إنشاء شبكة بحثية دولية (280، 281).

8. الخاتمة
التوازن الداخلي هو عملية ذاتية التنظيم ومتعددة الأبعاد، يتم من خلالها الحفاظ على استقرار الكائنات الحية أثناء تكيّفها مع التغيرات في الظروف الخارجية (282). وتتطلب البيئة الداخلية والخارجية المتغيرة باستمرار تنظيماً مستمراً عبر أنظمة وآليات خلوية متعددة (283). ومن هذا المنظور، يمكن اعتبار "التوازن الداخلي" مفهوماً شاملاً يدمج العديد من العناصر الفسيولوجية والخلوية والبيئية، ويعمل كمنظومة من الشروط التفاعلية التي تحافظ على حالة متوازنة داخل النظام الحي (284).

ويُعد هذا التوازن ضرورياً للصحة، لأنه يضمن بقاء الخلايا والكائن الحي بأكمله (285). وعند التركيز على الأمراض، من الضروري إدراك العلاقة المتبادلة بين الصحة والمرض، إذ إن التمييز بينهما لا يكون إلا بدرجات متفاوتة (286–288). فالصحة تمثل حالة يكون فيها الجسم قادراً، في ظل الظروف "الاعتيادية"، على الحفاظ على وظائفه في "نطاق طبيعي"، بينما تكون الانحرافات عن هذا النطاق مرنة بما يكفي ليتم تعويضها. أما المرض، فيُمثّل تجسيداً لحدود نظام الحفاظ على الصحة (289).

وهذا يعني أن الأعراض والسلوكيات نفسها يمكن أن تظهر لدى الأصحاء والمرضى، لكن طبيعة وآليات ظهور هذه الأعراض تختلف (290). وإذا فشلت آليات التعويض في استقرار النظام، تحدث خسارة في حالة الصحة وتبدأ الأعراض والسلوكيات غير الطبيعية في الظهور (291–293).

إن تحويل مفهوم التوازن الداخلي إلى مجموعة من المفاهيم غير التقليدية ومتعددة التخصصات لفهم الصحة والمرض له دلالات واسعة في تطوير استراتيجيات جديدة ومبتكرة للحفاظ على الصحة واستعادتها (23). فالفيزيولوجيا (وظيفة الحياة) والفيزيولوجيا المرضية (خلل الوظائف) في الحالات المستقرة والمنظمة ذاتيًا تعتمد بشكل عميق على مبدأ التوازن الداخلي (185).

ويُعتبر التوازن الداخلي وسيلة لوجود الكائن الحي في بيئة متغيرة، في أي تخصص علمي (192). واليوم، يوفر فهم هذه الآليات الأساسية إرشادات قيمة لتصميم وتفسير الدراسات التجريبية في مجالات متعددة من العلوم الحديثة (8). كما تسمح التكنولوجيا الحالية بإجراء تسجيل منهجي وشامل للبيانات البيوكيميائية والفيزيولوجية (1).

لكن في معظم الحالات الحالية، لا يزال دمج البيانات يعتمد بشكل أساسي على الروابط الوصفية وليس على الآليات (30). ويستلزم سد الفجوة بين التحليل والتجريب تطوير نماذج رياضية تعكس آليات الظواهر الفيزيائية ذات الصلة (293). ومن المجالات الناجحة بشكل خاص ضمن هذا الإطار هو نمذجة الأنظمة الخلوية باستخدام مقاربات علم الأحياء النُظُمي (102). وعند دمجها مع أدوات التشخيص والعلاج الطبي، يمكن لهذا النهج في الرصد الفسيولوجي أن يوفر معلومات آنية حول حالة المريض (44).

وعليه، فإن تطوير نموذج قائم على التوازن الداخلي للنظام المدروس، والسعي إلى التنبؤ بالتغيرات ضمنه، له جوانب تطبيقية واضحة (294). ومن ناحية أخرى، فإن فهم القوانين الأساسية للأنظمة الحية يمكن أن يُحسّن من قدرة الإنسان على التكيّف مع الظروف البيئية (295).

كما أن حماية النظام من الاضطرابات الخارجية وتحسين استخدام الموارد المتاحة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قدرة المجتمع على منع انتشار العمليات البيولوجية ذات الصلة الطبية الخطيرة، وكذلك على السيطرة على الأمراض القائمة (296). وهذا يُبرز دور وأهمية مواصلة البحث في مجال التوازن الداخلي في الصحة والمرض (297).



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (19)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (18)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (17)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (16)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (15)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (14)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (13)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (12)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (11)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (10)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (9)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (8)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (7)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (6)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (5)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (4)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (3)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (2)
- التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (1)
- احلامنا تشبه أمواج البحر؛ كلما كبرت تفرقت (28)


المزيد.....




- -الصواريخ بتعدي فوق روسنا زي الحمام الزاجل-.. محمد رمضان يعت ...
- الحرس الثوري يكشف تفاصيل ضربة مستشفى سوروكا في إسرائيل.. وصو ...
- إعلام عبري: الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مباشرة في مدن تل ...
- سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- تواصل التصعيد الإيراني الإسرائيلي واتهامات إيرانية للوكالة ا ...
- نجم عابر قد يهدد استقرار نظامنا الشمسي
- بوتين وشي جين بينغ: لا حل عسكريا لقضايا الشرق الأوسط
- زاخاروفا: -بريكس- نواة النظام العالمي الجديد
- الكونغرس الأمريكي.. مشروع قرار يلغي -قانون قيصر- المفروض على ...
- توجيهات أمريكية بفحص الحضور الإلكتروني لطالبي التأشيرات التع ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عاهد جمعة الخطيب - التوازن التكاملي: نهج متعدد التخصصات للصحة والمرض (20)