أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى الهود - السيناريو















المزيد.....

السيناريو


مصطفى الهود

الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


ربما كان كاتب النص اكثر من اي شريك اخر للمخرج ذكرا من وقت لأخر على انه (المؤلف) الرئيسي للفيلم مهما يكن من امر فان الكاتب عموما هو المسؤول عن الحوار وهو الذي يلخص غالبية الفعل وهو الذي يبدأ موضوع الفيلم الرئيسي. اذا كل عمل فني سوى كان للسينما او للتلفزيون محتاج الى كاتب يكتب فكرة العمل والعمل يمكن ان يكون رواية او قصة او حتى حكمة يمكن خلالها تحوليها من نص مكتوب الى نص الشاشة ومن هنا جاء دور وظهور السيناريو مع العمل عليه ويسمى (السيناريست) اي كاتب السيناريو ولفظة سناريو (Scenario) في الاصل ايطالية اشتقت من الكلمة الايطالية اللاتينية ( Sceanarium) الدالة على المشهد المسرحي بالمعنى الهندسي اي (الفضاء او المشهد) ويعد السيناريو جزء من قصة الفيلم يقع في مكان محدد ووقت واحد ويروي فترة مستمرة طويلة او قصيرة، وفي السيناريو يجب ذكر وصف الشخوص (الشخصيات) كما يجب ان يشمل السيناريو على الحوار والتفصيل الخاص بالمشاهد وارشادات مختلفة، اي انه النص المكتوب للقصة التي تقدم مرئية، حيث يسردها من خلال الصور وبواسطتها وفق خطة منظمة ومتقنة تتوخى الاقناع والابداع والجمال والتشويق، والسيناريو وان كان يعتمد على الصورة في المقام الاول الا انها ليست اية صورة بطيعة الحال، بل هي صورة تصنع بدقة وعناية وحنكة ثم يتم ترتيب هذه الصور وتركيبها على بعضها البعض وفق خطة منظمة تتفادى العشوائية والارتجال وتوضع في قالب فنيّ يتجنب التكلف والارتجال.
في بداية السينما كان المصور (في اغلب الاحيان) هو سيد الموقف وه الصناعة كلها، ولكن مع تقدم السينما وتطورها تقنياتها اصبح عمله شاقا، فبدا بالتخلي عن بعض صلاحياته للأخرين، ولكنه احتفظ لبعض الوقت بحق تطوير القصة، لان التصوير كان يتم ارتجاليا، ثم صار الاستعانة بكتّاب من المسرح الكوميدي لوضع بعض المواقف الضاحكة لكي يصورها المصور وكذلك الاستعانة بمن يكتب بطاقات العناوين التي كانت تستخدمها السينما الصامتة بدل الحوار قبل ظهور تقنية الصوت، وعندما زادت الافلام الطويلة ونضج مفهومها اصبحت الحاجة الى تخطيط الفيلم اكثر الحاحا وتعقيدا، وظهر التخصص في معالجة عناصر السيناريو المختلفة، من كتاب فكرة الى كتاب المواقف الى كتاب البطاقات والعناوين والذي مع ظهور الصوت تم الاستغناء عنه لصالح كاتب الحوار والكاتب القادر على ربط كل ذلك في تصور نهائي، ومع اندفاع السينما وتطورها بعد ان اصبحت ناطقة، لجات الى المسرح بجميع مهنه ( ممثلين ومخرجين وكتاب حوار.. وغيرهم) ولم تلق تجربة نقل المسرح نجاحا لان المسرحيين لم يغيروا من اسلوبهم المسرحي، ليتناسب مع الوسيلة الجديدة مما ادى الى بطء الحركة، والكلمات رنانة ثرثارة، والمشاهد منفصلة.
ولكن تدريجيا تم تجاوز ذلك وارتفع مستوى كتابة السيناريو وتولدت اساليب فنية جديدة تناسب طبيعة الفن السينمائي.
فحين ولدت السينما (1895) لم يكن هناك سيناريو، حيث ان المخرج كان يرتجل المشهد ويصوره بنفسه وطول الفيلم لم يكن يتجاوز العشر دقائق ومع تطور السينما وتبلور لغتها في العشرينيات من القرن الماضي ولد السيناريو‘ وصار الفيلم اطول زمنا وكانت السيناريوهات الاولى في الواقع مجرد مساعد تقني لا شيء سوى قوائم بالمشاهد واللقطات لراحة المخرج
وع ولادة الفيلم الناطق عبر ظهور فيلم (مغني الجاز -1927) من اخراج (ألان كروسلاند) اصبح للسيناريو اهمية بعد اضافة الحوار الى الافلام، وتعددت تقنياته وصار له كتاب محترفون، ويعتبر اول سيناريو حقيقي في السينما الامريكية هو السيناريو الذي قام بكتابته (بورتر) لفيلمه (سرقة القطار الكبرى) وخلال اقل من قرن من الزمان تطور فن السيناريو ووصل الى الشكل الفني العالي المستوى، والمعترف به، وذلك بخلاف الفنون الاخرى التي استغرقها مئات السنين حتى وصلت الى الشكل الخاص بها وهو لا زال في تقدم مستمر، وقد اعتبر السيناريست الفرنسي (جان كلود كاريير) ان احد الفترات العظيمة في تاريخ السيناريو هي فترة الموجه الجديد الفرنسية التي ادت للتخلي هن الاستديو.
ويصل تعريف السيناريو حسب كاتب السيناريو المشهور (سيد فيلد) صاحب كتاب (السيناريو) اشهر الكتب في هذا المجال، السيناريو قصة تروى بالصور، فالسيناريو مثل (الاسم) في علم النحو يطلق على (شخص) او اشخاص في (مكان) او امكنة وهو يؤدي دوره، ونرى ان كل السيناريوهات تتقيد بهذا المبدأ الاساسي، ومن الظواهر الشائعة لدى غالبية منظري السينما انهم يظنون ان السيناريو هو القصة السينمائية او القصة الادبية المكتوبة بلغة السينما والتي تعتمد على الصورة، وهذا الخطأ يعود لان هذا التصور يفترض ان السيناريو هو تكوين روائي او قصصي او قد يرجع الى اصل الكلمة نفسها حيث ان كلمة سيناريو مشتقة من كلمة ( سينا- Scena) ، ان كلمة سناريو يجب ان تغطي كل الاصناف السينمائية الرئيسة من روائية وتسجيلية وجمالية، وليست السينما الروائية فقط، ومن هنا نشأ مصطلح (Screen play) والذي يعني السيناريو الروائي ثم مصلح ( -script-) والذي يعني النص التتابعي لاي نوع من انواع السيناريو السينمائي، وهذا ما ادى الى اختلاف التعريفات على الرغم من الجميع يعنون نفس الشيء.
وكاتب السيناريو هو الشخص الذي يعمل على النص وهو مؤلفه وهو الذي يقوم بصياغة الفكرة على الورق ورسم الشخصيات وتطورها وتحديد البناء القصصي الدرامي للعمل، فهو الشخص الذي يقوم بكتابه النص السينمائي... وفي بداية السينما كان كاتب السيناريو موظفا مستديما في شركات الإنتاج... وقد اختلف الوضع حاليا فكاتب السيناريو يحظى حاليا باهتمام وتقدير شديدين وخاصة اذا كان مبدعا وموهوبا... وهم عمله نادرة حقيقية فالسيناريست (وهو اللفظ الانجليزي لكتاب السيناريو) هو الذي يتخصص في كتابة السيناريو المعد الانتاج الفيلم السينمائي، وهو له مكانة محترمة في صناعة السينما وله ضمانة تشريعية وحماية قانونية وهو الذي يضع (في اغلب الاحيان) حوارات مكثفة على السنة الشخصيات عن طريق تقطيع القصة الى لقطات ومشاهد حركية مع ابراز مكان الاحداث وزمانها وتبيان مناظرها ومنظور الكيامرا، فكاتب السيناريو هو المحرك الاول لكل فيلم سينمائي او تلفزيوني وعليه ان يدرك ان عمله الخلاق مطالب بأن يستمر في دفع الحدث الى الامام .
والحديث يطول عن السيناريو ويعتبر حديثا اشكاليا سواء من ناحية نوعه اولا وعن الجنس الادبي ثانيا فاذا كان السيناريو كيانا ادبيا فهل يمكن ان يصنف وسط السرد الروائي والقصص وسائر انواع السرد؟. فاعتبارا من العام 1914 بظهور فيلم (مولد امة) للمخرج (جريفث) تأسست مفاهيم للسرد السينمائي عبر السيناريو.



#مصطفى_الهود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة وتطور التلفزيون
- مفهوم المونتاج
- ملك الوالد
- العين الساهرة
- المونتاج الذهني عنده ايزنشتاين
- هي فوضى
- الايجاز
- سحر الضوء
- الفن التشكيلي
- الاندماج
- اصحمة ابن ابجر(النجاشي)
- الثورة تأكل ابنائها (ابو مسلم الخراساني)
- المكياج ودوره في الحياة
- ما هو اهمية الصورة ودورها في نشر الكلمة
- دور التصوير بين الماضي والحاضر
- الدراما ما بين التراجيديا والكوميديا
- درسة نقدية عن فيلم الارض ليوسف شاهين
- مسرحية الكرسي موندرامة
- المقالة/ حكمة النسر
- مقالة / المتنبي والاعلام الفاسد


المزيد.....




- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى الهود - السيناريو