الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (23)

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)

الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 10:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الغدُ المُراوغ: تأملٌ فلسفي

إن فكرة "غدٍ أجمل" لا تتحقق أبداً على نحو مطلق، لأنه حين يأتي، يتحول إلى "اليوم". لذا، لا ينبغي لنا أن نُهدر هذا اليوم البهيّ في مطاردة غدٍ يبدو أكثر إشراقاً. فالفلسفة والفيزياء معاً تعترفان بأن مفهوم الزمن يظل لغزاً محيراً.

الزمن كيانٌ مراوغ، بناءٌ يحيط بنا بسياج من الغموض. فلسفياً، نكافح لفهم أن المستقبل يتحوّل دوماً إلى الحاضر، وأن الحاضر يتلاشى سريعاً ليغدو ماضياً. ولا نملك من الزمن سوى هذه اللحظات الخاطفة، التي لا تعيش إلا في "الآن" المتجدد دوماً.

في نسيج الوجود المعقّد، كل "آن" هو لقطة معلّقة بين ما كان منذ لحظة مستقبلاً، وما سيصبح بعد لحظات ماضياً. والزمن، في انسيابه المستمر، لا يمنحنا أكثر من هذه اللحظات العابرة، وكأنه يحثنا على أن نعيشها بكل ما أوتينا من وعي وحضور.

الفلسفة، وقد تشابكت مع فيزياء الزمن، تدعونا للتأمل في طبيعة وجودنا الزمني. وبينما نرقص مع الزمن في خطواته اللامتناهية، فلنكن حرّاساً متيقظين للحاضر؛ ففي احتضان الحاضر الرقيق قد نجد الجمال العميق الذي يظل بعيد المنال في سراب الغد الدائم التراجع.

#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل