أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - أصول الحب















المزيد.....

أصول الحب


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 00:01
المحور: قضايا ثقافية
    


هل يبدأ الحب في القلب أم العقل أم كليهما؟
سام جولدشتاين
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
النقاط الرئيسية
• الحب يقوي الروابط من أجل البقاء والرفاهية العاطفية.
• ينظم القلب والعصب المبهم العواطف، ويشكلان روابط عميقة.
• الحب يحول الأفراد، ويعزز الثقة والأمان والارتباطات مدى الحياة.

بينما نحتفل بالحب في عيد الحب، يتضح جليًا أن الحب ليس مجرد عاطفة ، بل ضرورة بيولوجية وتطورية. يُفرز الدماغ مواد كيميائية عصبية، وينظم القلب العواطف، ويربط العصب المبهم بينها، مُشكلًا بذلك كيفية شعورنا بالحب والتواصل.
الحب، أحد أقوى المشاعر وأكثرها تأثيرًا، لطالما كان موضع جدل في العلوم والفلسفة والفن. هل الحب نتاج القلب، أم هو مجرد رد فعل جسدي لمحفزات عاطفية، أم هو تفاعل معقد بين كيمياء الدماغ والمسارات العصبية وآليات البقاء التي تطورت عبر التطور؟
يتطلب فهم الحب الغوص في الآليات العصبية والفسيولوجية التي تحكم عواطفنا وسلوكنا. تستكشف هذه المدونة بإيجاز الأساس التطوري للحب، ودور القلب في تنظيم العواطف ، وكيف يلعب العصبان المبهمان الجديد والقديم دورًا حاسمًا في تشكيل أعمق روابطنا.
الأساس التطوري للحب
من منظور تطوري، ليس الحب مجرد مفهوم شعري أو فلسفي، بل هو آلية أساسية للبقاء والتكاثر. ويجادل علماء الأنثروبولوجيا والأحياء بأن الحب تطور لتعزيز الروابط الاجتماعية، وتعزيز التعاون ، وضمان رعاية وحماية الأبناء.
يمكن تصنيف الحب إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
١. الحب الرومانسي ( الترابط الزوجي ) - يُعد الحب الرومانسي عنصرًا أساسيًا من الناحية التطورية لاختيار شريك الحياة ونجاح الإنجاب. تُظهر الدراسات أن هرموني الأوكسيتوسين والفازوبريسين، وهما ببتيدان عصبيان، أساسيان في تكوين روابط زوجية طويلة الأمد. يُنشئ هذان الهرمونان مشاعر التعلق والولاء، مما يعزز الاستقرار اللازم لتربية الأبناء.
٢. حب الوالدين (غرائز الرعاية) - تدفع غرائز الأمومة والأبوة الوالدين إلى رعاية صغارهم، مما يضمن بقائهم على قيد الحياة. يُعزز إفراز هرمون الأوكسيتوسين أثناء الولادة والرضاعة الرابطة بين الأم وطفلها، مما يجعل الحب ضرورة بيولوجية لبقاء النسل.
٣. الحب الاجتماعي (روابط المجتمع والقرابة) - يتجاوز الحب العلاقات العاطفية والوالدية. فقد تطور البشر لتكوين روابط اجتماعية قوية مع الأقارب والمجتمعات، مما يعزز التعاون والوئام الاجتماعي. تزيد الروابط العاطفية بين العائلات والمجتمعات من فرص البقاء في بيئة جماعية، مما يعزز حاجتنا الراسخة للحب والانتماء.
دور القلب في تنظيم العواطف
في حين أن الدماغ هو بلا شك مركز التحكم في العواطف، إلا أن القلب يلعب دورًا حيويًا في تشكيل كيفية الشعور بالحب والتعبير عنه. غالبًا ما صورت الثقافات القديمة الحب على أنه ينبع من القلب، ويقدم العلم الحديث تفسيرًا رائعًا لهذه النظرة. اكتسب ريتشارد الأول ملك إنجلترا، المعروف باسم ريتشارد قلب الأسد، لقبه الشهير لشجاعته وفروسيته وبطولاته في أواخر القرن الثاني عشر.
العلاقة بين القلب والدماغ
القلب ليس مجرد مضخة؛ فهو يمتلك جهازًا عصبيًا داخليًا، يُطلق عليه غالبًا اسم "القلب-الدماغ". تتواصل هذه الشبكة من الخلايا العصبية مع الدماغ عبر الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي ينظم الوظائف الجسدية اللاإرادية، بما في ذلك العواطف.
يُعدّ تقلب معدل ضربات القلب (HRV) - أي التباين في الوقت بين ضربات القلب - مؤشرًا رئيسيًا على الصحة النفسية. يرتبط معدل ضربات القلب المُنظّم جيدًا بالحالات النفسية الإيجابية كالحب والتعاطف والاسترخاء، بينما يرتبط انخفاضه بالتوتر والقلق . يلعب التفاعل بين القلب والدماغ، عبر العصب المبهم، دورًا حاسمًا في كيفية شعورنا بالحب والتواصل العاطفي.
العصب المبهم القديم والجديد: الحب والجهاز العصبي
العصب المبهم (العصب القحفي العاشر) هو مكون أساسي في الجهاز العصبي اللاإرادي، ويمثل طريق الاتصال الرئيسي بين الدماغ والقلب والأعضاء الحيوية الأخرى. ينقسم إلى فرعين: العصب المبهم القديم والعصب المبهم الجديد. يلعب كلاهما دورًا أساسيًا في كيفية الشعور بالحب والتواصل.
العصب المبهم القديم، المعروف أيضًا باسم المجمع المبهم الظهري، هو نظامٌ تطوريٌّ قديم، وهو المسؤول الرئيسي عن استجابة التجميد أو الانغلاق. يتشارك هذا النظام مع الزواحف وغيرها من الفقاريات المبكرة، ويُنشَّط استجابةً للتوتر الشديد أو الصدمة . عندما يشعر الشخص بالانفصال أو الهجر أو الحزن، يمكن أن يُثير العصب المبهم القديم استجابةً مُخدرةً أو اكتئابية. في الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى انسحاب عاطفي، مما يُعزز فكرة أن الحب والتواصل ضروريان للصحة النفسية.
العصب المبهم الجديد، المعروف أيضًا باسم المجمع المبهم البطني، تطور لدى الثدييات، وهو أساسي للتواصل الاجتماعي والترابط والحب. يُسهّل هذا النظام تعابير الوجه، وتعديل نبرة الصوت، وتنظيم معدل ضربات القلب، وهي جوانب أساسية للتواصل الحميم. عند تنشيطه، يُشجع العصب المبهم الجديد على الاسترخاء والثقة والمودة.
تشير أبحاث عالم النفس ستيفن بورجيس، مؤسس نظرية العصب المبهم، إلى أن تنشيط العصب المبهم البطني يساعد البشر على تكوين روابط عميقة وذات معنى. فعندما نشعر بالحب - سواءً من خلال علاقة عاطفية ، أو عناق دافئ، أو تواصل بصري عميق - ينشط العصب المبهم البطني، مما يُبطئ معدل ضربات القلب، ويُخفف التوتر، ويُعزز الشعور بالأمان والتواصل.
الحب: الكيمياء النهائية للقلب في عيد الحب
إن فهم الحب من منظور تطوري وفسيولوجي لا يقلل من سحره، بل يعزز تقديرنا له كقوة توحد الأفراد والعائلات والمجتمعات. وسواءٌ أكان الحب ينبع من القلب أم العقل أم كليهما، تبقى حقيقة واحدة واضحة: الحب جوهر التجربة الإنسانية. يجسد الحب تفاعلًا معقدًا بين الدماغ والقلب والجهاز العصبي. في عيد الحب، نحتفل بسحر الحب، المدعوم علميًا، باعتباره القوة التي تربطنا جميعًا.

سام جولدشتاين، حاصل على درجة الدكتوراه، هو عضو هيئة تدريس مساعد في كلية الطب بجامعة يوتا والمؤلف المشارك لكتاب " المثابرة عند الأطفال".

المصدر:
https://www.psychologytoday.com/us/blog/common-sense-science/202502/the-origins-of-love



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر التعلم من التجارب
- كاتولوس 64 تم إكتشافها
- كاتولوس 64
- اضطهاد الأقليات السورية يُهدد مستقبل تخفيف العقوبات
- غزة - المرحلة الثانية: فرز السيناريوهات السياسية والأمنية
- الشيخوخة والاكتئاب
- العمر الحقيقي شعور وليس سنوات
- مستقبل الأقليات في سوريا ما بعد الأسد: توجيه مسار هش
- كيف يشيخ العقل
- استراتيجية روسيا تجاه سوريا ما بعد الأسد
- الحفاظ على الزخم في قطاع الطاقة السوري
- كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي التعليم
- أصول مخاوف الرجال من النساء في مرحلة الطفولة المبكرة
- لماذا يستمر البشر في اختراع الآلهة للعبادة؟
- مرحلة ما بعد الأسد: مستقبل سوريا
- تكلفة الرجولة التقليدية
- كيفية التصالح مع الشيخوخة
- الرجل الذي باع بلدًا مزيفًا
- لماذا يؤمن الناس بنظريات المؤامرة
- وهمُ الأسرع


المزيد.....




- الغارة الإسرائيلية على حماس تُحرج قطر.. هل ستكون تركيا الهدف ...
- كابوس شهري يدفع نساء غزة لاستخدام قصاصات الملابس والخيام للت ...
- هل تقوّض الضربة الإسرائيلية في قطر جهود مفاوضات وقف إطلاق ال ...
- بعدما كانت تعج بالحياة والنشاط.. شوارع بلدة حوارة الفلسطينية ...
- رئيس وزراء إثيوبيا يوجه رسالة طمأنة لمصر والسودان في حفل تدش ...
- انتهاك مجال بولندا الجوي: دفاعات حلف الناتو -ساهمت- في التصد ...
- قصف الدوحة.. من يحاسب نتنياهو على كسر حصانة الوسيط؟
- شبكة إعلام أميركية تغير معايير التحرير بعد انتقادات من إدارة ...
- شكوك إسرائيلية في نتائج الهجوم على وفد حماس في قطر
- كيف سيكون الرد القطري على الاعتداء الإسرائيلي؟.. محللون يجيب ...


المزيد.....

- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - أصول الحب