أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مصطفى الهود - الحسد والغيرة... وباء اجتماعي ينخر جسد النجاح














المزيد.....

الحسد والغيرة... وباء اجتماعي ينخر جسد النجاح


مصطفى الهود

الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 16:18
المحور: قضايا ثقافية
    


في مجتمعاتنا العربية، لا يزال النجاح محفوفًا بالمخاطر، ليس فقط بسبب التحديات العملية والاقتصادية، بل بفعل أوبئة اجتماعية خفية، يتقدّمها الحسد والغيرة. هذان السلوكان لم يعودا مجرد مشاعر إنسانية عابرة، بل تحوّلا إلى سلوك جماعي منظم في بعض البيئات، يلاحق الناجحين أينما وُجدوا، ويمارس عليهم ضغطًا نفسيًا قد يصل في بعض الأحيان إلى الإقصاء والتصفية.

الغريب أن هذا السلوك لا يفرّق بين بيئة غنية أو فقيرة، ولا بين المدينة والريف. ففي داخل العائلات، وبين الزملاء، بل وحتى بين الأصدقاء، نجد من يُضمر الكره لكل من يحاول التميز أو إحداث فرق في مجاله. لم تعد الغيرة أمرًا خفيًا، بل باتت تُمارس على المكشوف، وبدوافع غير مفهومة أحيانًا، سوى الخوف من خسارة مكانة أو شعور بالدونية.

الأمر لم يتوقف عند حدود العلاقات اليومية، بل امتد إلى ساحات أكثر قداسة: الأوساط العلمية، المؤسسات الدينية، وحتى الخطاب الأكاديمي. وأصبح من المألوف أن نسمع عن صراعات داخل الجامعات، أو خصومات بين الزملاء على خلفيات مهنية مغلفة بالحسد. الأدهى من ذلك، حين تتخذ الغيرة شكلًا عدائيًا، فيُتهم الأبرياء، ويُقصى المبدعون، وتُشوّه السمعة عن عمد، لا لشيء إلا لأنهم تميّزوا.

بعض صنّاع المحتوى، وخصوصًا من الشباب الواعي، بدأوا في تناول هذه الظاهرة بأسلوب فني ساخر، عبر أفلام كرتونية قصيرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ينتقدون فيها هذه السلوكيات التي تمزّق النسيج المجتمعي من الداخل.

لكن هل يكفي هذا؟

إن ما نعيشه اليوم من تفشي لهذا الوباء الأخلاقي لا يقل خطرًا عن الأوبئة البيولوجية التي هزّت العالم، كالكوليرا أو "كوفيد-19". بل يمكن القول إن الحسد والغيرة هما وجهان خفيّان لوباء نفسي يتسلل بصمت، ويضرب بلا إنذار، ويُفسد العلاقات، ويُجهض المبادرات، ويقضي على كل طموح مشروع.

لا سبيل إلى مواجهته سوى عبر الوعي، وتربية النفس، وإعادة إحياء منظومة القيم. وهنا تأتي أهمية المناسبات الدينية والوطنية، التي ينبغي أن تُستثمر لنشر ثقافة المحبة، والاعتراف بالنجاح، وتشجيع التعاون بدل التنافس المرضي.

إن النجاح لا يجب أن يُحاصر، بل يُحتفى به. والمجتمعات التي تحترم أبناءها المبدعين هي وحدها القادرة على بناء المستقبل.



#مصطفى_الهود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية مفهوم اشكالي
- مجتمع الثكنات... هل فقدنا معنى التعايش؟
- السيناريو
- نشأة وتطور التلفزيون
- مفهوم المونتاج
- ملك الوالد
- العين الساهرة
- المونتاج الذهني عنده ايزنشتاين
- هي فوضى
- الايجاز
- سحر الضوء
- الفن التشكيلي
- الاندماج
- اصحمة ابن ابجر(النجاشي)
- الثورة تأكل ابنائها (ابو مسلم الخراساني)
- المكياج ودوره في الحياة
- ما هو اهمية الصورة ودورها في نشر الكلمة
- دور التصوير بين الماضي والحاضر
- الدراما ما بين التراجيديا والكوميديا
- درسة نقدية عن فيلم الارض ليوسف شاهين


المزيد.....




- عراقجي: أمريكا خانت الدبلوماسية.. وتعاون إيران مع الوكالة ال ...
- ترامب يصعّد -الحرب التجارية- بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على ...
- بغذاء ومذياع ومصباح يدوي.. دعوة لسكان ألمانيا للاستعداد للطو ...
- منى فتو: -المتفرج المغربي يتقبل مشاهد العنف أكثر من مشاهد ال ...
- طواف فرنسا: ميلان يتصدر المرحلة الثامنة ويصبح أول إيطالي يفو ...
- مخرج هوليودي ينتظر السجن 90 عاما بتهمة غسل أموال نتفليكس
- كيف يغيّر -مشروع ديجيتس- من -إنفيديا- مشهد الذكاء الاصطناعي؟ ...
- مسؤولان أمميان يصفان ما يحدث بغزة بأنه جنون وبلا أخلاق
- ضربوه حتى الموت.. مقتل فلسطيني أمريكي على يد مستوطنين في الض ...
- ماذا نعرف عن الصندوق الأسود الموجود في الطائرة؟


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مصطفى الهود - الحسد والغيرة... وباء اجتماعي ينخر جسد النجاح