عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 04:51
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اللاوعي في عالم المعرفة
نجد أنفسنا غارقين في دوامة معرفية تتسم باللاوعي. فعلى الرغم من وفرة القنوات الإخبارية، والتحليلات الاقتصادية، والتعليقات السياسية، فإننا نبدو أكثر تشتتًا وأقل وعيًا — أو لعلنا، ببساطة، أقل وعيًا حقًا.
نحن، أبناء جيل الخمسينيات والستينيات، شهدنا عصرين من عصور المعرفة. في الحقبة الأولى، كانت المعرفة محصورة ومحتكرة، لا تتجاوز حدود المكتبات والدوريات العلمية. وكان الحصول على المعلومة يتطلب السعي الحثيث والجهد المقصود. في تلك المرحلة، كنا نتمسك بالمعلومة ونحفظها ونتأمل عمقها.
أما الحقبة الثانية، فقد جاءت مع طوفان المعلومات، الذي حملته ثورة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. فأصبحت المعرفة متاحة بضغطة زر، من خلال المكتبات العالمية، والمحاضرات الإلكترونية، ومصادر لا تُعد ولا تُحصى. إلا أن وفرة هذه المعلومات جعلت المتابعة الدقيقة والتحقق من المصداقية أمرًا عسيرًا.
نحن اليوم نعيش حالة من اللاوعي في عالم المعرفة والوعي. لقد أدت كثافة البيانات إلى مفارقة عجيبة: كلما ازدادت وفرة المعلومات، قلّ وعينا الحقيقي. ففي خضم هذا البحر المتلاطم من المعطيات، لم تعد المشكلة في الحصول على المعرفة، بل في التمييز بين ما هو ذو معنى وما هو مجرد ضجيج — في عصرٍ بات فيه الخط الفاصل بين الوعي واللاوعي أكثر غموضًا من أي وقت مضى.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟