عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 06:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رؤى فلسفية بين المقاييس المادية والفضيلة
في عالم تُقاس فيه الأشياء كلها بمقاييس مادية، تكاد الفضيلة تفقد قيمتها الجوهرية، وتغيب معها بوصلة الوعي في زحمة العائد المحسوس. هذا التفاعل بين المادية والفضيلة يثير أسئلة فلسفية عميقة حول جوهر الوجود الإنساني وغاية السعي العقلي والمعرفي.
سألني صديق ذات مرة: "ما فائدة القيام بالبحث العلمي؟" وكان في سؤاله ما يوحي بطلب نفعٍ مباشرٍ ماديّ للباحث. لكني رغبت أن أرفع هذا التساؤل من ضيق المكاسب إلى سعة الغايات.
ألسنا نُدرك أن للبحث العلمي، ولجهود العلماء والمفكرين، قيمة ذاتية تساهم في تشكيل نسيج المعرفة الإنسانية والعلمية؟
أفلا يجدر بنا أن نكون جزءًا من الإرث العلمي والفكري العالمي، بدلًا من أن نبقى أمة تُنسى في صمت، لأنها لم تُسهم في خطاب الوجود؟
إن طلب العلم وغرس الفضيلة لا ينبغي أن يُختزل إلى تبادل في سوق المنافع، بل هو سعيٌ سامٍ يروم تعميق فهمنا للعالم ولنفسنا فيه. المسعى العلمي يتجاوز مفردات الربح والخسارة، ويتّجه نحو طموحات أعلى ترفد الحضارة الإنسانية وتغنيها.
ومن واجبنا أن نُدرك أن للبحث العلمي غاية تتجاوز النتائج المادية، فهو استثمار في الثروة العقلية للأمم، وثمرة هذا الجهد لا تُحصر في الأرض وحدها، بل يُرجع أمرها إلى السماء، حيث تُوزن الأعمال بعدل من لا تغيب عنه نية ولا يضيع عنده جهد.
وبين المادي والروحي، بين الفضيلة والمصلحة، نسير في ممرات الفلسفة، حيث تتحدد معالم الفكر الإنساني، وتُرسم خطوط مسار الحضارة.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟