عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 08:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
استكشاف فلسفي لعلاقتنا بالطبيعة
ظلّ سؤالٌ أبديّ يُراودني: هل نُدرك محيطنا كواقع موضوعي مستقل عنّا؟ أم أننا نشكّل هذا الواقع بما يوافق ميولنا العابرة؟ يبدو أن الطبيعة تنسجم مع حالاتنا النفسية، فتغدو كمرآة حساسة تُجاري مزاجنا.
في لحظات التفاؤل، تبدو الطبيعة وكأنها في خدمتنا، تعكس إشراقنا وتُضخّمه. أمّا حين يهبط مزاجنا، فتبدو كأنها تردّد كآبتنا، في رقصة معقّدة بين الداخل النفسي والخارج المحيط.
ومع ذلك، يبرز جانب آخر مدهش حين نرفع أعيننا إلى السماء، نهارًا أو ليلًا. في تلك اللحظات، قد نخطئ حين نعتقد أن للأجرام السماوية معناها ووجودها من خلالنا نحن. نلوّنها بالشعر والخيال، ونمنحها دلالاتٍ ذاتية، ثم نمرّر هذا "المعنى" إلى من بعدنا ليُضيفوا طبقةً جديدة من التفسير.
لكن في النهاية، علينا أن نواجه حقيقةً عميقة: وجودنا أو غيابنا لا يُحدث فرقًا في اتساع هذا الكون. الأجرام السماوية تتابع رقصتها الكونية دون اكتراث بوجودنا العابر.
محاولاتنا لإضفاء المعنى على الكون تكشف ميل الإنسان لإسقاط ذاته على الطبيعة، ورغبتنا العاطفية في تأنيس هذا العالم الصامت.
وحين نتأمل علاقتنا بالطبيعة، تنكشف لنا جدليةٌ دقيقة بين الواقع الموضوعي للعالم الطبيعي، وعدساتنا الذاتية التي نُدركه من خلالها. هذه الرحلة الفلسفية تدعونا لإعادة النظر في دورنا ضمن نسيج الكون، ولفهم ذاك التوازن الغريب بين لا أهميتنا الكونية، وارتباطنا العميق، في آنٍ واحد، بهذا النظام الكوني الهائل.
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟