من علياء طائرة ✈🚀🛜📱ترمب 🇺🇸إلى بساطة🥴سيارة🚙 موخيكا ، انقلبت الموازين ؛ فجاء🫨الذكاء الاصطناعي 🤖 ليشطب تاريخ التفاهمات ، كأن الحبر🖋لم يُسكب ، وكأن الورق📝لم يُلمس …

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ سألت نفسي 🙋 ، وحرصت على أن أختار الجانب الصبور 😬 ، ذاك الذي يملك القدرة على إحتمال المقارنات ، وبالطبع ، فهذا جانب لا يخلو من المكر ، وللحديث عن الفوارق بين هذا👈وذاك👆مجال واسع ، بل إنه لا حرج 😞 في إستعراض حجم الهوّة الشاسعة التىّ تفصل بينهما ، لذلك ، من غير المعقول ولا المقبول🙅أن تمرّ هذه السطور 📝دون الوقوف 🛑عند رحيل رجل تفرد بسيرة ذاتية نادرة بين أقرانه في العالم 🌍 ، إنه الرئيس الأوروغوياني الراحل خوسيه موخيكا ، الذي بدأ حياته بائعاً للورد🏍🌷في الشوارع ، ثم إلتحق بحركة ثورية اتُّهِمَت بأنها تعمل بأسلوب العصابات .

تعرّض موخيكا خلال مسيرته لإطلاق النار 6 مرات ونجا في كل مرة بأعجوبة ، كما اعتُقل 4 مرات ، وهرب من السجن مرتين ، وقضى ما مجموعه 15 عاماً في المعتقل ، وفي زنزانته الإنفرادية ، أكتشف أن حتى النمل 🐜 يصرخ جوعاً🙀، فكان يشاركهم فتات الطعام 🥣 الذي يحصل عليه ، تلك الحياة القاسية صقلته ، فجعلته يتبرع مع زوجته ، عضو البرلمان ، ب90 % من راتبيهما الشهري للجمعيات الخيرية ، وأكثر ما كان يملكه موخيكا هو سيارة 🚙 متواضعة من نوع “فولكسفاغن بيتل”، لا تتجاوز قيمتها 2000 دولار 💵 ..

في المقابل ، عندما يتحرك الرئيس الأمريكي 🇺🇸 خارج بلاده ، تُفعَّل أخطر ‼ منظومة أمنية في العالم 🌍 من حيث التكلفة والعدد البشري ، تُسخَّر لذلك أحدث ما توصل إليه العقل الأمريكي 🧠 من معدات عسكرية واستخباراتية ، وفي مقدمتها طائرتا ✈ ✈“الرئاسة” و”الظل” ، ورغم قدم طائرة ✈ الرئيس 🇺🇸 ، فإنها تبقى ليست طائرة ✈ عادية ، بل هي أشبه بالقاعدة العسكرية الجوية المتكاملة ، فهي حقاً 😧 مزودة بدرع مضاد للصواريخ بأنواعها 🚀 🚀 : جو-جو ، أرض-جو ، بحر-جو ، ومنظومة تشويش للرادارات الأرضية والفضائية 🪐 ، ويمكنها التزود بالوقود ⛽ أثناء الطيران 🦅، ونوافذها مقاومة للانفجارات 🌋 💥 ، وفيها مركز إتصالات آمن يحتوي على 85 خطاً هاتفياً📱👩‍💻☎📞.

وفي تنسيق محكم🤛 ، تسبق الرئيسَ فرقٌ متعددة إلى الدولة التي سيزورها ، منها فرق استطلاعيّة 👀 🔭 ، وأخرى إستخباراتية ودبلوماسية ، جميعها تتعاون مع الفرق المحلية ، ويتصل هؤلاء جميعاً بفريق الحماية السرية للرئيس 🤫 ، ويصطحبونه بحقيبة 🧳 نووية تُعرف بـ “فوتبول ⚽ ”، أي الكرة النووية ☢ ، ويحيط بالرئيس “درع بشري” يراقب 👀 ويحسب أنفاس من حوله ، ولديه خطة طوارئ سرية 🤐 لإجلائه إذا لزم الأمر ، الجميع يحمل بندقية من نوع SR-16 ، وهي بندقية قتالية تكتيكية ، مضغوطة ومطلية بالكروم ، مجهزة بمنظار 🔭👀 ومؤشر ليزري لتسهيل المناورة في الأماكن الضيقة ..

إجمالاً ، تبلغ التكلفة اليومية لتحرك الرئيس الأمريكي 🇺🇸 ✈ 🛫 خارج بلاده قرابة 8 ملايين دولار 💵 …

في بلد تتجاور فيه عشرات المذاهب والاعتقادات 📚 ، حيث تختلط العقائد السماوية بالموروثات الوثنية ، وتتقاطع الروحانيات مع أنماط التفكير 🤔التىّ أنتجتها الحروب والعصابات ، لم يكن غريباً 😐 أن تتداخل الأيديولوجيات حتى باتت الماركسية اللينينية ذات يوم جزءاً من المشهد العام في القرن الماضي ، من هناك 👉 ، حيث خرج خوسيه موخيكا من بين صفوف الفقراء ، يمتطي دراجته النارية 🏍 التىّ طالما إستخدمها في بيع الزهور🌷، بشعره الأشعث ، وسرواله الجينز 👖، وحذائه الملطخ بالطين👞 ، دخل البرلمان غير آبه بالبروتوكولات ، وبعد عقدٍ من الزمن ، وصل إلى سدة الرئاسة ، دون بهرجة أو ادّعاء ، لم يكن الأهم في عهده ما تحقق من إصلاحات فحسب ، بل ما شهدته الأوروغواي من تراجع غير مسبوق في مستويات الفساد ، هو يبقى الأهم 👍، وهذا بالضبط ما يتطلع إليه السوريون في عهدٍ جديد يُؤمَل أن يرسّخ حكماً شرعياً يرتكز على الشفافية والنزاهة ، لا سيما بعد اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس السوري الشرع بالرئيس ترمب 🇺🇸 في الرياض 🇸🇦..

لقد أفلح الأمير محمد بن سلمان 🇸🇦 في عقد لقاء لم يُكتب له أن يتم قبل عقود ، حين كان من المقرر أن يجمع الملك المؤسس عبد العزيز بكل من الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت والرئيس السوري شكري القوتلي ، لولا أن المرض حال دون حضور روزفلت ، وهو مشهدٌ يُبرز وعي السعودية 🇸🇦 بأهمية سوريا ، وإدراكها العميق بضرورة بقائها ضمن الإطار العربي التقليدي ، أما العلاقات السورية الأمريكية، فرغم اللقاءات التي جمعت الأسد الأب بعدد من الرؤساء الأميركيين — من نيكسون إلى كارتر فبوش الأب ومن ثم كلينتون في ثلاث مناسبات — إلا أن واشنطن 🇺🇸 لم تُزل الشكوك التىّ علّقت بسوريا منذ تحالف القوتلي مع السوفييت 🇷🇺 في ذروة الحرب الباردة 🤧 .

ومع ذلك ، تظل سوريا — بما تمثله من موقع وثقل وتاريخ — حاجة أمريكية إقليمية ودولية 🇺🇳 ، إن تمكّن السوريون من إدارة سياستهم الخارجية بوعي وحنكة تخدم مصالح وطنهم أولاً ، وتعيدهم إلى خريطة الفاعلين لا المتلقّين …

في كل الأحوال ، ليست الحكومة هي الجهة المؤهلة لحمل لواء التغيير ، بل يبقى الرئيس هو الأجدر بصناعته ، لا سيما إذا كان رئيساً شرعياً وممهداً له دور في العصر الذهبي القادم ، فبعد إبرام الإتفاقيات 📕 الاستثمارية بين دول الخليج العربي وواشنطن ، نحن أمام مرحلة مفصلية غير مسبوقة منذ نشأة الدولة الوطنية في العالم العربي ، ولا غرابة أن يُطلق عليها اسم “العصر الذهبي ” إذا كُتب لها النجاح ، فالسعودية 🇸🇦 ، من بين الإتفاقيات التي وقّعتها ، أبرمت صفقة لتحديث قواتها الجوية والدفاعات الجوية والبرية والبحرية والساحلية والحدودية ✈ 🚀 🚢 ، بالإضافة إلى منظومات الإتصالات وغيرها 🛜📱👩‍💻 ، بقيمة تصل إلى 142 مليار دولار 💵 .

هذا يعني أن هناك 👉 فرصة كبيرة أمام سوريا للإستفادة من الكثير من المعدات العسكرية التي تنوي السعودية إستبدالها ، وهي في الغالب حديثة ، وكذلك ، هناك 👉 فرصة للسوريين للإنفتاح على عالم الرقائق الذكية ، إذ إن الإتفاقيات الموقعة ستمكن السعوديين 🇸🇦 من إستقدام رقائق الذكاء الاصطناعي🤖ضمن إطار تبادل موارد الطاقة مع الشركات الأمريكية 🇺🇸 الرائدة في هذا المجال ، وبالتالي ، لم تعد الحرب الباردة 🥶 كما كانت بين الإتحاد السوفييتي 🇷🇺 والولايات المتحدة 🇺🇸 ، بل باتت اليوم بين الصين 🇨🇳 والولايات المتحدة ، ومن هنا 👈، فإن لقاء الرئيس أحمد الشرع بالرئيس ترمب حسم مسألة تحديد الوجهة المستقبلية لسوريا ، مع الحفاظ على العلاقات الثنائية مع دول أخرى كالصين وروسيا ..

وبالفعل 🥴 ، إنها حرب لم تعد قائمة على الصراع بين الرأسمالية الليبرالية والماركسية الشيوعية ، بل باتت تدور حول من يمتلك القدرة على جذب العالم من خلال ما يُنتج من تكنولوجيا ومراكز بيانات وأبحاث علمية ، خصصت الرياض 🇸🇦 لها ما يقارب 20 مليار دولار 💵 ، وهذا بالضبط ما تحتاجه سوريا اليوم : فالإنتقال من إقتصاد قائم على الزراعة التقليدية 🧑‍🌾 ، وصناعة الكبتاغون 💊 🚬 وتزوير العملة💲💵، إلى إقتصاد قائم على التفكير والإبتكار 🧠 🤔 …

من الصحيح 👍 القول إنّ التنافسات الراهنة ، التىّ تتصاعد🧗 حدّتها بين القوى الكبرى ، تمثّل في جوهرها إعادة إحياء لمسارات الصراعات التقليدية ، وإن كانت بصور جديدة أكثر تعقيداً وحدةً ، ويبدو أن العالم مقبل على موجة جديدة من الصراعات ، تتسم بشراسة غير مسبوقة ، نتيجة لما أفرزه العقل البشري من تقنيات وأدوات غير مسبوقة التأثير ، وفي هذا السياق ، أرى أن إحدى أصعب 😣 صور “الحرب الباردة” 🥶 المعاصرة تتمثل في الصراع حول الملكية الفكرية 🤔 ، التىّ باتت عرضة لانتهاكات واسعة النطاق ، خصوصاً في ظل التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعيّ 😩🤖، فالذكاء الاصطناعي ، في جوهره ، يعتمد على إعادة إنتاج معطيات بشرية سابقة ؛ أي أنه يعيد صياغة إبداعات صادرة عن مبدعين حقيقيين دون الحصول على إذنهم أو حتى الإشارة إليهم ، ما يطرح إشكاليات قانونية وأخلاقية متعددة ..

ورغم ذلك ، لا يمكن إنكار 🙄 ما يوفره الذكاء الاصطناعيّ 🤖🫨من مزايا ، أبرزها السرعة الفائقة في الإنتاج ، والقدرة على دمج إبتكارات عدد كبير من المبدعين في وقت وجيز ، كما يسهم في تقليل الجهد وتكثيف الإنتاج ، من خلال الإستفادة من تجارب وخبرات متعددة في آنٍ واحد☝، ومن هذا المنطلق ، فإن جوهر التنافس حول الذكاء الاصطناعي 🤖😵‍💫 لا يدور فقط حول التقنية ذاتها ، بل حول السيطرة على الزمن ؛ أي مَن يستطيع توظيف هذه الأدوات بشكل أسرع وأكثر كفاءة ، في المقابل ، أدى الذكاء الاصطناعي 🤖😵 إلى تراجع فعلي في مفهوم الملكية الفكرية كما هو متعارف عليه قانونياً ، إذ بات من الصعب 😞 ضمان حقوق المبتكر أو المؤلف في بيئة رقمية قادرة على إنتاج محتوى جديد استناداً إلى بيانات سابقة ، فالاتفاقيات التىّ تم توقيعها ✍ سابقاً لضمان هذه الحقوق قد أصبحت مهددة بفعل دخول الذكاء الاصطناعي 🤖🫤كطرف فاعل في العملية الإبداعية ، بل كشريك يتمتع بقدرات ذهنية هائلة تفوق في بعض الأحيان قدرات الإنسان ..

ولعل🤷‍♂ من الأمثلة المستقبلية المحتملة لهذا التحوّل ، إبتكارات تتعلق بالزراعة الذكية 🧑‍🌾🌲، قد تؤدي إلى إختراع أدوات وتقنيات تغني عن المجهود البشري ، وتقلل من الحاجة إلى المزارع التقليدي ، وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية 🙋 حول مستقبل عدد من المهن ، في ظل حلول تقنيات لا تتعب ولا تتوقف عن العمل والإنتاج الكثيف دون حدود ، بل تستمر في الإنتاج والتطوير بوتيرة متسارعة ..

في ضوء ما تقدم 😇😎، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعيّ 🤖😉 لا يغيّر فقط طبيعة الإبداع ، بل يعيد تشكيل قواعد اللعبة برمّتها 😤 ، ويبقى السؤال مفتوحاً 🙋 : كيف يمكن التوفيق بين التطور التقني المتسارع ، وحماية حقوق المبدعين في عالمٍ لم يعد يلتزم بالحدود التقليدية للإنتاج الفكري 🤔 ؟ . والسلام 🙋‍♂ ✍

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات