أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بوتان زيباري - سوريا في مفترق طرق: بين الأيديولوجيا والتقسيم














المزيد.....

سوريا في مفترق طرق: بين الأيديولوجيا والتقسيم


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 10:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ أن بدأت تداعيات الصراع في سوريا، توالت التحليلات والتوقعات بشأن مصير هذا البلد الذي كان يوماً رمزاً للوحدة الثقافية والعرقية. يقول أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، إن البلاد لن تقسم وأنه لن يسمح بتقسيمها. لكن هل هذه الكلمات حقيقة ملامسة للواقع أم مجرد سراب في صحراء الدم؟ الواقع يقول إن سوريا لن تكون كما كانت، وأن المضي قدماً في هذه المراهنات لن يؤدي إلا إلى زيادة التشرذم والتفكك. فما يراه البعض مستحيلاً، قد يصبح هو الحقيقة المؤلمة قريباً. فعندما تلتقي القوى المختلفة في هذا الوطن، من الكورد إلى القوى الموالية لتركيا، إلى القوى العربية، لا يمكن إغفال أن هذه الأطراف تملك تصورات متباينة حول مستقبل سوريا.

ما نراه الآن في أرض الشام هو تعبير عن قوى متناقضة، يتحكم فيها غموض المصير؛ فكل طرف يعتقد أن الحل في تقسيم البلاد، وأن بقاء سوريا موحدة أمر مستحيل .فالكورد يرون أنفسهم في صراع دائم مع القوى المركزية التي تسعى للحفاظ على الوحدة المركزية القسرية، فيما تحاول قوى أخرى من قبيل "هيئة تحرير الشام" إعادة ترتيب سوريا وفق أيديولوجيا دينية صماء، ترى في "الشريعة" ركيزة للسلطة والتقسيم.

إن تقسيم سوريا ليس مجرد لعبة حدود، بل هو مشروع يهدف لإعادة تشكيل المكونات السياسية وفق معايير عرقية وطائفية. ومن خلال هذا التصور، يعكس العديد من اللاعبين في المشهد السوري تفكيراً قاصراً يقتصر على الجغرافيا العرقية، حيث لا يعنيهم رسم الخرائط بقدر ما يعنيهم تأمين الولاء الطائفي. فهل هذا هو الحل الذي يعيد سوريا إلى الحياة؟ هل يحق لنا أن نصدق أنه في الوقت الذي تتصارع فيه القوى الكبرى على مصالحها في هذا البلد المنهك، لا نجد مكاناً للبحث عن حلول وطنية جامعة؟

في هذا السياق، علينا أن نُدرك أن التمسك بالوحدة الوطنية السورية لم يعد مجرد خيار بل فرض عين. فالعالم العربي، والإسلامي على وجه الخصوص، في حاجة إلى التغيير الجذري، تغيير يبدأ من الداخل ويعكس قدرة على التكيّف مع العصر ومفاهيم الدولة الحديثة، بعيداً عن إيديولوجيات القرون الوسطى التي تضع الدين في مواجهة مع السياسة. ما يحدث في سوريا اليوم هو انعكاس لصراع داخلي مع الذات، وهو ما يجعلها تبدو كالغارق في دوامة من الدماء والفوضى، حيث لا حل سوى التقسيم.

لكن، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لهذه الميليشيات، والجماعات السلفية والجهادية، أن تخرج من هذا المأزق الطائفي وتلتفت إلى مشروع سياسي حقيقي يعيد سوريا إلى خارطة الوطن؟ الإجابة قد تكون صادمة: لا، ما لم تخرج سوريا من هذه الدائرة المغلقة التي تحيط بها القوى الدينية والمتطرفة، فلن تجد مخرجاً. ولكن هل يمكن لسوريا، التي طالما كانت رمزا للوحدة والتعدد، أن تُقسم وتبقى موجودة؟

الحقيقة أن التحديات كبيرة والرهانات أعلى، وأي حديث عن تغيير حقيقي يتطلب شجاعة أكثر من مجرد تصريحات.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظل والضوء: حين يُستدعى التاريخ ليحاكم الحاضر
- صمت الدم: حين تُكتب الخريطة بدم العلويين والدروز…
- العرش والثور: حين يصير القصر حظيرةً والسلطةُ سرابًا
- الصورة التي نستحقها: في الفلسفة البصرية للبقاء
- صراخ الأرض: عندما ترفض الأصوات أن تُسكت
- الرُّوح المُنهكة: حين يُصبح الوجودُ تمرّداً في أرضٍ فقدتَ حل ...
- الريح لا تُمسك بالأسوار، والشعب لا يُهزم بالصمت
- حين تبكي الجبال وتحتضر الرمال
- الهوية التي تكسر حدود الاستعمار: الكورد وقضية الأرض
- صدى العهد والتفويض الثائر: صوت كوردي في رحلة دستور وأرض
- في حضرة الجغرافيا المنسيّة: الكورد بين جذور الأرض وخرافات ال ...
- أطياف الخراب وصهيل الأوهام: سوريا بين سندان التاريخ ومطرقة ا ...
- حين تُكتب الخيانة بخطٍّ كوردي
- سوريا.. بين جثةٍ تُقسَّم وقلبٍ لا يزال ينبض
- السويداء: صدى الدم في وحدةٍ مكسورة
- بين الثورة والتجديد: من خُميني إلى الشرع السنيّ
- دمٌ على جدران التاريخ: سردية الكورد بين المذابح والانتفاضات
- هل نحن أصحاب سردنا أم مجرد متلقين؟
- أزمنة النبع الكوردي: من أطلال التشتت إلى ضياء السياسة
- رسائل لم تُسلَّم... وذاكرة لا تموت


المزيد.....




- الحزب الشيوعي العراقي: نحو إجماع وطني للأنهاء الكامل لأي وجو ...
- الفصائل الفلسطينية في لبنان تنفي بدء تسليم سلاح المخيمات
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل 8 متظاهرين ضد الحرب على غزة في حيفا ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل 8 متظاهرين في حيفا احتجوا ضد الحرب ...
- كاتبة سودانية: المرتزقة الكولومبيون بدارفور خانوا إرث بوليفا ...
- جيش لبنان يبدأ تسلم سلاح الفصائل الفلسطينية في مخيم برج البر ...
- السلطات اللبنانية تبدأ عملية تسلم أسلحة من مخيمات فلسطينية ب ...
- حزب اليسار يستبعد نائبين برلمانيين
- بيان ثلاثة أحزاب شيوعية عمالية في المنطقة:
- نظام الجباية يخلي سبيل ماهينور بكفالة 50 ألف جنيه


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بوتان زيباري - سوريا في مفترق طرق: بين الأيديولوجيا والتقسيم