أمين بن سعيد
(Amine Ben Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 18:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مفتاح عظيم آخر، لا يقل أهمية عن مفاتيح الإلحاد والهولوكوست والبيدوفيليا، والتي يمكن اعتبارها "مفاتيح عامة". القادم "مفتاح خاص" يخص أشخاصَ "شذاذ الآفاق"، وبه سنغربل وسنتخلّص من كثير من" الأدعياء" و "المنافقين". الآتي دليل على أقوال سابقة لي أن العدد لا يعنيني بل النوعية، وأن الأصل يُغني عن كل الفروع: إذا كان أحدهم يُعنّف زوجته أو ابنته وهذا "أصل عظيم"، هل سيستحق أن نحضر أو نسمع محاضراته عن حقوق المرأة؟ هل أستطيع أن أقول أنه مجرد جلف بدوي لا يستحق، وإن كان حاصلا على خمسين وسام من كل التنظيمات النسوية والحقوقية؟
الموضوع حساس، ويمسّ الأشخاص مباشرة، لذلك وجب التذكير والتشديد على أني لست "سيد كمال" ولا "أستاذ يُعلِّم"، بل هي مجرد آراء/ أفكار ومواقف قد تُقبل وقد تُرفض. أيضا، أشدّد على أني عندما "أكره" المخدرات، فلا يعني ذلك أني "أكره" متعاطيها، مع التذكير بأن المصطلحات التي أستعملها كـ "أكره" و "أمقت" وغيرها، هي فقط لإيصال المعنى والتشديد عليه، وإلا فهي عندي من قبيل "النفس" و "الروح" و "القلب" وغيرها من المصطلحات الدينية البائسة التي فرضتها اللغة لا أكثر ولا أقل... الأمر عندي كمرض يجب القضاء عليه: الطبيب لا "يكره" ولا "يمقت" ولا "يحتقر" ولا ولا... المرض! بل عمله/ واجبه/ وجوده/ "البديهي كصباح الخير عنده"، علاج/ القضاء على ذلك المرض (نقطة)، وكل تلك المصطلحات لا توجد في قاموسه أصلا.
لنبدأ...
(ممثلة بورن، تقول أن أهلها إذا شاهدوا أفلامها، سيكونون "منحرفين"، ومنطقها الآتي: لا مشكلة عند عائلتي بخصوص حياتي الجنسية. أنْ أمارس الجنس مع رفيقي، لا يقلقهم في شيء. أنْ يكون عندي رفاق لا يقلقهم في شيء، أي رفيق بعد رفيق. لنفرض أني كنت مع رفيق، ودخل أبي أو أخي أو أمي أو أختي، ماذا تتوقع أن يفعل عندما سيراني؟ هل سيجلس ويشاهد؟ أم أنه سيعتذر وسيغادر الغرفة مباشرة؟ نفس الأمر إذا عثروا بالصدفة على أحد فيديوهاتي على النات. ستقول أني أتقاضى أجرا، وهذا اسمه دعارة؟ دعارة أرقى من الدعارة المعروفة، وأمام كاميرا؟ وأقول أني أمارس الجنس دائما، وأحيانا مع من لا أعرفهم، فما المانع مِن أن أفعل ذلك بمقابل؟ هناك المتعة والمال بونص. أما الكاميرا، فكثيرون يستعملون الكاميرا في ممارساتهم الشخصية، لكنهم لا يشاركون غيرهم، أما أنا ومن هم/ هن مثلي فنشارك: من أحسن؟) [عدم مناقشتي لهذا الكلام، لا يعني أني أوافق عليه.]
"شرف الأفخاذ" الذي لا يزال يحكم العالم العبراني وخصوصا الإسلامي والأرثودوكسي اليهودي والمسيحي، إضافة إلى الغريزة الذكورية في التملك والثقافة المُشوَّهة التي لا تزال ترى المرأة محظية وغنيمة -ولا فرق بين التحرش في مصر وأفغانستان وبين الانحناء على ركبة وتقديم خاتم في "غربستان"-، زد عليها التسليع الرأسمالي وتشيئ المرأة اليوم... كلها عوامل تجعلنا نشك فيما يدّعيه "المثقفون" اليوم بخصوص الحرية الجنسية. أزعم أن أغلبهم في المنطقة المقدسة منافقون، ويحملون نفس العُقد البدوية العبرانية (عبراني=يهودي/مسيحي/إسلامي). وكل من يرى أن قولي مُجحف، عليه الإجابة عن السؤال الذي يخص محارمه مباشرة: أختك، ابنتك، أمك (أبوك متوفي)، خالتك، عمتك، بل إن لزم الأمر جدتك! هل لهن نصيب في الحرية الجنسية التي تقول بها؟
من المنطقة المقدسة، عمرها 40 وتقول لم يمسسها "لا إنس ولا جان"، وهي "تحفظ نفسها" إلى "رجل حياتها". فرنسية/ دنماركية/ كندية... عمرها 15 سنة، على طاولة العشاء، يكون موضوع النقاش، ممارستها الجنسية، أي، نصائح بخصوص الأمراض والحمل. بين الأولى والثانية سنين ضوئية، والذي يعنيني بالدرجة الأولى هو لماذا يوجد هذا الفرق؟ هل هناك دليل علمي مثلا أو منطقي لا يُردّ؟ أعطيكم منطقا لا يُردّ، أو لنقل يمكن القبول به، وإن كان شاذا: "الجنس أعظم لذات العالم المادي، بهجة حياة، لا شك في ذلك. لكنه، أيضا، أعظم العُقَد وأعظم الضعف! أتمنى لو كنتُ لاجنسيا، -أي لا رغبة جنسية عندي-: بين لذة الجنس وإضعافه للبشر، أضحّي باللذة ولا أواصل تعاطي تلك المخدرات، ذلك الضعف!" هذا المنطق عنده حجج تُسنده خصوصا إذا ما كان المعني يرفض الإنجاب، لكنه يبقى "شاذا" وضده حجج كثيرة أيضا، لكن إجمالا يمكن أن نأخذ ونرد منه، يمكن أن يكون موضوع نقاش، ويمكن أن يُقبل بمن يتبناه، خصوصا أنه قليل جدا مثلما قلتُ. بالمقابل، لنرى حجج التي "تحفظ نفسها"، ومعها بالطبع ذلك الذي يريدها كذلك -ولا فرق-: ابحث جيدا، ستجد أن الأصل يعود إلى "كمشة بدو" بدائيين قالوا ذلك! وأولئك البدو اعتقدوا وزعموا أن إلها اختارهم وكلمهم وأمرهم بـ "تعفف" النساء أي "شرف الأفخاذ"! أي، نحن هنا مع من سيقول، -أحبَّ ذلك أم كره، علم أم جهل، صدق في قوله أم كذب-، أن إلها أمر بذلك، والدليل على صحة ذلك القول وذلك الأمر، أن عندنا ذلك الكتاب وتلك الكتب، مُدوَّن فيها وصية وأمر ذلك الإله! وهذا من الآخر، دون لف ودوران ونفاق وتنميق كلام! ومثلما هو معلوم، إذا دخل إله في حديث أو نقاش أو مناظرة، يكون ختمَ حكومة على غياب المنطق والحجة وإذنا بالإرهاب والتحقير والشيطنة! وأيضا إسقاطا مباشرا لكلِّ "منطقِ" المتكلِّم فلا آلهة وُجِدتْ ولا آلهة تَكلمَتْ وكَلّمَتْ!
المقارنة التي عقدتُها، هي واقعا لا تصلح، فكيف يُقارَن ما يحكم كل المجتمعات أي مليارات البشر، بشخص أو شخصين هنا وهناك؟ ومما قصدتُ بالمقارنة، إبطال أقوال بعض أدعياء الحريات، كالقول بأنه أو بأنها "حر"/ "حرة" في جسده، وترهة الحريات هذه تُذكّرنا بـ "حرية" المسلمة في تغطية رأسها في الغرب، وهو قول لا يقوله إلا السفهاء عندهم وعندنا لجهلهم بحقيقة الإسلام، وأيضا المنافقون والانتهازيون الذين يعرفون لكنهم يستغلون رأس المسلمة وغطاءه لأجنداتهم، ومنهم الإخوان في الغرب ومعهم الأنتلجنسيا اليهودية التي تسعى لفرض أجندة صراع الحضارات (وأكيد ستتذكر قصة الديكة إن كنتَ من المتابعين). لا يمكن الكلام عن "حريات"، والنصوص منذ قرون شرّعتْ القيود وفتحتْ السجون والمعتقلات! والنصوص حتى إن جُهلتْ مِن الكثيرين، إلا أنها صارت ثقافة تُرضَع من أثداء الأمهات منذ المهد، وتُحقن بها الشعوب في كل زمان ومكان حتى اللحد! لا أحد من العوام يعرف نصوص احتقار المرأة في الإسلام، ولا أحد منهم سمع بخليل عبد الكريم وقرأ "العرب والمرأة"، لكن اسمع ما يقول العامي مثلا عن العملية الجنسية وسترى العجب!
الموضوع "حساس"، قلتُ عنه، ومثلما ترى، لم آتك باكتشاف عظيم، بل بشيء يعرفه حتى الأطفال، لكن ما يجهله أغلب الناس أنه أصل عظيم، به يمكن الحكم عليهم والتفرقة بينهم، والأهم عندي الحكم على نخبهم! وزعمي كبير، عندما أقول أن أغلب هذه النحب تحمل نفس العُقد الجنسية البدوية، ولا فرق في ذلك بين الذكور والإناث... بعض النساء عندما يغضبن، يقلن "ذكر لا يعني رجل"، سأقول قولهن لكن سأضيف عليه "أنثى لا تعني امرأة": أدّعي أني كرسول الله حُبب لي من دنياي الإناث، لكني أختلف عنه بزيادة "النساء"، لأن رسول الله، لا هو ولا إلهه كانا يستطيعان معرفة النساء بل فقط الأشياء الجنسية (المتعة) والنوق والنعاج (الإنجاب) أي... الإناث! رسول الله عندي مرض، والمرض يجب القضاء عليه، أصحاب شرف الأفخاذ وخصوصا مدعو الثقافة والتنوير، هم عندي أتعس حالا من رسول الله، فالمسكين كان مجرد جلف بدوي صحراوي عاش في عصور غابرة، وربما يُعذر بزمانه وبأمراضه، أما جماعة اليوم، فلا عذر لهم! الاحتقار خطي الأحمر الذي لا أتجاوزه في سخريتي، والإنسان مهما كان سفهه أهم من الأفكار، هذان الأصلان يمنعاني من تجاوز ذلك الخط الأحمر: ولو كان لي ذلك، لكان أصحاب شرف الأفخاذ من أوائل الذين أحتقر.
تكلمتُ عن رسول الله، وهو لا يختلف في شيء عن اليهود ودينهم، لكن المسيحية تتجاوزهم كلهم بأشواط، وهي التي أصلتْ الأكثر لشرف الأفخاذ؛ فأعظم أنثى فيها هي مريم، والعين الموضوعية العادلة عندما تسأل وتحكم على مريم هذه، ستجد أنها ثلاثة أشياء ولا شيء آخر: 1- عذراء، 2- حملتْ الرب، 3- آمنتْ به، وهذه أعظم "امرأة" قُدمت كنموذج لكل "نساء" الأرض! أي 1- شرف الأفخاذ، 2- رحم، 3- غياب العقل، والإيمان التصديق بما لا دليل عليه! أزعم أن الانحلال الموجود في الغرب من أصوله ما يقال هنا، والأمر يُشبه ذلك المتدين الذي كان محروما من شيء -مثلما ربوه وعلّموه-، وعندما "غادر" ذلك الدين انغمس كحيوان بلا ضوابط فيما حُرم منه. لقرون كانت المسيحية عقيدة موت، وعداءً شديدا لحقائق الجسد وحاجاته: إذا كانت اليهودية وبعدها الإسلام فتحا الباب على مصراعيه، فالمسيحية أغلقته تماما! أضف إلى ذلك عقيدة الذنب منذ ولادة الإنسان (الخطية الجدية)، تكون النتيجة إنسانا مُشوَّها يحكم كل خطوة في حياته الذنب وشرف الأفخاذ! (قوس عن الهولوكوست: مِن العوامل التي سهّلت قبول الغربيين بخرافة الهولوكوست، عقيدة الذنب المسيحية! ليس ذلك خاصا بالمحرقة المزعومة بل يخص أيضا الإسلام والمسلمين المهاجرين، ومن يقف وراء كل ذلك أو على رأس من يدفع لتلك الأجندة؟! الجواب: الأنتلجنسيا اليهودية!)
تشريحيا، شرف الأفخاذ هذا، يتمثل في غشاء يمكن ألا يوجد أصلا، أو يكون مطاطيا فتستطيع به الأنثى الإيلاج دون فقدانه: كل من يعتقد بهذا الوهم، يقول أن "المرأة" مجرد غشاء، ليست حتى جسدا كاملا، ولا عضوا تناسليا كاملا، بل مجرد غشاء! فكيف تتجرأ أنثى مؤمنة بهذا على أن تفتح فمها في رسول الله مثلا؟! رسول الله قال أن "المرأة" جسد كامل على الأقل! وبقرة ونعجة! قال أنها ناقصة عقل، على الأقل عندها شيء من عقل، أما جماعة شرف الأفخاذ فيقولون أن "المرأة غشاء"! ولـ "شذاذ الآفاق"، قاعدة للحكم على الأدعياء تقول: "شرف الأفخاذ والعقل خطان متوازيان"! لا يمكن أن يجتمع الزعم بعقل المرأة وبشخصيتها وبحقوقها ووو وأنتَ تقول أنها مجرد غشاء! يجتمع هذا فقط عند العوام الجهلة وعند النخب المنافقة والانتهازية! ومثلما لا يمكن بأي حال تمرير "الرفيق الحاج" و "النسوية بخمار" ووو ، لا يمكن تمرير الجمع بين التناقضات هنا وهي أعظم وأفدح! وأيضا، والأمر يخص جسد المرأة لا الرجل، لا يمكن نسيان أن التي تعتقد بهذه التفاهة حالها أعظم من الرجل!
رأيٌ شخصي ربما يفيد: إذا أردت الحكم على البشر/ الشعوب/ العصور/ العلوم... معياركَ الأول هو الكرامة البشرية، وبماذا يفيد التقدم والعلم والفلسفة والتكنولوجيا ووو والبشر مهانون أذلاء؟! كيف أحكم على أي أنثى؟ -شرف الأفخاذ- أصل عظيم يساعدني على الحكم: عندها نوبل؟ شركات؟ رئيسة دولة؟ ... ماري كوري؟؟ بماذا يُفيد كل ذلك وهي تعتقد بالشيء رقم واحد الذي أذلّها والذي سيمنعها إلى الأبد من أن تصل منزلة الذكور؟! فعن أي مساواة تتكلم هذه الـ...! وهي ترى نفسها مجرد غشاء بائس؟ ألا يجب عليها أن ترتقي فترى نفسها جسدا كاملا ثم إنسانا عاقلا واعيا مفكرا مستحقا وبعد ذلك تتحدث عن المساواة؟!! مجدهم في خزيهم!! "هم" لأن الأمر يخص الذكور أيضا، لكن بدرجة أقل: هي القاتلة وهو شريكها، هي المدخنة وهو السلبي بجانبها!
بأعلى صوت أقول أن من يؤمن بخرافة الهولوكوست لا يمكن أن يفهم ما يحدث في الغرب، ولا يمكن أن يكون الحل أو مساهما فيه، بل سيكون المشكل، ويرد من لا يعرف أنه مجرد عامل في واقع متشعب! وعلى نفس المقام، سأدندن وبأعلى صوت: كل من يتحدث عن المرأة وحقوقها ووو ذكرا كان أم أنثى، أول شيء يُسأل عنه: شرف الأفخاذ! وفي المثالين، يوجد طيبون نواياهم حسنة لكنهم جهلة لا يعرفون، يوجد جبناء يرفضون ولا يستطيعون مواجهة الحقيقة، ويوجد منافقون وانتهازيون! ومن أراد أن يتقدم لا يمكن أن يعتمد على الجهل والوهم والشيزوفرنيا والجبن والانتهازية!
سأعود إلى الموضوع في وقت آخر، ولنقل أن الذي قيل مجرد "مفتحات"... مع التذكير بأن بعض الأمور التي تظهر "تافهة"، قد تكون أصولا سيمضي حياته سدى من يجهلها، كذلك الذي يمضي حياته "باحثا عن حقيقة الإله"، والمسكين جهل أن طفلا صغيرا يستطيع الفهم والتخلص من ذلك الوهم الذي لا يساوي شيئا، وهو يراه شيئا و... أشياء!!
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
Amine_Ben_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟