أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - صدى العهد والتفويض الثائر: صوت كوردي في رحلة دستور وأرض














المزيد.....

صدى العهد والتفويض الثائر: صوت كوردي في رحلة دستور وأرض


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 09:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في قلب مشهدٍ سياسي معقّد، تبرز قضية اتفاق 10 آذار كمنعطف مفصلي لا يُمكن تجاوزه. حكومتنا الانتقالية، التي ظهرت بأطروحات جديدة، امتنعت عن التمسك بالتزامات الاتفاق السابق، ولم تضمّن كل بنوده في مسودة الدستور. وهنا يكمن الشك الجوهري في نواياها نحو علاقة حكومة دمشق مع كورد روجافا وقواتهم العسكرية، وما إذا كانت تسعى لترسيخ شراكة أم للهدم والنكران.

الصوتُ الذي يخرج من ضميرنا يقول بكل وضوح: ما لم تتحقق حقوقنا الدستورية بشكل جلي، لن نقبل بأي شروط تُقنَع لنا أو تُفرض علينا. إن رؤية الحكومة الانتقالية تقوم على حل مؤسسات الإدارة الذاتية وإلغاء طابعها السياسي والخدمي، تُفهم كمشروع يهدف إلى محو هويتنا، وليس كبداية تفاهم. أما نحن، فنرى في مشروع الإدارة الذاتية دعامة صلبة — لا حجر عثرة — لتعزيز تماسك الدولة السورية، ولتكوينها على أساس التعددية بدلاً من المركزية.

نحن كمكوّن كوردي نطمح إلى بناء سوريا تتسع لجميع مكوّناتها. دولة تعددية تضمن حقوق جميع الشعوب والطوائف، تُقدّم مواطنيها على اختلافاتهم أولى من أي لغة رسمية مفروضة أو علم موحد ثقافةً أو هويةً. السلطة الدولية والحكومة المركزية يبحثون عن تنازلات، يريدون منا أن نتخلى عن لغتنا، أن نشترك في علمٍ واحد، أن نذوب في ثقافة واحدة، لكننا بالقوة التي تمنحنا إيماننا بهويتنا نرفض هذا القهر.

في الساحة الرقمية العامة، تجد ترجمات دقيقة واتفاقات موثّقة في الأخبار، أبرزها اتفاق 10 آذار بين قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ورئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع الموقّع في 10 مارس 2025، والذي تضمن: ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية بناءً على الكفاءة دون تمييز ديني أو عرقي، والاعتراف بالمجتمع الكوردي كجزء أصيل من الدولة السورية يحق له الجنسية وحقوقه الدستورية، وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، ودمج جميع مؤسسات شمال وشرق سوريا المدنية والعسكرية ضمن الدولة المركزية بما في ذلك معابر الحدود والمطارات وحقول النفط والغاز، وضمان عودة النازحين ودعم مكافحة بقايا النظام السابق، ورفض أي خطاب يُثير الانقسام والكراهية، وتشكيل لجان تنفيذية تُشرف على تطبيق الاتفاق قبل نهاية عام 2025.

لكن الواقع السياسي الآن يشكو من ثغرات، فالسلطات الانتقالية لم تدمج السوط العسكري ككتلة مستقلة كما كان متفقًا حسب بنود الدمج، ولم تترجم الالتزامات الدستورية عمليًا، مما خلق حالة من الاحتجاج ورفض التنازلات عن حقوق الكورد، مؤكدًا أن الحكومة لم تلتزم بالتوقيت أو آليات الدمج، ووضعت نفسها تحت سلطة حزب واحد بعكس التعددية المفترضة، مع عرقلة عودة المهجّرين من مناطق تحت الاحتلال التركي.

من ذلك نستخلص أنّ موقفنا السياسي ليس رفضًا للتفاوض أو الشراكة، بل هو رفض لسياسة التهميش المركزية. نطلق صوتًا كورديًا، صارخًا في العهد والتفويض: إن الإدارة الذاتية ليست عقبة، بل طريق لتوطيد الدولة، ودستورٌ لا يعترف بنا ليس دستورنا، ومسودةٌ تُقصي أحلامنا عنها لا تُبنى عليها دولتنا. نرفض لغةً واحدة، علمًا واحدًا، ثقافةً واحدة، فقد كنا ولا نزال أصحاب أرضٍ متعددة الأصوات والنسيج الاجتماعي الغني. في صمت هذه السلطة نحن نصدح، وفي تمسّكنا بحقوقنا نبني فجر سوريا الجديدة، فلتسمع السماء والصحراء صدى كلماتنا القائمة على الحق والدستور والعودة.

هذا هو الصوت الكوردي الحر: إن حرية التمثيل وكرامة الهوية لا تُباع، ولم تُشترَ، بل تُنال بدستورٍ يعتنق التعددية، وبإدارة تعترف بنا شريكًا في الموجود لا عائقًا أمام المستقبل.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الجغرافيا المنسيّة: الكورد بين جذور الأرض وخرافات ال ...
- أطياف الخراب وصهيل الأوهام: سوريا بين سندان التاريخ ومطرقة ا ...
- حين تُكتب الخيانة بخطٍّ كوردي
- سوريا.. بين جثةٍ تُقسَّم وقلبٍ لا يزال ينبض
- السويداء: صدى الدم في وحدةٍ مكسورة
- بين الثورة والتجديد: من خُميني إلى الشرع السنيّ
- دمٌ على جدران التاريخ: سردية الكورد بين المذابح والانتفاضات
- هل نحن أصحاب سردنا أم مجرد متلقين؟
- أزمنة النبع الكوردي: من أطلال التشتت إلى ضياء السياسة
- رسائل لم تُسلَّم... وذاكرة لا تموت
- كوردستان: الجرح النازف في جسد الشرق الأوسط الممزق
- الشرق الأوسط يُعيد تشكيل خارطته.. فهل من يقظة كوردية تُعيد ل ...
- التطبيع السوري الإسرائيلي.. صراع المصالح وتنافس الأدوار في ظ ...
- لعبة الأقنعة: تشريح الصراع التركي بين الديمقراطية والاستبداد ...
- الهدنة والردع: أطياف القوة في لعبة المصالح المتشظية
- سلامٌ هشٌّ.. كالزجاج يلمع ويُخفي شظايا الحرب
- أطياف الصراع: قراءة فلسفية في تداعيات الضربة الإيرانية والرد ...
- ملحمة الصراع الإيراني-الإسرائيلي وتصدعات الشرق المكسور
- صراع الوجود وأسئلة المصير: الهجوم الإسرائيلي على إيران بين ا ...
- سقوط الأقنعة: حين يصبح الفساد سلاحاً للانهيار والهيمنة


المزيد.....




- السعودية.. الأمن يعلن القبض على شخص ويكشف ما فعله بمركبات مت ...
- مصر.. فيديو لطالبة تتهم أسرتها بضربها وطردها بعد رسوبها في ا ...
- ما هي السلطة الفلسطينية؟ وما صلاحياتها؟
- ألمانيا ـ 800 مليون يورو لهيكلة مطار لاستيعاب الشبحية الأمري ...
- تفاؤل حذر لدى سكان قطاع غزة بعد بدء دخول مساعدات إلى القطاع ...
- لماذا أعلنت إسرائيل فجأة -تعليقا تكتيكيا- لعملياتها العسكرية ...
- طعن 11 شخصا في متجر بولاية ميشيغن الأميركية
- تركيا تسجل درجة حرارة قياسية وحرائق غابات باليونان
- تايلند وكمبوديا تتبادلان القصف بعد دعوة ترامب لوقف إطلاق الن ...
- تايم: هكذا أصبحت الملكة فيكتوريا أكبر تاجر مخدرات على الإطلا ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - صدى العهد والتفويض الثائر: صوت كوردي في رحلة دستور وأرض