عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 12:52
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الأكثرية الكاثرة تلعنهم، وقد استحالت صورتهم النمطية في الأذهان إلى معرة تُلصق بها الموبقات كلها. أجزم أن أكثر الذين يلعنونهم لا يعرفون حقيقتهم، بل اتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم. هنا، أُجازف بالقول أن الاستبداد السياسي العربي بإسناد من رافده الاستبداد الديني، توليا معاً كِبرَ تشويه صورة الخوارج، وحققا ما يرميان إليه بنسبة عالية. لماذا عَمِد الاستبداد إلى تسويد وجه الخوارج؟!
لأنهم أول حزب سياسي معارض في الإسلام، والعقل السياسي العربي ما يزال حتى يوم الناس هذا لا يتسامح مع من يغرد خارج السرب، ويستصعب وجود معارضة أصلاً، حيث التهم جاهزة، أقلها "المندسون" وأكبرها "الخونة والعملاء".
أما السبب الأهم والأخطر لتشويه صورة الخوارج، فنجده في حقيقة أنهم رفضوا احتكار قريش للسلطة السياسية (الخلافة) . هنا بالذات، سبب لعنهم ووصمهم بما يُرمى به الشيطان الرجيم. لقد قال قائل "الخوارج" في معركة صفين: "علي ومعاوية قرشيان، وأيٌّ منهما يفوز فإن السلطة ستظل بيد قريش التي لعبت بالعرب لتتسيد عليهم". من هنا، بدأت اللعنات تنصب على "الخوارج" وما يزال انهمارها يتواصل حتى اليوم.
التسمية بحد ذاتها "الخوارج"، شتيمة!!!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟