مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 14:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ مع كل هذه التضحيات ، يبقى الربيع العربي علامة فارقة في تاريخ سوريا ، فلو لم يخرج الشعب مطالباً بحريته ، لما كان ممكناً أن يحلم أي سوري يوماً بمستقبل مختلف ، أو أن يتخيّل أن يرى رئيساً من أبناء الشعب يجلس في قصر قاسيون ، لقد كانت التضحيات هائلة ، لكنّها زرعت بذرة أمل لن تُمحى ، بأن الحرية 🗽 والعدالة ستبقى الهدف الذي لا رجعة عنه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 ، وبالفعل ، لقد دفع السوريون ثمناً فادحاً في سبيل الحرية والكرامة ، فبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، تجاوز عدد الضحايا 656,500 قتيل ، وبالطبع غير المفقودون ومن بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ، بينما تشير التقارير اخرى إلى أن عدد القتلى المدنيين وحدهم تخطى المليون مدني خلال عقد واحد فقط من الانتفاضة .
لم تتوقف المأساة عند هذا الحد ؛ فقد شهد العالم أكبر أزمة نزوح في التاريخ الحديث ، مع تهجير أكثر من 7.4 مليون شخص داخل سوريا ، ولجوء ما يزيد عن 6 ملايين آخرين إلى الخارج ، ورغم محاولات العودة المحدودة ، ظلّت الأوضاع الأمنية والاقتصادية عائقاً أمام معظمهم ، واليوم ، يحتاج ما يقارب 16.7 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فيما يعاني أكثر من 12.9 مليون من أنعدام الأمن الغذائي ، ويعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر .
إلى جانب ذلك ، وثّقت منظمات دولية استخدام النظام السوري أسلحة محرّمة دولياً ، أبرزها الهجمات الكيماوية ضد المدنيين ، فضلاً عن القصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة ، ما جعل سوريا ساحةً لأبشع الانتهاكات في العصر الحديث ، وبالتالي ، يبقى السؤال الذي لا يمكن له أن يتكرر في ذهن الإنسان العربي ، هل يمكن لأي شخص ما إنكار امتداده لكل هذه التضحيات النبيلة . والسلام 🙋♂ 📝
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟