مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ رغم ما يُثار من تصريحات سلبية في الخطاب السياسي الأمريكي تجاه المهاجرين ، خاصة في ظل إدارات مثل إدارة ترمب 🇺🇸 ، إلا أن العلاقة بين الولايات المتحدة والمهاجرين لا تزال علاقة جوهرية وراسخة 🏔 ، بل يمكن تشبيهها بعلاقة “الزواج الكاثوليكي 💍 ” الذي لا 🙅 يعرف الطلاق ، فهذه العلاقة لم تُبنَ 🔨على الصدفة ، بل تشكّلت عبر عقود بوصفها جزءاً من منظومة مصالح إستراتيجية ، وإن تباينت في طبيعتها ما بين التوافق أحياناً والتعارض في أحيان أخرى ، فالولايات المتحدة 🇺🇸 ، ومنذ نشأتها ، إعتمدت على الهجرة كمصدر متجدد للقوة الناعمة والصلبة في آن ، والمفارقة أن مصدر تفوقها لم يكن محصوراً في قوتها العسكرية أو تفوقها الاقتصاديّ أو حتى شبكة جامعاتها العريقة ، بل في قدرتها على إستقطاب العقول 🧠 اللامعة والمواهب المتميزة من مختلف أرجاء العالم 🪐🌍.
تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 50% من الحاصلين على الدكتوراه في الولايات المتحدة 🇺🇸 والعاملين في الجامعات 🏫 ومراكز الأبحاث هم من غير الأمريكيين ، أي من المهاجرين (National Science Foundation, 2023) ، هذه النسبة ليست مجرد رقم ، بل دلالة على إعتماد البنية المعرفية الأمريكية على الكفاءات القادمة من الخارج ، لقد مثّل “النموذج الأمريكي” بيئة جاذبة بإمتياز : منح تأشيرات للمتميزين ، حرية🗽أكاديمية ، إمكانات تمويلية هائلة ، وفرص معيشية لائقة ، وهو ما جعل الولايات المتحدة 🇺🇸 ، لعقود ، مغناطيساً🧲 للعقول العالمية ، وخاصة من آسيا ، وأوروبا الشرقية ، والشرق الأوسط ، غير أن هذه المعادلة باتت اليوم على المحك .
فالدول الصاعدة ، وفي مقدمتها الصين 🇨🇳 والهند 🇮🇳 واليابان 🇯🇵 ، بدأت تقدم بدائل جدية ، باتت توفر بيئات بحثية وتعليمية متقدمة ، وأجوراً منافسة ، وأحياناً حرية 🗽علمية لا تقل عن نظيرتها الأمريكية ، بل وتُغري بالعودة أو البقاء لمن يحملون جنسيتها أو حتى لمن درسوا في جامعاتها سابقاً (OECD, 2024) ، من هنا 👈 ، تبرز مفارقة كبيرة : في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة 🇺🇸 تصاعداً في الخطاب المناهض للمهاجرين ، فإنها قد تكون في طريقها إلى خسارة أحد أهم مصادر قوتها ، فالسياسات التىّ تُضيّق على الهجرة ، خاصة النخبوية منها ، لا تُهدد التنوع فقط ، بل تُهدد مستقبل الإقتصاد الأمريكي والمعرفة التىّ يستند إليها .
لقد بنَت أمريكا 🇺🇸 مجدها من خلال إستيعاب الآخر ، واحتضان المختلف ، وتحويل العبقرية الفردية إلى مشروع جماعي ، لكن إستمرار هذا النموذج مشروط بإبقاء الأبواب مفتوحة لا مغلقة ، ومد الجسور لا رفع الجدران ، في زمن التنافس العالمي على العقول 🧠، لا يكفي أن تكون الدولة قوية ، بل يجب أن تكون “جاذبة” ، والولايات المتحدة تعرف ذلك جيداً 😎، لكنها قد تكون ، الآن ، بصدد نسيانه …
إن استقراء التصريحات السياسية المتداخلة مع سلسلة من القرارات الأمريكية الأخيرة يدفع إلى طرح تساؤلات🙋 أساسية حول الأهداف والمصالح الكامنة وراء هذه التحركات ، فالمتأمل🧐في هذه السياسات يلحظ أن هناك 👉 تراكماً لفكر استراتيجي قديم ، يتمثل في تحويل إسرائيل إلى “حاملة طائرات أمريكية 🇺🇸 🚢 ” في قلب الشرق الأوسط ، وهو تعبير استعاريّ استخدمه هنري كيسنجر للدلالة على الوظيفة الجيوسياسية لإسرائيل في خدمة المصالح الأمريكية دون تكاليف مباشرة (Mearsheimer & Walt, 2007) ، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، تبنت واشنطن مقاربة تعتمد على تمكين إسرائيل 🇮🇱 كحليف إقليمي متقدم ، عوضاً عن نشر قواعد أمريكية باهظة الكلفة في المنطقة ، وتُقدّر المساعدات الأمريكية لإسرائيل بما يفوق 3.8 مليار دولار سنوياً ، تُوظّف في الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي (Sharp, 2023) ، لكنّ هذا النموذج يفتقر إلى المرونة التشغيلية التىّ تتمتع بها القواعد أو حاملات الطائرات الأمريكية 🚢 ✈ ، إذ إن قرار تحريك القوات أو إعادة نشرها أكثر تعقيداً في السياق الإسرائيلي ، خصوصاً في ظل تعقيدات الجغرافيا والديموغرافيا ، على الرغم من أن الاسرائيليين اليوم يضطرون دفع مبالغ كبيرة مقابل تأمين هروبهم من إسرائيل .
وفي المقابل ، تواجه إسرائيل اليوم تهديدات غير تقليدية ، أبرزها تطور القدرات الصاروخية الإيرانية 🚀 🇮🇷 ، التىّ باتت تمتلك منظومات بعيدة المدى ومتعددة الأنواع ، قادرة على إستهداف العمق الإسرائيلي ، وقد كانت العقيدة الأمنية الإسرائيلية تقوم على مبدأ الردع الاستباقي عبر الإخضاع السياسي والعسكري لدول الطوق العربي ، غير أن هذه العقيدة باتت على المحك في ظل الانكشاف الجوي والتقني الجديد (Cordesman, 2021) ، علاوة على ذلك ، تجد إسرائيل نفسها اليوم في موقف إشكالي أمام حلفائها الغربيين ، خاصة في ظل التغيرات التي طرأت على الموقف الأوروبيّ 🇪🇺 ، حيث لم تعد بعض الدول قادرة على مواصلة تجاهل حق الفلسطينيين في الدولة 🇵🇸 ، ولا على تبرير الإنحياز غير المشروط لإسرائيل ، خصوصاً في ظل الجرائم الموثقة في غزة والضفة الغربية (Amnesty International, 2022) ، أما الولايات المتحدة 🇺🇸 ، فهي تواجه مأزقاً استراتيجياً ناتجاً عن انخراطها في جبهتين : الحرب في أوكرانيا 🇺🇦 ومواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ، ما يهدد بتشتيت قدراتها العالمية ، خاصة أمام التمدد الصيني 🇨🇳 في المحيطين الهندي والهادئ ، حيث تحتفظ واشنطن بما يقارب 300 قاعدة عسكرية (Global Firepower, 2024).
من هذا المنظور ، يرى بعض المحللين أن تل أبيب قد تلجأ إلى خيار “شمشون”، أي التهديد بتفجير الوضع الإقليمي بهدف فرض تدخل أمريكي 🇺🇸 وأوروبي 🇪🇺 مباشر في حروبها ، ولا يُستبعد في سيناريوهات متطرفة أن تستخدم إسرائيل “السلام النووي الشامل 🙆♂” كخيار ردعي ، سواء من خلال إلصاق التهمة بدول كإيران 🇮🇷 أو كوريا الشمالية 🇰🇵 أو روسيا 🇷🇺 ، أو حتى عبر افتعال تفجير نووي محدود في الداخل – خاصة في مناطق العرب الفلسطينيين – لتبرير الرد النووي الخارجي ، وهو سيناريو كارثي لكن بعض الأدبيات الإسرائيلية تتحدث عنه ضمن إطار “الخيار النهائي” للحفاظ على وجود الدولة (Perkovich, 2006).
إن فشل عملية “الأسد الصاعد” في تحقيق 🤨 أهدافها 🎯 – إن وُجدت – سيُعزز من فرضية إنزلاق إسرائيل 🇮🇱 نحو خيارات أكثر تصعيداً ، خاصة مع إتساع رقعة الإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية 🇵🇸 ، ما يجعل إسرائيل في عزلة استراتيجية غير مسبوقة ، ومن هنا 👈 ، تبرز ضرورة مراجعة المقاربات الأمنية والدبلوماسية تجاه إسرائيل ، ليس فقط لحماية الإستقرار الإقليمي ، بل لضمان ألا تتحول الدولة العبرية إلى عنصر تفجير شامل للنظام الدولي 🌍🇺🇳 …
في عالم تحكمه المعايير المزدوجة ، تظل إسرائيل الاستثناء الوحيد في النظام الدولي ، حيث تُمنح هامشاً واسعاً من “العربدة السياسية” والعسكرية دون محاسبة ، بينما يُحرّم على الآخرين ما يُباح لها ، لقد بات ما يُعرف بـ”المكيال الإسرائيلي” معياراً فريداً لا يُضاهى ، سمح لها منذ عقود بتجاوز القانون الدولي🇺🇳 📕، بل وفرض شروط اللعبة الإقليمية أمنياً واستخباراتياً ، من دون حسيب أو رقيب ، لكنّ اللافت في السياق الراهن ، هو تصاعد دور جهاز الموساد الإسرائيلي في تنفيذ عمليات نوعية ، باتت تمثل تهديداً حقيقياً 😳 للتوازن الأمني في المنطقة ، فالموساد ، وفق تقارير أمنية متعددة ، يتمتع بميزانية مفتوحة تفوق ما تتلقاه بعض أجهزة الإستخبارات الغربية ، ما يمنحه حرية 🗽الحركة والتخطيط والاختراق في أكثر المناطق تحصيناً ، بما في ذلك العمق الإيراني 🇮🇷.
قد وثّقت تقارير صحفية عديدة ، أبرزها ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز ، عن مسؤولية الموساد في تنفيذ عمليات إغتيال لعلماء نوويين إيرانيين ، وتفجيرات في منشآت حساسة ، كان أبرزها الهجوم على منشأة “نطنز” النووية عام 2021. (New York Times, 2021) ، وتكمن الخطورة في أنّ هذه القدرات الاستخباراتية لم تعد محصورة في إيران 🇮🇷 أو لبنان 🇱🇧 ، بل باتت قابلة للتنفيذ في أي بقعة جغرافية ، بما يعكس ثقافة إستراتيجية في إسرائيل تُعرف بـ”الخيار الشمشوني”، وهي عقيدة 🪢 مفادها أنه في حال شعرت إسرائيل 🇮🇱 بأنّ وجودها مهدد ، فإنها قد تلجأ إلى “تدمير الجميع معها”، ولو كان الثمن فناءً عالمياً ، فالانعكاسات الدولية لهذا التصعيد لم تتأخر ، لا سيما داخل الولايات المتحدة 🇺🇸، فقد بات واضحاً أن التيار اليميني الأمريكي ، ممثلاً بحركة “MAGA” وأنصار الرئيس ترمب ، يرفض بشدة انخراط الولايات المتحدة في حرب مباشرة إلى جانب إسرائيل ضد إيران 🇮🇷 ، وقد عبّر إيلون ماسك ، مالك منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، عن هذا الموقف بشكل غير مباشر، من خلال إتاحته مساحات واسعة لنقاشات معارضة لتدخل أمريكي 🇺🇸 محتمل 🧐 ، ما جعل المنصة منبراً مؤثراً في الرأي العام اليميني الأمريكي وتحديداً لجماعة MAGA. (Politico, 2024)
من جهته ، لم يُخفِ الحزب الديمقراطي قلقه من مغبة الإنجرار خلف السياسات الإسرائيلية ، حيث أبدى عدد من أعضائه رفضهم للمشاركة في أي صراع مع إيران 🇮🇷 ، مشيرين إلى أن التورط في هذه الحرب لن يؤدي إلا إلى إنتقال أميركا من حرب إلى أخرى ، في وقتٍ تعاني فيه من أزمات اقتصاديّة ، وتوترات داخلية متصاعدة وخسائر فادحة في دبلوماسيتها وخاصة في المنطقة العربية ، تُظهر مراكز الأبحاث الأمريكية مؤشرات مقلقة على وجود انقسامات أيديولوجية حادة داخل الولايات المتحدة 🇺🇸 قد تقود ، بحسب بعض المحللين ، إلى سيناريوهات حرب أهلية محتملة ، في حال استمرّت الإدارات الأمريكية في الخضوع الكامل للإملاءات الإسرائيلية ، ويرى مركز “Pew Research” أن ثقة الأمريكيين في حكومتهم الفيدرالية تتراجع إلى مستويات غير مسبوقة منذ السبعينيات ، وهو مؤشر على هشاشة الوضع الداخلي . (Pew Research Center, 2024..
وفي ظل هذا التصعيد ، برز تطور لافت يتمثل في دعوة الرئيس ترمب 🇺🇸 🏡 لقائد هيئة الأركان الباكستانية 🇵🇰 على العشاء 🍱 ، وهي خطوة لم تكن بروتوكولية بحتة ، بل حملت رسالة 📑 إستراتيجية مفادها أن إسلام آباد قد تكون طرفاً مباشراً في أي مواجهة نووية ☢ 🚀 ، خصوصاً إذا استُهدفت إيران 🇮🇷 بسلاح نووي إسرائيلي 🇮🇱، وتُعد باكستان 🇵🇰 الدولة الإسلامية الوحيدة التىّ تمتلك ترسانة نووية معلنة 👍 ، وسبق أن حذّرت في مناسبات متعددة من مغبة أي استخدام نووي في المنطقة ، ما يجعل التهديد باستخدام هذا السلاح مكلفاً ومعقداً بالنسبة لإسرائيل ، فإنّ المشهد الراهن يكشف عن مفارقة كبرى : إسرائيل 🇮🇱 تمتلك حرية 🗽 شبه مطلقة في تنفيذ عمليات أمنية واستخباراتية خارج حدودها ، بينما يُطلب من العالم 🌍 أن يلتزم ضبط النفس ، في المقابل ، الولايات المتحدة 🇺🇸 ، التىّ كانت تقليدياً الداعم الأكبر لإسرائيل ، تشهد تحولات داخلية تضع حدوداً جديدة لهذه العلاقة .
لقد أصبح من الواضح أن استمرار سياسة “التفويض المفتوح” لإسرائيل لم يعد مقبولاً ، لا على الصعيد الأمريكي ولا العالمي ، لا سيما في ظل وجود فاعلين إقليميين يمتلكون أوراقاً نووية ☢ قادرة على قلب المعادلة …
يُعدّ تاريخ اليوم لحظة بارزة وقابلة للتطور في مجال العمل الاستخباراتي ، لا سيما في ضوء التزايد المطّرد في إعتماد نهج المراجعة والتقييم النقدي للعمليات الاستخباراتية ، هذا التحول يُعبّر عن تداخل واضح بين الإبداع والفنون من جهة، والحياة الأكاديمية والبحثية من جهة أخرى ، حيث بات التحليل الاستخباراتي مجالاً متداخلاً مع العلوم الاجتماعية والتكنولوجية والأمنية ، وفي هذا السياق، فإن العودة إلى تحليل أنشطة جهاز “الموساد” الإسرائيلي ، خصوصاً عملياته الأخيرة داخل إيران 🇮🇷 ، لم تعد مجرد خطوة تحليلية ، بل ضرورة استراتيجية لفهم ديناميات القوة والتكنولوجيا في النزاعات المعاصرة ، فقد أظهرت هذه العمليات ، بوضوح ، أن أي جهة تفتقر إلى البنية التكنولوجية المتطورة ، وخصوصاً في مجال الإتصالات 📞👩💻🛜 🪐، تصبح عرضة للاختراق والتعطيل ، وهو ما يُفضي إلى نتائج باهظة الثمن من الناحيتين البشرية والاستراتيجية " Cordesman, Anthony H. Iran and Israel: Strategic Competition and the Future of the Middle East. CSIS, 2023 ".
العملية الأخيرة في طهران ، التي أودت بحياة 10 من القيادات الإيرانية ، تُعدّ نموذجاً صارخاً لذلك ، فقد أستندت إلى تعديلات دقيقة 👌 أُجريت على خوارزميات الهواتف المحمولة 📱📞، مما أتاح للأقمار الاصطناعية 🪐🌍تتبع شاحنات تنقل وقوداً ⛽🛻مخصصاً للمنظومات الصاروخية الإيرانية 🚀، هذه القدرة على الدمج بين تكنولوجيا الإتصالات والاستشعار الفضائي 🪐 تشير☝إلى مستوى عالٍ من التكامل بين الموساد والقطاع التكنولوجي الإسرائيلي ، وهو ما يُعرف بعقيدة “الصدمة الذكية” في العمل الاستخباراتي " Bergman, Ronen. Rise and Kill First: The Secret History of Israel’s Targeted Assassinations. Random House, 2018 " .
تعتمد الإختراقات المعاصرة ، بهذا الحجم ، على شبكة من الأدوات تشمل : الهواتف المحمولة📞، الحواسيب 👨💻 ، الإنترنت 🛜، الأقمار الاصطناعية 🪐، بالإضافة إلى شبكات العملاء المحليين ، وقد تمكّنا الموساد و”أمان” من إنشاء بنية سرّية 🤫داخل إيران 🇮🇷 ، لتجميع طائرات مسيّرة ✈ ومعدات إلكترونية ، جرى تركيبها في شاحنات وسيارات مدنية بغرض التمويه ، في إطار عمليات استخباراتية معقدة تستهدف 🎯 صناعة المفاجأة وخلق حالة من الفوضى والذعر ، كما حدث في مواجهات سابقة مع حزب الله "Byman, Daniel. “Israel’s Evolving
Military Doctrine.” Brookings Institution, 2022” .
إلا أن الإشكالية البنيوية في التقدير الإسرائيلي تتمثل في التسرّع بإسقاط تجارب سابقة (كحزب الله) على إيران 🇮🇷 ، دون الإنتباه إلى الفوارق الجوهرية بين الطرفين ، فقد أظهرت إيران 🇮🇷 قدرة غير مسبوقة على إختراق الأنظمة الأمنية الإسرائيلية ، بما في ذلك الوصول إلى كاميرات 🎥 مراقبة حساسة في منشآت أمنية ، ما أتاح لها جمع معلومات استخبارية دقيقة 👌 أسهمت في تنفيذ ضربات صاروخية نوعية 🚀 ، وتوجيهها إلى أهداف حيوية بدقة عالية " Fassihi, Farnaz, and Bergman, Ronen. “Iranian Hackers Breach Israeli Security Infrastructure.” The New York Times, 2023 " .
وقد ساهم هذا التحوّل في رفع كلفة المواجهة بالنسبة لإسرائيل ، حيث تشير ☝التقديرات إلى أن تكلفة إعتراض الصواريخ 🚀 قد تصل إلى نحو 200 مليون دولار يومياً أو أكثر ، في ظل الإعتماد على منظومات دفاعية باهظة مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود" International Institute for Strategic Studies (IISS). Military Balance 2024 " ، أما الأضرار الناجمة عن تلك الهجمات ، سواء في البنية التحتية أو على مستوى المدنيين ، فتُقدّر بمليارات الدولارات 💵 ، مع الحاجة لتوفير ملاجئ ، ومعونات ، ومساعدات عاجلة للنازحين من المناطق المستهدفة .
في ضوء ما سبق ، يتّضح أن التنافس الاستخباراتي بين الطرفين يعكس حالة من الاستنزاف المتبادل ، وإنْ بدرجات متفاوتة ، غير أن الخلل البنيوي في المقاربة الإسرائيلية يكمن في الإفراط بالثقة بعد كل نجاح عملياتي ، متجاهلة أن إيران 🇮🇷 ، كدولة ، خاضت حرباً طويلة امتدّت لثمانية أعوام ، وتمتلك تاريخاً من التطوير الذاتي المستمر ، فضلاً 🥺 عن حرصها على نسج تحالفات إقليمية ودولية تمنحها عمقاً استراتيجياً وقدرة على الاستمرار في حرب استنزاف طويلة المدى " Takeyh, Ray. Guardians of the Revolution: Iran and the World in the Age of the Ayatollahs. Oxford University Press, 2021 … والسلام 🙋♂✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟