أمين بن سعيد
(Amine Ben Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 02:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"الوعي نعمة، لكنه في نفس الوقت نقمة/ لعنة": لنتأمل جيدا الجملة، المعنى صحيح وبديهي، لكن ليس هدفي معناها، بل تغلغل الدين وثقافته في اللغة التي يصعب، إن لم يكن يستحيل أن تُجرَّد من تلك الحمولة الدينية؛ إذا كان الدين سببا رئيسا في التخلف، فكيف سنتقدم بلغته؟ إذا نظرنا إلى التجربة الأوروبية، سنجد عوامل كثيرة ساهمت في التقدم، من ضمنها الاستقلال اللغوي عن اللاتينية، لغة الدين المقدسة: نشأة اللغات الأوروبية والاستغناء عن اللاتينية كان عاملا رئيسا في تقدم الغرب. لا يمكن التقدم بلغة الدين، حقيقة لا يجادل فيها إلا ديناصورات الإسلام والعروبة: الإسلام لأنها "لغة الله والجنة"، العروبة لأنها "لغة الأصل والأجداد"، فكيف يُعقل أن يرفض ويجادل أحد في لغة الماضي ("الأجداد"/ اللوح المحفوظ) والحاضر (تجار الدين/ المسلمون العوام/ القومجيون العروبيون/ اليسار العروبي...) والمستقبل (لغة الحور والولدان/ لغة الفصل بين صاحب الحق والمغتصب: الفلسطيني "العربي"/ الإسرائيلي اليهودي، بين السيد والمولى: العربي/ الكردي-السرياني-القبطي-"البربري"...)
أقتبس من الموقع، من "دكتور" من المغرب، و "دكتور" يعني حاصل على "دكتوراه"، يعني عندما يتكلم يجب أن تقف في وضع الاستعداد كالعسكري وتفتح جيدا أذنيك وتتعلم. يقول الـ "دكتور": (إدخال المعطيات الإحصائية (2024) ضمن المقررات الدراسية، و فتح مجال البحث العلمي الجامعي لتوظيفها كمعطيات علمية تؤكد على تنوع الهوية المغربية، مع التركيز على هيمنة البعد العربي-الإسلامي و هامشية المكون الأمازيغي) و (وذلك من أجل دحض خرافة الأصل الأمازيغي، و ما ينتج عنها من خرافات العقلية الأمازيغية و الهوية الأمازيغية..!): هل فهمت يا أيها "الجاهل" الذي تقرأ الآن؟! الأصل الأمازيغي "خرافة" عند الـ "دكتور" ومن علّمه، أي منذ ولادته إلى أن كتب ما كتب... والسؤال الذي يحضر بالبال ولا اعتذار عنه: عجيب كيف لا يستحي أصحاب الأديان والأيديولوجيات! والدين المتكلَّم عنه هنا هو العروبة. لو كتب الـ "دكتور" ما كتب عن تونس المعرَّبة تقريبا كليا، ربما مرّ (عند السفهاء بالطبع)، لكن المغرب والجزائر فهذا حقا عجيب لا يُفسره إلا غسيل المخ الديني/ الأيديولوجي: قبل المرور، الـ "دكتور" يمثل الصندوق/ السجن/ الوهم/ الحاكم لبلاد الأمازيغ اليوم أي "كل" التيارات الفكرية! تذكروا عني هذه القولة: "ليذهب الأمازيغ إلى الجحيم، لكننا لسنا عربا" أي والمخاطَب العروبي مهما كان نوعه، سأتنزل لك وأقبل بكل ترهاتك وأوهامك، لكن لماذا تريد إلباسنا جلدا ليس جلدنا؟! (بالمناسبة، الـ "دكتور" يتكلم عن "الظهير البربري" دون ذرة خجل، وترجمة لمن لا يعرف: شيء يُشبه تلك الأشياء التي انقرضت وصار يُخجَل من قولها، كقول المسلم للملحد: ما يمنعك من النوم مع محارمك؟). تذكروا أيضا هذه القولة الثانية: "لا تستطيع مواجهة البدوي من أصوله" والقولة تخص العروبة والأنتلجنسيا اليهودية: عندما تتبنى أصول البدوي، أنت عبد إلى الأبد، إذا أردتَ مواجهته، إذا أردت الثورة الحقيقية عليك نبذ أصوله قبل كل شيء ومواجهته من أرضية غير أرضيته! لماذا تُسيطر شرذمة يهودية على العالم؟ لأنه مؤمن بأديانها وأيديولوجياتها وختامها مسك بالدين الأخير: الهولوكوست! أنتَ من المنطقة المقدسة وتريد لبلدك أن يتقدم؟ وتحت العروبة؟ يا راجل! حظ سعيد...!!
البداوة لتلميذ الابتدائية:
1- الهوية! أنا لستُ أخاك، أي أنا مجرد إنسان لا علاقة لك بي، مشاكلي وقضاياي واهتماماتي وأهدافي في كل وجودي لا تعنيك في شيء، وإن عناك منها شيء، فسيكون من جانب إنساني أو علمي بحت أي إذا كان عندي مثلا نظرية أو تجربة أثبتت نجاعتها، ربما تأخذ شيئا منها. لكن عندما أوهمك أني أخوك، كل شيء عندي يُصبح قضيتك وسبب وهدف لوجودك وهنا الخدعة الكبرى: الظاهر أننا "أخوة"، الحقيقة أنكَ صرتَ عبدا لي، وجودك كله مُسخَّر لما أريد، صالحا كان أو طالحا... سؤال: ماذا قدمتْ لك، لبلدك، لشعبك قضايا العروبة؟ ماذا ربحتَ منها؟ ابحث جيدا واستعن بكل من تعرف: إذا وجدتَ شيئا، أعلمني! مع مفتاح لا تنساه أبدا: كل تلك القضايا ليست قضاياك ولا قضايا بلدك وشعبك! أنتَ مسلم وتريد تحرير الأقصى؟ الإسلام حصان خاسر لأن وفقه تلك الأرض أرض اليهود! عروبي وقضية "الأمة" وووو؟ العبرانيون أسبق وأحق بتلك الأرض! يساري عروبي وإمبريالية ووو؟ سؤال: هل وقع الهولوكوست؟ إذا قلتَ نعم، قلتُ لك أنك إلى الأبد عبد لليهود ولأكاذيبهم وأنكَ مجرد وقود لحربهم التي إلى الأبد سيربحونها ما دمتَ مؤمنا بما أسس لهم دولتهم وبما يحافظ عليها أي الدعم الغربي: عذرا هنا، ما قيل رياضيات، 1+1=2، وليس رأيي ورأيك، والتشبيه الذي أعطيه دائما: مسلم مصري يُدافع عن المسيحيين، لكن!! الإسلام دين الدولة والشريعة مصدر التشريع! هذا تعريف اليساري المؤمن بخزعبلة الهولوكوست=مسلم مصري! من يساركِ، أنتَ مجرد جندي في حرب ثنائيات الأيديولوجيا الغربية ويهودها. عن يمينك، رأس المال الذي تعرف جيدا من يسيطر عليه، وذلك الرأسمال تعرف ماذا يدفع لإسرائيل ومنذ تأسيسها: روثتشايلد يدفع أموال الشعوب المنهوبة من فائدة القروض لإسرائيل، لم يخسر شيئا حقيقة بل هو مجرد وسيلة لمص دماء هذه الشعوب! ملاحظة للرفيق: ألم تلاحظ أن كل يساريي الأرض لا يتكلمون كثيرا عن البنوك اليهودية؟ لماذا يا ترى؟ هل للهولوكوست علاقة؟ وما معنى رأسمالية مالية أصلا ومن يقف وراءها؟
2- يسألني تلميذ الابتدائية، لماذا اليهود يسيطرون وهم قلة؟ وأقول لماذا يتواصل وجود الأديان ولا ذرة منطق فيها؟ الجواب ليس لقوتها ولحججها الدامغة بل، ولا اعتذار! لغباء البشر وضحالة عقولهم. فكرة الإله نفسها فكرة مضحكة لا تدخل إلا عقلا مغيبا جملة وتفصيلا ومغسولا بالأوهام الدينية، خصوصا اليوم! هذه الأرض وسط مليارات المجرات تشبه قطرة في محيط، فكيف يُعقل أن هذا الإله المزعوم "خلق" مليارات المجرات هباء ولم يسمح بالحياة إلا في حبة رمل في صحراء؟!! وإن تنزلنا وقبلنا!! فهل يُعقل أن يعمل ذلك الإله المزعوم نادلا عند كمشة بدو عبرانيين؟! ثم من كل هذه الأرض يتجسد في أحدهم؟! ويختمها بأن يعمل كجني مصباح علاء الدين عند عربي في الحجاز؟! أهذا كلام يقبله من له ذرة عقل؟!! نفس الأسئلة أسألها عن ترهات اليهود التي تستعمر عقول البشر إلى اليوم! والتي لا يحتاجون للدفاع عنها بل الموالي المؤمنون يفعلون من مسلمين وخرافة توحيدهم، ودفاعهم عن التوحيد هو مواصلة للحضور والمرجعية اليهوديان، من مسيحيين والعجب يُرى في المنطقة المقدسة وكيف يدافعون عن تاريخ اليهود المزيف حتى ضد بلدانهم كمصر، وأيضا في الغرب ولا أفهم كيف توجد بروتستانتية "صهيونية" كما يُسمونها واليهود يعتقدون بأن مريم عاهرة ويسوع المسيح المزيف الدجال المهرطق يُشوى إلى الأبد في القذارة؟! ليس محمد من اتهم مريم كما يقول المسيحيون عندنا بل اليهود في تلمودهم الموجود قبل ظهور الإسلام: هذه النقطة، أعجب فيها حقا من الملحدين الذين يسمعون لترهات الدعاة المسيحيين، مثلما أعجب من قبولهم لترهة أن محمد اتهم اليهود في قوله (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) أي أن اليهودية ليست دعوية ومحمد افترى عليهم! وأعيد هذا إلى انخداع كثير من الملحدين بدونكيشوطيات المسلمين والمسيحيين وتقريبا تحييد اليهودية وهذا عجيب: فليعلم هؤلاء وغيرهم أن اليهودية كانت دعوية وأن ذلك التفسير المسيحي البائس هو مجرد جندي يهودي يعمل بالوكالة، وأن ذلك القول الذي يؤمن به الكثيرون ينسف دعمهم لفلسطينهم لأنه يُؤصّل لخرافة النقاء العرقي اليهودي الذي عاد من الشتات إلى أرض الأجداد! العرب تهودوا قبل وفي وبعد عصر محمد واليهودية كانت دعوية في كل مكان حلت فيه وإلا كيف وُجدت مملكة الخزر اليهودية؟!! المعلومة التي مرّت بخصوص الآية القرآنية لم أسمع بها من أي أحد ولا أدعي أني الوحيد الذي قالها، ربما قيلت ولم أسمع، لكني سمعتُ ورأيتُ أن الكثيرين إن لم يكونوا كلهم! يُكذبون محمدا بزعم أن اليهودية ليست تبشيرية وهذا عندي سفه عظيم لا يمكن أن يسقط فيه ملحد إلا إذا كان مشوها بترهات وخزعبلات اليهود التي يظنها علوما وفلسفات ووو! كلمة للمستقبل عن مجزرة قريظة: من جهة عندك ترهات المسلمين ودفاعهم عن رسولهم، ومن الأخرى عندك ترهات المسيحيين وتصويرهم لليهود أنهم مساكين ووحده محمد الجاني، وأنتَ عزيزي الملحد؟ أين قراءتك والأصل عندك أي كلهم كمشة بدو؟ وأيضا: إذا كان محمد الجاني الوحيد، ماذا عن كل الشعوب التي عاش بينها اليهود وفي كل مكان؟ ألم يحصل نفس الشيء تقريبا؟ الموضوع أعمق بكثير مما يتصور الكثيرون وأربأ بكل ملحد عن الوقوف وراء أولئك الدعاة المسيحيين في المنطقة وهم لا فرق بينهم وبين الحويني وحسان: شوية جهلة مخرفين!
سأكتفي بهذا القدر، ومنه هدفي أقوله بوضوح: أنا أفتح مواضيع... ربما لم تُعجب النبرة، كنتُ أستطيع استعمال غيرها، فلستُ ممن يكتبون تحت تأثير عواطفهم كغضب وغيره، ونادرا ما أغضب. لكني تعمدتها لأريك أن هناك أشخاص يهزؤون بكل شيء في هذه المنطقة، بل في كل هذا العالم المبني على ترهات كمشة بدو عرب وكمشة بدو يهود!
الذي تراه وتسمعه كثير جدا، وأوافقك الرأي أنه يصعب الخلاص والرؤية بوضوح، لكني أقدم لك حلا بسيطا يستطيع عامي أمي أن يصل إليه ويملكه: مفاتيح تفتح بها كل هذه السجون! لست مطالبا بمعرفة كل شيء وكل دقائق الأديان والفلسفات والأيديولوجيات، لكنك مطالب بمعرفة ومواجهة الأصول بصدق وشجاعة، إليك أحدها: البدوي لا يؤسس حضارة! البداوة نهب ولصوصية! والحضارة ليست قنابل وتكنولوجيا بل تُقاس بكرامة الشعوب: هل البدوي هدفه كرامة الشعوب؟ هذه "الكرامة" واضحة جدا في بلداننا، لكنها قد تُشكل عليك في الغرب، وربما رأيت شعوبه عندها منها الحظ الكثير، ربما، لكني سأترك لك هذا السؤال: أمريكا! أعظم دولة في العالم! كيف يوجد فيها الملايين بلا مأوى ولا يملكون حتى قوت يومهم ومليارات الدولارات تُعطى لإسرائيل؟ ورجاء لا تستمع للأسطوانة اليسارية، رجاء!
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
Amine_Ben_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟