أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - صدى الدم في قاعة الانتخابات: عندما تُكتب الديمقراطية بدموع المعتقلين














المزيد.....

صدى الدم في قاعة الانتخابات: عندما تُكتب الديمقراطية بدموع المعتقلين


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 10:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في زوايا الزمن الذي لا يرحم، حيث تتقاطع مصائر الشعوب على وقع الرصاص والوعود الكاذبة، يُعاد اليوم توزيع الأدوار على مسرحٍ اسمه "الانتخابات"، بينما لا يزال صوت المعتقلين في سجون الرعب يتردّد بين جدران المدن المنهكة. في الشمال الشرقي من سوريا، حيث رُسمت خارطة جديدة بالدم والكرامة، يقف مشروع ديمقراطي تعددي يرفض أن يكون مجرد فصلٍ في مسرحيةٍ مكتملة السيناريو. لا يُعلنون الرفض بغضب، بل بحزنٍ عميق، كأنهم يُذكّرون العالم بأن الدم الذي سُفِك لم يكن من أجل أن تُعاد كتابة التاريخ بقلم الحاكم القديم.

إن تأجيل النظام في دمشق لانتخابات في مناطق رقة والحسكة وسويداء ليس مجرد تكتيك إداري، بل هو تجديدٌ لعهد التهميش، تأكيدٌ على أن مشروعه لا يزال يرى في التنوع عيبًا، وفي الديمقراطية تهديدًا. ومن هنا، يخرج صوت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ليس بنداء استعطاف، بل بتحذير واعٍ: هذه الانتخابات لا تمثّل إرادة الشعب، بل تكرّس استبعاد نصف سوري عن وطنه. كيف تُجرى انتخابات بينما خمسة ملايين نازحٍ يُمنعون من العودة؟ كيف تُسمّى ديمقراطيةً بينما تُصنّف مناطقنا "غير آمنة" لتبرير إقصائنا، فيما نحن من أكثر الأراضي استقرارًا وأمانًا؟

إنهم لا يرفضون الانتخابات لمجرد الرفض، بل لأن ما يُقدَم اليوم هو استكمالٌ لسياسة استمرّت اثنين وخمسين عامًا من المركزية القمعية، من تهميش الأقليات، من إبادة الهوية. إنهم يذكّرون العالم بأن الثورة لم تكن من أجل تغيير الوجوه، بل من أجل تغيير النظام نفسه. وأن أي مسار لا يشمل الجميع، لا يُبنى على العدالة والمساواة والحرية، هو امتدادٌ للانهيار، وليس طريقًا للنهوض.

وفي زوايا السياسة الدولية، تبدأ لهجة واشنطن بالتغير. من "دولة واحدة وجيش واحد" إلى اعترافٍ خجول بضرورة "نموذج قريب من الفيدرالية". لم يأتِ هذا التحوّل من وحي الإيمان بالحرية، بل من صرخات السويداء، ومن وعيٍ بأن من لا يحمي الأقليات لا يمكن أن يحكم. وترى العشائر العربية، التي عاشت ويلات الحرب، في قوات سوريا الديمقراطية ضمانة لكرامتها، فتُعلن: "نحن مع من يحمي كل المكونات، ولا نقبل بمشروع يُقسم الأرض أو يُذلّ الإنسان".

أما في سجون صيدنايا، حيث لا تزال رائحة الدم تملأ الممرات، فقد كُشف الوجه الحقيقي للنظام: اعترافات حراس يحكون ببرودة عن تعذيبهم لبشر، عن إعدامات جماعية، عن جثثٍ تُرقم وتُدفن في الظلام. هذه ليست جرائم ماضٍ، بل شهادة حية على أن من يُقدّم نفسه اليوم كمُصلح، هو نفسه من بنى سلطته على الرعب.

إلى ذلك، تُفتح أبواب بغداد، ليس للسياسة فقط، بل للبحث عن نماذج نجاة. وترحل القوات الأمريكية بسرعة، ليس انسحابًا، بل تهديدًا، وكأنها تقول: "من يختار إيران، فليُواجه وحيدًا". لكن التاريخ لا يُكتب بالتهديدات، بل بإرادة الشعوب. والديمقراطية لا تُفرض من فوق، بل تُبنى من تحت، بدماء الشهداء، ووعي العشائر، وصرخات المعتقلين.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا في مفترق طرق: بين الأيديولوجيا والتقسيم
- الظل والضوء: حين يُستدعى التاريخ ليحاكم الحاضر
- صمت الدم: حين تُكتب الخريطة بدم العلويين والدروز…
- العرش والثور: حين يصير القصر حظيرةً والسلطةُ سرابًا
- الصورة التي نستحقها: في الفلسفة البصرية للبقاء
- صراخ الأرض: عندما ترفض الأصوات أن تُسكت
- الرُّوح المُنهكة: حين يُصبح الوجودُ تمرّداً في أرضٍ فقدتَ حل ...
- الريح لا تُمسك بالأسوار، والشعب لا يُهزم بالصمت
- حين تبكي الجبال وتحتضر الرمال
- الهوية التي تكسر حدود الاستعمار: الكورد وقضية الأرض
- صدى العهد والتفويض الثائر: صوت كوردي في رحلة دستور وأرض
- في حضرة الجغرافيا المنسيّة: الكورد بين جذور الأرض وخرافات ال ...
- أطياف الخراب وصهيل الأوهام: سوريا بين سندان التاريخ ومطرقة ا ...
- حين تُكتب الخيانة بخطٍّ كوردي
- سوريا.. بين جثةٍ تُقسَّم وقلبٍ لا يزال ينبض
- السويداء: صدى الدم في وحدةٍ مكسورة
- بين الثورة والتجديد: من خُميني إلى الشرع السنيّ
- دمٌ على جدران التاريخ: سردية الكورد بين المذابح والانتفاضات
- هل نحن أصحاب سردنا أم مجرد متلقين؟
- أزمنة النبع الكوردي: من أطلال التشتت إلى ضياء السياسة


المزيد.....




- مفتشو الطاقة الذرية يعودون إلى إيران للمرة الأولى منذ الصراع ...
- مسؤولة بأطباء بلا حدود لـCNN: لم يتخذ أحد موقفًا في غزة عندم ...
- تمهيدًا للمرحلة المقبلة.. الجيش الإسرائيلي: إخلاء مدينة غزة ...
- -عُد إلى بلادك-.. عاصفة الغضب تتّسع في لبنان بعد تصريحات بار ...
- إسرائيل تتوغّل في القنيطرة.. ودمشق تدين مقتل 6 جنود وتتعهد ب ...
- عراقجي: عودة مفتشي الوكالة الدولية إلى طهران لا تعني استئناف ...
- تقارير: ميرتس ووزراء في حكومته يصرفون آلاف اليوروهات على إطل ...
- السودان: وباء الكوليرا يفتك في إقليم دارفور ويفاقم معاناة ال ...
- إسرائيل تلغي جميع الوثائق والإجراءات الفلسطينية في المناطق ا ...
- الجيش الإسرائيلي: إخلاء مدينة غزة من سكانها واحتلالها -لا مف ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - صدى الدم في قاعة الانتخابات: عندما تُكتب الديمقراطية بدموع المعتقلين