أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - الخطر الصهيوني على الأردن ليس قَدَرًا














المزيد.....

الخطر الصهيوني على الأردن ليس قَدَرًا


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواطأ ثالوث الجغرافيا والسياسة والضعف العربي، ليكون الأردن بالذات مكانًا لتهجير الشعب العربي الفلسطيني إليه، بعد زرع الكيان الشاذ اللقيط في فلسطين. فكانت البداية بهجرة 1948، مع إعلان زرع الكيان، ثم الوحدة بين الضفتين وتوظيفها لتسهيل التهجير بإسم "المواطنة"، أي الانتقال من جزء من الوطن إلى آخر. وما إن أصبح العدو مهيئًا على صعيدي القوة والمقدرة لابتلاع ما تبقى من فلسطين، وقع عدوان 1967 وكانت الهجرة الثالثة.
بعد "أوسلو" و"وادي عربة"، انقشع الضباب عن مزيد من ثوابت الكيان تجاه الأردن وفلسطين، وأولها، ضرورة إبقائهما تحت السيطرة. وثانيها، عدم السماح بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة متصلة الأجزاء وقادرة على الاتصال مع العالم الخارجي ما استطاع الكيان إلى ذلك سبيلًا. فأقصى ما يمكن أن يقدمه للفلسطينيين "شيء ما" أقل من دولة وأكبر من حكم ذاتي، كما قال وزير خارجية أميركا الأسبق جيمس بيكر، بعد بدء فعاليات مسرحية مدريد للسلام. وحتى هذه التقدمة تخلى عنها الكيان اللقيط بعد السابع من أكتوبر 2023، ولا يفتأ أركان حكومته الفاشية يجهرون بذلك على رؤوس الأشهاد.
ولا يفتأ قادة العدو يؤكدون أيضًا، بمناسبة أو من دونها، تمسكهم بالبقاء في غور الأردن. وليس لهذا الأقنوم الصهيوني سوى معنيين: إبقاء الأردن تحت التهديد في مرمى نيران العدو، وعدم الاعتراف به دولة بل مكان لحل ما يسميه سياسيو الكيان واعلامه مشكلة الديمغرافيا المؤرقة. في هذا السياق وليس خارجه، نرى ممارسات الكيان مع سلطة أوسلو، لجهة تهميشها وتجريدها من أسباب وجودها، ثم دفعها إلى الاضمحلال والتلاشي. وهي في المقابل، لا تملك سوى التهديد بحل نفسها. في السياق ذاته أيضًا، نقرأ ما يمر به الأردن من ظروف اقتصادية صعبة، يلمس الأردنيون تبعاتها في بطالة تتضخم وجيوب فقر آخذة في الاتساع. وماذا عن "الخصخصة"، والصحيح لُغةً التخاصية، وما ترتب عليها من تشريعات نقرأ فيها ما يُنهي دور الدولة الاقتصادي الاجتماعي؟!

ما ذكرنا وغيره، يصب في مجرى هدف واحد يتغيَّا الكيان الشاذ اللقيط تحقيقه، وخاصة بوجود حكومة الفاشية الدينية، ونعني تهيئة الظروف لترحيل الشعب الفلسطيني من أرضه وتصفية قضيته على حساب الأردن وفلسطين.
بعد طوفان الأقصى وتفاقم أزمات الكيان، لم تعد العصابة الصهيونية الحاكمة تخفي هذا الهدف، ولا يتردد بعض ممثليها، ومنهم المذهون سموتريتش، في الجهر به عيانًا بيانًا. ولعل من أوقح تبديات ذلك خرائط تظهر فجأة لما يسمونه "أرض اسرائيل"، شاملة فلسطين والأردن. وأخيرًا، تجاوز مجرم نتنياهو ذلك إلى إعلان "حلمه" بإقامة اسرائيل الكبرى شاملة الأردن وفلسطين ولبنان وأجزاء من أربع دول عربية.
منذ بدء حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد غزة، لحظنا تكرار تعبير "الحرب الوجودية" على لسان مجرم الحرب نتنياهو وأركان حكومته. ويقصدون بذلك، على وجه التحديد، تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي. وهذا هو الهدف الاستراتيجي لحرب الإبادة في غزة، وقد بدأت تنتقل شيئًا فشيئًا إلى فلسطين المحتلة 1967.
هستيريا "الترانسفير" تشتعل في الكيان، وعادة ما تستصحب ثالوث "يهودية الدولة" و "الوطن البديل" و "الحلم الصهيوني". هذا الأخير مشروط تحقيقه بحسب هلوساتهم المرضية، بإخلاء فلسطين من أهلها. وعلى هذا الأساس أُقر ما يُسمى قانون يهودية الدولة، سنة 2018. أما الوطن البديل، فهو الأردن على وجه التحديد، ولكن لماذا الأردن؟!!!
الأردن في العقل الصهيوني، فلسطين الشرقية. فهم يعتقدون أن وعد بلفور "أعطاهم" مساحة من الأرض أوسع بكثير من تلك التي زرعت بريطانيا كيانهم فيها. وبالتالي، فإن فلسطين كاملة لليهود، وليس أمام أهلها الفلسطينيين، إلا واحدًا من خيارات ثلاثة: الرحيل، أو الموت، أو الرضوخ. أليس هذا ما قاله المذهون سموتريتش بحرفه وحذافيره؟!!!
ولا نستبعد أن يكون تهجير الشعب الفلسطيني إلى الأردن ما قصده ترامب، في تصريحاته خلال حملته الانتخابية عن "اسرائيل الصغيرة، التي يجب توسيعها".
في مواجهة ذلك، لا يصح البتة اكتفاء الأردن الرسمي والشعبي ببيانات الشجب والإدانة، و"التعبير عن القلق" من ارتفاع نبرة الأصوات الفاشية الصهيونية الداعية إلى الترحيل الجماعي للفلسطينيين نحو الشرق، إلى الأردن "الوطن البديل". أما التحذير المتكرر من قِبَل وزارة الخارجية خاصة، من أن "أي محاولة لتهجير فلسطينيي الضفة إلى الأردن إعلان حرب علينا" فيثير تساؤلات مُحقة، تضع الضروري من النقاط على الحروف. فهل اكتشف الأردن الرسمي فجأة في اسرائيل عدوًّا، يشكل خطرًا وجوديًّا علينا بأشكال عدة، منها احتمال ترحيل أهل الضفة بالقوة نحو الشرق؟!!! وماذا بشأن اتفاقية وادي عربة لسلامٍ تأكد أنه سرابٌ ووهمٌ فضلًا العدو عشرات المرات؟! وماذا عن اتفاقيات الغاز والماء المرفوضة شعبيًّا؟!
ألم يئِن بعد أوان المراجعة النقدية للسياسات التي أوصلتنا إلى هذه الاتفاقيات ومساءلتها؟!
وفي الرد على سؤال قد يطفر على لسان قارئنا عن الحل، لا نرى مخططات الكيان وداعمية قَدَرًا لا رادَّ له. فلا يوجد مخططات ثابتة غير قابلة للتغيير، والسياسة تتعامل مع الممكن والواقع، وهما متغيران باستمرار. والمخططات السياسية لا تُوضع أدواتها كاملة، بل تعتمد على الظروف اللاحقة، ومن طبيعي أمرها أنها متحولة.
على صعيد الكيان الشاذ اللقيط، فقد تأكدت هشاشته وثبت ضعفه يوم صولة الطوفان التاريخية البطولية، وراعيته أميركا ليست في أفضل حالاتها. والأردن بالذات كابوس يخشى الإحتلال تحريكه، أقله من زاوية الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة على امتداد حوالي 400 كيلومتر ويزيد.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الهوان والتبعية!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (7) والأخيرة هذه الحلقة لجماعة - ...
- الدولة المستبدة بنظر مونتسكيو
- الإنتماء المقونن !
- شعوب ورعايا !
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (6) حرب أكتوبر 1973...صدمة اسرائ ...
- المؤامرة الحقيقية
- -الأخوان- إلى أين؟
- اللامعقول بنسخته الأردنية!
- إلغاء فاعلية الإنسان *
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!
- الجسد العربي المشلول
- نعيق التخاذل والإنهزام
- مبعث القلق على الأردن
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة
- بيننا وبينهم اتفاقية سلام!
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز


المزيد.....




- -FBI- ينشر صورًا للمُشتبه به في حادثة إطلاق النار المميتة عل ...
- قبل وأثناء وبعد.. مصادر قطرية وإسرائيلية وأمريكية تكشف لـCNN ...
- أضرار في المتحف اليمني بعد غارات استهدفت صنعاء وأدت إلى مقتل ...
- ألمانيا وفرنسا تنشران مقاتلات إضافية لمراقبة وحماية أجواء بو ...
- ماكرون يقول إن فرنسا ستنشر ثلاث مقاتلات لحماية المجال الجوي ...
- بعد اختراق أجوائها... ماكرون يعلن أن فرنسا ستنشر ثلاث مقاتلا ...
- كيف تفاعل اليمنيون مع العدوان الإسرائيلي على بلادهم على مدى ...
- توجيه اتهامات بالخيانة وجرائم ضد الإنسانية لنائب رئيس جنوب ا ...
- القصف في الدوحة إثبات للفشل الإسرائيلي
- -أقوى من أي وقت مضى-.. قطر ترد على أنباء -إعادة تقييم- العلا ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - الخطر الصهيوني على الأردن ليس قَدَرًا