أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - إيمان















المزيد.....

إيمان


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 16:47
المحور: كتابات ساخرة
    


وقعُ خطى ساقيْن... مشي منتظم كأنها رجلا عسكري... بياض... تظهر أصابع من الحذاء، ومانيكير أسود... قليلا إلى أعلى، بياض، يتواصل حتى الركبتين، ثم يُخيّم السواد والهدوء، إلى الصدر، أين يعود البياض بعنف... جبلا ثلج "يصّعّدان إلى" رقبة، على الأيسر يظهر شيء من وشم... أسود... كتابة صينية، على الأيمن احمرار صغير... أثر قُبْلة أو قُبَل ربما، أو قرصة حشرة... صوت بيانو يُرافق تقدّمها نحو وجهتها، عندما تقف، يبدأ صوت رجل... يغني أشياء... غريبة... عنيفة... [https://www.youtube.com/watch?v=NqoliKmZwTg] يُرى عندها، وجهها، فيعود السواد... عيناها كأنها مغنية روك. عندما تُرى عينيها، تُسمَع الغيتار... ثم يُرى شعرها... أصفر... مع عودة صوت البيانو، يُرى على فراش، رجل جالس على حافته ينظر إلى النافذة أمامه...
- قالوا لي أن ليلتنا لم تكن هادئة... أرى أن الأمور أحسن الآن...
- ...
- حضرتُ لنتكلم قليلا، ما رأيكَ؟
- صوتكِ جميل
- لطف منكَ، لكني لم أحضر من أجل صوتي
- هل أستطيع النظر إليكِ؟
- بالتأكيد، أنا هنا لنتكلم
- هل أستطيع الكلام؟
- أنا هنا من أجل ذلك
- 35؟
- لا يجب أن تُسأل المرأة عن عمرها... 34
- بأي لغة؟
- لم أفهم سؤالكَ؟
- الوشم
- لست هنا من أجل ذلك
- قليل الذوق؟ قليل حياء؟ قولي، لا خوف عليكِ
- خوف؟! ولستَ قليل الذوق
- لا داعي لذلك، تستطيعين قول كل ما تريدين
- قبلتَ بأن أتابعكَ، هل غيّرتَ رأيكَ؟
- الأمر مؤسف أليس كذلك؟
- ما المؤسف؟
- لطالما احتقرتُ الأطباء، المال خطيئة جَدِّيَّة، ما كان له أن يوجد في عمل الأطباء
- أوافقكَ
- إذا؟
- إذا ماذا؟
- مريض مميز، يختار أطباءه؟ طلبتُ ممرضة أخرى ففعلوا
- المصحة خاصة
- أعلم، لكن هناك حدود، وقد تجاوزتُها
- هدفنا شفاء مرضانا مهما كانت الصعوبات، ولذلك نحن الأشهر في البلد
- والأغلى... ومن يدفع يفعل مثلما يريد؟
- راحة مرضانا مهمة
- أكيد أكيد... سيُفيدكِ الاعتناء بي
- هل نستطيع أن نبدأ؟
- بدأنا بالفعل... أنتِ جميلة
- لطف منكَ
- ليس لطفا، أرى الحرج على وجهكِ، لكنك لا تستطيعين إلا تحمّلي، ورجاء لا تقولي إنه عملكِ
- إنه عملي
- قلتُ لا خوف عليكِ... سنبدأ وسأقبل أن تواصلي معي فقط إذا كنتِ صادقة
- سيد أمين... لستُ الموضوعَ هنا، بل أنتَ
- أنا المريض أنتِ الطبيبة؟
- هل عندكَ وصف آخر؟
- نعم
- قل
- ماذا قالت لكِ؟
- من؟
- رجاء دوك... ليس هكذا
- آه... نعم السيدة أمينة... لم تقل شيئا، قالت أنكَ رفضتَ ثلاثة ولم أبق إلا أنا، و
- و؟ كوني صادقة
- قالت عندكِ خيار واحد... أن تنجحي
- جيد... أنتِ بحاجة لي إذن، ولست أنا وحدي من يطلب المساعدة
- ليس مثلما يظهر من قولكَ، لكن لنفترض ذلك... عملية العلاج شراكة بين الطبيب والمريض، وليست عمل الطبيب فقط
- لا دوك، الأمر هنا مختلف عن علاقة عادية بين مريض وطبيب
- أين تريد الوصول سيد أمين؟
- أحتاجكِ تحتاجينني، نحن شركاء، ولتنجح الشراكة، علينا بالتوضيح... شروط، التزامات وهكذا
- تحتاجني؟
- بما أني هنا، أنا أحتاج مساعدة، ولم يعجبني من سبقوكِ
- وهل أعجبتكَ؟
- نعم
- لنبدأ إذن؟
- لا يعجبني هذا، قلتُ أننا بدأنا بالفعل
- طيب، نواصل إذن، البارحـ
- ليس هكذا، قلتُ نوضّح ثم نواصل
- جيد، نوضّح...
- أُطلعكِ على شروطي؟
- تفضّل
- أول شرط، أن تنسي من أنا وكل ما قالته أمينة، أريد معاملة عادية
- المصحة ليست عادية سيد أمين
- معاملة مريض في مستشفى عمومي
- لن يحصل ذلك
- غادري الغرفة من فضلكِ، واعلمي مديركِ أني أريد رؤيته
- ...
- لازلتِ واقفة
- ...
- هل أمرّ إلى الثاني؟
- نعم
- كوني صادقة، لا أمينة ولا مديركِ سيسمعان مني شيئا... أعطيكِ الضوء الأخضر لكل شيء
- ...
- هل أمرّ إلى الثالث؟
- نعم
- قبل الثالث، بماذا تشعرين الآن؟ قولي صدقا... عن حرجكِ؟ غضبكِ؟ قرفكِ؟ مني...
- ...
- عندكِ ضوء أخضر
- اللعنة على الأغنياء
- أنتِ منهم
- لستُ غنية
- تتقاضين الكثير
- ربما، لكني لستُ غنية
- فقط؟
- سأتحمل غطرستكَ، وسأنجح!
- أشكركِ، الثالث؟
- نعم
- ملفي الطبي لن تدوّني فيه أي شيء، فقط الأدوية
- لا أستطيع ذلك
- ستستطيعين
- أعتذر أنتَ تطلب المستحيل
- سيقبل
- لن يقبلوا، الحالات تُناقش، وهناك شق قانوني و
- قولي لهم أني اشترطتُ ذلك، سيقبلون
- ليس بيدي شرطكَ سيد أمين
- قلتُ سيقبلون، وستُعطينني الحق في احتقاري للأطباء
- أنا طبيبة
- لا تكوني مثلهم والتزمي بشروطي، سيقبلون ولن تدوّني شيئا، لكنكِ لن تقولي شيئا لهم، لا أحد سيعلم
- أناقش معهم الموضوع
- إذا قلتِ شيئا، أمينة ستقتلكِ
- ماذا!!!
- أو أنا
- المصحة ليست عيادة خاصة لي!
- لم يكن مجرد كلام لا تنسي... تستطيعين المغادرة الآن. سأنتظر موافقتكِ بعد أن تفكري جيدا
- ...
- انتظري رجاء...
- ماذا؟
- بلغي اعتذاري للطاقم الذي عمل البارحة
- لستَ في حاجة للاعتذار، قاموا بعملهم.
- أصرّ
- طيب، سأفعل
- سأنتظر قدومكِ غدا، ليلة مليئة بالكوابيس إذن؟
- لطفكَ لا حدود له...
بعد ساعة ونصف، في مكتب مدير المصحة...
- طلب الكثير بابا! ولو لم! لو لم أتمالك نفسي لطلبتُ من الأمن أن يُلقوا به خارجا!!
- عزيزتي، أنا جراح، وأدير مصحة
- هدّدني بالقتل!
- لستُ طبيب نفس، لكن ما أعرفه أنها مجرد هلوسات... يريدكِ، عليكِ أن تكوني في المستوى، لذلك نحن الأشهر في البلد
- والملف!
- أريه النسخة التي يريد
- لن أكذب! إذا وعدتُه وسمحتَ بذلك، لن أدوّن أي شيء ولن تعرف أي شيء!
- ...
- ماذا قلتَ؟
- قلتُ أن وعودكِ تذكرني بأبيكِ، هل الأمر وراثة؟
- وستسمح بأن يحدث هذا!!
- عزيزتي، أريده معافى في أقرب وقت، كل شيء غير ذلك مرفوض
- وزملائي في القسم؟
- سيتفهمون!! عندي أمور كثيرة عالقة، هلا تركتِني الآن؟
- ورئيس القسم!
- دعيه لي
- ما علاقتكَ بأخته بابا؟
- لا يعرف بأنكِ ابنتي
- لم يركَ؟
- لا
- تعرف كل شيء إ‍‍‍ذن! ومنذ البدء! لماذا كل هذا؟! أختُه؟
- أدين لها بالكثير... بوجود المصحة
- كيف؟!
- قروض وأمور أخرى
- مثل؟
- استجواب؟
- أريد أن أعرف
- ليس الآن...
- متى؟
- قلتُ ليس الآن... أمر أخير
- وهل ما زال آخر؟!!
- َقلّلي من مواعيدكِ
- وتريدني أن أتفرّغ له!!
- قلتُ قَلّلي لم أقل تفرّغي
- ...!
- إيمان
- نعم! ماذا أيضا؟
- كوني حذرة
- هانيبال لكتر؟!!
- ...
الغد... في حديقة المصحة...
- يوم جميل سيد أمين...
- وصار أجمل بحضوركِ دوك، موعدنا في المساء وليس الآن؟
- نعم، لكن هناك تغييرات
- هل أستطيع أن أوشوش شيئا في أذنكِ؟ دعيني أقترب، لا تخافي، لا أعض
- ...
- أعتذر، لكنه قذر مثلها.
- ماذا تقصد؟!!
- اهدئي، أنتِ الطبيبة هنا ولستُ أنا، وليس لائقا أن يطلب المجنون من طبيبته أن تهدأ
- لستَ مجنونا... ماذا قصدتَ؟!
- إذا لا تعرفين شيئا... تحتاجينني أكثر مما تصورتُ
- ماذا قصدتَ سيد أمين؟!
- اتفقنا أن تكوني صادقة، لا تُحاولي اخفاء غضبكِ، اصرخي إذا أردتِ، قومي بكل ما تريدين، سأقبل
- ...
- ولستُ في حاجة لسماع أنه قبل... كنتُ أعرف أنه سيقبل... وغصبا عنه، هل قال لكِ السبب؟
- ...
- السبب أنه قذر مثلها... كيف؟ سنتكلم عن ذلك في حصصنا القادمة... إذا تواصلتْ شراكتنا بالطبع و... قبلتِ
- ...
- أعتذر لعامل المفاجأة، أرى جيدا كيف تبحثين عن أجوبة... كيف تردّين... لكنكِ لا تجدين شيئا... تحتاجينني مثلما أحتاجكِ، فقط أردتكِ أن تعي ذلك جيدا قبل أن نبدأ... هذا المساء، أليس كذلك؟
- ... نعم... الرابعة.
- إياكِ أن تُظهري أي ردة فعل تثير الانتباه...
- ماذا؟!
- انظري فوق بهدوء
- ...
- واصلي النظر إليهما... ابتسمي لهما... شاوري لهما بيدكِ، وإذا طلبتِ رأيي سأقول أنهما لا يستحقان... ينظران لي، ولكِ... هما فوق، نحن تحت... تحت، أنتِ الطبيبة وأنا المريض، هكذا الظاهر، لكننا شريكان. فوق، هو الطبيب وهي... سنرى ذلك في المستقبل، يظهر ذلك، لكن الحقيقة أمر آخر بالطبع... شريكان، لكن ليس مثلنا... الآن سأبتسم إليكِ، ردي الابتسامة وعودي أدراجكِ... كأن شيئا لم يكن... أراكِ الرابعة دوك...
- ...
- دوك؟
- نعم!
- فعلتِ ما طلب منكِ مريضكِ... كأنه يُسيطر عليكِ، لا تسمحي له... إذا تمكن من ذلك، لن تستطيعي علاجه... حصتنا القادمة يجب أن تأخذي زمام الأمور، وألا تدعيه يُواصل التلاعب بكِ...
- شكرا للنصيحة... نلتقي مساء سيد أمين!
- دوك؟
- ماذا أيضا؟
- لا تناديني باسمٍ، خاطبيني دون اسمٍ، أريد أن أكون نكرة
- المصحة عنوانٌ خطأ، عليكَ تغييرها إذن
- لن أفعل، وجدتُ طبيبة أعجبتني أخيرا!
- مِن ســ... حسن حظي!
قبل الموعد بساعة... أمين والهيستيريا... دون أي سبب واضح أو مقدمات... على الفراش، مقيّد اليدين والرجلين... أمينة عن يمينه... إيمان وأبوها عن يساره...
- لا يمكن أن أقبل تواصل هذا!! أريد حلا محمد!! تصرّف!! وبأسرع وقت!!
- سنفعل، ثقي بي ولا تقلقي
إيمان: سيدة أمينــ
- لم أوجّه لكِ كلامي أنتِ!!
- أمينة، قلتُ لا تقلقي، إيمان... تستطيعين المغادرة... ما رأيتِه ليس نهاية العالم، مجرد نوبة بسيطة لا غير
- لا تخاطبني كطفلة صغيرة! نوبة بسيطة!! أريدها أن تنتهي هذه النوبة البسيطة وألا تعود أبدا!! قلتَ أنكَ لستَ في حاجة لأطباء جدد، لكني لم أر أي تحسن عليه!! إلى متى سأبقى هكذا؟!!
- عَزِيــ... إيمان قلتُ تستطيعين المغادرة... أمينة انتظري قليلا... تعالي إيمان...
عند مغادرة إيمان الغرفة، لم تفكر في مكتبها، ولا في زيارة بعض مرضاها، بل غادرت المصحة بسرعة... وقادت بسرعة حتى وصلتْ المنزل، ومباشرة قصدتْ غرفة نوم أبيها وأمها... أمها كانت تعرض لوحاتها في معرض بفرنسا منذ أيام... في غرفة النوم يوجد مكان لألبومات قديمة... فتحتْها بسرعة الواحد تلو الآخر ثم توقفتْ... وتصفحتْ حتى ملّتْ! صور كثيرة، منذ الأعوام الأولى في كلية الطب لأبيها، ثم التخرج، ثم التخصص، ثم المستشفيات الحكومية، ثم العيادة الخاصة والمصحات، ثم... المصحة! وكلها كان فيها أبوها ثالث ثلاثة مع أمها و... أمينة! التي عند مغادرتها غرفة مريضها منذ قليل، سمعتْ بعضا من كلامها... وشوشة غاضبة: "كيف تُريدني أن أسافر وهو هكذا؟!!"، ففهمتْ إيمان أن الوجهة... فرنسا!
فكرت إيمان في أطروحتها... يوم الدكتوراه، الصور والفيديو، لكنها بعد أن قالت في نفسها أن ذلك لن يضيف شيئا، قرّرتْ أن ترى وتشاهد... أخذت معها بعض صور الثلاثة، وخرجت، إلى غرفتها... شاهدت الصور فلم تجد شيئا، فقررت مشاهدة الفيديو... فوجدتْ... في أعلى المدرج، الكاميرا مرّت بسرعة على الحاضرين... في الأعلى يسارا، كانت... السيدة أمينة!
بكتْ إيمان بحرقة... استلقتْ على سريرها واضعة يديها على وجهها، ثم سكتتْ، وقامتْ بسرعة إلى غرفة أبيها لتُعيد الصور إلى أماكنها... ثم غادرتْ إلى المصحة... عند وصولها، قصدتْ مباشرة غرفة أمين، دخلتْ ووقفت بجانبه وبكتْ وهي تضع يديها على فمها... وقتا، ثم سكتتْ، وخرجتْ ثم عادتْ وأخذت من ذراعه عينة دم... ثم ذهبت إلى مكتبها وأغلقت الباب بالقفل، وأخذت من ذراعها عينة... واتصلتْ بزميل لها... ثم غادرت إلى مخبره حاملة العينتين... "إذا اتصلتَ ولم أرد، أرفق اتصالكَ مباشرة برسالة تقول فيها النتيجة".
وهي تنتظر النتيجة، واصلت إيمان عملها بمهنية، لم تكلم أباها في شأن ما اكتشفتْ، ولا أمها، ولا... السيدة أمينة، ولا أمين. إجمالا تجاوزت العقبات معه، وبدأت الحصص تُجيب عن كثير من الأسئلة، وتفتح آفاقا لتجاوز تلك النوبات التي تأتي دون إنذار. في الحصة الخامسة، وسطها... اتصل زميلها... ثم مباشرة بعد الاتصال، أرسل رسالة... لم تصبر إيمان حتى نهاية الحصة، لم تتعلل بشيء لتغادر ثم تعود... وقرأتْ... "25%"! عندها نظرت لأمين طويلا، ثم قالت له أنها لن تستطيع المواصلة متعللة بآلام معدة، واتصلتْ بالممرضة، فدخلتْ، ثم غادرا...
مباشرة أقفلتْ الباب، ووقفتْ أمام النافذة... تذكرت الكثير... وبكتْ طويلا، ثم فتحتْ الباب، وغادرتْ... أمام غرفة أمين، وقفتْ قليلا، ثم قرعت الباب ودخلتْ، فوجدتُه يكتب...
- دوك... اشتقتِ لي بسرعة
- ماذا تكتب؟
- أشياء جميلة
- هل يمكنني الاطلاع عليها؟
- لا
- لماذا؟
- ...
- لماذا فعلتم هذا؟
- ماذا؟
- عرفتُ
- ماذا عرفتِ؟
- ماذا تعمل؟ لستَ رجل أعمال!
- الآن نعم، لكني متوقف حتى تساعدينني وأعود إلى أعمالي
- دور بابا في كل هذا؟
- دوك... هل أنتِ بخير؟ لا أفهم شيئا مما تقولين الآن... عيناكِ؟ هَلْـ
- قف!
- أفضل أن أبقى هكذا
- قلتُ قف! اللعنة!!
- سأصرخ وأنادي الممرضات إن واصلتِ هكذا... أنتِ تُخيفينني
- قف! وانظر لي!!
- ...
- دور بابا في كل هذا؟!!
- لا أعلم عما تتحدثيـ
عندها، صفعته إيمان، وصرختْ
- توقّف! اللعنة! قلتُ لكَ أعرف!
- ...
- لماذا فعلتم كل هذا؟!!
- لم أفهم
- لماذا فعلتم كل هذا؟؟!!! وما دور بابا فيه؟؟!! أجب!!
- الورقة... اقرئي
ففعلتْ... "أحبكِ وأفتقدكِ، سامحيني لكنهما لم يتركا لي الخيار. لا أعلم كم سيدوم كل هذا، وإلى متى سأستطيع، لكني لا أستطيع التراجع الآن!"
- لـ... لـ... لماذا لم يتركا لك الخيار؟
- الممالك أهم من الأمراء، الإمبراطوريات أهم منـ
- والنوبات؟
- الأطباء أغبياء
- ماذا تعمل؟
- طبيب
- ...!
- طبيب نفس
- وكيفـ
- تربيتُ؟ عشتُ؟ أختي الكبيرة... الوحيدة! ربّتني! زوجها... بابا مات وهي حامل
- مات؟
- نعم... ملف من الألف إلى الياء مدلس...
- ...
- من عقد الزواج إلى الوفاة... إلى ولادتي... كل شيء
- وبابا؟
- صديق له... طب شرعي... أمضى شهادة الوفاة... يعمل الآن مع محكمة التعقيب
- والزواج؟
- كل ما يخص الحالة المدنية، تكفلتْ به... صديقة أمكِ، الوالية الحالية... كانت رئيسة بلدية وقتها
- والمصحة؟
- المالية عمل مامـ... أختي الكبيرة، اختيار الأطباء أبوكِ، سرقتهم من مراكزهم العمومية الوالية ومعارفها
- المصحة ستكون لي!!!
- لذلك لا يجب أن تعرفي
- ...
- كلهم سيدخلون السجن، ولن تقبلي بإدارة إمبراطورية أُسسها التدليس والتحيل وسرقة أحسن أطباء البلد
- يظنان أنكَ مريض حقيقة؟
- نعم
- ولماذا قبلا بجلبكَ إلى هنا؟
- هو رفض واقترح أماكن أخرى، لكنها أصرتْ، واتفقا على ألا تكوني المشرفة على "علاجي"... هذا في البدء
- كيف سمح بذلك وهو يعلم أنكَ طبيب؟
- لم يكن يعرف
- كيف؟ مستحيل!
- لحسن حظي لم يعرف... لم يكن يهتم... فرأت ماما أنه لا يستحق أن يعرف، لذلك أنا رجل أعمال
- والعمادة؟ كلهم أصدقاؤه!!
- لا أعرف كيف، لكنه لم يكن يعرف
- لم يكن؟
- علم بعد قدومي هنا
- ثم؟!!
- قذر! أعتذر... أعجبته الفكرة... لمستقبل المصحة!
- متى عرف؟
- عندما رفضتُ الثلاثة قبلكِ
- و
- أنتِ تعالجين "نوباتي" وأنا
- أنتَ؟
- أعالج غضبكِ وأجعلكِ تغفرين و... تقبلين
- إلى أي مدى كنتَ ستواصل؟
- إلى النهاية...
- لماذا؟!!
- عالمهم سيُدمَّر كليا إذا حدث أي شيء للمصحة! المصحة أهم من كل شيء... حتى من ثلاثتهم!
- ومني؟
- ومني...
- كلكم أقذار!!
- نعم! لكني قبلتُ من أجلكِ... وليس من أجل المال والشهرة والنفوذ مثلهم
- لكنكَ ستستلم المال والشهرة والنفوذ!!!
- لن أفعل! كل شيء قمتُ به هدفه أنتِ... أسير معهم حتى أصل إليكِ، ثم أحملكِ معي بعيدا عن عالمهم
- وتريدني أن أصدقكَ؟!
- صدقتني فعلا... أريدكِ معي أولا، وبعيدا عنهم ثانيا!
- ...
- لم أكن أتوقع هذا، لكني سعيد أنكِ عرفتِ...
- وماذا تتوقع الآن؟!! أن أبكي وأرتمي في حضنكَ وأقول أني افتقدتكَ طوال حياتي؟!! لن يحصل ذلك!
- سأصل إلى هدفي... لا أحد يستطيع منعي
- ...
- وهدفي... أنتِ!
مع دخول سكرتيرة المدير...
- دكتورة، البرفسور يطلب حضوركِ إلى مكتبه
- ... أنا قادمة
- ...
- قلتُ قادمة! تستطيعين المغادرة
- قال أن أرافقكِ مباشرة إلى مكتبه
- وقلتُ قادمة!!
- معه، مسؤول كبير من الداخلية
- اللعنة على المسؤولين الكبار!! انتظريني خارجا
- دكتورة، أرجوكِ
- دقيقة!!!
- ... أنتظر في الخارج
مع خروجها...
- وأنتَ!! أوقف نوباتكَ!! أم تريدني أن أذكركَ بتأثير السموم التي تُحقَن بها؟!
- ليس الأمر بهذه السهولة
- ماذا تقصد؟
- اذهبي إليه... سأنتظركِ.
- ماذا تقصد؟
- أمينة... لم أكن أمزح عندما قلتُ أنها ستقتلكِ
- ماذا؟!!
- اذهبي إليه، ولا تتفوّهي بشيء
- لا تستطيع! لا أعرفكَ!!
- اتبعي حدسكِ إذن، وسيقودكِ إليّ... وحتى إن لم يحدث ذلك، فلا أظنه سيحملكِ إليه.
- لماذا الآن بالذات؟!! لماذا ليس قبل... 34 سنة!! هل تعرف معنى ذلك!
- سامحيني... لكني لم أكن أعلم
- متى علمتَ؟
- منذ ستة أشهر
- كنتَ تستطيع أنـ
- لم أكن أستطيع! أنتِ لا تعرفين أمينة
السكرتيرة تطرق وتفتح الباب، تطلب من إيمان مرافقتها، فتفعل...



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى أن (الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع)؟!
- هناء 2-2 (+)
- هناء 2-2 (-)
- هناء 1-2
- أميرة
- أُمَّةُ القضيب... شذرات عن الوطنية في المنطقة المقدسة العروب ...
- قاتم (9) هوس
- قاتم (8) أحلام
- مرارة الحقيقة...
- الإلحاد والملحد والوطنية (1)
- قاتم (7) ...
- عجائب من موقع الحوار
- هرطقات في هيكل العروبة (3): عن الثقافة والمُثَقَّف
- الإلحاد والملحد: رفض المقارنة مع الدين والمؤمن!
- الإلحاد والملحد: -التكبر على خلق الله-؟ سامي ال‍ذيب -حاكم تف ...
- هرطقات في هيكل العروبة (2): وهم تحرير المرأة -العربية-
- جرثومة -العامية-
- -المحارم- بين الحب والجنس
- وهم حرية التعبير بين الغرب والمنطقة المقدسة
- هرطقات في هيكل العروبة


المزيد.....




- شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان -موازين- 2025 ...
- عرض فيلم وثائقي عن جون لينون في موسكو الخريف المقبل (فيديو) ...
- انطلاق فعاليات مهرجان -أوراسيا - سينمافِست- الدولي الثاني في ...
- رحلة الفلبينية كويني باديلا من أضواء الشهرة إلى الإسلام
- علماء روس يجرون اختبارات محاكاة زلزالية لنموذج من قوس النصر ...
- مصر .. الفنان صبري عبد المنعم يتجاوز الخطر
- فنان سوري يثير الجدل بعد تعليقه على لقاء وزير الثقافة مع طفل ...
- إيران: المحكمة العليا تؤيد حكم الإعدام ضد مغني الراب تاتالو ...
- كراسي ماري أنطوانيت.. كنوز ملكية تبيّن أنها مزيفة!
- قراءة شاملة لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور المؤر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - إيمان