أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - فشل التوفيق بين الصوفية والعلمانية في إسرائيل 🇮🇱 يُعيد إنتاج فشل كارل ماركس🇩🇪📕🤔في مزج الروحاني بالمادي …















المزيد.....

فشل التوفيق بين الصوفية والعلمانية في إسرائيل 🇮🇱 يُعيد إنتاج فشل كارل ماركس🇩🇪📕🤔في مزج الروحاني بالمادي …


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ في لحظة سياسية حبلى بالتناقضات ، لا يبدو أن البيت الأبيض 🏡 🇺🇸 مازال يحتفظ بقداسته السياسية أو رمزيته كصانع للسياسات الدولية 🇺🇳، فحين يصبح رئيسه ، ترمب، أشبه بقائد أوركسترا يضبط إيقاع رقصة “الهُورا” الإسرائيلية ✡ داخل أروقة القرار الأمريكي ، فإن العالم مدعوّ لا لمتابعة السياسة ، بل لحضور مشهد تمثيلي عبثي ، تتداخل فيه الأدوار ، وتذوب فيه الفواصل بين السيد والتابع ، ومنذ لحظة دخول نتنياهو للبيت الأبيض ، بدا الرجل منشغلاً في “التطبيل السياسي”، وهو تطبيل مزدوج كما يبدو : من جهة ضجيج إعلامي ساذج ، ومن جهة أخرى استخفاف مكشوف بمصائر شعوب ، فحين يُحيل ترمب سؤالاً 🙋 صحفياً حول مستقبل حل الدولتين إلى ضيفه نتنياهو ، فإن ذلك لا يمثل فقط انحيازاً فجًّا، بل يُعلن عن انسحاب صريح من مسؤولية الوساطة ، في سابقة لا تخلو من الصدمة🫢حتى داخل الأوساط الدبلوماسية الأمريكية ولم يعد العالم 🌍 يرى مجرد أنصار لدولة الإحتلال ، بل راقصين 🕺يتمايلون على إيقاع رقصة “الهورا” الفولكلورية ، وكلما زاد ترمب في الإطراء لمضيفه الإسرائيلي ، تتجلى السخرية عندما تصبح الاجتماعات بين الطرفين مشاهد 🎬 درامية ، يعزف فيها الحقد السياسي على آلة التاريخ ، فيما تُطلب من شعوب الشرق الأوسط عدم ترديد شعارات مناهضة لأمريكا 🇺🇸 .

لقد جسدت هذه اللقاءات نوعاً جديداً من “البلطجة الدبلوماسية”، حين سمح ترمب لنتنياهو بأن يقرر ، نيابة عن الجميع ، مصير الفلسطينيين 🇵🇸 ، متجاهلاً الأنظمة العربية ومبادرات السلام المعلنة (Khalidi, 2020).ولفهم المشهد بعمقه التاريخي ، علينا أن نعود إلى جذور الحركة الصهيونية ، وبالفعل ، فمنذ تأسيس تل أبيب ، اتجه الصهاينة الأوائل إلى العمل السياسي والدبلوماسي ، وابتعدوا عن المواجهة المسلحة مع الانتداب البريطاني ، لقد سعوا إلى هندسة سلام مع الدول المحورية ، وعلى رأسها مصر 🇪🇬 ، إدراكاً منهم بأنها جغرافيا صعبة التلاعب أو التقسيم (Shlaim, 2000).

هذا 👈 الخيار الاستراتيجي تبنّاه موشيه شاريت ، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق ، الذي عُرف بمواقفه المعتدلة مقارنة بالكتل المتشددة ، فشاريت لم يكن مجرد سياسي ، بل نتاج بيئة صوفية يهودية ، تمتد جذورها إلى أوكرانيا 🇺🇦 ، وتشكّل قاعدتها الفكرية في “الكبالاه” " الصوفية اليهودية ✡ " التىّ تسعى إلى تخليص الإنسان من الجسد المادي عبر الإتحاد بالأرواح " Idel, 1988 " ، هذه الخلفية الثقافية والفلسفية تفسر أيضاً الملامح الصوفية غير المعلنة في أفكار كارل ماركس 🇩🇪 ، الذي وإن كان علمانياً صريحاً ، إلا أن مشروعه الفلسفي سعى إلى تحرير الإنسان من ذاته الضيقة ، عبر إسقاط الهياكل التىّ تُقيّد وجوده (Fromm, 1961) ، ولعل في ذلك ما يربط بين التصوف والتحرر ، وإن بدا الأول دينياً والثاني مادياً .

إن السماح لنتنياهو بأن يحدد مسار القضية الفلسطينية 🇵🇸 ، في حضرة الرئيس الأمريكي 🇺🇸 ، ليس مجرد تصرف شاذ ، بل محطة مفصلية تكشف مدى التواطؤ العلني بين الطرفين ، البيت الأبيض ، الذي لطالما قُدّم كمرجع للشرعية الدولية ، تحوّل إلى صالة عرض يستضيف فيها ترمب مشهدية من الضغائن التاريخية ، تعزف 🎵 فيها السياسة على أوتار الماضي الاستعماري والوعود التوراتية .

وفي مشهدٍ لا يخلو من السخرية ، يواصل ترمب عزفه … بينما تُضاء قاعة الرقص🕺 ..

وفي لحظات التحولات الكبرى ، تبرز دائماً فرص لإعادة التفكير في الثوابت ، بل وربما إعادة تعريف ما هو “راسخ” في العقل الجمعي ، والحقيقة 😳 التىّ لا يمكن إنكارها هي أن قرار خوض الحرب قد يبدو في بعض الأحيان أسهل من قرار صناعة السلام ، فبينما تُلهب الشعارات القومية مشاعر الحشود ، ويتحول الصراع إلى لغة يومية ، تصبح دعوات التهدئة ضرباً من “الانتحار السياسي” في نظر الكثيرين ، ومع ذلك ، فإن التجربة المصرية 🇪🇬 في التعامل مع إسرائيل 🇮🇱 تقدّم نموذجاً واقعياً لتحوّل المواقف من خيار الحرب إلى خيار السلام بوصفه ضرورة تاريخية ، لم تكن مصر لتذهب نحو إتفاق السلام مع إسرائيل عام 1979 لولا تراكم تجارب مؤلمة من الحروب ، بدءًا من هزيمة عام 1967، التىّ خسرت فيها مصر شبه جزيرة سيناء ، وصولاً إلى الاستنزاف الذي أنهك الدولة في السبعينيات ، في تلك اللحظة ، بدا أن استعادة الأرض 🌍 لن تتم بالضرورة عبر بندقية الجندي فقط ، بل ربما عبر ورقة التفاوض أيضاً ، كما يذكر " هيكل " في كتابه الطريق إلى رمضان 🌒 ، فقد أصبح البحث عن مخرج من حالة الاستنزاف أولوية إستراتيجية فرضتها الوقائع لا الأمنيات ، ولكن ما يُغفل في كثير من السرديات هو أن خيار التفاوض لم يكن مفاجئاً أو وليد التحوّل السياسي في عهد السادات فحسب ، بل سبقه ما يشبه “الاختبار المبكر” لقنوات الإتصال غير الرسمية بين النظام الجديد في مصر 🇪🇬 ، عقب ثورة 23 يوليو 1952، وبعض الشخصيات الدبلوماسية في الجانب الإسرائيلي ، أبرزهم ممثل موشيه شاريت ، فقد عمل فريق شاريت – وهو من الآباء المؤسسين لدولة إسرائيل 🇮🇱– على مد جسور تواصل أولية مع ممثلين عن “الضباط الأحرار”، في محافل مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ، مدفوعاً بفهمه العميق للثقافة العربية وقدرته على التحدث بالعربية بطلاقة نتيجة نشأته في مدينتي رام الله ويافا قبل عام 1948 (Avi Shlaim, The Iron Wall, 2000).

فشاريت ، الذي كان محسوباً على “تيار الواقعية السياسية” في إسرائيل ، أدرك أن قوة السلاح لا تكفي لبناء وجود طويل الأمد في منطقة تُعرّف نفسها من خلال معارك الذاكرة والكرامة ، في المقابل ، ورثت القيادة المصرية الجديدة عن الملكية تركة من التعقيدات الداخلية والخارجية ، وأدركت – كما تشير وثائق متعددة – أن مسار الصراع لا بد أن يترافق مع قنوات خلفية للاتصال ، سواء للاحتواء أو لجس النبض السياسي ، محاولات التفاوض لم تتوقف عند هذا الحد ، فحسب روايات واردة في كتاب إيتامار رابينوفيتش (Waging Peace, 2004)، حاول دافيد بن غوريون عبر الوساطة اليوغوسلافية بقيادة الرئيس تيتو ، فتح حوار مع الرئيس جمال عبد الناصر ، لكن الأخير ، وبحسب ما نُقل ، أعرب عن مخاوفه من أن أي إنفتاح نحو إسرائيل قد يُفهم كخيانة ، بل ويجعله عرضة للاغتيال ، كما حصل لاحقاً مع السادات بعد إتفاق كامب ديفيد .

واليوم ، ومع دخول المنطقة طوراً جديداً من التحولات ، تعيد إسرائيل – وفق مؤشرات متعددة – التفكير في آليات التواصل مع بعض الأنظمة أو القوى التىّ برزت بعد ثورات الربيع العربي ، خاصة في سوريا ، فكما استفادت من التغيرات التىّ لحقت بالنظام المصري بعد 1973، يبدو أنها تراهن الآن على تكرار التجربة في بيئة مختلفة لكنها تحمل بعض أوجه الشبه : نظام منهك ، صراعات داخلية ، ومجتمع دولي ضاغط ، وإن أحد أبرز البنود التىّ لطالما شكّلت أولوية لإسرائيل على طاولة التفاوض هو تأمين طرق الملاحة البحرية ، ولا سيّما عبر قناة السويس ، ما يكشف إدراكها المبكر لنية عبد الناصر إعادة فرض السيادة المصرية الكاملة عليها ، واليوم ، تعود هذه القضايا – وإن بصيغة مختلفة – إلى الواجهة ، في ظل محاولات إقليمية ودولية لإعادة ترتيب المشهد في سوريا ولبنان وفلسطين .

إن درس التجربة المصرية لا يكمن فقط في نتيجتها – أي إتفاقية السلام – بل في المسار المعقد الذي سبقها : التردد ، المبادرات الخفية ، الخوف من رد الفعل الشعبي ، وضغط الجغرافيا السياسية ، السلام ، كما الحرب ، ليس قراراً بسيطاً ، لكنه ، في كثير من الأحيان ، يكون الخيار الأكثر واقعية حين تنفد البدائل …

شخصياً ، أجد نفسي متوافقاً تماماً👌🤝 مع الرؤية القائلة إن المشهد السوري لم يعد كما كان ، وإن خطوط الصراع والتوازنات الإقليمية تشهد تحولات جوهرية ، نعم 👍 ، نحن أمام “خط مستقر”، كما يُقال ، لكنه إستقرار من نوع مختلف ، يفرض على كل من يعمل في مجال التقييم والتحليل السياسي أن يتحلى بأدنى درجات المهنية والمصداقية ، فما يحدث في سوريا ، اليوم ، لا يمكن قراءته بأدوات الأمس ، فالإسرائيليون ، في أعماقهم ، يدركون جيداً😎 أن البنية العسكرية للجيش السوري الحالي تختلف تماماً عن تلك التىّ كانت عليها المؤسسة العسكرية المصرية عقب ثورة يوليو 1952 ، فالتجربة السورية ، التىّ خرجت من رحم صراع داخلي معقّد ، تشبه في بعض جوانبها التجربة الكوبية 🇨🇺 بعد الثورة (1959)، حيث ساهمت المعاناة الطويلة من الحصار والعزلة الدولية في صقل مؤسسات المقاومة والتكتيك العسكري ، وهو ما أشار إليه تقرير “مجموعة الأزمات الدولية” (International Crisis Group، 2023) حول تطور المجموعات العسكرية غير النظامية في شمال سوريا .

ومن جهة أخرى ، فإن النظام السوري الراهن ، الممثل بالرئيس أحمد الشرع ، يراهن على تحالف إستراتيجي مع تركيا 🇹🇷 ، ليس فقط لضمان أمن الحدود ، بل لتأسيس محور إقليمي قائم على تفاهمات أمنية وعسكرية واستخباراتية ، هذه العلاقة تذكّر بتحالف أذربيجان وتركيا خلال حرب ناغورني كاراباخ (2020)، حيث لعب التنسيق الاستخباراتي المشترك دوراً حاسماً في تغيير معادلة الصراع ، كما ورد في دراسة نشرها “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” (The Washington Institute, 2021).

هذه الخلفية تمنح دمشق مساحة تحرك أوسع من أن تُختزل في مقولة “نظام ضعيف يخضع للابتزاز الدولي”. على العكس ، يبدو أن النظام السوري يعيد تعريف موقعه الإقليمي والدولي ، فالشرع ، بخطوات مدروسة ، تمكّن من فكّ طوق العزلة الغربية ، وأعاد إدماج سوريا تدريجياً في المحيط العربي والدولي ، كما وثق تقرير “مركز كارنيغي” (Carnegie Middle East Center, 2024) حول تطورات السياسة السورية ما بعد الحرب ، ولعلّ أبرز ما يُحسب لهذا المسار الجديد ، هو النجاح – ولو المؤقت – في إخراج سوريا من دائرة “محور الشر”، وهو تصنيف أُلصق بها منذ عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ، وفي هذا السياق ، يمكن مقارنة المسار السوري جزئياً بتجربة فيتنام 🇻🇳 بعد الحرب ، حين تحولت تدريجياً من دولة معزولة إلى شريك إقليمي استراتيجي ، دون التنازل عن سرديتها التاريخية في مواجهة الهيمنة الإمبريالية .

لكن الأهم من كل ذلك ، أن سوريا بدأت تتحرر من الصورة النمطية التي رُسمت لها : أن تبقى دولة ضعيفة ، يحكمها “شيطان مألوف”، على حد تعبير هنري كيسنجر ، ما دام ذلك الشيطان يضمن لإسرائيل حدوداً آمنة ، فالنموذج الذي دعم بقاء الأسد الأب والابن كأدوات “ضبط إستقرار” قد إنتهى ، والتاريخ أثبت أن هذا النوع من الاستقرار هشّ ، لا يصمد طويلاً ، فالإسرائيليون ، بطبيعتهم البراغماتية ، ينظرون 👀 إلى حكّام المنطقة من زاوية قدرتهم على خدمة مصالح إسرائيل ، لكن هذا “الحد الأدنى من الخدمة” لا يتحقق إلا عبر زرع الفتن ، أو تفكيك المجتمعات ، أو دعم أنظمة فاسدة غير قابلة للإصلاح ، وهذا ما تؤكده تجارب عديدة في المنطقة ، أبرزها تجربة السادات مع “كامب ديفيد”، التىّ لم تُنهِ حالة السخط الشعبي ، ولم تمنع اندلاع ثورة يناير 2011 ، وبالمثل ، فإن العلاقة غير المعلنة بين النظام الاسدي السابق وتل أبيب لم تمنح سوريا استقراراً حقيقياً 😳 ، بل كرّست حكماً بوليسياً قمعياً إنتهى إلى حرب أهلية مدمّرة .

هذا النمط من العلاقات تطوّر لاحقاً في اتفاقات “إبراهام”، حيث توهّمت بعض الأنظمة العربية أن الأنفتاح الاقتصادي والدبلوماسي على إسرائيل سيُعزز شرعيتها ويمنحها حصانة من التغيير ، لكن ، كما حذّر تقرير صادر عن “مجلس العلاقات الخارجية” (CFR, 2023)، فإن تلك الإتفاقات قد تتجاهل الديناميات الاجتماعية والثقافية العميقة في العالم العربي ، والتىّ لا تزال ترى في المشروع الصهيوني خطراً ‼ وجودياً يتجاوز المسألة الأمنية ، لذلك ، فإن التجربة السورية الجديدة – رغم ما فيها من تعقيد وتناقضات – توحي بتحول نوعي : مقاومة المشروع الصهيوني لم تعد حكراً على الخطابات ، بل باتت مشروع دولة تحاول استعادة قرارها ، وإعادة إنتاج نفسها ، والانخراط في موازين القوى الإقليمية بعقلانية ، ولكن دون تنازل عن الثوابت .

وفي ذلك ، ربما نجد أن “سوريا ما بعد الحرب” قد تحمل مفاجآت كبرى… ليس فقط لإسرائيل، بل للمنطقة بأكملها …

هذه السطور لا تناقش مسار المفاوضات ، لا في بداياته ولا في ما أنتهى إليه ، ببساطة لأنه غير مقبول بأي درجة من الدرجات ، طالما أنه تأسّس على أسس غير موثوقة ، وحتى هذه اللحظة ، بات واضحاً للعرب أن الهوية الصهيونية لا تقبل القسمة ، وهو ما يتجلى في سلوكها المتمثل بالاستيلاء المستمر على الأراضي الفلسطينية 🇵🇸 في الضفة الغربية والقدس 🕌 ، ودفع السكان الأصليين إلى النزوح ، وصولاً إلى التهجير القسري ، كما وثّقت ذلك تقارير الأمم المتحدة مراراً (UN OCHA, 2023) ، وهذه الهوية لا تقتصر في وسوستها على التوسع الاستيطاني في فلسطين 🇵🇸 التاريخية فحسب ، بل تتجلى أيضاً في شهوانية الصهيونية نحو الهيمنة على الموارد الطبيعية والبشرية في المنطقة ، كما أشار إلى ذلك الباحث إيلان بابي في دراسته عن “الاستعمار الاستيطاني في فلسطين 🇵🇸 ” (Pappé, 2006)، حيث يؤكد أن المشروع الصهيوني لم يكن فقط مشروعاً لإقامة دولة ، بل لبسط سيطرة اقتصادية وجغرافية وثقافية شاملة .

من هنا 👈 ، يُظهر تاريخ العلاقات العربية–الإسرائيلية أن إسرائيل 🇮🇱 تخوض الحروب ، ثم تفرض أجندتها بالقوة ، وهو ما يتسق مع نهجها منذ نشأتها عام 1948، كما أوضح المؤرخ الإسرائيلي آفي شلايم في كتابه The Iron Wall (Shlaim, 2000) ، والثقة الوحيدة التي تبنيها إسرائيل في علاقاتها مع العرب هي غياب الثقة ، وهي مفارقة عززها الواقع السياسي والعسكري لعقود ، وهذا ليس أمراً جديداً ؛ فقد خلصت المباحثات التىّ جرت بين عبد الناصر موشيه شاريت ، عبر مندوبيهما ، إلى تفاهمات مؤقتة بشأن وقف عمليات الفدائيين الفلسطينيين في قطاع غزة، دون الأردن 🇯🇴 ، نظراً لغياب نفوذ مصري مباشر هناك 👉 ، كما ورد في وثائق وزارة الخارجية الإسرائيلية لعام 1955 (Israel State Archives, 1955) ، ولكن هذه التفاهمات لم تصمد طويلاً ، إذ قرر المتطرفون بقيادة بن غوريون إفشالها من خلال تنفيذ سلسلة عمليات داخل الأراضي المصرية ، وقد إستهدفت هذه العمليات المصالح الأجنبية ، وعلى رأسها الأمريكية 🇺🇸 والبريطانية 🇬🇧 ، بهدف دفع هذه القوى إلى البقاء في منطقة قناة السويس ، وهو ما أكدته تحقيقات لاحقة في ما عُرف بـ”قضية لافون” (Lavon Affair)، والتىّ تناولها الباحث مايكل أورين بالتفصيل في كتابه Six Days of War (Oren, 2002).

عند هذه اللحظة👇، قرر عبد الناصر خوض معركة ضد كل من المتطرفين والعلمانيين في إسرائيل 🇮🇱، وعلى الرغم من أن موشيه شاريت أرسل رسالة إلى عبد الناصر يؤكد فيها أنه بريء من الخلية التىّ نفذت العمليات ، وأنه لم يكن على علم مسبق بها ، إلا أنه طالب بالعفو عن أفرادها ، كما ورد في مذكرات شاريت الشخصية (Sharett Diaries, 1960).

في المقابل ، أدرك عبد الناصر أن بناء الثقة مع الإسرائيليين لا يمكن أن يتحقق 🔬 إلا ببناء قوة اقتصادية ، وعسكرية ، واستخباراتية ، وعلمية ، إلى جانب تحالفات إقليمية ودولية ، وهو ما بدأ في تنفيذه خلال النصف الثاني من الخمسينيات عبر سياسات التأميم وبناء التحالف مع الكتلة الشرقية، كما أشار المؤرخ روبرت ستيفنس في كتابه Nasser’s Egypt (Stephens, 1971 ، وهذا بضبط ما يحتاجه الشرع والسوريون ، بل إن مقتضيات الشريعة وتطلعات السوريين تفرض ، في المقام الأول ، بناء تحالف متماسك يشكل أساساً لأي مسار سياسي مقبول وفعّال ، وأولها الحقوق الوطنيّة للفلسطينيين … والسلام 🙋‍♂ ✍



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار زومبي 🧟 🇮🇱..
- إستراتيجية الصين 🇨🇳 لتعزيز قوتها الناعمة في ...
- العالم 🌍 🪐 رهينة حكومة الإجرام في تل أبيب &# ...
- حضارة من ورق 📑 : غزة 🇵🇸 تطيح بأسطورة ...
- التيار العلماني في إسرائيل 🇮🇱 هو الخاسر الأك ...
- إنفاق💰عسكري لا يُطاق 🙅‍♂ : قرار الحرب ...
- تفوق إسرائيل التكتيكي… ومأزقها الاستراتيجي ..
- تل أبيب 🇮🇱 تحت النار 🔥 🚀  ...
- الضربات الأمريكية 🇺🇸 للمفاعلات النووية السلم ...
- القواعد الشعبية لترامب 🇺🇸 تعارض انخراط بلاده ...
- لا 🙅‍♂ يمكن تحقيق 🧐🤨توازن b ...
- حين تغيب الأمة 🏟 ، يصبح الذبح من الوريد إلى الوريد م ...
- هل كان الماغوط شديد الواقعية 😤 حتى تنبأ بالمستقبل &# ...
- ثمن الحرية🗽وتكلفة الكرامة : العلاقة🤝 بين الف ...
- غزة … بين المقاومة 🇵🇸 والمأزق الإسرائيلي الم ...
- تأثير 💁‍♂وا ثيونغو 🇺🇸 🇰 ...
- داعش مصدوم 😳 – هل 🤷‍♂ بعد هذه الإبادة ...
- السجادة والمشرط ⚙ - تكلفة غياب النظرية النقدية🤔 ...
- ماكرون 🇫🇷 بين كبّة 🤚 عرفات 🇵 ...
- إسقاط النفوذ الصهيوني في البيت الأبيض 🏡 🇺 ...


المزيد.....




- بعمر 79 عاما.. أمريكية تهجر صخب نيويورك لتعيش الحلم الفرنسي ...
- الرئيس بزشكيان أصيب في الهجوم على مركز القيادة وإسرائيل خططت ...
- استحواذ -نخبوي- على المناصب القيادية العليا.. حتى في ألمانيا ...
- دراسة حديثة: الشمبانزي تتبع صيحات الموضة تماماً كالبشر
- -زلة لسان- ترامب حول لغة رئيس ليبيريا تثير جدلا وحكومة منروف ...
- نتنياهو: إيران لا تزال تحت المراقبة ونظامها في ورطة كبيرة
- وزير الطاقة الإسرائيلي: غزة يجب أن تبقى مدمرة لعقود
- كل الشكر لكل من ساعدنا وتضامن معنا في استعادة منزلنا المحجوز ...
- رسوم ترامب الجمركية الجديدة.. تداعيات وتوعد بالمزيد بحلول ال ...
- -لن يُحاسب-، عندما تفقد عاملات في منظمّات حقوقيّة الإيمان با ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - فشل التوفيق بين الصوفية والعلمانية في إسرائيل 🇮🇱 يُعيد إنتاج فشل كارل ماركس🇩🇪📕🤔في مزج الروحاني بالمادي …