أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (57)














المزيد.....

الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (57)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 08:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإقناع ما وراء المنطق: مقاربة فلسفية في ضوء التجربة الكلبية
ملخص
تتناول هذه الدراسة البُعد الفلسفي لمفهوم الإقناع بوصفه عملية تتجاوز المنطق المجرد إلى تفاعلات مركبة بين العقل والعاطفة والتجربة الحسية. نستخدم مثالًا مجازيًا — محاولة إقناع كلب بأن طعم العسل يفوق طعم العظم — لبيان حدود الخطاب العقلاني حين يُوجَّه إلى كائنات تختلف بنيتها الإدراكية عن الإنسان.

المقدمة
الإقناع من أقدم المباحث التي شغلت الفكر الفلسفي منذ العصور الإغريقية، إذ بحث فيه أرسطو ضمن علم البلاغة، ورآه مزيجًا من اللوغوس (العقل)، والإثوس (المصداقية)، والباثوس (العاطفة). غير أن تطور الفلسفة أظهر أن الإقناع ليس نشاطًا معرفيًا خالصًا، بل هو كذلك نشاط اجتماعي-عاطفي متشابك، تحكمه الثقافة والخبرة الإنسانية. لكن، ماذا لو تجاوزنا الإطار البشري ووجهنا السؤال نحو كائن لا يشترك معنا في البنية العقلية؟

أولًا: الإقناع بين المنطق والوجدان
تقوم معظم عمليات الإقناع على عرض حجج منطقية مدعومة بالأدلة، غير أن الفلسفة الحديثة ترى أن قبول الحجة لا يعتمد على المنطق وحده، بل على عوامل نفسية واجتماعية، منها:

التجربة الشخصية وما تخلقه من تفضيلات.

المنظومة القيمية التي تحدد ما يُقبل أو يُرفض.

السياق الثقافي الذي يؤطر الفهم والتأويل.

الروابط العاطفية التي تخلق أرضية للثقة.

ثانيًا: المثال المجازي — الكلب والعسل
إذا حاولنا إقناع كلب بأن العسل ألذ من العظم، فنحن أمام إشكالية مزدوجة:

اختلاف المرجعية الحسية: الكلب يتذوق العالم عبر حاسة الشم أكثر من التذوق، بينما إدراكنا للطعم مختلف جذريًا.

اختلاف سلم القيم: ما نعده لذيذًا (العسل) قد لا يدخل ضمن إطار الأشياء المرغوبة لديه.

هنا تصبح الحجة المنطقية محدودة الأثر، إذ لا يمكننا افتراض أن أدوات الإقناع الإنسانية صالحة في هذا السياق.

ثالثًا: الإقناع كتفاعل إدراكي-عاطفي
الفلسفة هنا تدعونا إلى إعادة تعريف الإقناع بوصفه:

"فن الترجمة بين العوالم الإدراكية المختلفة".

فمع الكائن غير البشري، يجب أن يكون الإقناع أقرب إلى التواصل التجريبي، مثل تقديم محفزات حسية أو استخدام التعزيز الإيجابي. وهذا ينطبق أيضًا على البشر حين تختلف منظوماتهم المرجعية اختلافًا جذريًا عنّا — سواء ثقافيًا أو معرفيًا أو نفسيًا.

رابعًا: النتائج والدروس الفلسفية
قصور المنطق المجرد: الحجة العقلية وحدها عاجزة حين لا توجد أرضية مشتركة للفهم.

أهمية التجربة المشتركة: كثيرًا ما يكون "العيش المشترك" أقوى إقناعًا من أي خطاب نظري.

التعدد الإدراكي: الإقناع الفعّال يتطلب إدراك أن الآخر يعيش العالم بطريقة قد لا تتقاطع مع تجربتنا إلا قليلًا.

البعد الأخلاقي: الإقناع ليس فرضًا للرأي، بل حوار مع اختلاف الآخر، واحترام لخصوصيته.

الخاتمة
الإقناع في جوهره ليس مجرّد "فن عرض الحجج"، بل هو فن إقامة الجسور بين العقول والقلوب، حتى حين تكون هذه العقول والقلوب مختلفة في بنيتها أو طبيعتها. المثال الكلبي ليس إلا استعارة عن المسافة الإدراكية التي تفصل بين الأفراد أو الثقافات، وتذكير بأن الطريق الأقصر إلى التغيير يمر أحيانًا عبر التجربة المشتركة والعاطفة الصادقة، لا عبر الجدل العقلي وحده.



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...
- الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديد ...


المزيد.....




- بها حانة ومهبط هليكوبتر وحصن.. جزيرة بريطانية خاصة تطرح للبي ...
- تاركة أمريكا في عزلة بين أقرب حلفائها.. أستراليا تُعلن عزمها ...
- مجلس الأمن يدين أعمال العنف ضد المدنيين في السويداء ويدعو جم ...
- ظنّ أن لقاح كوفيد دفعه للانتحار.. مسلّح يهاجم مركزًا صحيًا ف ...
- من هو الوريث لحركة -اجعل أميركا عظيمة مجددًا-؟ ترامب يُبقي خ ...
- مسيرة شعبية في أنقرة تطالب بدخول المساعدات إلى قطاع غزة
- تشييع جثماني مراسلي الجزيرة في غزة الشريف وقريقع
- إدانات واسعة لاغتيال إسرائيل مراسلي الجزيرة الشريف وقريقع
- -أوصيكم بفلسطين درة تاجِ المسلمين-.. وصية أنس الشريف تشعل ال ...
- أنس الشريف.. صوت غزة والشاهد على كل فصول إبادتها وتجويعها


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - الفلسفة الشاملة للحياة اليومية (TDLP): المفهوم والأسس الجديدة (57)