أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الملكة رانيا 👑 والوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ - حين يصير الجمال موقفاً ، وتصير الحكمة شجاعة 💪 ..














المزيد.....

الملكة رانيا 👑 والوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ - حين يصير الجمال موقفاً ، وتصير الحكمة شجاعة 💪 ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ في مستهلّ الحديث ، لا يسعني إلا أن أقرّ بأن شهادتي في حقّ الملكة رانيا العبد الله 👑 قد تكون مجروحة ، ليس فقط لانحيازي الطبيعي لذائقة الجمال الإنساني المقرون بالحضور اللافت ، بل لأنني ، قبل ذلك وبعده ، أرى فيها نموذجاً متكاملاً للمرأة الحكيمة ، المتزنة ، ذات الموقف الأخلاقي الواضح في لحظات التحوّل التاريخي ، لا سيّما خلال الأزمات التي عصفت بالمملكة 🇯🇴، وفي مقدمتها موقفها الإنساني المتقدّم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني 🇵🇸 ، وخصوصاً في قطاع غزة ، من عدوان ممنهج وإبادة جماعية .

لقد اختارت الملكة رانيا ، في لحظة صمت عالمي مريب ، أن تصطف إلى جانب المظلوم ، وتُعبّر بوضوح عن رفضها للمجازر والانتهاكات ، متجاوزة اعتبارات الدبلوماسية الضيقة ، لتؤكد أن الكلمة الأخلاقية الصادقة قادرة على أن تفتح طريقاً في جدار الصمت الدولي 🇺🇳 ، وهذا في جوهره موقف تاريخي يُحسب لها ، ويضعها في الصف الذي لا يغفل عنه المؤرخون مستقبلاً ، وهو “الجانب الصحيح من التاريخ” كما يُقال في الأدبيات السياسية .

وفي هذا السياق ، تبرز أهمية الأخلاق بوصفها جوهر التكوين الإنساني ، لا سيّما في مواقع السلطة والتأثير ، وقد أولى الإسلام الأخلاق مكانة مركزية ، فالنبي محمد ﷺ قال:“إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” (رواه الترمذي)، وفي حديث آخر:
“إن أحبّكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًاً” (رواه البخاري).

هذان الحديثان يؤسسان لفهمٍ عميق مفاده أن الأخلاق لا تُعدّ ميزة إضافية ، بل هي البنية التحتية لأي علاقة إنسانية ناجحة ، وفي مقدمتها الزواج ، الذي يتجاوز كونه عقداً اجتماعياً ليصبح شراكة وجودية .

وإذا نظرنا إلى مؤسسة الزواج الملكي ، فإن الملك عبد الله 👑 ، بما يحمله من إرث هاشميّ عريق ، نشأ في بيتٍ أُرسيَت فيه مكارم الأخلاق وأسُس الفهم العميق للطبيعة الإنسانية ، ومن هذا المنطلق ، فهو يدرك ما قد تمرّ به المرأة حين تنتقل من بيت أهلها – ذلك الوطن الأول الذي تشكلت فيه هويتها العاطفية والاجتماعية – إلى بيت الزوج ، الذي قد يبدو في بداية الأمر غريباً 😐 ، بل منفًى عاطفياً إن لم يحسن الزوج استقباله ورعايته .

فالمرأة ، بطبيعتها الوجدانية ، لا تستقر إلا في وطنٍ تحس فيه بالأمان والإنتماء ، وهذا ما عبّر عنه الفيلسوف جان جاك روسو حين قال: “المرأة لا تصير وطناً إلا حين تجد من يمنحها شعور الإنتماء”.

وقد أثبتت التجربة الإنسانية أن كثيراً من النساء يظللن مشدودات إلى بيت الطفولة ، لا لقصور في شخصياتهن ، بل لأن أزواجهن فشلوا في تحويل البيت الزوجي إلى موطن بديل حقيقي ، فالزوج الأخلاقي ، بما يمتلكه من وعي ورفق ، هو القادر على جعل زوجته تحبّ بيتها الجديد كما أحبّت بيت والديها ، بل أكثر ، لأنه بيت يضم أبناءها وذكرياتها الجديدة ومستقبلها .

ومن دون هذا الإدراك العميق ، قد تتحوّل الحياة الزوجية إلى حالة “منفى عاطفي”، وهي حالة شاذة عن طبيعة العلاقة ، تفتقر إلى مقوّمات السكن والسكينة الذي نادى بها القرآن الكريم في قوله تعالى:“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” (سورة الروم، الآية 21).

إن حضور الملكة رانيا اليوم لا يقتصر على كونها سيدة أولى ذات كاريزما لافتة ، بل يتعدى ذلك إلى كونها نموذجاً يُعيد الإعتبار لدور المرأة كفاعل أخلاقي ، ثقافي ، وإنساني ، موقفها من المسألة الفلسطينية ، ووقوفها مع الضحايا لا الجلادين ، يُعدّ تجسيداً لمقولة الشاعر الألماني برتولت بريشت:“أسوأ الأميين هو الأمّي السياسي ، لأنه لا يدرك أن قراره بالصمت يعني دعم الظالم”.

فالملكة رانيا ليست فقط امرأةً جميلة ، بل صوتاً وفكراً جميلان للحقيقة ، ولساناً للعدل ، وأمًّا لكرامة الإنسان ، إنها لا تمثل فقط النموذج الأردني ، بل تعيد تعريف مفهوم القيادة النسائية في العالم العربي والدولي : قيادة لا تلبس القفازات البيضاء حين تُنتهك الحقوق ، ولا تخشى أن تصرخ في وجه القبح ، ولو كان العالم منصرفاً عن الإستماع .

هي المرأة التىّ تشبه الوطن ، لا في جغرافيته ، بل في معناه العميق : ملاذٌ ، كرامة ، وضميرٌ حيّ . والسلام 🙋‍♂ ✍



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسانية🙇‍♂خارج حسابات الإحتلال - والسلاح الم ...
- مروان
- الأقليات في المنطقة: أداة إسرائيلية 🇮🇱 أم ضح ...
- الحروب ✈🚀💣: المدرسة الكبرى لتعليم الجي ...
- في زمن الغربة : مشايخ 👴أوروبا 🇪🇺 أحف ...
- فشل التوفيق بين الصوفية والعلمانية في إسرائيل 🇮 ...
- تيار زومبي 🧟 🇮🇱..
- إستراتيجية الصين 🇨🇳 لتعزيز قوتها الناعمة في ...
- العالم 🌍 🪐 رهينة حكومة الإجرام في تل أبيب &# ...
- حضارة من ورق 📑 : غزة 🇵🇸 تطيح بأسطورة ...
- التيار العلماني في إسرائيل 🇮🇱 هو الخاسر الأك ...
- إنفاق💰عسكري لا يُطاق 🙅‍♂ : قرار الحرب ...
- تفوق إسرائيل التكتيكي… ومأزقها الاستراتيجي ..
- تل أبيب 🇮🇱 تحت النار 🔥 🚀  ...
- الضربات الأمريكية 🇺🇸 للمفاعلات النووية السلم ...
- القواعد الشعبية لترامب 🇺🇸 تعارض انخراط بلاده ...
- لا 🙅‍♂ يمكن تحقيق 🧐🤨توازن b ...
- حين تغيب الأمة 🏟 ، يصبح الذبح من الوريد إلى الوريد م ...
- هل كان الماغوط شديد الواقعية 😤 حتى تنبأ بالمستقبل &# ...
- ثمن الحرية🗽وتكلفة الكرامة : العلاقة🤝 بين الف ...


المزيد.....




- شاهد كيف يخاطر الفلسطينيون بحياتهم في بحر غزة لإطعام عائلاته ...
- محادثات إسطنبول: هل تكسر أوروبا الجمود النووي مع إيران؟
- زيلينسكي: أوكرانيا تخوض قتالا عنيفا حول مدينة بوكروفسك
- هل تصنع سيدات المغرب التاريخ بأول لقب أفريقي، أم تحقق النيجي ...
- -سفير مزيف لدولة وهمية خدع العاطلين- يقع في قبضة الشرطة الهن ...
- قيادي في -حماس- يكشف لـCNN ما دار في مفاوضات وقف إطلاق النار ...
- بالرغم من الخطر وانهيار البنى التحتية، أكثر من مليون لاجىء س ...
- كيف تحوّل الدم إلى عبء مالي في زيمبابوي؟
- حماس: لم نبلّغ بأي إشكال بشأن المفاوضات..ونستغرب تصريح ترامب ...
- محادثات إيران والترويكا الأوروبية..هل تسعى طهران لكسب الوقت؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الملكة رانيا 👑 والوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ - حين يصير الجمال موقفاً ، وتصير الحكمة شجاعة 💪 ..