أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بوتان زيباري - أزمنة النبع الكوردي: من أطلال التشتت إلى ضياء السياسة














المزيد.....

أزمنة النبع الكوردي: من أطلال التشتت إلى ضياء السياسة


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 18:01
المحور: القضية الكردية
    


في أفق الأزمة السورية الدامية، ارتسمت صورةٌ جديدة للمشهد؛ إذ تجاوزت رقعة الصراع حدود الداخل إلى كواليس التفاهمات الدولية والإقليمية، فخلَت الساحة من صدى حضور الكورد وسط جوقة المصالح الكبرى. لم يكن هذا الغياب قسمةً محتومة، بل نتاج ضعفٍ بنيويٍّ في الأداء السياسي، أرّقه انقسام الأجسام الحزبية، وغاب عنه مشروعٌ جامعٌ يليق برهانات الزمن وتحولات الجغرافيا وصيع الحقوق والواجبات.

لقد استُبدل الخطاب الثقافيّ والإداريّ بملفٍّ دوليٍّ مدوّنٍ على طاولات المفاوضات؛ فأضحى تكتُّلٌ بلا تمثيلٍ مشروعٍ، يتوخى إعادة رسم سوريا على مقاس جديد. هنا، يتبدّى جليًا أن المطلب الكورديّ الفعليّ يرنو إلى صياغة رؤية استراتيجية متماسكة، تستند إلى حُجج القانون الدستوريّ والمؤسسات الدولية، وتمنح “التمثيل الاعتباري” ثقله الفاعل في أروقة السياسة العالمية.

وليلة الكونفرانس الكورديّ كانت كلمحة أملٍ لَيِّنة، وظنٌّ جميلٍ بوحدةٍ ممكنة، قبل أن يتبدد هذا الأفق في غياب اللجان التنفيذية الفاعلة، وافتقار الخريطة الزمنية لخطواتٍ واضحةٍ، وغياب قنوات التواصل مع كبريات البعثات والمؤسسات. وبذلك، بات المؤتمر ذكرى رمزية لا تسمن ولا تغني من جوع، تُرَحِّبُ بخيبة أملٍ جديدة، وتزيد وثبة الانقسام سقوفَها على شعور الجماهير.

ثم جاء هَدرُ الساحات الدولية؛ إذ يُعاد ترتيب المشهد السوريّ بأدوات الخارج وحدوده، فتجد القضية الكوردية مُختزَلةً في خانة الشريك التكتيكي لا المؤسس لعقدٍ اجتماعيٍّ جديد. تبقى الأسئلة المدوية على ألسنة الجميع: من يمثل الكورد يومَ الاقتسام؟ ومن يحمي حقوقهم أمام الهيئات العالمية؟ ومن يحرص على مستقبلهم في دمشق المرتقبة؟

وفي مرأى تصريحات المبعوث الأمريكيّ المترددة بين التصعيد والفتور، يتبدى هشاشة ناقلٍ كورديٍّ موثوق، يرفع راية الانتماءِ المؤسَّس، ويمتلك خطابًا عقلانيًّا ومؤسساتٍ صامدة، يُناهض هشاشة التفويض الشعبي والوطني، ويقترن بالفعالية في مصاف المفاوضات.

غير أن ثقل الكورد في البُعد الاستراتيجي ليس خافتًا أو متراجعًا؛ فشرعيتهم العسكرية؛ المُقرة من التحالف الدولي، والثروات النفطية والحبوبية والمائية، وتجربة الإدارة الذاتية، والدعم الشعبي الغامر، كلُّها أوراق قوةٍ تنبضُ بالحياة، وتحتاجُ إلى مؤسسيةٍ اقتصادية ودبلوماسية تُفعلها، فتستعيد لمشروعهم بعده التفاوضيّ الفاعل، وتحقن به شرايين الحضور.

ولتحويل هذه الأوراق إلى واقعٍ تُجلى خطوطه على خارطة العالم، لا بدّ من خمس رياحين تدفع المشروع الكوردي إلى الأمام: هيئةٌ عليا تتحدث باسم الأمة، وحملةٌ دبلوماسيةٌ تضجُّ في برلمانات العواصم، ومجلسٌ اقتصاديٌّ يشرعُ شراكاتٍ مستدامةً، وملفُّ قانونيٌّ يُرفعُ إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومنصة إعلاميةٌ تروّج الرواية الكوردية بلغة العصر.

فيا قيادة السياسة الكوردية، إن الساعة قد حانت للتجليّ، وإلا فمصيركم البقاء في هامش التاريخ، فيما يُعاد رسم خريطة البلاد من جديد. فاختاروا أن تكونوا صانعي اللحظة، لا شهودًا عليها؛ فالفرصة اليوم ليست منتظرةً، بل داعيةٌ لمن يجرؤ على صناعة قدره بنفسه.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل لم تُسلَّم... وذاكرة لا تموت
- كوردستان: الجرح النازف في جسد الشرق الأوسط الممزق
- الشرق الأوسط يُعيد تشكيل خارطته.. فهل من يقظة كوردية تُعيد ل ...
- التطبيع السوري الإسرائيلي.. صراع المصالح وتنافس الأدوار في ظ ...
- لعبة الأقنعة: تشريح الصراع التركي بين الديمقراطية والاستبداد ...
- الهدنة والردع: أطياف القوة في لعبة المصالح المتشظية
- سلامٌ هشٌّ.. كالزجاج يلمع ويُخفي شظايا الحرب
- أطياف الصراع: قراءة فلسفية في تداعيات الضربة الإيرانية والرد ...
- ملحمة الصراع الإيراني-الإسرائيلي وتصدعات الشرق المكسور
- صراع الوجود وأسئلة المصير: الهجوم الإسرائيلي على إيران بين ا ...
- سقوط الأقنعة: حين يصبح الفساد سلاحاً للانهيار والهيمنة
- تأملات في الخطاب والهوية بين السجال والوجود
- رياح التمرد والهشاشة: الكورد بين مطرقة الذات وسندان الجوار
- اللامركزية بين مطرقة السلطة وسندان الحرية: تأملات في فلسفة ا ...
- صراع الجبابرة: إيران وسوريا في دوامة الشرق الأوسط الدامية
- الكوردايتي: سيمفونية تحوّلٍ من البقاء إلى الازدهار
- تأملات في الحرية والذات والهوية
- صوت المثقّف في مواجهة دوّامة التفاهة والانقياد
- حين ينهش القناع مَن يلبسه
- سوريا بين رُكام الشرق وحُمى الغرب: عن الأويغور، إسرائيل، وخر ...


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد مقتل 5 أطفال في قصف صاروخي جنوب غربي اليمن
- خطة إسرائيلية لاقتطاع 40% من غزة وتحويل رفح إلى -معتقل غوانت ...
- محامية أبو صفية: موكلي فقد 40 كيلوغراما تحت التعذيب والإهمال ...
- جريمة مركبة في سنجل: عنف استيطاني ممنهج برعاية جيش الاحتلال ...
- بعد رفع العقوبات الدولية.. آمال الإغاثة في سوريا تصطدم بواقع ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف نقاط توزيع المياه على النازحين في غز ...
- الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال 373 عاملاً من الضفة و61 مشتبه ...
- نكبة فلسطينية -تتجدد-.. مخيم طولكرم تحت الجرافات وحق العودة ...
- رشيد حموني يطلب رأي كل من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئ ...
- 3850 حالة اعتقال خلال النصف الأول من 2025


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بوتان زيباري - أزمنة النبع الكوردي: من أطلال التشتت إلى ضياء السياسة