|
رواية : شجرة الكرز الحزين
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 22:17
المحور:
الادب والفن
الفصل الاول : ظلال المكتب الصغير
لييج، رذاذ المطر على لوحات الاوراق الخمرية اليابسة في الخريف ،تلك الصباحات المشمسة التي تقفز برشاقة بين غيمة وأخرى . امرأة شقراء تغسل ابتسامتها اوجاع العمر المفقود . لييج حيث تتداخل رائحة الفحم القديم مع أنفاس المهاجرين الهاربين من أوطانهم، كان مكتب مدام ريجين ملاذًا صغيرًا وسط ضجيج المدينة. الغرفة المتواضعة، في زاوية شارع رمادي، كانت تحمل في جدرانها المتشققة أصداء قصص لم تُروَ بعد. المكتب الخشبي المتآكل، الذي اشترته ريجين من سوق للسلع المستعملة، كان شاهدًا على ساعات لا نهائية من الصبر. هناك، كانت ريجين تجلس كل صباح، ممسكة بقلم رخيص ودفتر مليء بالملاحظات، تُعلم شابًا سوريًا يُدعى معن نطق كلمة "liberté". صوته كان يتعثر، يحمل ثقل الحرب التي تركها وراءه، لكن عينيها، كبحيرتين من الأمل المثقل بالتعب، كانتا تدفعانه للأمام. "حاول مرة أخرى، معن"، تقول بلطف، وكأنها تعلم أن الحرية ليست مجرد كلمة، بل وعد يصعب الوفاء به. ريجين، في الستين من عمرها، كانت تحمل في قلبها حلمًا نادرًا ما تُصرّح به: "سأتعلم العربية يومًا ما." اللغة العربية كانت بالنسبة لها لحنًا بعيدًا، موسيقى تتردد في أروقة خيالها، تنتظر تقاعدها لتغوص فيها. لكن الزمن، كان وحشًا بيروقراطيًا يتربص بها، يحمل توقيع رجل يُدعى البارون الأب، أول من زرع بذور النيوليبرالية في بروكسل، تلك البذور التي ستنمو لتصبح غابة من القوانين القاسية.
لييج، بمصانعها المهجورة وشوارعها المليئة بالوجوه الغريبة، كانت مرآة لروح ريجين المنهكة. المدينة، التي كانت يومًا قلب الصناعة البلجيكية، تحولت إلى فضاء من التناقضات: بيوت قديمة متداعية تقابل مبانٍ زجاجية حديثة، ومهاجرون يبحثون عن بداية جديدة بينما العمال القدامى يتشبثون بذكريات الماضي. في هذا الفضاء، كانت جمعية ريجين وزوجها، التي أسساها قبل عقدين، ملاذًا للمحتاجين. لم تكن الجمعية مجرد مكان لتعليم اللغة الفرنسية، بل كانت فضاءً للأمل. المهاجرون كانوا يأتون من سوريا، المغرب، الكونغو، حاملين قصص الحرب والخسارة، وريجين كانت تستقبلهم بابتسامة هادئة، كأنها تقول: "هنا، أنتم آمنون." لكن الأمان الذي قدمته كان هشًا، إذ كانت الجمعية تعيش على التبرعات وجهود المتطوعين، بينما التمويل الحكومي كان شحيحًا، كأن الحكومة، تحت قيادة البارون الأب وأتباعه، قررت أن الإنسانية تكلفة لا تستحق الدفع.
في ذلك المكتب الصغير، كانت ريجين تكتب يومياتها على هامش الأوراق الإدارية. كتاباتها كانت مزيجًا من التأملات والأحلام المؤجلة. كتبت ذات يوم: "المهاجرون يعلمونني أكثر مما أعلمهم. قلوبهم كتب مفتوحة، لكن الحكومة لا ترى سوى الأرقام." كلماتها، كما في روايات دوستويفسكي، كانت تحمل صراعًا داخليًا بين إيمانها بالعدالة وإحساسها بالعجز أمام نظام لا يرحم. كانت تكتب عن معن، الشاب السوري الذي فقد عائلته في القصف، وعن شيرين، المغربية التي جاءت إلى لييج بحثًا عن حياة أفضل لابنتها. قصصهم، بالنسبة لريجين، لم تكن مجرد حكايات، بل دليلًا على أن العالم يمكن أن يكون أفضل إذا سمحنا للإنسانية بالنمو. لكن الأرقام، تلك الأرقام التي كتبتها الحكومة في قوانين التقاعد، كانت تحاصرها. في الثمانينيات، عندما بدأ البارون الأب يدعو إلى تقليص الإنفاق الاجتماعي، لم تكن ريجين تعلم أن هذه السياسات ستصبح سجّانها. كانت تظن أن عملها الإنساني سيُكافأ يومًا ما بتقاعد هادئ، حيث تستطيع أن تجلس في بيتها الريفي، تقرأ الكتب، تتعلم العربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم.
في شبابها، كانت ريجين ابنة السبعينيات، تلك الفترة التي كانت فيها حركات اليسار في بلجيكا تحلم بتغيير العالم. كانت تسير في مظاهرات بروكسل، حاملة لافتات تطالب بالعدالة الاجتماعية. كانت ترتدي معطفًا أحمر طويلًا، شعرها الأسود يتطاير في مهب الريح، وصوتها يرتفع مع المتظاهرين: "العدالة للجميع!" كانت تؤمن أن العمل الإنساني ليس مجرد وظيفة، بل رسالة. في تلك الأيام، كانت بروكسل مدينة الأحلام، حيث كان الشباب يعتقدون أن بإمكانهم إعادة تشكيل المجتمع. لكن البارون الأب، الذي كان يجلس في مكاتب الحكومة الباردة، كان يرسم خططًا أخرى. كان يتحدث عن "الكفاءة الاقتصادية" و"تقليص العجز"، كلمات بدت بريئة في البداية، لكنها كانت تحمل في طياتها ظلمًا سيطال ريجين وآلافًا مثلها.
عندما انتقلت ريجين وزوجها إلى لييج، كانا يحملان حلمًا جديدًا: إنشاء جمعية غير ربحية لدعم المهاجرين والمشردين. كانا يعملان ليل نهار، ينظمان دروس اللغة الفرنسية، وورش الاندماج الثقافي، ويوزعان الطعام والملابس على المحتاجين. في السنوات الأولى، لم تتلق الجمعية أي تمويل حكومي. كانا يعتمدان على تبرعات الأصدقاء وبعض السكان المحليين. كانت ريجين تقول لزوجها: "إذا استطعنا مساعدة شخص واحد، فهذا يكفي." لكن في قرارة نفسها، كانت تعلم أن الجهد الذي تبذله يستنزفها. كانت تعاني من آلام في المفاصل، وارتفاع في ضغط الدم، لكنها كانت ترفض التوقف. كانت ترى في كل مهاجر يتعلم كلمة جديدة، أو يبتسم لأول مرة، انتصارًا صغيرًا على النظام الذي يحاول سحق الأمل.
ريجين كانت تحب اللغة العربية، ليس فقط لأنها كانت لغة المهاجرين الذين ساعدتهم، بل لأنها رأت فيها جمالًا شعريًا. كانت تقول لمعن: "صوت العربية كالموسيقى. عندما أتقاعد، سأتعلمها، وربما أزور دمشق يومًا ما." كان معن يضحك، يقول لها: "ستكونين شاعرة عربية، مدام ريجين." لكن التقاعد، الذي كانت تحلم به كبوابة للحرية، كان يبتعد عنها. سياسات البارون الأب، التي بدأت في الثمانينيات، واصلها خليفته، الأمير الشاب، في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. رفع سن التقاعد إلى 65 عامًا، وقوانين جديدة قلصت المعاشات، وأهملت سنوات العمل الأولى لريجين في بروكسل. كانت هذه القوانين، أدوات للسيطرة، لكنها لم تكن موجهة للجماهير، بل للطبقة العاملة التي أفنت حياتها في خدمة المجتمع.
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في مكتبها، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أقاتل وحشًا لا أراه. الحكومة، البنوك، القوانين... كلها تتحالف ضدنا." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل جمعيتها. كانت الجمعية تعاني من نقص التمويل، وريجين وزوجها كانا يدفعان من جيوبهما للحفاظ على استمرارها. كانا يعملان في ظروف صعبة، وسط مدينة لييج التي كانت تعاني من الإهمال الحكومي. لكن ريجين لم تكن من النوع الذي يستسلم. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتغيير حياة شخص ما. كانت تقول للمتطوعين: "إذا استطعنا أن نجعل شخصًا واحدًا يشعر أنه ينتمي، فقد ربحنا." لكن الربح الحقيقي، تقاعدها الهادئ، كان يتلاشى تحت وطأة القوانين الجديدة.
ريجين كانت تحلم ببيتها الريفي في لييج، الذي اشترته بقرض بفائدة باهظة. كانت تأمل أن يكون ذلك البيت ملاذها في التقاعد، حيث تستطيع أن تجلس على كرسي خشبي في الحديقة، تقرأ روايات بالعربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم. لكن البيت، الذي كان يفترض أن يكون رمزًا للأمان، أصبح عبئًا آخر. كانت الفوائد البنكية تتراكم، واضطرت ريجين لإعادة تمويل القرض مرتين، مما جعلها تشعر أنها "اشترت البيت ثلاث مرات". كانت تقول لزوجها بمرارة: "نعمل طوال حياتنا، وفي النهاية، لا نملك شيئًا." كلماتها كانت تحمل صدى العبث الإمبريالي ، حيث الفرد يصارع نظامًا يستغله بلا رحمة.
في ذلك المكتب الصغير، كانت ريجين تجمع حولها مجتمعًا صغيرًا من المهاجرين والمتطوعين. كانوا يتبادلون القصص، يضحكون، وأحيانًا يبكون. كان معن يحكي عن دمشق قبل الحرب، عن رائحة الياسمين في شوارعها. كانت شيرين تتحدث عن ابنتها، التي أصبحت تتحدث الفرنسية بطلاقة بفضل دروس ريجين. كانت هذه اللحظات، بالنسبة لريجين، تعويضًا عن الإرهاق. لكن الإرهاق كان يتراكم، كما في قصص تشيخوف، حيث المرض يأتي كضيف غير مدعو. بدأت ريجين تعاني من آلام مزمنة في المفاصل، وارتفاع ضغط الدم أصبح رفيقها الدائم. كانت تعلم أن استمرارها في العمل بعد سن الستين يدمر جسدها، لكنها لم تستطع التوقف. كانت الجمعية تعتمد عليها، والمهاجرون يحتاجونها.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت ريجين تنظم فعالية ثقافية في الجمعية، جاءت مهاجرة كونغولية تُدعى نيرمين. كانت نيرمين تحمل سلة من الكعك التقليدي، وقالت: "هذا لكِ، مدام ريجين. أنتِ عائلتي هنا." كانت تلك اللحظة، تعكس الرابط الإنساني الذي يتجاوز الحدود. لكن ريجين، رغم ابتسامتها، كانت تشعر بثقل السنوات. كانت تعلم أن قوانين التقاعد، التي صيغت في مكاتب البارون الأب وخليفته الأمير الشاب، ستحرمها من أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام. كل يوم، أرى الأمل في عيون المهاجرين، لكنني أفقد أملي شيئًا فشيئًا."
لييج، في تلك السنوات، كانت مدينة تعاني من التحولات. الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، كانت تروج لسياسات نيوليبرالية تهدف إلى "تحسين الاقتصاد"، لكنها في الحقيقة كانت تزيد من معاناة الطبقة العاملة. الجمعيات غير الربحية، مثل جمعية ريجين، كانت تكافح للبقاء. كانت الحكومة تقلص التمويل، وتفرض شروطًا تعجيزية للحصول على الدعم. كانت ريجين تقول لزوجها: "إنهم يريدوننا أن نستسلم. لكنهم لا يعرفون أننا نعيش من أجل هؤلاء الناس." كلماتها كانت تحمل صدى مقاومة ليست بعيدة ، حيث العمال يقاومون نظامًا يحاول سحقهم.
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تغلق المكتب، نظرت إلى الشارع المظلم. الأضواء الخافتة كانت ترسم ظلالًا طويلة على الرصيف. كتبت في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه في بيتي الريفي، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد وهم." كلماتها، كانت موجزة لكنها عميقة، تحمل ألمًا هادئًا. كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها، كما في روايات مينا، كانت تتشبث بالأمل، ولو كان خافتًا.
ريجين، في تلك اللحظات، كانت تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت امرأة قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في مكتبها الصغير، وسط أوراقها المبعثرة ودفاترها المليئة بالملاحظات، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن المهاجرين، عن لييج، عن الحياة التي أرادت أن تعيشها. لكن الزمن، كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي تخوضها ليست فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
كانت ريجين تجلس أحيانًا في المكتب بعد انتهاء الدروس، تنظر إلى الصور المعلقة على الحائط: صورة لمعن وهو يحمل شهادة إتمام دورة اللغة الفرنسية، صورة لشيرين وابنتها في فعالية ثقافية، صورة لنيرمين وهي تقدم الكعك التقليدي. كانت هذه الصور، بالنسبة لريجين، دليلًا على أن عملها لم يذهب سدى. لكنها كانت تشعر، في أعماقها، بأن النظام يسرق منها أكثر مما تعطيه. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش في رواية غوغول. كل شيء يبدو حقيقيًا، لكنه كابوس." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل جمعيتها، إلى القوانين التي قلصت أحلامها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا.
في إحدى الأيام، جاء معن إلى المكتب حاملًا كتابًا صغيرًا باللغة العربية. كان ديوان شعر لمحمود درويش. قال لها: "هذا هدية لكِ، مدام ريجين. عندما تتعلمين العربية، ستفهمين قلبي." كانت ريجين تمسك الكتاب بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأحتفظ به ليوم التقاعد." لكن ذلك اليوم كان يبتعد، حيث الأبواب تُغلق واحدًا تلو الآخر. كانت تعلم أن السنوات التي أمضتها في بروكسل، تعلّم المهاجرين وتنظم ورش الاندماج، لن تُحتسب بشكل كامل في معاشها التقاعدي. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب البارون الأب، تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان جريمة.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش حياة مزدوجة. في النهار، كانت المعلمة، الأم، الصديقة التي يعتمد عليها المهاجرون. في الليل، كانت امرأة تحمل أعباء السنوات. كانت تعاني من الإرهاق المزمن، وكانت آلام المفاصل تجعلها تستيقظ في منتصف الليل. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا توقفت، من سيعتني بمعن وشيرين ونيرمين؟" كانت ترى فيهم عائلتها الثانية، لكنها كانت تعلم أن جسدها لن يتحمل طويلاً. كانت دراسة أجرتها جامعة لوفين في 2022، والتي لم تكن ريجين تعرف عنها، قد أظهرت أن العمال الذين يواصلون العمل بعد سن الستين يواجهون مخاطر صحية أعلى بنسبة 30%، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان. لكن ريجين لم تكن بحاجة إلى دراسات لتعلم أن جسدها ينهار. كانت تشعر بذلك في كل خطوة، في كل يوم طويل تقضيه في المكتب.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت ريجين تنظم فعالية ثقافية أخرى، جاءت شيرين وابنتها. كانت الابنة، التي كانت في السابعة من عمرها، تقرأ قصيدة قصيرة بالفرنسية كتبتها بنفسها. كانت القصيدة عن الأمل، عن مدينة جديدة، عن أم جديدة تدعى ريجين. كانت الدموع في عيني ريجين، لكنها أخفتها بابتسامة. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستكون كاتبة يومًا ما." لكن في قلبها، كانت تعلم أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت قوانين التقاعد، التي فرضها الأمير الشاب، قد سلبت منها الوقت. كانت السنوات الخمس الإضافية من العمل، التي فرضتها الحكومة، قد استنزفت طاقتها. كانت تأمل في التقاعد عند سن الستين، لتبدأ تعلم العربية والسفر، لكنها، كما في روايات تولستوي، كانت تواجه مصيرًا يبدو حتميًا.
في تلك السنوات، كانت لييج تشهد تغيرات اجتماعية عميقة. كانت المدينة مليئة بالمهاجرين الجدد، الذين جاءوا بحثًا عن حياة أفضل. لكن الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، كانت تركز على "الإصلاحات الاقتصادية"، التي كانت تعني تقليص الخدمات الاجتماعية وزيادة الأعباء على العمال. كانت الجمعيات مثل جمعية ريجين تعاني من نقص التمويل، وكانت ريجين وزوجها يضطران للعمل ساعات إضافية للحفاظ على استمرارها. كانت ريجين تقول للمتطوعين: "نحن لا نعمل من أجل المال، بل من أجل الناس." لكن المال كان العدو الخفي. كانت الفواتير تتراكم، وكانت البنوك تطالب بفوائد باهظة على قرض بيتها الريفي. كانت ريجين تشعر أنها محاصرة، كما في روايات كافكا، في متاهة لا مخرج منها.
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تغلق المكتب، توقفت لتنظر إلى الشارع. كانت الأضواء الخافتة ترسم ظلالًا طويلة على الرصيف. كتبت في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه في بيتي الريفي، أقرأ ديوان محمود درويش، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كلماتها كانت تحمل صدى روايات ماركيز، حيث الأحلام تذوب في الواقع القاسي. كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه ملاذًا، أصبح سجنًا. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها، كما في روايات مينا، كانت تتشبث بالأمل، ولو كان خافتًا.
في تلك اللحظات، كانت ريجين تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في مكتبها الصغير، وسط أوراقها المبعثرة ودفاترها المليئة بالملاحظات، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن المهاجرين، عن لييج، عن الحياة التي أرادت أن تعيشها. لكن الزمن، كما في روايات ماركيز، كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي تخوضها ليست فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
كانت ريجين، في تلك الأيام، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتغيير حياة شخص ما، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش في قفص من الأرقام. الحكومة، البنوك، القوانين... كلها تتحالف ضدنا." ، حيث الواقع يتحول إلى كابوس. كانت تعلم أن النظام، الذي صيغ في مكاتب البارون الأب وخليفته الأمير الشاب، لن يرحمها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." لكن الربح الحقيقي، تقاعدها الهادئ، كان يتلاشى تحت وطأة القوانين الجديدة.
في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى المكتب حاملة لوحة صغيرة رسمتها بنفسها. كانت اللوحة تصور شجرة خضراء وسط حقل. قالت لريجين: "هذه شجرة الأمل. أنتِ زرعتيها فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأحتفظ بها في بيتي الريفي." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكانت الحكومة تقلص المعاشات، وكانت قوانين التقاعد تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت ريجين، في تلك اللحظات، كما في روايات تولستوي، تواجه مصيرًا يبدو حتميًا. لكنها، كما في روايات كنفاني، كانت تتشبث بالأمل، ولو كان خافتًا.
في مكتبها الصغير، وسط أوراقها المبعثرة ودفاترها المليئة بالملاحظات، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن، كما في روايات ماركيز، كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي تخوضها ليست فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
في تلك السنوات، كانت لييج مدينة تعيش على الحافة. كانت الجمعيات مثل جمعية ريجين تكافح للبقاء، والمهاجرون كانوا يواجهون تحديات الاندماج في مجتمع يزداد تقشفًا. كانت ريجين ترى في كل مهاجر يأتي إلى مكتبها قصة جديدة، لكنها كانت تعلم أن قصتها الخاصة تتلاشى. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه في بيتي الريفي، أقرأ ديوان محمود درويش، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت كلماتها ، موجزة لكنها عميقة، تحمل ألمًا هادئًا. كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. لكنها، كانت تتشبث بالأمل، ولو كان خافتًا.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت ريجين تغلق المكتب، توقفت لتنظر إلى الشارع المظلم. كانت الأضواء الخافتة ترسم ظلالًا طويلة على الرصيف. كتبت في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش في قفص من الأرقام. الحكومة، البنوك، القوانين... كلها تتحالف ضدنا." كانت كلماتها مبهمة ، حيث الواقع يتحول إلى كابوس. كانت تعلم أن النظام، الذي صيغ في مكاتب البارون الأب وخليفته الأمير الشاب، لن يرحمها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." لكن الربح الحقيقي، تقاعدها الهادئ، كان يتلاشى تحت وطأة القوانين الجديدة.
في تلك اللحظات، كانت ريجين تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في مكتبها الصغير، وسط أوراقها المبعثرة ودفاترها المليئة بالملاحظات، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن المهاجرين، عن لييج، عن الحياة التي أرادت أن تعيشها. لكن الزمن، كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي تخوضها ليست فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
الفصل الثاني : أشباح بروكسل
في صيف 1985، كانت ريجين في السابعة والعشرين من عمرها، تقف في شقة صغيرة في بروكسل، تحيط بها جدران متشققة ورائحة القهوة القديمة التي تتسرب من المطبخ. كانت الشقة، التي استأجرتها مع زوجها قبل عامين، ملاذًا مؤقتًا لكليهما وهما يبنيان حياة جديدة بعيدًا عن ضوضاء العاصمة البلجيكية. كانت ريجين، بشعرها الأشقر القصير وعينيها الزرقاوين المتقدتين، مليئة بالحماس الشاب. كانت قد بدأت للتو عملها في جمعية غير ربحية تهدف إلى مساعدة المهاجرين الجدد على تعلم اللغة الفرنسية والاندماج في المجتمع. كانت بروكسل آنذاك مدينة تموج بالتنوع، حيث كانت الأصوات العربية والتركية والأفريقية تملأ الأسواق والشوارع الضيقة. لكن مع هذا التنوع، كانت هناك جدران خفية من البيروقراطية والتمييز، جدران كانت ريجين مصممة على هدمها. كانت تقف أمام مجموعة من المهاجرين في غرفة صغيرة بمبنى الجمعية، تحمل كتابًا دراسيًا باللغة الفرنسية وتشرح بصبر كيفية نطق كلمة "liberté". كانت ترى في عيون طلابها، الذين جاؤوا من أماكن مثل دمشق والرباط وكينشاسا، مزيجًا من الأمل والخوف. كانوا يحملون قصصًا ثقيلة، قصص الحروب والفقر والرحلات الطويلة عبر البحار، لكنهم كانوا هنا، في هذه الغرفة الصغيرة، يحاولون بناء حياة جديدة. كانت ريجين تشعر أن عملها ليس مجرد تدريس لغة، بل منح هؤلاء الأشخاص مفتاحًا لعالم جديد. كانت تتذكر معن، الشاب السوري الذي جاء إلى الجمعية في أول يوم عمل لها. كان في العشرين من عمره، نحيفًا، بعينين بنيتين تحملان حزنًا عميقًا. كان يحلم بأن يصبح طبيبًا، لكنه كان يعمل في مطعم صغير لتغطية نفقاته. كانت ريجين تساعده على تعلم المفردات الطبية بالفرنسية، وكان هو يعلمها كلمات عربية بسيطة مثل "شكرًا" و"أمل". كانت تتذكر شيرين، المغربية التي جاءت مع ابنتها الصغيرة، تحمل حقيبة مليئة بالأحلام. كانت شيرين تريد أن تصبح معلمة، لكنها كانت تكافح لفهم النظام التعليمي البلجيكي. كانت ريجين تجلس معها بعد الدروس، تساعدها على ملء الاستمارات وفهم القوانين. كانت تتذكر نيرمين، الكونغولية التي كانت ترسم لوحات ملونة تصور أشجار الأمل، وكانت تهديها لوحة صغيرة في كل مناسبة. كانت هذه الوجوه هي التي جعلت ريجين تستيقظ كل صباح بحماس، على الرغم من التحديات. كانت بروكسل في الثمانينيات مدينة مليئة بالتناقضات. كانت مركزًا للاتحاد الأوروبي، حيث كانت القرارات الكبرى تُتخذ في مكاتب فخمة، لكن في شوارعها، كان المهاجرون يكافحون للحصول على أبسط الحقوق. كانت القوانين، التي صيغت تحت قيادة البارون الأب، تجعل من الصعب على المهاجرين الحصول على تصاريح عمل أو إقامة. كانت الجمعية التي تعمل فيها ريجين تحاول سد هذه الفجوة، لكن التمويل كان دائمًا محدودًا، والموظفون كانوا يعملون ساعات طويلة مقابل أجور زهيدة. كانت ريجين تكتب في يومياتها: "أشعر أنني أقاتل ضد جدار لا يتحطم. لكن عندما أرى ابتسامة معن وهو ينطق كلمة فرنسية جديدة، أو عندما ترسم شيرين خطة لمستقبل ابنتها، أعلم أن الجدار يهتز." كانت تشير إلى النظام الذي جعل حياة المهاجرين أصعب، لكنها كانت تؤمن أن التغيير ممكن. كانت ريجين وزوجها يحلمان ببناء بيت ريفي في لييج، بعيدًا عن صخب بروكسل. كانا يجمعان المال ببطء، يحلمان بحديقة صغيرة وشجرة كرز يزرعانها معًا. لكن الحياة في بروكسل كانت مكلفة، والقروض البنكية كانت تتراكم. كانت ريجين تعمل ساعات إضافية في الجمعية، وكان زوجها يعمل في مكتب محاسبة، لكنهما كانا يشعران أن الحلم يبتعد يومًا بعد يوم. كانت القوانين، التي بدأت في الثمانينيات، تجعل من الصعب على العاملين في الجمعيات غير الربحية الحصول على معاش تقاعدي مناسب. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها المستقبلي إلى لييج سيكون خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم بعيدًا." كانت تعلم أن الطريق أمامها طويل، لكنها كانت مليئة بالأمل. في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين إلى الجمعية حاملة وشاحًا مغربيًا هدية لريجين. قالت: "هذا لكِ، لأنكِ علمتني أن أحلم." كانت ريجين تمسك الوشاح بدموع في عينيها، تشعر أنها جزء من عائلة أكبر. قالت: "سأرتديه في يوم خاص." لكنها كانت تعلم أن كل يوم تقضيه مع طلابها هو يوم خاص. كانت تشعر أنها تبني جسورًا بين الثقافات، بين الأحلام والواقع. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش حياة أكبر مني. أعيش لأجل معن وشيرين ونيرمين، وهذا يكفيني." كانت تشير إلى شغفها بالعدالة الاجتماعية، الذي كان يدفعها للاستمرار رغم التحديات. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب بروكسل الباردة، تجعل حياة المهاجرين أصعب، لكن ريجين كانت تؤمن أن التغيير يبدأ من الأشخاص. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في تناقض إنساني. كانت شابة، مليئة بالطاقة، لكنها كانت تواجه نظامًا قاسيًا. كانت تحلم بمستقبل أفضل، لكنها كانت تعلم أن الواقع مليء بالعقبات. كانت تعطي الأمل للآخرين، وكانت تجد أملها في عيونهم. كانت تجلس في شقتها الصغيرة، تنظر إلى الجدران المتشققة، وتتذكر اليوم الذي بدأت فيه عملها. كانت تتذكر كيف شعرت أنها تستطيع تغيير العالم، كلمة بكلمة، درسًا بدروس. لكن الواقع كان قاسيًا. كانت الفواتير تتراكم، وكانت الجمعية تكافح للحصول على التمويل. كانت الأدوية، التي كانت تأمل ألا تحتاجها يومًا، تبدو بعيدة المنال. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بزيارة دمشق، حيث يحكي معن عن رائحة الياسمين. أحلم بزيارة المغرب، حيث تحكي شيرين عن الجبال. لكنني أخاف أن تظل هذه الأحلام مجرد كلمات في دفتري." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في شقتها، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني بأن بروكسل مدينة الأحلام والتحديات. أشعر أنني أقاتل ضد جدار، لكنني أعلم أن الجدار سيهتز يومًا ما." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل المهاجرين، إلى القوانين التي جعلت حياتهم أصعب، إلى البنوك التي جعلت حلمها بالبيت الريفي بعيدًا. كانت الجمعية، التي كانت مركز حياتها، تواجه خطر الإغلاق. لكن ريجين كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الأيام، جاء معن إلى الجمعية حاملًا كتابًا صغيرًا بالعربية. كان ديوان شعر، هدية لها. قال: "هذا لكِ، مدام ريجين. لقد علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تتعلمي العربية." كانت ريجين تمسك الكتاب بدموع في عينيها. قالت: "سأبدأ قراءته غدًا." كانت تشعر أنها جزء من قصة أكبر، قصة تجمع بين الناس من أماكن مختلفة، قصة مبنية على الأمل. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب، تجعل حياة المهاجرين أصعب، لكن ريجين كانت تؤمن أن التغيير ممكن. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الواقع. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتغيير حياة شخص ما، لكنها كانت تعلم أن الطريق طويل. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أعلم أن الطريق إلى الحلم مليء بالعقبات." كانت تعلم أن العمل في الجمعية، الذي كان شغفها، قد لا يُحتسب بالكامل في معاشها التقاعدي. لكنها كانت ترفض أن تدع النظام يهزمها. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى الجمعية حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الأمل، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في شقتي." لكنها كانت تعلم أن الشقة، التي كانت يومًا ملاذها، لم تكن سوى محطة مؤقتة. كانت الفواتير تتراكم، وكان حلم البيت الريفي يبتعد. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب بروكسل الباردة، تجعل حياة المهاجرين أصعب، لكن ريجين كانت تؤمن أن التغيير ممكن. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها كانت تواجه نظامًا لا يرحم. كانت تحلم، لكنها كانت تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، وكانت تجد أملها في عيونهم. في شقتها الصغيرة، وسط جدران متشققة، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي تخاضها ليست فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تحلم. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
الفصل الثالث : العام الأخير
في صباح شتوي بارد في لييج، عام 2015، كانت ريجين تجلس في مكتبها الصغير، محاطة بالأوراق المبعثرة والدفاتر المليئة بالملاحظات. الغرفة، التي كانت ذات يوم ملاذًا دافئًا، بدت الآن وكأنها تتقلص تحت وطأة الزمن والإرهاق. كانت ريجين في أوائل الستينيات، شعرها الأسود الذي كان يومًا ما يتطاير في مظاهرات بروكسل قد بدأ يتلاشى لونه، تاركًا خيوطًا بيضاء تحكي قصة سنوات من الكفاح. كانت لا تزال تُعلم المهاجرين اللغة الفرنسية، لكن جسدها بدأ يخونها. آلام المفاصل، التي بدأت كإزعاج طفيف في الثمانينيات، أصبحت الآن رفيقًا دائمًا، يزداد سوءًا مع كل يوم طويل تقضيه واقفة أمام السبورة. ارتفاع ضغط الدم، الذي كان يظهر ويختفي في شبابها، أصبح الآن تهديدًا يتطلب أدوية يومية. لكن ريجين لم تكن من النوع الذي يستسلم. كانت لا تزال ترى في كل مهاجر يأتي إلى جمعيتها قصة جديدة، فرصة لتغيير حياة، حتى لو كانت حياتها الخاصة تنهار تحت وطأة النظام. كانت الجمعية، التي أسستها هي وزوجها قبل عقدين، تعاني من نقص التمويل، والتبرعات التي كانت تأتي من السكان المحليين بالكاد كانت تكفي لدفع إيجار المكتب. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد شدت الخناق على الجمعيات غير الربحية، مفضلة تمويل المشاريع التجارية على حساب الإنسانية. كانت القوانين الجديدة، التي بدأت تتشكل في الثمانينيات مع البارون الأب، قد وصلت إلى ذروتها الآن، مع رفع سن التقاعد إلى 65 عامًا، مما جعل حلم ريجين بالتقاعد الهادئ يتلاشى كالسراب.
كانت ريجين تكتب في يومياتها، على ضوء مصباح مكتبي قديم: "أشعر أنني أقاتل وحشًا لا أراه. الجمعية بالكاد تستمر، وجسدي ينهار، لكنني لا أستطيع التوقف. معن، شيرين، نيرمين... إنهم عائلتي." كانت تشير إلى المهاجرين الذين أصبحوا جزءًا من حياتها. معن، الشاب السوري الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا، كان الآن يعمل في متجر صغير، لكنه لا يزال يأتي إلى الجمعية ليروي قصص دمشق. شيرين، المغربية التي جاءت إلى لييج بحثًا عن حياة أفضل لابنتها، كانت الآن تتقن الفرنسية بما يكفي لتساعد ريجين في تدريس الوافدين الجدد. نيرمين، الكونغولية التي جعلت ريجين تشعر أنها عائلة، كانت تأتي بين الحين والآخر حاملة لوحات صغيرة ترسمها بنفسها، تصور فيها أحلامها عن وطنها القديم. كانت هذه القصص تغذي روح ريجين، لكنها كانت تعلم أن جسدها لن يتحمل طويلاً. كانت آلام المفاصل تجعلها تستيقظ في منتصف الليل، وكانت الأدوية التي تتناولها لضغط الدم تجعلها تشعر بالدوار. لكنها كانت ترفض التوقف. كانت تقول لزوجها: "إذا توقفت، من سيعتني بهؤلاء الناس؟"
في تلك السنوات، كانت لييج مدينة تعيش على الحافة. كانت المصانع القديمة، التي كانت يومًا قلب الصناعة البلجيكية، قد تحولت إلى أطلال مهجورة، بينما المباني الزجاجية الجديدة كانت تنمو في وسط المدينة كرمز للتقدم الذي لا يطال الجميع. كانت الجمعية ملاذًا للمهاجرين، لكنها كانت تواجه ضغوطًا متزايدة. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، تروج لسياسات نيوليبرالية تهدف إلى "تحسين الاقتصاد"، لكنها في الحقيقة كانت تزيد من معاناة الطبقة العاملة. كانت الجمعيات مثل جمعية ريجين تكافح للبقاء، والتبرعات التي كانت تأتي من السكان المحليين لم تكن كافية. كانت ريجين وزوجها يضطران لدفع الفواتير من جيوبهما الخاصة، وكانت الفوائد البنكية على قرض بيتهما الريفي تتراكم. كانت ريجين تشعر أنها محاصرة في قفص من الأرقام: أرقام الفواتير، أرقام القروض، أرقام القوانين التي تحرمها من معاشها التقاعدي الكامل. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش في عالم لا يرى الناس، بل يرى فقط الأرقام. لكنني أرى معن وشيرين ونيرمين، وهذا ما يجعلني أستمر."
في إحدى الأمسيات، نظمت ريجين فعالية ثقافية في الجمعية، حيث قدم المهاجرون لوحاتهم وأعمالهم اليدوية. كان معن قد رسم لوحة تصور شارعًا في دمشق، مليئًا بالألوان الزاهية التي تحمل ذكريات وطنه. كانت شيرين قد نسجت وشاحًا مغربيًا تقليديًا، وكانت نيرمين قد أحضرت تمثالًا صغيرًا منحوتًا من الخشب، يمثل شجرة الأمل. كانت ريجين تنظر إلى هذه الأعمال بعيون مليئة بالفخر، لكنها كانت تشعر بثقل السنوات. كانت تقول للمتطوعين: "هؤلاء الناس هم مستقبل لييج. إذا أعطيناهم فرصة، يمكنهم تغيير العالم." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أن النظام لا يريد إعطاء هذه الفرصة. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تجعل الحياة أصعب على المهاجرين والعمال على حد سواء. كانت ريجين تشعر أنها تقاتل وحشًا لا تراه، وحشًا يتجسد في الأوراق الإدارية، في القوانين البيروقراطية، في قرارات الحكومة التي بدت بعيدة عن واقع الناس.
كانت ريجين تحلم ببيتها الريفي في لييج، الذي اشترته بقرض بفائدة باهظة. كانت تأمل أن يكون ذلك البيت ملاذها في التقاعد، حيث تجلس على كرسي خشبي في الحديقة، تقرأ كتبًا بالعربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم. لكن البيت، الذي كان يفترض أن يكون رمزًا للأمان، أصبح عبئًا آخر. كانت الفوائد البنكية تتراكم، واضطرت ريجين لإعادة تمويل القرض مرتين، مما جعلها تشعر أنها "اشترت البيت ثلاث مرات". كانت تقول لزوجها بمرارة: "نعمل طوال حياتنا، وفي النهاية، لا نملك شيئًا." كانت تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت القوانين، التي بدأت في الثمانينيات مع البارون الأب، قد وصلت إلى ذروتها الآن، مع الأمير الشاب الذي رفع سن التقاعد وقلص المعاشات. كانت سنوات عملها الأولى في بروكسل، التي أفنتها في تعليم المهاجرين، لا تُحتسب بشكل كامل في معاشها التقاعدي. كانت القوانين تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب.
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تغلق المكتب، سمعت صوت طفل يبكي في الشارع. خرجت لتجد ابنة شيرين، التي كانت تبكي لأنها فقدت دميتها. جلست ريجين بجانبها، وأخذت تحكي لها قصة عن طفلة في دمشق وجدت دمية سحرية. كانت القصة مزيجًا من الواقع والخيال، كأنها تحاول أن تعطي الطفلة أملًا في عالم قاسٍ. لكن في داخلها، كانت ريجين تعلم أن أحلامها تتلاشى. كانت تعلم أن النظام، الذي بدأ يتشكل في الثمانينيات واستمر مع الأمير الشاب، سيحرمها من حقها في التقاعد الهادئ. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. كانت تشعر أنها محاصرة في قفص من الأرقام، لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت."
في تلك السنوات، كانت لييج تشهد تغيرات اجتماعية عميقة. كانت المدينة مليئة بالمهاجرين الجدد، الذين جاءوا بحثًا عن حياة أفضل. لكن الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، كانت تركز على "الإصلاحات الاقتصادية"، التي كانت تعني تقليص الخدمات الاجتماعية وزيادة الأعباء على العمال. كانت الجمعيات مثل جمعية ريجين تكافح للبقاء، والمهاجرون كانوا يواجهون تحديات الاندماج في مجتمع يزداد تقشفًا. كانت ريجين ترى في كل مهاجر يأتي إلى مكتبها قصة جديدة، لكنها كانت تعلم أن قصتها الخاصة تتلاشى. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه في بيتي الريفي، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها.
في إحدى الأمسيات، جاء معن إلى المكتب حاملًا كتابًا صغيرًا باللغة العربية. كان ديوان شعر، هدية لريجين. قال لها: "هذا لكِ، مدام ريجين. عندما تتعلمين العربية، ستفهمين قلبي." كانت ريجين تمسك الكتاب بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأحتفظ به ليوم التقاعد." لكنها كانت تعلم أن ذلك اليوم قد لا يأتي. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش حياة مزدوجة. في النهار، كانت المعلمة، الأم، الصديقة التي يعتمد عليها المهاجرون. في الليل، كانت امرأة تحمل أعباء السنوات. كانت تعاني من الإرهاق المزمن، وكانت آلام المفاصل تجعلها تستيقظ في منتصف الليل. كانت الأدوية التي تتناولها لضغط الدم تجعلها تشعر بالدوار، لكنها كانت ترفض التوقف. كانت تقول لنفسها: "إذا توقفت، من سيعتني بمعن وشيرين ونيرمين؟" كانت ترى فيهم عائلتها الثانية، لكنها كانت تعلم أن جسدها لن يتحمل طويلاً. كانت دراسة أجرتها جامعة لوفين في 2022، والتي لم تكن ريجين تعرف عنها، قد أظهرت أن العمال الذين يواصلون العمل بعد سن الستين يواجهون مخاطر صحية أعلى بنسبة 30%، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان. لكن ريجين لم تكن بحاجة إلى دراسات لتعلم أن جسدها ينهار. كانت تشعر بذلك في كل خطوة، في كل يوم طويل تقضيه في المكتب.
في إحدى الأمسيات، بينما كانت ريجين تنظم فعالية ثقافية أخرى، جاءت شيرين وابنتها. كانت الابنة، التي كانت في العاشرة من عمرها الآن، تقرأ قصيدة قصيرة بالفرنسية كتبتها بنفسها. كانت القصيدة عن الأمل، عن مدينة جديدة، عن أم جديدة تدعى ريجين. كانت الدموع في عيني ريجين، لكنها أخفتها بابتسامة. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستكون كاتبة يومًا ما." لكن في قلبها، كانت تعلم أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت قوانين التقاعد، التي فرضها الأمير الشاب، قد سلبت منها الوقت. كانت السنوات الخمس الإضافية من العمل، التي فرضتها الحكومة، قد استنزفت طاقتها. كانت تأمل في التقاعد عند سن الستين، لتبدأ تعلم العربية والسفر، لكنها كانت تواجه مصيرًا يبدو حتميًا.
كانت ريجين تجلس أحيانًا في المكتب بعد انتهاء الدروس، تنظر إلى الصور المعلقة على الحائط: صورة لمعن وهو يحمل شهادة إتمام دورة اللغة الفرنسية، صورة لشيرين وابنتها في فعالية ثقافية، صورة لنيرمين وهي تقدم الكعك التقليدي. كانت هذه الصور، بالنسبة لريجين، دليلًا على أن عملها لم يذهب سدى. لكنها كانت تشعر، في أعماقها، بأن النظام يسرق منها أكثر مما تعطيه. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش في عالم لا يرى الناس، بل يرى فقط الأرقام. لكنني أرى معن وشيرين ونيرمين، وهذا ما يجعلني أستمر." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل جمعيتها، إلى القوانين التي قلصت أحلامها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا.
في إحدى الأيام، جاءت نيرمين إلى المكتب حاملة لوحة صغيرة رسمتها بنفسها. كانت اللوحة تصور شجرة خضراء وسط حقل. قالت لريجين: "هذه شجرة الأمل. أنتِ زرعتيها فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأحتفظ بها في بيتي الريفي." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكانت الحكومة تقلص المعاشات، وكانت قوانين التقاعد تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تواجه مصيرًا يبدو حتميًا. لكنها كانت تتشبث بالأمل، ولو كان خافتًا.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتغيير حياة شخص ما، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه في بيتي الريفي، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت."
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تغلق المكتب، توقفت لتنظر إلى الشارع المظلم. كانت الأضواء الخافتة ترسم ظلالًا طويلة على الرصيف. كتبت في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش في قفص من الأرقام. الحكومة، البنوك، القوانين... كلها تتحالف ضدنا." كانت تشير إلى السياسات التي بدأت تتشكل في الثمانينيات مع البارون الأب، واستمرت مع الأمير الشاب. كانت الجمعية تعاني من نقص التمويل، وكانت ريجين وزوجها يضطران لدفع الفواتير من جيوبهما الخاصة. كانا يعملان في ظروف صعبة، وسط مدينة كانت تعاني من الإهمال الحكومي. لكن ريجين لم تكن من النوع الذي يستسلم. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتغيير حياة شخص ما.
كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في مكتبها الصغير، وسط أوراقها المبعثرة ودفاترها المليئة بالملاحظات، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي تخوضها ليست فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين إلى المكتب حاملة وشاحًا مغربيًا تقليديًا. قالت لريجين: "هذا لكِ، لأنكِ علمتني أن أحلم." كانت ريجين تمسك الوشاح بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأحتفظ به ليوم التقاعد." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أن ذلك اليوم قد لا يأتي. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتغيير حياة شخص ما، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه في بيتي الريفي، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت."
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تغلق المكتب، توقفت لتنظر إلى الشارع المظلم. كانت الأضواء الخافتة ترسم ظلالًا طويلة على الرصيف. كتبت في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني أعيش في قفص من الأرقام. الحكومة، البنوك، القوانين... كلها تتحالف ضدنا." كانت تشير إلى السياسات التي بدأت تتشكل في الثمانينيات مع البارون الأب، واستمرت مع الأمير الشاب. كانت الجمعية تعاني من نقص التمويل، وكانت ريجين وزوجها يضطران لدفع الفواتير من جيوبهما الخاصة. كانا يعملان في ظروف صعبة، وسط مدينة كانت تعاني من الإهمال الحكومي. لكن ريجين لم تكن من النوع الذي يستسلم. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتغيير حياة شخص ما.
كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في مكتبها الصغير، وسط أوراقها المبعثرة ودفاترها المليئة بالملاحظات، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي تخوضها ليست فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
الفصل الرابع : النخب والفساد
في صيف 2025، كانت ريجين تجلس على كرسي خشبي في حديقة بيتها الريفي في لييج، تحيط بها أشجار الكرز التي كانت تحلم بها منذ عقود. كان الهواء دافئًا، تحمله نسمة خفيفة تحمل رائحة العشب المقطوع حديثًا. لكن الدفء لم يكن كافيًا لتخفيف البرد الذي استقر في عظامها. كانت في الخامسة والستين، وجسدها، الذي تحمل سنوات من العمل الشاق والإرهاق، بدأ يستسلم. آلام المفاصل، التي كانت تزعجها في الثمانينيات، أصبحت الآن عدوًا لا يرحم، يجعل كل حركة صغيرة مؤلمة. ارتفاع ضغط الدم، الذي كان يمكن السيطرة عليه بالأدوية في السابق، أصبح الآن تهديدًا دائمًا، يتطلب زيارات متكررة للطبيب. كانت ريجين قد وصلت أخيرًا إلى سن التقاعد، لكن التقاعد الذي حلمت به لم يكن كما تصورته. كان معاشها التقاعدي، الذي كانت تأمل أن يكون مكافأة لسنوات عملها الطويلة، بالكاد يكفي لتغطية فواتير الأدوية والقروض البنكية التي لا تزال تثقل كاهل بيتها الريفي. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب في الثمانينيات واستمرت مع الأمير الشاب في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، قد سلبت منها سنوات عملها الأولى في بروكسل. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج لاحقًا كان خطأ يستحق العقاب.
كانت ريجين تمسك بدفترها القديم، الذي كتبت فيه يومياتها على مدى عقود. كتبت: "أردت أن يكون هذا البيت ملاذي، لكنني أشعر أنه سجن آخر. القوانين، البنوك، الحكومة... كلهم تآمروا ضدي." كانت تشير إلى النظام الذي جعل حياتها، وحياة المهاجرين الذين عملت معهم، أصعب مما ينبغي. كانت الجمعية، التي أسستها هي وزوجها في الثمانينيات، قد أغلقت أبوابها العام الماضي بسبب نقص التمويل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد قلصت الدعم للجمعيات غير الربحية، مفضلة تمويل المشاريع التجارية التي تخدم النخبة. كانت ريجين تشعر أن كل ما بنته على مدى عقود قد تحطم. لكنها، حتى في لحظات اليأس، كانت تتشبث بالذكريات. كانت تتذكر معن، الشاب السوري الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا، والذي يعمل الآن في صيدلية صغيرة في لييج، لكنه لا يزال يرسل لها رسائل شكر. كانت تتذكر شيرين، المغربية التي أصبحت الآن معلمة لغة فرنسية في الجمعية قبل إغلاقها، وابنتها التي كانت تكتب قصائد عن الأمل. كانت تتذكر نيرمين، الكونغولية التي أعطتها لوحة تصور شجرة الأمل، والتي تزورها بين الحين والآخر لتناول الشاي في الحديقة.
كانت ريجين تجلس في حديقتها، تنظر إلى شجرة الكرز التي زرعتها قبل عشر سنوات. كانت الشجرة، التي كانت ذات يوم غصنًا صغيرًا، قد نمت الآن، تحمل ثمارًا حمراء لامعة. كانت ترى في هذه الشجرة رمزًا لعملها: بذرة صغيرة، مزروعة بحب، تنمو رغم العواصف. لكنها كانت تعلم أن الثمار التي جنتها من عملها لم تكن كافية لتعويضها عن سنوات الإرهاق. كانت القوانين، التي بدأت في الثمانينيات، قد جعلت معاشها التقاعدي ضئيلًا. كانت سنوات عملها الأولى في بروكسل، حيث علمت المهاجرين اللغة الفرنسية، لا تُحتسب بشكل كامل بسبب "عدم الاستمرارية" في نوع العمل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد رفعت سن التقاعد إلى 65 عامًا، مما أجبرها على العمل حتى استنزفت طاقتها. كانت الفوائد البنكية على قرض بيتها الريفي تتراكم، وكانت الأدوية التي تتناولها لضغط الدم وآلام المفاصل تكلفها أكثر مما تستطيع تحمله.
في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين إلى بيت ريجين حاملة وشاحًا مغربيًا جديدًا. قالت: "هذا لكِ، مدام ريجين. لقد علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تحلمي أنتِ أيضًا." كانت ريجين تمسك الوشاح بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأرتديه في يوم خاص." لكنها كانت تعلم أن الأيام الخاصة أصبحت نادرة. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني عشت حياة ليست لي. عشت لأجل معن وشيرين ونيرمين، لكن ماذا عني؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب بروكسل الباردة، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ لا يُغتفر.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في تناقض إنساني. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. كانت تجلس في حديقتها، تنظر إلى شجرة الكرز، وتتذكر اليوم الذي زرعتها. كانت تتذكر كيف كانت تحلم بأن تجلس تحتها، تقرأ كتبًا بالعربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم. لكن الواقع كان قاسيًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بزيارة دمشق، حيث كان معن يحكي لي عن رائحة الياسمين. أحلم بزيارة المغرب، حيث كانت شيرين تحكي عن الجبال. لكنني أخاف أن تظل هذه الأحلام مجرد كلمات في دفتري."
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها.
في إحدى الأمسيات، جاء معن إلى بيت ريجين حاملًا كتابًا صغيرًا بالعربية. كان ديوان شعر جديد، هدية لها. قال: "هذا لكِ، مدام ريجين. لقد علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تتعلمي العربية." كانت ريجين تمسك الكتاب بدموع في عينيها. قالت: "سأبدأ قراءته غدًا." لكنها كانت تعلم أن الغد قد لا يكون كافيًا. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت."
في إحدى الأيام، بينما كانت ريجين تجلس في حديقتها، جاءت نيرمين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان.
كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها.
في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في الخامسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت."
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها.
في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان.
كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها.
في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في الخامسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب.
كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت."
في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها.
في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان.
كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
الفصل الخامس : مظاهرات لييج
في خريف 2025، كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة في بيتها الريفي في لييج، تحيط بها ذكريات السنوات التي مضت. الغرفة كانت دافئة، مضاءة بضوء خافت من مصباح قديم، لكن البرد الذي استقر في عظامها لم يكن يرحم. كانت في الخامسة والستين، وجسدها، الذي تحمل عقودًا من العمل الشاق في خدمة المهاجرين، بدأ يستسلم تمامًا. آلام المفاصل، التي بدأت كإزعاج طفيف في الثمانينيات، أصبحت الآن عدوًا لا يهدأ، يجعل كل خطوة مؤلمة. ارتفاع ضغط الدم، الذي كان يمكن السيطرة عليه بالأدوية في السابق، أصبح الآن تهديدًا دائمًا، يتطلب زيارات أسبوعية للطبيب وأدوية تكلف أكثر مما يسمح به معاشها التقاعدي الضئيل. كانت ريجين قد وصلت إلى سن التقاعد، لكن التقاعد الذي حلمت به لم يكن كما تصورته. كان معاشها، الذي كانت تأمل أن يكون مكافأة لسنوات عملها في بروكسل ولييج، بالكاد يكفي لتغطية فواتير الأدوية والقروض البنكية التي لا تزال تثقل كاهل بيتها الريفي. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب في الثمانينيات واستمرت مع الأمير الشاب في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، قد سلبت منها سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها من بروكسل إلى لييج كان خطيئة تستحق العقاب. كانت ريجين تمسك بدفترها القديم، الذي كتبت فيه يومياتها على مدى عقود. كتبت: "كنت أظن أن التقاعد سيكون حرية، لكنه سجن جديد. القوانين، البنوك، الأدوية... كلهم يذكرونني أنني عشت لأجل الآخرين، لكن من عاش لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعل حياتها، وحياة المهاجرين الذين عملت معهم، أصعب مما ينبغي. كانت الجمعية، التي أسستها هي وزوجها قبل عقود، قد أغلقت أبوابها العام الماضي بسبب نقص التمويل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد قلصت الدعم للجمعيات غير الربحية، مفضلة تمويل المشاريع التجارية التي تخدم النخبة. كانت ريجين تشعر أن كل ما بنته قد تحطم، لكنها كانت تتشبث بالذكريات. كانت تتذكر معن، الشاب السوري الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا، والذي يعمل الآن في صيدلية صغيرة في لييج، لكنه لا يزال يرسل لها رسائل شكر. كانت تتذكر شيرين، المغربية التي أصبحت معلمة لغة فرنسية قبل إغلاق الجمعية، وابنتها التي كانت تكتب قصائد عن الأمل. كانت تتذكر نيرمين، الكونغولية التي أعطتها لوحة تصور شجرة الأمل، والتي لا تزال تزورها بين الحين والآخر لتناول الشاي في الحديقة. كانت هذه الذكريات هي الوقود الذي يبقيها مستمرة، رغم الإرهاق الذي أثقل جسدها وروحها. كانت ريجين تجلس في حديقتها الصغيرة، تنظر إلى شجرة الكرز التي زرعتها قبل عشر سنوات. كانت الشجرة قد نمت، تحمل ثمارًا حمراء لامعة، لكن ريجين كانت تشعر أن ثمار عملها لم تكن كافية. كانت القوانين، التي بدأت في الثمانينيات، قد جعلت معاشها التقاعدي ضئيلًا. كانت سنوات عملها الأولى في بروكسل، حيث علمت المهاجرين اللغة الفرنسية، لا تُحتسب بشكل كامل بسبب "عدم الاستمرارية" في نوع العمل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد رفعت سن التقاعد إلى 65 عامًا، مما أجبرها على العمل حتى استنزفت طاقتها. كانت الفوائد البنكية على قرض بيتها الريفي تتراكم، وكانت الأدوية التي تتناولها لضغط الدم وآلام المفاصل تكلفها أكثر مما تستطيع تحمله. كانت ريجين تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني زرعت شجرة الكرز هذه لأجل الآخرين، لكن من زرع شيئًا لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين إلى بيت ريجين حاملة وشاحًا مغربيًا جديدًا. قالت: "هذا لكِ، مدام ريجين. أنتِ علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تحلمي أنتِ أيضًا." كانت ريجين تمسك الوشاح بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأرتديه في يوم خاص." لكنها كانت تعلم أن الأيام الخاصة أصبحت نادرة. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني عشت حياة ليست لي. عشت لأجل معن وشيرين ونيرمين، لكن ماذا عني؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب بروكسل الباردة، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ لا يُغتفر. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في تناقض إنساني. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. كانت تجلس في حديقتها، تنظر إلى شجرة الكرز، وتتذكر اليوم الذي زرعتها. كانت تتذكر كيف كانت تحلم بأن تجلس تحتها، تقرأ كتبًا بالعربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم. لكن الواقع كان قاسيًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بزيارة دمشق، حيث كان معن يحكي لي عن رائحة الياسمين. أحلم بزيارة المغرب، حيث كانت شيرين تحكي عن الجبال. لكنني أخاف أن تظل هذه الأحلام مجرد كلمات في دفتري." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاء معن إلى بيت ريجين حاملًا كتابًا صغيرًا بالعربية. كان ديوان شعر جديد، هدية لها. قال: "هذا لكِ، مدام ريجين. لقد علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تتعلمي العربية." كانت ريجين تمسك الكتاب بدموع في عينيها. قالت: "سأبدأ قراءته غدًا." لكنها كانت تعلم أن الغد قد لا يكون كافيًا. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الأيام، بينما كانت ريجين تجلس في حديقتها، جاءت نيرمين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في الخامسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في الخامسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في الخامسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
الفصل السادس : يوميات ريجين
في شتاء 2025، كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة في بيتها الريفي في لييج، محاطة بالصمت الذي يقطعه فقط صوت الريح وهي تعصف بالنوافذ. كانت النار في المدفأة تحترق بهدوء، لكن الدفء لم يكن كافيًا لتبديد البرد الذي استقر في عظامها. كانت ريجين في السادسة والستين الآن، وجسدها، الذي تحمل عقودًا من العمل الشاق في خدمة المهاجرين، كان ينهار ببطء. آلام المفاصل، التي بدأت كإزعاج طفيف في الثمانينيات، أصبحت الآن عدوًا لا يرحم، يجعلها بالكاد قادرة على الوقوف لفترات طويلة. ارتفاع ضغط الدم، الذي كان يمكن السيطرة عليه في السابق، أصبح الآن تهديدًا مستمرًا، يتطلب أدوية باهظة الثمن وزيارات متكررة للطبيب. كانت ريجين قد وصلت إلى سن التقاعد منذ عام، لكن التقاعد الذي حلمت به لم يتحقق. كان معاشها التقاعدي، الذي كانت تأمل أن يكون مكافأة لسنوات عملها في بروكسل ولييج، بالكاد يكفي لتغطية فواتير الأدوية والقروض البنكية التي لا تزال تثقل كاهل بيتها الريفي. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب في الثمانينيات واستمرت مع الأمير الشاب في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، قد سلبت منها سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها من بروكسل إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تمسك بدفترها القديم، الذي كتبت فيه يومياتها على مدى عقود. كتبت: "كنت أظن أن التقاعد سيكون نهاية المعركة، لكنه بداية معركة أخرى. البرد، الأدوية، الفواتير... كلهم يذكرونني أنني عشت لأجل الآخرين، لكن من عاش لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعل حياتها، وحياة المهاجرين الذين عملت معهم، أصعب مما ينبغي. كانت الجمعية، التي أسستها هي وزوجها قبل عقود، قد أغلقت أبوابها منذ عامين بسبب نقص التمويل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد قلصت الدعم للجمعيات غير الربحية، مفضلة تمويل المشاريع التجارية التي تخدم النخبة. كانت ريجين تشعر أن كل ما بنته قد تحطم، لكنها كانت تتشبث بالذكريات. كانت تتذكر معن، الشاب السوري الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا، والذي يعمل الآن في صيدلية صغيرة في لييج، لكنه لا يزال يرسل لها رسائل شكر. كانت تتذكر شيرين، المغربية التي أصبحت معلمة لغة فرنسية قبل إغلاق الجمعية، وابنتها التي كانت تكتب قصائد عن الأمل. كانت تتذكر نيرمين، الكونغولية التي أعطتها لوحة تصور شجرة الأمل، والتي لا تزال تزورها بين الحين والآخر لتناول الشاي في الحديقة. كانت هذه الذكريات هي الوقود الذي يبقيها مستمرة، رغم الإرهاق الذي أثقل جسدها وروحها. كانت ريجين تجلس في حديقتها الصغيرة، تنظر إلى شجرة الكرز التي زرعتها قبل عقد من الزمان. كانت الشجرة عارية الآن، بعد أن تساقطت أوراقها في الخريف، لكن ريجين كانت ترى فيها رمزًا لعملها: شيء نمى رغم الصعوبات، لكنه الآن يواجه شتاء قاسيًا. كانت القوانين، التي بدأت في الثمانينيات، قد جعلت معاشها التقاعدي ضئيلًا. كانت سنوات عملها الأولى في بروكسل، حيث علمت المهاجرين اللغة الفرنسية، لا تُحتسب بشكل كامل بسبب "عدم الاستمرارية" في نوع العمل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد رفعت سن التقاعد إلى 65 عامًا، مما أجبرها على العمل حتى استنزفت طاقتها. كانت الفوائد البنكية على قرض بيتها الريفي تتراكم، وكانت الأدوية التي تتناولها لضغط الدم وآلام المفاصل تكلفها أكثر مما تستطيع تحمله. كانت ريجين تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني زرعت شجرة الكرز هذه لأجل الآخرين، لكن من زرع شيئًا لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين إلى بيت ريجين حاملة وشاحًا مغربيًا جديدًا. قالت: "هذا لكِ، مدام ريجين. أنتِ علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تحلمي أنتِ أيضًا." كانت ريجين تمسك الوشاح بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأرتديه في يوم خاص." لكنها كانت تعلم أن الأيام الخاصة أصبحت نادرة. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني عشت حياة ليست لي. عشت لأجل معن وشيرين ونيرمين، لكن ماذا عني؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب بروكسل الباردة، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ لا يُغتفر. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في تناقض إنساني. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. كانت تجلس في حديقتها، تنظر إلى شجرة الكرز العارية، وتتذكر اليوم الذي زرعتها. كانت تتذكر كيف كانت تحلم بأن تجلس تحتها، تقرأ كتبًا بالعربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم. لكن الواقع كان قاسيًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بزيارة دمشق، حيث كان معن يحكي لي عن رائحة الياسمين. أحلم بزيارة المغرب، حيث كانت شيرين تحكي عن الجبال. لكنني أخاف أن تظل هذه الأحلام مجرد كلمات في دفتري." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت الريح تعصف بالنوافذ. كتبت في يومياتها: "الريح تذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاء معن إلى بيت ريجين حاملًا كتابًا صغيرًا بالعربية. كان ديوان شعر جديد، هدية لها. قال: "هذا لكِ، مدام ريجين. لقد علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تتعلمي العربية." كانت ريجين تمسك الكتاب بدموع في عينيها. قالت: "سأبدأ قراءته غدًا." لكنها كانت تعلم أن الغد قد لا يكون كافيًا. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الأيام، بينما كانت ريجين تجلس في حديقتها، جاءت نيرمين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، عارية من أوراقها، لكنها محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الشتاء." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز العارية، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في السادسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين حتى في الشتاء. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت الريح تعصف بالنوافذ. كتبت في يومياتها: "الريح تذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، عارية من أوراقها، لكنها محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الشتاء." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز العارية، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في السادسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين حتى في الشتاء. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت الريح تعصف بالنوافذ. كتبت في يومياتها: "الريح تذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، عارية من أوراقها، لكنها محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الشتاء." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز العارية، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في السادسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين حتى في الشتاء. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت الريح تعصف بالنوافذ. كتبت في يومياتها: "الريح تذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، عارية من أوراقها، لكنها محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الشتاء." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز العارية، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
الفصل السابع : البيت الذي اشترته ثلاث مرات
في ربيع 2026، كانت ريجين تجلس على كرسيها الخشبي في حديقة بيتها الريفي في لييج، تحيط بها أشجار الكرز التي بدأت تتفتح من جديد. كانت الزهور الوردية تنثر رائحة خفيفة في الهواء، لكن الدفء الربيعي لم يكن كافيًا لتبديد البرد الذي استقر في عظامها. كانت ريجين في السادسة والستين الآن، وجسدها، الذي تحمل عقودًا من العمل الشاق في خدمة المهاجرين، كان ينهار ببطء. آلام المفاصل، التي بدأت كإزعاج طفيف في الثمانينيات، أصبحت الآن عدوًا لا يرحم، يجعلها بالكاد قادرة على المشي إلى الحديقة دون مساعدة عصاها. ارتفاع ضغط الدم، الذي كان يمكن السيطرة عليه في السابق، أصبح الآن تهديدًا مستمرًا، يتطلب أدوية باهظة الثمن وزيارات متكررة للطبيب. كانت ريجين قد وصلت إلى سن التقاعد منذ أكثر من عام، لكن التقاعد الذي حلمت به لم يتحقق. كان معاشها التقاعدي، الذي كانت تأمل أن يكون مكافأة لسنوات عملها في بروكسل ولييج، بالكاد يكفي لتغطية فواتير الأدوية والقروض البنكية التي لا تزال تثقل كاهل بيتها الريفي. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب في الثمانينيات واستمرت مع الأمير الشاب في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، قد سلبت منها سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها من بروكسل إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تمسك بدفترها القديم، الذي كتبت فيه يومياتها على مدى عقود. كتبت: "الربيع يأتي، لكنني أشعر أنني عالقة في شتاء دائم. القوانين، البنوك، الأدوية... كلهم يذكرونني أنني عشت لأجل الآخرين، لكن من عاش لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعل حياتها، وحياة المهاجرين الذين عملت معهم، أصعب مما ينبغي. كانت الجمعية، التي أسستها هي وزوجها قبل عقود، قد أغلقت أبوابها منذ عامين بسبب نقص التمويل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد قلصت الدعم للجمعيات غير الربحية، مفضلة تمويل المشاريع التجارية التي تخدم النخبة. كانت ريجين تشعر أن كل ما بنته قد تحطم، لكنها كانت تتشبث بالذكريات. كانت تتذكر معن، الشاب السوري الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا، والذي يعمل الآن في صيدلية صغيرة في لييج، لكنه لا يزال يرسل لها رسائل شكر. كانت تتذكر شيرين، المغربية التي أصبحت معلمة لغة فرنسية قبل إغلاق الجمعية، وابنتها التي كانت تكتب قصائد عن الأمل. كانت تتذكر نيرمين، الكونغولية التي أعطتها لوحة تصور شجرة الأمل، والتي لا تزال تزورها بين الحين والآخر لتناول الشاي في الحديقة. كانت هذه الذكريات هي الوقود الذي يبقيها مستمرة، رغم الإرهاق الذي أثقل جسدها وروحها. كانت ريجين تجلس في حديقتها الصغيرة، تنظر إلى شجرة الكرز التي بدأت تتفتح من جديد. كانت الشجرة، التي كانت يومًا غصنًا صغيرًا، قد نمت لتصبح رمزًا لعملها: بذرة زرعتها بحب، نمت رغم العواصف، لكنها الآن تواجه ربيعًا هشًا. كانت القوانين، التي بدأت في الثمانينيات، قد جعلت معاشها التقاعدي ضئيلًا. كانت سنوات عملها الأولى في بروكسل، حيث علمت المهاجرين اللغة الفرنسية، لا تُحتسب بشكل كامل بسبب "عدم الاستمرارية" في نوع العمل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد رفعت سن التقاعد إلى 65 عامًا، مما أجبرها على العمل حتى استنزفت طاقتها. كانت الفوائد البنكية على قرض بيتها الريفي تتراكم، وكانت الأدوية التي تتناولها لضغط الدم وآلام المفاصل تكلفها أكثر مما تستطيع تحمله. كانت ريجين تكتب في يومياتها: "الربيع يجلب الأمل، لكن الأمل يتلاشى عندما أرى الفواتير. زرعت شجرة الكرز هذه لأجل الآخرين، لكن من زرع شيئًا لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين إلى بيت ريجين حاملة وشاحًا مغربيًا جديدًا. قالت: "هذا لكِ، مدام ريجين. أنتِ علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تحلمي أنتِ أيضًا." كانت ريجين تمسك الوشاح بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأرتديه في يوم خاص." لكنها كانت تعلم أن الأيام الخاصة أصبحت نادرة. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني عشت حياة ليست لي. عشت لأجل معن وشيرين ونيرمين، لكن ماذا عني؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب بروكسل الباردة، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ لا يُغتفر. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في تناقض إنساني. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. كانت تجلس في حديقتها، تنظر إلى شجرة الكرز المتفتحة، وتتذكر اليوم الذي زرعتها. كانت تتذكر كيف كانت تحلم بأن تجلس تحتها، تقرأ كتبًا بالعربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم. لكن الواقع كان قاسيًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بزيارة دمشق، حيث كان معن يحكي لي عن رائحة الياسمين. أحلم بزيارة المغرب، حيث كانت شيرين تحكي عن الجبال. لكنني أخاف أن تظل هذه الأحلام مجرد كلمات في دفتري." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاء معن إلى بيت ريجين حاملًا كتابًا صغيرًا بالعربية. كان ديوان شعر جديد، هدية لها. قال: "هذا لكِ، مدام ريجين. لقد علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تتعلمي العربية." كانت ريجين تمسك الكتاب بدموع في عينيها. قالت: "سأبدأ قراءته غدًا." لكنها كانت تعلم أن الغد قد لا يكون كافيًا. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الأيام، بينما كانت ريجين تجلس في حديقتها، جاءت نيرمين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، متفتحة بزهور وردية، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الربيع." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز المتفتحة، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في السادسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين حتى في الربيع. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، متفتحة بزهور وردية، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الربيع." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز المتفتحة، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في السادسة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين حتى في الربيع. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، متفتحة بزهور وردية، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الربيع." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في حديقتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز المتفتحة، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
الفصل الثامن : صوت ريجين
في صيف 2026، كانت ريجين تجلس في شرفتها الصغيرة المطلة على حديقة بيتها الريفي في لييج، محاطة بأشجار الكرز التي كانت تحمل ثمارًا حمراء ناضجة. كانت الشمس تسطع بحرارة، لكن نسمة خفيفة كانت تهب بين الحين والآخر، تحمل رائحة الثمار الناضجة. لكن هذا الدفء لم يكن كافيًا لتبديد البرد الذي استقر في عظامها. كانت ريجين في السابعة والستين الآن، وجسدها، الذي تحمل عقودًا من العمل الشاق في خدمة المهاجرين، كان ينهار ببطء. آلام المفاصل، التي بدأت كإزعاج طفيف في الثمانينيات، أصبحت الآن عدوًا لا يرحم، يجعلها بالكاد قادرة على المشي إلى الحديقة حتى مع عصاها. ارتفاع ضغط الدم، الذي كان يمكن السيطرة عليه في السابق، أصبح الآن تهديدًا مستمرًا، يتطلب أدوية باهظة الثمن وزيارات متكررة للطبيب. كانت ريجين قد وصلت إلى سن التقاعد منذ أكثر من عامين، لكن التقاعد الذي حلمت به لم يتحقق. كان معاشها التقاعدي، الذي كانت تأمل أن يكون مكافأة لسنوات عملها في بروكسل ولييج، بالكاد يكفي لتغطية فواتير الأدوية والقروض البنكية التي لا تزال تثقل كاهل بيتها الريفي. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب في الثمانينيات واستمرت مع الأمير الشاب في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، قد سلبت منها سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها من بروكسل إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تمسك بدفترها القديم، الذي كتبت فيه يومياتها على مدى عقود. كتبت: "الصيف يجلب الدفء، لكن قلبي يبقى باردًا. القوانين، البنوك، الأدوية... كلهم يذكرونني أنني عشت لأجل الآخرين، لكن من عاش لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعل حياتها، وحياة المهاجرين الذين عملت معهم، أصعب مما ينبغي. كانت الجمعية، التي أسستها هي وزوجها قبل عقود، قد أغلقت أبوابها منذ ثلاثة أعوام بسبب نقص التمويل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد قلصت الدعم للجمعيات غير الربحية، مفضلة تمويل المشاريع التجارية التي تخدم النخبة. كانت ريجين تشعر أن كل ما بنته قد تحطم، لكنها كانت تتشبث بالذكريات. كانت تتذكر معن، الشاب السوري الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا، والذي يعمل الآن في صيدلية صغيرة في لييج، لكنه لا يزال يرسل لها رسائل شكر. كانت تتذكر شيرين، المغربية التي أصبحت معلمة لغة فرنسية قبل إغلاق الجمعية، وابنتها التي كانت تكتب قصائد عن الأمل. كانت تتذكر نيرمين، الكونغولية التي أعطتها لوحة تصور شجرة الأمل، والتي لا تزال تزورها بين الحين والآخر لتناول الشاي في الحديقة. كانت هذه الذكريات هي الوقود الذي يبقيها مستمرة، رغم الإرهاق الذي أثقل جسدها وروحها. كانت ريجين تجلس في شرفتها، تنظر إلى شجرة الكرز التي كانت تحمل ثمارًا حمراء ناضجة. كانت الشجرة، التي كانت يومًا غصنًا صغيرًا، قد نمت لتصبح رمزًا لعملها: بذرة زرعتها بحب، نمت رغم العواصف، لكنها الآن تواجه صيفًا ثقيلًا. كانت القوانين، التي بدأت في الثمانينيات، قد جعلت معاشها التقاعدي ضئيلًا. كانت سنوات عملها الأولى في بروكسل، حيث علمت المهاجرين اللغة الفرنسية، لا تُحتسب بشكل كامل بسبب "عدم الاستمرارية" في نوع العمل. كانت الحكومة، تحت قيادة الأمير الشاب، قد رفعت سن التقاعد إلى 65 عامًا، مما أجبرها على العمل حتى استنزفت طاقتها. كانت الفوائد البنكية على قرض بيتها الريفي تتراكم، وكانت الأدوية التي تتناولها لضغط الدم وآلام المفاصل تكلفها أكثر مما تستطيع تحمله. كانت ريجين تكتب في يومياتها: "الصيف يجلب الثمار، لكن ثمار عملي تبدو بعيدة المنال. زرعت شجرة الكرز هذه لأجل الآخرين، لكن من زرع شيئًا لأجلي؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين إلى بيت ريجين حاملة وشاحًا مغربيًا جديدًا. قالت: "هذا لكِ، مدام ريجين. أنتِ علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تحلمي أنتِ أيضًا." كانت ريجين تمسك الوشاح بحذر، كأنه كنز. قالت: "سأرتديه في يوم خاص." لكنها كانت تعلم أن الأيام الخاصة أصبحت نادرة. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت تكتب في يومياتها: "أحيانًا، أشعر أنني عشت حياة ليست لي. عشت لأجل معن وشيرين ونيرمين، لكن ماذا عني؟" كانت تشير إلى النظام الذي جعلها تشعر أن شغفها بالعدالة الاجتماعية كان خطأ يستحق العقاب. كانت القوانين، التي صيغت في مكاتب بروكسل الباردة، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ لا يُغتفر. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في تناقض إنساني. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. كانت تجلس في شرفتها، تنظر إلى شجرة الكرز المثمرة، وتتذكر اليوم الذي زرعتها. كانت تتذكر كيف كانت تحلم بأن تجلس تحتها، تقرأ كتبًا بالعربية، وتكتب قصص المهاجرين الذين عرفتهم. لكن الواقع كان قاسيًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بزيارة دمشق، حيث كان معن يحكي لي عن رائحة الياسمين. أحلم بزيارة المغرب، حيث كانت شيرين تحكي عن الجبال. لكنني أخاف أن تظل هذه الأحلام مجرد كلمات في دفتري." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاء معن إلى بيت ريجين حاملًا كتابًا صغيرًا بالعربية. كان ديوان شعر جديد، هدية لها. قال: "هذا لكِ، مدام ريجين. لقد علمتني أن أحلم، والآن أريدكِ أن تتعلمي العربية." كانت ريجين تمسك الكتاب بدموع في عينيها. قالت: "سأبدأ قراءته غدًا." لكنها كانت تعلم أن الغد قد لا يكون كافيًا. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الأيام، بينما كانت ريجين تجلس في شرفتها، جاءت نيرمين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، مثقلة بالثمار الحمراء، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الصيف." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في شرفتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز المثمرة، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في السابعة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين حتى في الصيف. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، مثقلة بالثمار الحمراء، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الصيف." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في شرفتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز المثمرة، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق." في إحدى الأمسيات، جاءت شيرين وابنتها إلى بيت ريجين. كانت الابنة، التي كانت الآن في السابعة عشرة من عمرها، تحمل قصيدة جديدة كتبتها بالفرنسية. كانت القصيدة عن شجرة الكرز، عن امرأة زرعت الأمل في قلوب الآخرين حتى في الصيف. كانت ريجين تستمع إلى القصيدة بدموع في عينيها. قالت لشيرين: "ابنتكِ ستغير العالم يومًا ما." لكنها كانت تعلم، في قرارة نفسها، أنها قد لا ترى ذلك اليوم. كانت تشعر أن جسدها ينهار، وأن الزمن يسرق منها ما تبقى من طاقتها. كانت القوانين، التي بدأت مع البارون الأب واستمرت مع الأمير الشاب، تحرمها من سنوات عملها الأولى. كانت تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، وكأن انتقالها إلى لييج كان خطأ يستحق العقاب. كانت ريجين تشعر أن النظام يعاقبها على شغفها، على إيمانها بالعدالة الاجتماعية. كانت ريجين، في تلك السنوات، تعيش في صراع مع الزمن. كانت ترى في كل يوم جديد فرصة لتذكر عملها، لكنها كانت تعلم أن الزمن يسرق منها أحلامها. كانت تكتب في يومياتها: "أحلم بيوم أجلس فيه تحت شجرة الكرز، أقرأ كتابًا بالعربية، وأكتب عن معن وشيرين ونيرمين. لكنني أخاف أن يكون هذا الحلم مجرد سراب." كانت تعلم أن التقاعد، الذي كانت تراه بوابة للحرية، أصبح سجنًا بسبب قوانين الأمير الشاب. كانت تعلم أن جسدها ينهار، وأن السنوات التي أمضتها في خدمة الآخرين لن تُحتسب بالكامل في معاشها. لكنها كانت ترفض الاستسلام. كانت تقول لنفسها: "إذا استطعت أن أعطي الأمل لمعن أو شيرين أو نيرمين، فقد ربحت." في إحدى الليالي، بينما كانت ريجين تجلس في غرفة المعيشة، سمعت صوت المطر يضرب النوافذ. كتبت في يومياتها: "المطر يذكرني ببروكسل، بتلك السنوات التي كنت فيها شابة، مليئة بالأمل. لكن الآن، أشعر أنني محاصرة في قفص من الأرقام." كانت تشير إلى البيروقراطية التي أثقلت كاهل حياتها، إلى القوانين التي سلبت منها سنوات عملها، إلى البنوك التي جعلت بيتها الريفي عبئًا بدلاً من أن يكون ملاذًا. كانت الجمعية، التي كانت يومًا مركز حياتها، قد أغلقت أبوابها. كان المهاجرون، الذين كانوا عائلتها الثانية، قد تفرقوا. كان معن يعمل في صيدلية، وكانت شيرين تعمل في مدرسة، وكانت نيرمين تزورها بين الحين والآخر. لكن ريجين كانت تشعر أنها وحيدة. كانت تشعر أن النظام، الذي بدأ في الثمانينيات مع البارون الأب واستمر مع الأمير الشاب، قد سرق منها أكثر مما أعطاها. في إحدى الأمسيات، جاءت نيرمين إلى بيت ريجين حاملة لوحة جديدة. كانت اللوحة تصور شجرة الكرز في حديقتها، مثقلة بالثمار الحمراء، محاطة بأشخاص يرقصون تحتها. قالت نيرمين: "هذه أنتِ، مدام ريجين. أنتِ الشجرة التي زرعتِ الأمل فينا، حتى في الصيف." كانت ريجين تمسك اللوحة بدموع في عينيها. قالت: "سأعلقها في غرفة المعيشة." لكنها كانت تعلم أن البيت الريفي، الذي كان يفترض أن يكون ملاذها، أصبح عبئًا. كانت الفوائد البنكية تتراكم، وكان معاشها التقاعدي بالكاد يكفي لتغطية النفقات الأساسية. كانت الأدوية تكلفها أكثر مما كانت تتوقع، وكانت زيارات الطبيب تذكرها بأن جسدها لم يعد كما كان. كانت ريجين، في تلك اللحظات، تمثل تناقضًا إنسانيًا. كانت قوية، لكنها هشة. كانت تحلم، لكنها تعلم أن أحلامها قد تتحطم. كانت تعطي الأمل للآخرين، لكنها كانت تفقد أملها شيئًا فشيئًا. في شرفتها الصغيرة، وسط أشجار الكرز المثمرة، كانت ريجين تكتب قصة لم تكتمل. كانت تكتب عن معن، الذي كان يحلم بأن يصبح طبيبًا يومًا ما. كانت تكتب عن شيرين، التي كانت تأمل أن ترى ابنتها تنمو في عالم أفضل. كانت تكتب عن نيرمين، التي جعلتها تشعر أنها عائلة. لكن الزمن كان يسير بمنطق غريب، يأخذ منها أكثر مما يعطي. كانت تعلم أن المعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل المهاجرين، بل من أجل حقها في أن تعيش بكرامة. لكن النظام، الذي صيغ في مكاتب بروكسل الباردة، كان يقول لها: "ليس لكِ الحق."
………
ملخص الرواية :
تدور الرواية حول حياة ريجين، امرأة بلجيكية كرست حياتها لخدمة المهاجرين في بروكسل ولييج، منذ شبابها في الثمانينيات وحتى تقاعدها في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. تبدأ القصة في صيف 1985، حيث ريجين، في السابعة والعشرين من عمرها، تعمل في جمعية غير ربحية في بروكسل تهدف إلى مساعدة المهاجرين على تعلم اللغة الفرنسية والاندماج في المجتمع. تعيش في شقة صغيرة مع زوجها، تحلم ببناء بيت ريفي في لييج، لكنها تواجه تحديات البيروقراطية والقوانين الصارمة التي صيغت تحت قيادة شخصية تُعرف بالبارون الأب، والتي تجعل حياة المهاجرين أصعب. تلتقي ريجين بأشخاص مثل معن، الشاب السوري الذي يحلم بأن يصبح طبيبًا، وشيرين، المغربية التي تسعى لتصبح معلمة، ونيرمين، الكونغولية التي تهديها لوحات فنية تصور الأمل. تصبح هذه الشخصيات جزءًا من عائلتها الثانية، وتجد فيهم دافعًا لمواصلة عملها رغم التحديات المالية والاجتماعية. تكتب ريجين يومياتها، تسجل فيها أحلامها ومخاوفها، وتعبر عن إحباطها من نظام يعاقبها على شغفها بالعدالة الاجتماعية. مع مرور السنوات، تنتقل ريجين إلى لييج، حيث تبني بيتًا ريفيًا صغيرًا مع زوجها، وتزرع شجرة كرز تصبح رمزًا لعملها وأحلامها. لكن القروض البنكية تتراكم، والجمعية التي أسستها تواجه نقصًا في التمويل، مما يجبرها على الإغلاق. تصبح القوانين، التي تطورت تحت قيادة الأمير الشاب، أكثر صرامة، حيث تتطلب استمرارية في نوع العمل أو المنطقة، مما يقلل من معاشها التقاعدي. تصل ريجين إلى سن التقاعد في 2025، لكنها تجد نفسها محاصرة بالفواتير وتكاليف الأدوية بسبب آلام المفاصل وارتفاع ضغط الدم. تشعر بالوحدة، رغم زيارات معن وشيرين ونيرمين العرضية، وتكتب في يومياتها عن أحلامها بزيارة دمشق والمغرب، لكنها تخشى أن تظل هذه الأحلام مجرد كلمات. في شتاء 2025، تجلس ريجين في غرفة معيشتها، محاطة بالصمت وصوت الريح، تشعر أن التقاعد لم يكن نهاية المعركة بل بداية معركة جديدة. تتذكر الوجوه التي ساعدتها، وتتشبث بالذكريات لتبقى قوية. في ربيع 2026، ترى شجرة الكرز تتفتح من جديد، لكنها تشعر أنها عالقة في شتاء دائم. تأتي شيرين بوشاح مغربي، ومعن بديوان شعر عربي، ونيرمين بلوحة تصور شجرة الأمل، لكن ريجين تشعر أن جسدها ينهار وأن الزمن يسرق طاقتها. في صيف 2026، تجلس في شرفتها، تنظر إلى شجرة الكرز المثمرة، وتكتب عن صراعها مع النظام الذي يعاقبها على شغفها. تستمر في تلقي زيارات من طلابها القدامى، وتستمع إلى قصيدة كتبتها ابنة شيرين عن شجرة الكرز، لكنها تعلم أنها قد لا ترى اليوم الذي ستغير فيه هذه الفتاة العالم. تعيش ريجين في تناقض إنساني، قوية لكنها هشة، حالمة لكنها تخشى أن تتحطم أحلامها. تكتب في يومياتها عن أملها بقراءة كتاب بالعربية تحت شجرة الكرز، لكنها تخاف أن يكون هذا الحلم سرابًا. ترفض الاستسلام، مؤمنة أن إعطاء الأمل لمعن وشيرين ونيرمين هو انتصارها الحقيقي. في الفصل الثاني، نرى ريجين في شبابها، مليئة بالحماس والأمل، وهي تبدأ رحلتها في بروكسل. تعمل في الجمعية، تلتقي بمعن وشيرين ونيرمين، وتحلم ببيت ريفي في لييج. تواجه تحديات البيروقراطية والقوانين التي تجعل حياة المهاجرين أصعب، لكنها تؤمن أن التغيير ممكن. تكتب عن أحلامها ومخاوفها، وتجد في طلابها عائلة ثانية. تشعر أنها تعيش حياة أكبر منها، لكنها تعلم أن الطريق طويل. في الفصل السادس، نرى ريجين في شتاء 2025، في السنة الأولى من تقاعدها. تجلس في بيتها الريفي في لييج، محاطة بالبرد والصمت. تشعر أن التقاعد لم يحقق أحلامها، حيث تتراكم الفواتير والقروض، ومعاشها التقاعدي لا يكفي. تتذكر طلابها، وتتشبث بذكرياتهم لتبقى قوية. تكتب عن إحباطها من النظام الذي يعاقبها على شغفها، وعن أحلامها التي تخشى أن تظل مجرد كلمات. في الفصل السابع، في ربيع 2026، ترى ريجين شجرة الكرز تتفتح، لكنها تشعر أنها عالقة في شتاء دائم. تتلقى زيارات من شيرين ومعن ونيرمين، الذين يحملون لها هدايا رمزية، لكنها تشعر أن جسدها ينهار. تكتب عن صراعها مع الزمن والنظام، وعن أحلامها التي تبدو بعيدة المنال. ترفض الاستسلام، مؤمنة أن إعطاء الأمل للآخرين هو انتصارها. في الفصل الثامن، في صيف 2026، تجلس ريجين في شرفتها، تنظر إلى شجرة الكرز المثمرة. تشعر أن الزمن يسرق طاقتها، لكنها تستمر في الكتابة عن طلابها وعن صراعها مع النظام. تتلقى قصيدة من ابنة شيرين، وتتأثر بكلماتها، لكنها تعلم أنها قد لا ترى تحقيق هذه الأحلام. تظل ريجين رمزًا للأمل والمقاومة، رغم هشاشة جسدها وتحديات الواقع. تتناول الرواية موضوعات العدالة الاجتماعية، البيروقراطية، والصراع بين الأحلام والواقع. من خلال حياة ريجين، نرى كيف يمكن للأفراد أن يحدثوا تغييرًا صغيرًا في حياة الآخرين، حتى في مواجهة نظام لا يرحم. شجرة الكرز، التي تظهر في كل فصل، تصبح رمزًا للأمل والاستمرارية، لكنها تذكر ريجين أيضًا بثقل الزمن والخسائر. تظل ريجين، رغم كل شيء، مؤمنة بأن إعطاء الأمل للآخرين هو إرثها الحقيقي، حتى لو لم تحقق أحلامها الشخصية.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية : امواج الحقيقة الهادرة
-
رواية : لمن ترفع اليافطة !
-
رواية : نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو
-
تحالف الإرهاب والمال والنفوذ الصهيوني في قلب فرنسا
-
نهاية عصر لوبيات الصهاينة
-
رواية : كوميديا الفردوس السومري..رواية تاريخية
-
رواية : عبيد ماستريخت: دراكولا كرئيس للمفوضية
-
رواية : صحراء السراب
-
رواية : دموع الأرض المحلقة
-
رواية : أصداء الخفاء
-
رواية: عشرة أعوام من الرماد
-
رواية :رأس ابو العلاء المهشم !
-
رواية: إمبراطورية سامر السريع
-
رواية: أصداء الأفق المحطم
-
رواية : ارض النبض الكربلائي العجيب
-
رواية : مكعبات الوافل واناشيد الميز
-
رواية : رقصة الدم على رمال النفط
-
رواية: سنغافورة السراب
-
رواية: أنقاض الإمبراطورية: غزة تُحرر أمريكا
-
نهاية عصر الصهيونية: كيف تحولت أمريكا من عبدة اللوبي إلى ثوا
...
المزيد.....
-
فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر
...
-
فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد
...
-
الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
-
الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي-
...
-
عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
-
الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت
...
-
مسرحية الكيلومترات
-
الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة-
...
-
الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا
...
-
ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور
...
المزيد.....
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
المزيد.....
|