أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الهود - تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحملات الانتخابية في العراق: قراءة تحليلية في ضوء المعطيات الاجتماعية والسياسية














المزيد.....

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحملات الانتخابية في العراق: قراءة تحليلية في ضوء المعطيات الاجتماعية والسياسية


مصطفى الهود

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، يزداد النقاش حول جدوى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للترويج للمرشحين واستقطاب الناخبين. ورغم أن هذه المنصات أصبحت في كثير من دول العالم أداة رئيسية لصناعة الرأي العام وحسم نتائج الانتخابات، إلا أن الواقع الاجتماعي والسياسي العراقي يكشف عن صورة مختلفة تمامًا، حيث يبقى تأثير الحملات الرقمية محدودًا للغاية، ولا يشكل عنصرًا حاسمًا في خيارات الناخبين.

تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن السلوك الانتخابي في العراق ما زال يخضع لعوامل تقليدية تتعلق بالانتماءات الحزبية والطائفية والقومية، إلى جانب النفوذ العشائري والمناطقي. فالمرشح الذي يحظى بدعم حزبه أو تياره السياسي يكون غالبًا الأوفر حظًا، بغض النظر عن طبيعة حملته الإعلامية. كما أن الانتماء المناطقي يفرض نفسه بشكل واضح، إذ يصعب أن يحقق مرشح من خارج البنية الاجتماعية للمنطقة أي نجاح ملموس، وهو ما يظهر بوضوح في المشهد الانتخابي، حيث نادرًا ما نرى شخصية عربية تفوز في أربيل أو شخصية سنية تحظى بتأييد في النجف. هذه العوامل تضعف من دور الشعارات المهنية والخطابات الوطنية التي عادة ما تزين الحملات الانتخابية لكنها لا تجد صدى مؤثرًا لدى الناخبين.

الدعم المادي والمساعدات الإنسانية يمثلان ركيزة أخرى في تكوين الصورة الذهنية للمرشح لدى جمهوره. ففي ظل ضعف الخدمات الحكومية، أصبح توفير الدعم المالي والمساعدات العلاجية والخدمية وسيلة أساسية لكسب ولاء الناخبين. وهذا يعكس واقعًا انتخابيًا يبتعد كثيرًا عن المعايير المهنية التي تقوم على البرامج السياسية والرؤى الإصلاحية، ما يجعل الانتخابات أقرب إلى شبكة من العلاقات الاجتماعية والمصالح المباشرة منها إلى منافسة سياسية قائمة على المشاريع الوطنية.

أما وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم أهميتها في إيصال الرسائل وتعزيز الحضور الإعلامي، فإن الدراسات الميدانية تؤكد أن تأثيرها لا يتجاوز نسبة محدودة للغاية قد لا تصل إلى خمسة بالمئة في تحديد خيارات الناخبين، خاصة في المجتمعات الريفية والعشائرية مثل محافظة ديالى. التفاعل مع المحتوى الانتخابي غالبًا ما يقتصر على جمهور المرشح ذاته أو الدوائر المحيطة به من شركاء عمل أو أصحاب مصالح مشتركة، بينما تبقى الشرائح الواسعة من المجتمع أقل تأثرًا بالمحتوى الرقمي وأكثر ارتباطًا بالتجربة المباشرة والتواصل الشخصي مع المرشحين. ولهذا فإن الحملات الرقمية، رغم أهميتها في الترويج والمراقبة، لا تزال بعيدة عن أن تكون أداة فعالة في تغيير نتائج الانتخابات.

وإذا كان الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد حقق نجاحًا واضحًا في التسويق التجاري، مثل الترويج للمطاعم والمنتجات الاستهلاكية ومستحضرات التجميل، فإنه لم يصل إلى مستوى التأثير ذاته في القرارات السياسية والمصيرية. وهذا يعكس فجوة بين بنية المجتمع العراقي التقليدية، التي لا تزال تعتمد على الروابط العائلية والعشائرية في حسم القرارات، وبين الأدوات الحديثة لصناعة الرأي العام التي تعتمد على الإعلام الرقمي.

يبدو من خلال هذا التحليل أن مستقبل الحملات الانتخابية في العراق سيظل مرهونًا بالتواصل الميداني والعمل الاجتماعي المباشر أكثر من اعتماده على الترويج الرقمي. فرغم أن الإعلام الجديد يمثل مساحة للتعريف بالمرشح وتوثيق نشاطاته، إلا أن دوره في تغيير سلوك الناخبين ما يزال محدودًا، ما لم يصاحبه حضور فعلي في الشارع العراقي وشبكات دعم اجتماعية وحزبية راسخة.



#مصطفى_الهود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسد والغيرة... وباء اجتماعي ينخر جسد النجاح
- الحرية مفهوم اشكالي
- مجتمع الثكنات... هل فقدنا معنى التعايش؟
- السيناريو
- نشأة وتطور التلفزيون
- مفهوم المونتاج
- ملك الوالد
- العين الساهرة
- المونتاج الذهني عنده ايزنشتاين
- هي فوضى
- الايجاز
- سحر الضوء
- الفن التشكيلي
- الاندماج
- اصحمة ابن ابجر(النجاشي)
- الثورة تأكل ابنائها (ابو مسلم الخراساني)
- المكياج ودوره في الحياة
- ما هو اهمية الصورة ودورها في نشر الكلمة
- دور التصوير بين الماضي والحاضر
- الدراما ما بين التراجيديا والكوميديا


المزيد.....




- صحفي يسأل ترامب عن رد فعله على شائعة وفاته.. شاهد كيف أجاب
- صورة صادمة لترامب.. هل تكشف مرضه فعلاً؟
- ماذا تعني -الإبادة الجماعية-؟ ومَن الذي استخدم المصطلح لحرب ...
- مناشدات أممية للمساعدة عقب انزلاق أرضي في دارفور أوقع 1000 ق ...
- الـسـودان: تـعـددت الـكـوارث وغـابـت الـحـلـول؟
- قـمـة شـنـغـهـاي: نـهـايـة الـهـيـمـنـة الأمـريـكـيـة؟
- فرنسا: اعتداء بسكين في مرسيليا يخلف خمسة جرحى ومقتل المهاجم ...
- فندق -نزل البحيرة- في تونس: أيقونة معمارية عالمية تصارع من أ ...
- الجزائر: ما أسباب تأجيل افتتاح الدورة البرلمانية؟
- تونس: الرئيس قيس سعيّد ينفي خضوع بلاده للديكتاتورية


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الهود - تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحملات الانتخابية في العراق: قراءة تحليلية في ضوء المعطيات الاجتماعية والسياسية