أمين بن سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 06:53
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
وانتهت القصة... تحرّك لا شيء ليُرى أو ليُتكلم عنه! هذه هي الحقيقة المرة التي اكتشفتُها بخصوص التعليقات في موقع الحوار المتمدن!
البدء كان منذ مدة، حيثُ لاحظتُ منع نشر تعليقاتٍ على صفحتي، تخص نفس الشخص/ المعلقة، ولم أجد لذلك سببا معقولا مقبولا، فقلتُ أكيد سهو أو خلل تقني ما، يمكن أن يكون السبب.
لكن للأسف، الأمر لم يكن كذلك... لم أكن "ساذجا" لأني لم أفكّر في احتمالات أخرى للمنع الذي وقع، لكن عندما أقرأ تعليقا لا يوجد فيه أي شيء يُفسر المنع، ماذا عساني أقول؟! مثلا تعليق فيه كلمة واحدة "سلام" أو "سلامات"، لماذا يُمنع نشره إن لم يكن السبب خللا تقنيا ما أو خطأَ سهوٍ من المراقب؟! لا أعلم كيف يسير عمله، لكن لنقل أمامه مثلا نوافذ عديدة مفتوحة، وفيها تعليقات كثيرة، وعوض أن يمنع هذا منع ذاك، سهو يُمكن أن يقع ويُقبل. لكن لماذا لا يُنشر ذلك التعليق عندما يعترض صاحبه على عدم نشره؟ أو الكاتب صاحب المقال والصفحة؟ هنا الأمر لم يعد سهوا، بل المراقب منعه وهو يعلم، وبما أن التعليق لا يوجد فيه أي شيء يمكن أن يُسند منعه، تكون النتيجة أننا أمام حقيقة مرة: المراقب منع التعليق لأنه... لم يُعجبه، أو هكذا دون أي سبب، أو ربما صاحب التعليق لا يُعجب المراقب، أو...! لا أعلم!
التعليق رقم واحد -على آخر منشور لي- الممنوع من النشر، والموجود في حسابي، ممنوع تعسفا، ولا يوجد أي سبب يمكن أن يفسر منعه.
القصة لا تخصني وحدي بالطبع، لأني قرأت تذمرات لكتاب ومعلقين، قالوا نفس الشيء: المراقب يمنع التعليقات هكذا دون سبب!
لستُ "سيد حرية"، وليست متعة أن أكتب مرة أخرى في هذا المحور، متعتي الكتابة في مواضيع أخرى... لكن عندي أسبابي: أولها التشهير بظلم والساكت عنه شريك فيه، وهذا منفعتُه تخص الجميع الموقع وكتابه ومعلقيه وقراءه. ثانيها شخصي، فنظريا -وما لم يصبني الله بصاعقة أو صاروخ أو يُسقط عليّ سقفا- أمامي ثلاثين أربعين سنة كتابة، ولا أظن أن ذلك سيكون ممكنا إذا تواصل وجود فكر هذا المراقب.
السؤال المهم الآن: عمن نتكلم؟ ومن يكون هذا المراقب؟ الجواب بسيط ويكون بالنقر على "هيأة إدارة الحوار المتمدن" ثم "منسق التعليقات" و "ادارة التعليقات"... مع الأولى نفرح فهي تقول هذا هو بوص التعليقات، لكن مع الثانية لا، فهي تُحيلنا إلى كل أفراد الهيأة! مع الأولى نفهم أن هناك فريق عمل وينسق عمله بوص، مسؤولية البوص هامة لكن الأفراد أيضا، وربما لقلة الوقت لم يطلع البوص على تجاوزات فريقه، هذا إن لم يكن هو نفسه من يقوم بتلك التجاوزات أي المنع التعسفي دون أي سبب. وبنفس المنطق، سنسير مع الثانية التي ستحملنا إلى بوص الموقع السيد عقراوي... ومن الآخر، سأقول أن الذي يُقال هنا موجه إلى الجميع، لكن بالدرجة الأولى إلى بوص التعليقات السيد جمال احمد وإلى بوص الموقع السيد عقراوي. ولأسهّل عليكم، سنأخذ معا مثالا بسيطا جدا:
آخر منشور لي، مُنع فيه تعليق، التعليق موجود في حسابي، ولا يوجد فيه حرف يمكن أن يفسر منعه، أي المنع وقع بطريقة تعسفية، ومع احترامي الكبير للهيأة المشرفة، يؤسفني جدا أن أقول أن الذي منع نشره، لا علاقة له بحرية التفكير والنشر والعلمانية وغير ذلك من شعارات الموقع، بل لا علاقة له حتى بالذوق الراقي والسليم.
لماذا أخذتُ التعليق الممنوع على منشوري الأخير كمثال؟ لأنه مجرد كلام يُناقش قصة! ليس كلام ليبرالي "متعصب" فنقول ربما لم يُعجب المراقب "الشيوعي"، ولا كلام ملحد مثلا يسخر من الحسين فنقول ربما المراقب حنّ لأيام صغره!! لا يوجد شيء من كل ذلك، لنقول فيه رأي لم يُعجب المراقب! التعليق لا يوجد فيه حتى ذلك الرأي، بل مجرد كلام يُناقش مجرد قصة!
من منع التعليق؟ هل من حقي ومن حق القراء أن نعلم؟ أظنكم ستردون أن الأمور لا تسير هكذا، وأفهم جوابكم. لكن، وهذا هدف سؤالي، هل تستطيعون أنتم معرفة من منع التعليق؟ الجواب بالتأكيد نعم. إذا كان الأمر كذلك، لماذا "لا يُدعى إلى النظام"؟ لماذا لا يُذكّر بمبادئ وشعارات الموقع؟
أرجو ألا تتواصل هذه الممارسات التي شخصيا أتعجب كيف توجد أصلا؟! والتي أترجمها لحضراتكم بالآتي: قرأ التعليق، لم يعجبه فمنع نشره، هكذا بكل بساطة...! وهذا سلوك لا أظنه يصلح بموقع أنا شخصيا لم أكن أتصور أن كثيرا من منشوراتي ستُنشر، لكنها نُشرتْ! ونشرها على خطورة ما فيها، دليل قطعي على احترام وجود الرأي الآخر وإن كان غريبا وشاذا! فكيف يا أساتذة تُنشر موضوعات تطعن مباشرة في الهولوكوست وتُمنع تعليقات تُناقش مجرد قصة؟! أمر عجيب تفسيري الوحيد له يخص الشخص الذي يمنع! أي -واحترامي الشديد- هناك جسم غريب لا يؤمن بما تؤمن به الهيأة.
ثم، وليست ذكورية... في عالم جعل من المرأة مجرد شيء، أين تُحقّر المرأة وتُستعبد، عندما توجد امرأة تشذ عن ثقافتها وموروثاتها، تكسر قيودها وتتكلم، كيف يعقل أن تُمنع من الكلام في موقع الحوار؟
الأخوة الأعزاء، الذي قيل، نابع من طبعي ومن ذاتي نعم، فأنا أمقتُ كل القيود حتى تلك التي يستحيل التخلص منها. لكن، نابع أيضا من "غيرة" على مكان، إلى الآن أعجبني المقام فيه، وربما تواصل ذلك لعقود، وهذه الممارسات التعسفية الشاذة والغريبة، والتي لا يُمكن لا أن تُفسّر ولا أن تُقبل، لا تليق بالموقع وبكتابه وبمعلقيه وبقرائه وبمستقبله. ومع كل الاحترام والشكر على الجهود المبذولة، عذر الوقت وعدم القدرة على الاطلاع على كل شيء لم يعد مقبولا إطلاقا: إذا أردتم وقف هذه المهزلة، تستطيعون، وما لم تتوقف فأنتم لا ترونها قضية هامة وتستحق، في حين أننا هنا نتكلم عن أبشع ما يمكن أن يقع على بشر أي القتل وظلما: أبشع حكم في أرض الواقع هو الإعدام، وفي العالم الافتراضي المنع والحذف.
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟