أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قصة إنسان – سفر الثورة والخلود














المزيد.....

قصة إنسان – سفر الثورة والخلود


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 14:05
المحور: الادب والفن
    


المشهد الأول: ولادة الأسطورة
لم يُولد كغيره…
لم تُغنِّ له المهدات أغنيات النوم،
بل غنّت له الريح أناشيدها،
وصاح البحر باسمه،
وتكسّرت الأمواج على صدره
كأنها تحييه ملكًا للتراب.
ولد الإنسانُ من فم النار،
مبللًا بدم الشهداء،
مضمّخًا برائحة الزعتر والرغيف الساخن،
حاملًا في يده حجرًا،
وفي قلبه مجرّة كاملة.
المشهد الثاني: الأرض تشهد
قالت الأرض:
“يا ابني، أنت دمي،
إن غبتَ يومًا
ستعود في جذور الزيتون،
وإن متَّ،
ستزهر أزهاري من قبرك.
أنا لستُ أرضًا تُباع وتشترى،
أنا أمّ،
أرضعتك الحليب ممزوجًا بالدموع،
وأقسمتُ أن لا يتيم لي
ما دمتَ حيًّا.”
المشهد الثالث: الإنسان المقاوم
هو الإنسان،
يمشي في الأزقة كريحٍ ثائرة،
يعلم الأطفال كيف ينطقون اسمهم بكرامة،
ويزرع في كل حجر بذرة ثورة.
يحمل على كتفيه
أحلام الفقراء،
وصوت الجدات،
وصرخة المدن المهدمة،
كأن روحه درع من نار،
وكأن قلبه وطنٌ يتسع للأبد.
المشهد الرابع: المنفى
رحل كثيرون،
لكن الوطن ظلّ يسكنهم.
حقائبهم مثقلة بالمفاتيح،
وصور البيوت،
وأغانٍ لم تكتمل.
في المنافي،
كانوا يكتبون أسماء قراهم على الجدران،
ويزرعون زيتونة في كل حديقة غريبة،
ويعلّمون أبناءهم:
أن الطريق طويلة،
لكن العودة يقين.
المشهد الخامس: صوت الجدات
على عتبات البيوت القديمة،
كانت الجدات يخبزن الخبز بالدموع،
ويغنين للأطفال:
“لا تخف… الأرض أمك،
ستحملك إن وقعت،
وستردّك إن ضللت،
وستبقى تحرسك حتى آخر العمر.”
المشهد السادس: نشيد الأطفال
الأطفال…
عيونهم أوسع من السماء،
وأيديهم أصغر من البنادق،
لكن حجارتهم
تهزم جيوشًا بأكملها.
كل ضحكة يطلقونها
رصاصة من نور،
وكل لعبة يلعبونها
وعد بالحرية القادمة.
المشهد السابع: الأسطورة الحية
من دمه تُكتب الأساطير،
ومن صمته تُولَد الصرخات.
هو لا يسير وحيدًا…
وراءه أمة كاملة،
أجيال لم تولد بعد،
تسير بخطاه.
وعندما يسقط،
ينهض من تحت الرماد طيرٌ جديد،
ويصرخ صوته من فم الأجيال:
“لن نُهزم… لن نُهزم…
حتى لو انهار الكون.”
المشهد الثامن: معركة الذاكرة
الذاكرة ليست كتابًا،
إنها ميدان حرب.
في كل بيتٍ، صورة شهيد،
في كل شارع، أثر دم،
في كل أغنية، وطن مختبئ.
ومن يظن أن الذاكرة تُمحى،
سيكتشف أنها سيف،
يُشهره الأطفال
كلما حاول الغزاة
أن يكتبوا تاريخًا مزيفًا.
المشهد التاسع: العودة
سيعود الإنسان،
ليس بخطواته وحدها،
بل بأحفاده،
بضحكات الأجيال التي لم ترَ الوطن
لكنها تحمل ملامحه.
ستُفتح الأبواب المغلقة،
وسيتحوّل المفتاح من رمز إلى فعل،
وسيُقام العرس تحت الزيتون،
وترقص الأرض أخيرًا
على أنغام الحرية.
المشهد العاشر: الخلود
أنتَ، أيها الإنسان،
قصيدتك ليست بيتًا أو قافية،
قصيدتك هي شمس لا تغيب،
هي وطنٌ مكتوب بالعرق والدم،
هي حكاية تبدأ كل صباح
ولا تنتهي في المساء.
إنك أكثر من فرد،
أكثر من جسد،
أكثر من تاريخ:
أنت السفر الذي لا يُغلق،
والملحمة التي لا تموت.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الموج
- صدور رواية “جسد الطوائف” للكاتبة رانية مرجية
- الفخ انكسر
- عندما بكى الله
- ديوان هايكو
- همس اللامرئي
- ذاكرة تحترق… وحب بلا ملامح
- أدبيات السفر: رحلة الروح بين ضفتين
- ضياع
- مقال رأي: لا تغترّوا بالباطل
- هلوسة المقبرة
- متوحدين ولكن
- بين الموروث الديني والموروث الثقافي… أين نقف اليوم؟
- شكر للأديب والشاعر والصحفي العراقي كاظم حسن سعيد
- أنفاس فلسطين – رِنغا هايكو
- د. عادل جودة - تحليل أدبي لـ -هايبونات المحبّة- للشاعرة راني ...
- القتل فخرًا
- رهبان ولكن حين تتحوّل القداسة إلى لعنة
- سماء حديدية
- انفصام – قصة رمزية فلسفية


المزيد.....




- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قصة إنسان – سفر الثورة والخلود