أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (49)














المزيد.....

الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (49)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 11:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أحسن الظن بالناس ولكن لا تثق بالمتغير البشري: قراءة فلسفية في التناقض الإنساني

الملخص:
تتناول هذه المقالة عبارة تحمل عمقًا فلسفيًا ملحوظًا: "أحسن الظن بالناس ولكن لا تثق بالمتغير البشري"، وهي دعوة إلى التوازن بين التفاؤل الأخلاقي والحذر الواقعي. تحاول المقالة تفكيك هذه العبارة ضمن إطار معرفي وأخلاقي يدمج بين الرؤية الفلسفية الكلاسيكية والطرح المعاصر حول طبيعة الإنسان، وازدواجية الثابت والمتغير في السلوك البشري.

المقدمة:
في خضم العلاقات الإنسانية المتشابكة، كثيرًا ما تُطرح تساؤلات حول الثقة، وحول مدى ثبات الإنسان على مواقفه وأخلاقياته. من هنا تنبع العبارة موضع الدراسة، التي تدعو إلى إحسان الظن كقيمة إنسانية نبيلة، وفي الوقت ذاته تحذر من الإفراط في الثقة لما في "المتغير البشري" من تقلبات مزاجية، ومصالح متحولة، واستجابات ظرفية لا تخضع لقوانين ثابتة.

أولاً: الثقة بوصفها مطلبًا أخلاقيًا
الثقة، في السياق الإنساني، تعد من أبرز ركائز التواصل الاجتماعي والتماسك الأخلاقي. وقد تناولها الفلاسفة من أمثال جون لوك وكانط بوصفها شرطًا ضروريًا لأي نظام اجتماعي مستقر. لكن الثقة هنا لا تعني الغفلة أو التسليم المطلق، بل تستوجب تدرجًا مبنيًا على المعرفة والتجربة.

ثانيًا: إحسان الظن والفضيلة الأخلاقية
إحسان الظن هو نزعة داخلية تميل إلى تفسير سلوك الآخر على وجه الخير، وهو مبدأ تؤيده الفلسفات الروحية والوجودية، ويرتبط بنظرة الأنا إلى الآخر. يرى سبينوزا أن فهم الإنسان يعني أن نعذره، وهو ما يلتقي مع دعوة العبارة إلى حسن الظن، لكن دون الوقوع في سذاجة التوقعات.

ثالثًا: المتغير البشري بوصفه مفهومًا فلسفيًا
يمثل "المتغير البشري" بعدًا وجوديًا ومعرفيًا يعكس الطبيعة غير الثابتة للإنسان. فالإنسان ليس كيانًا متجانسًا أو مطلق الثبات، بل هو نتاج لتجارب ومواقف وانفعالات. يشير هيراقليطس إلى أن "كل شيء يتغير"، والإنسان بطبيعته أكثر الكائنات تقلبًا، ولذلك فإن الثقة المطلقة فيه قد تفضي إلى خيبة الأمل.

رابعًا: بين المثالية الواقعية والواقعية الأخلاقية
تدعو العبارة إلى الجمع بين مثالية الأخلاق وواقعية الفعل. فالافتراض الحسن تجاه الآخرين لا يعني التساهل مع هشاشة الطبع البشري. الفيلسوف بول ريكور يقترح نموذجًا hermeneuticًا لفهم الآخر، قوامه التفهم دون الإذعان، والاحترام دون الاستسلام.

خامسًا: التطبيقات المعاصرة للعبارة
في زمن تتسارع فيه التغيرات الاجتماعية والتقنية، تصبح العبارة دعوة للبصيرة، لا للشك؛ للحذر، لا للريبة. في العلاقات الشخصية، كما في السياسة والاقتصاد، تظهر الحاجة إلى قراءة سلوك البشر ضمن سياقات متحولة، وهو ما يستدعي بناء آليات ثقة مرنة ومبنية على المتابعة والتقييم المستمر.

الخاتمة:
في النهاية، فإن عبارة "أحسن الظن بالناس ولكن لا تثق بالمتغير البشري" تقدم لنا رؤية فلسفية متوازنة تتجاوز المثالية المفرطة والواقعية القاسية. فهي دعوة إلى الإبقاء على الأمل دون أن نغفل عن نقد الواقع. وبين الرغبة في الإيمان بالإنسان والخشية من تحوله، يكمن جوهر الحكمة العملية.



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يرفع رسوم دخول الزوار إلى ثلاثة أضعاف قبل ب ...
- -عصير رمان وزيت زيتون-.. الرئاسة العراقية تعلق على هدية من ا ...
- نتنياهو يتهم حماس -بتجويع متعمَّد- للمحتجزين في غزة، وواشنطن ...
- أوكرانيا: الكشف عن مخطط فساد -كبير- في صفقات شراء طائرات مسي ...
- ريبورتاج: درعا تحتضن الفارين من معارك السويداء بجنوب سوريا
- نتانياهو يعبر عن -صدمة عميقة- بعد نشر حماس تسجيلات لرهينتين ...
- الكونغرس يقر تعيين مقدمة برامج سابقة في أبرز منصب قضائي بواش ...
- معظم حالات انتحار الجنود الإسرائيليين مرتبطة بالحرب في غزة
- مع مفاوصاتها النهائية.. هل تضع المعاهدة الدولية حدا لطوفان ا ...
- -الأكثر تأثيرًا في هذا القرن-.. شاهد كيف يُعيد ترامب تشكيل أ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (49)