أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - لا 🙅‍♂ يمكن تحقيق 🧐🤨توازن ⚖ في الردع مع إسرائيل 🇮🇱 إلا من خلال إمتلاك السلاح النووي☢…















المزيد.....

لا 🙅‍♂ يمكن تحقيق 🧐🤨توازن ⚖ في الردع مع إسرائيل 🇮🇱 إلا من خلال إمتلاك السلاح النووي☢…


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ لا يزال الفرد العربي منشغلاً بالتفكير في واقع مأزوم يتسم بتنافس بحال العربي في إظهار الخضوع للقوى الكبرى ، وعلى نحو خاص للولايات المتحدة وإسرائيل ، لقد باتت هذه الظاهرة ، للأسف ، سمة بارزة للمرحلة الراهنة ، تمثل واحدة☝من أشد مراحل الإنحطاط العربي على أمتداد التاريخ الحديث والمعاصر ، ومما يعمّق من هذا الانحدار غياب مشروع وطني جامع ، سواء على المستوى الوطني أو القومي أو الإسلامي ، الأمر الذي أفسح المجال لبدائل ضيقة ، تمثّلت في مشاريع عائلية ، وطائفية ، وأيديولوجيات مستوردة عابرة ، لم تُبنَ على دراسة أو رؤية إستراتيجية ، وقد أدى هذا الفراغ إلى نتائج كارثية ؛ حيث تم استبدال المياه التىّ كانت رمزاً للحياة، بدماء. تُراق باسم هذه المشاريع ، وكل ذلك يصبّ في مصلحة الكيان الإسرائيلي الذي أستفاد من حالة الإنقسام والتشظي العربي ، وفي سياق متصل ، ساهمت هذه المشاريع في إنتاج أنماط متعددة من الإستبداد والتخلف ، ورسّخت التبعية للقوى الخارجية ، كما غذّت الكراهية بين الأنظمة وشعوبها ، وبين مكوّنات المجتمعات ذاتها .

ورغم تجارب المنطقة في الحروب والنزاعات، سواء تلك التىّ جرت مع إسرائيل أو مع الولايات المتحدة ، فإن النظام الإقليمي ، بما في ذلك ما يُعرف بمحور المقاومة ، لم ينجح في استخلاص دروس استخباراتية أو عسكرية كفيلة بتجنّب الضربات المباغتة والمؤلمة ، والتىّ غالباً ما تكون حاسمة ، وهذا ما أتاح لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن يضع تصوراً متقدماً لهجوم محتمل على إيران ، ففي خضم ذلك ، رُوّج عبر الإعلام الإسرائيلي والدولي لخطاب يشي بانهيار الحكومة الإسرائيلية ، تارةً عبر الحديث عن أزمة مالية حادة ، وتارةً أخرى عن إحتمال حلّ الكنيست والذهاب إلى إنتخابات مبكرة ، كما تم تصوير نتنياهو كشخص يعاني من عزلة سياسية ووهن داخلي ، غير أن كل هذه المؤشرات كانت على الأرجح جزءاً من خطة تضليل مدروسة ، استهدفت صرف نظر 👀 القيادة الإيرانية عن التحركات العسكرية الفعلية .

وبالفعل ، بينما كانت المعلومات الاستخباراتية – بما فيها الأمريكية – تشير☝بوضوح إلى إقتراب موعد الضربة الجوية ، أصرّ قادة سلاح الجو الإيراني على عقد إجتماع في موقع واحد، وهو ما مكّن الطيران الحربي الإسرائيلي ✈ من تنفيذ هجوم دقيق ومباغت ، شكّل ضربة استخباراتية وعسكرية موجعة …

لا مكان للضعفاء في هذا الكوكب ، فبعض الإجابات على الأسئلة الوجودية الكبرى قد تبدو بسيطة ، حتى وإن كان الوصول إليها يتطلب مسارات معقدة من الصبر والتخطيط والعزم ، إحدى هذه الإجابات أن البقاء في هذا العالم لا يُمنح للضعفاء ، بل يُنتزع بالقوة ، أو على الأقل بردع القوة ، وفي هذا السياق ، تدرك الدول الكبرى والصغرى على حد سواء أن السلاح النووي لم يعد ترفاً استراتيجياً ، بل ضرورة وجودية ، فالصين ، على سبيل المثال ، أدركت منذ إعلانها امتلاك السلاح النووي في عام 1964 أن هذه الخطوة هي التىّ ضمنت لها مقعداً دائماً في مجلس الأمن وهيبة متزايدة في النظام الدولي (راجع : Shambaugh, 2013) ، وعلى الطرف المقابل من الطيف الجغرافي والسياسي ، استوعبت كوريا الشمالية – رغم صغر حجمها ومواردها المحدودة – الدرس ذاته ، وسعت بشكل حثيث لامتلاك القوة النووية كضمانة لبقاء النظام واستقلال القرار ، وهو ما تم بالفعل في أول تجربة نووية لها عام 2006 (انظر: International Crisis Group, 2021).

والأمر لا يختلف عند النظر إلى إسرائيل ، التىّ حرصت منذ نشأتها – حتى قبل اكتمال نضوج كيانها السياسي – على إمتلاك السلاح النووي ☢ في وقت مبكر جداً من خمسينيات القرن الماضي ، بدعم فرنسي مباشر (انظر: Avner Cohen, Israel and the Bomb, 1998) ، وهي رغم التزامها بسياسة “الغموض النووي”، إلا أن برنامجها أصبح أمراً محسوماً في جميع التقديرات الأمنية العالمية ، وعليه ، فإن طهران ، بعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على منشآتها ومراكز أبحاثها ، تجد نفسها مضطرة لتسريع مشروعها النووي ، ليس بوصفه مشروعاً عدائياً ، بل كوسيلة لحماية استقلالها السياسي ، وصدّ أية محاولات خارجية لتغيير النظام أو فرض الوصاية عليه ، فالردع ، في ظل غياب منظومة أمن إقليمي عادلة ، يصبح هو السبيل الوحيد لتوازن القوى .

إن الضربات الإسرائيلية ضد العلماء النوويين ☢ ، مثل اغتيال محسن فخري زاده في نوفمبر 2020، أو العمليات التخريبية التىّ طالت منشأة نطنز ، لم توقف التقدم الإيراني ، بل أظهرته أكثر تصميماً على الإستمرار (راجع تقارير IAEA الأخيرة، 2024) ، فبدء الحرب مع إيران قد يكون قراراً قابلاً للتنفيذ ، لكن نهايتها تبقى غير مضمونة ، وهو ما يخشاه صناع القرار في تل أبيب والمعارضة سواء بسواء ، خصوصاً بعد دروس حرب 2006 مع حزب الله ، والنتائج المتقلبة لحرب غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023 ، فإيران من جانبها ، ليست العراق الأمس ، الذي تم تفكيكه بضربات مركزة دون رد استراتيجي ، وعلى مدار سنوات ، استثمرت طهران في تطوير منظومة صاروخية متقدمة ، تجاوزت في مداها 2000 كلم ، ويمكنها إصابة أهداف دقيقةداخل إسرائيل وخارجها (انظر: Missile Threat - CSIS, 2023) ، هذا التطور التكنولوجي جعل إسرائيل تعيد حساباتها مرات عديدة قبل شنّ أي ضربة واسعة النطاق ومازالت حذرة خوفاً من الرد الإيراني .

أما الأعتقاد السائد لدى بعض صناع القرار الإسرائيليين ، بأن تغيير النظام في إيران ممكن ، فهو تصور ساذج لا يراعي تعقيد بنية النظام السياسي الإيراني الذي يجمع بين الشرعية الدينية والمؤسساتية ، ويُخضع معظم مفاصل الدولة – السياسية والأمنية – لموافقة المرشد والهيئات الدينية والتشريعية (انظر: Wilfried Buchta, Who Rules Iran?, 2000) ، ولذا ، فإن إسقاط النظام أو زعزعته من الخارج ليس سوى وهم استراتيجي ، أثبتت الوقائع فشله في أفغانستان ، أما الملف النووي الإيراني ، فهو ليس مشروعاً قائماً على بضعة علماء أو منشآت تقنية ، بل هو مشروع وطني ممتد منذ ستينيات القرن الماضي ، بدأ تحت إشراف الشاه بدعم أمريكي في إطار برنامج “Atoms for Peace”، واستمر حتى بعد الثورة ، رغم العقوبات والاغتيالات (راجع: Ali Vaez & Colin Kahl, Carnegie Endowment, 2013) ، ومن ثم ، فإن تدمير منشآت أو اغتيال كوادر علمية قد يؤخر المشروع لوقت قصير ، لكنه لا يوقفه ، لأن جوهره متجذر في العقيدة الاستراتيجية للنظام .

الخلاصة أن منطق القوة لا يزال يحكم العلاقات الدولية ، ومن لا يمتلك أدوات الردع يخاطر بأن يكون مجرد تفصيل في معادلات القوى الأخرى ، وإيران ، كما يبدو ، اختارت أن تكون لاعباً ، لا ملعباً …

في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل ، تتجاوز المواجهة حدود الضربات العسكرية لتغوص في عمق التحولات الجيوسياسية التىّ يعاد فيها رسم خرائط النفوذ والأدوار ، وبينما يبدو الصراع ظاهرياً متعلقاً بالأمن الإقليمي ، تكشف تطوراته عن رهانات دولية تتصل بموازين القوة ، وبتحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة تجريب لنموذج جيوسياسي جديد ، يشبه إلى حد كبير ما عرفه شرق أوروبا خلال القرن الماضي ، وفي عالمٍ باتت فيه القوة النووية معياراً لمكانة الدول ، تتضح ملامح الصراع الإيراني الإسرائيلي كصراع ليس فقط على الأرض والسلاح ، بل على “حق الوقوف على القدمين” وسط مشهد دولي متقلب ، فالدول التىّ لا تملك سلاحاً نووياً لا تزال تُعامَل على أنها “تحبو”، على حدّ وصف يختصر معادلة الهيمنة الحديثة ، من هذا المنطلق ، يمكن فهم الإصرار الإيراني على خوض معركة تخصيب اليورانيوم بوصفها معركة للتحرر من الهامش نحو المركز ، من التبعية إلى الندية .

لقد أدركت طهران أن الحروب الطويلة تخلق فرصاً لتطوير أدوات الردع ، وهو ما تفعله بتوسيع قدراتها الصاروخية ، في وقت تعتمد فيه إسرائيل على سلاح الجو المدعوم من واشنطن ✈ ، بتكاليف باهظة ترهق ميزانية الدولة العبرية ، فالعملية الواحدة تتطلب مشاركة نحو 200 مقاتلة ، مما يكشف أن حرب الاستنزاف قد لا تكون في مصلحة تل أبيب على المدى الطويل ، خصوصاً مع تزايد الاعتماد الإسرائيلي على الدعم الاستخباراتي والعسكري الأمريكي المباشر ، أما التصريحات الدولية التي تعترض على انتهاك السيادة الإيرانية ، فلا تعدو كونها محاولات خجولة لتعزية النظام الدولي على عجزه المتكرر ، فكما بات واضحاً ، فإن السباق نحو السلاح النووي الإيراني لم يعد مجرد احتمال ، بل مسار حاسم سيتعزز كلما طال أمد المواجهة مع إسرائيل ، وهنا ، يبدو أن إيران ـ بخلاف ما يُعتقد ـ قد تكون المستفيد الأكبر من إطالة أمد الحرب ، لما تتيحه من فرص تطوير داخلي واختبار حقيقي لقدراتها .

على الجانب الجيوسياسي ، لا يمكن تجاهل أن إغلاق مضيق هرمز بالكامل سيؤدي إلى إرتفاع أسعار النفط ، ما سينعكس سلباً على الاستقرار العالمي ويدفع نحو فوضى اقتصادية قد تخدم ، بشكل غير مباشر ، المخطط الصيني الجديد ، فالصين التىّ تسعى إلى كهربة الصناعات كافة ـ من السيارات إلى السفن والطائرات ✈ ـ تعتمد على توازنات شرق أوسطية دقيقة ، تكون فيها إيران وروسيا وتركيا جزءاً من بنية إقليمية تُصاغ بعيداً عن الهيمنة الغربية التقليدية ، وإذا كانت أوروبا والولايات المتحدة قد خاضتا حروباً مريرة في شرق أوروبا طيلة القرن الماضي ، فإن إسرائيل اليوم تحاول فرض معادلة مشابهة في “الشرق الأوسط”، وهو مصطلح لا تزال جغرافيته محل تفاوض سياسي منذ أن سكّه ونستون تشرشل ، فالمفهوم تمدّد وتقلّص تبعاً لسياقات الحروب والتسويات ، تماماً كما تغيّر تعريف “شرق أوروبا” مرات عدة .

في هذا السياق ، لا يبدو أن بنيامين نتنياهو يسعى فقط إلى تحجيم النفوذ الإيراني أو إخضاع حزب الله ، بل إلى إعادة إنتاج نموذج شرق أوروبا في قلب الشرق الأوسط ، أي بناء شرقٍ لا يعترف بالقوى الوطنية أو القومية ، بل يُعاد هيكلته وفقًا لمعادلات اقتصادية مؤقتة ، بضبط كما دعا إليها شمعون بيريز سابقاً ، حين إقترح إستبدال الحقوق بمزايا اقتصادية ، تُمنح مقابل الطاعة السياسية ، لكن الواقع يشير☝إلى أن هذا التصور قد لا يُكتب له النجاح ، فمحاولات تحجيم إيران وسوريا ولبنان واليمن والعراق ، لن تؤتي ثمارها طالما أن طهران تملك تحالفاً متينًا مع بكين وموسكو ، وأي رهان على إضعاف محور المقاومة في المنطقة سيظل ناقصاً في ظل غياب قراءة شاملة لتحولات ميزان القوة العالمي .

في المحصلة ، يبدو أن ما يجري اليوم من تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل لا يمكن فصله عن تحول استراتيجي أوسع ، يتجاوز الجغرافيا ليصل إلى بنية النظام العالمي نفسه ، فالشرق الأوسط ، كما أراده تشرشل ، لم يعد كما هو ، وربما بات أقرب اليوم من أي وقت مضى إلى أن يصبح “شرق أوروبا جديداً ”، ولكن بشروط ومصالح مختلفة …

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ، تبرز مسألة البرنامج النووي الإيراني كأحد المحاور الرئيسية للصراع الإقليمي والدولي ، فإصرار إيران 🇮🇷 على تطوير قدراتها النووية لا يعبر فقط عن رغبة في إمتلاك سلاح استراتيجي ، بل يمثل محطة حاسمة في إنتقالها من دولة ضعيفة عسكرياً إلى قوة قادرة على فرض نفسها في معادلة القوة العالمية ، في المقابل ، تتعامل إسرائيل 🇮🇱 مع هذا التحدي بأساليب عسكرية وتكنولوجية متقدمة ، مدعومة بتحالفات دولية كبيرة ، هذا الصراع لا يقتصر على المواجهة العسكرية فحسب ، بل يمتد إلى ساحات سياسية واقتصادية معقدة ، تضع المنطقة على شفا تغييرات استراتيجية عميقة ، وهو ما يجعل دول الشرق الأوسط تعيش في حالة من عدم الاستقرار الدائم ، حيث ترتبط قوة الدولة ارتباطاً وثيقاً بامتلاكها لوسائل الردع النووي ، فالدول التىّ تفتقر إلى هذا السلاح الحيوي لا تزال في موقف ضعيف يشبه “الزحف على الأرض”، بحسب تعبيرٍ يعكس واقعها السياسي والعسكري، لهذا فإيران تمثل حالة فريدة ، إذ تنظر 👀 إلى السلاح النووي كخطوة لتحرير نفسها من هذا الوضع ، مما يبرر إصرارها على مواصلة تطوير برنامجها النووي رغم الضغوط الدولية .

الحروب الطويلة تعطي مجالًا لتطور الأسلحة ، ولعل الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى ودقتها العالية مثال واضح على ذلك ، بينما تعتمد إسرائيل على سلاح الجو المتطور ✈، الذي يفرض عليها تكلفة مالية كبيرة نتيجة كثافة إستخدامه ، خصوصاً مع الإعتماد على المقاتلات الأمريكية ، فالدعم الاستخباراتي الأمريكي لإسرائيل في تحييد الميليشيات الموالية لطهران يؤكد وجود تحالف استراتيجي يستهدف إضعاف النفوذ الإيراني ، في المقابل ، تبقى التهديدات الإيرانية قائمة ومتصاعدة ، لا سيما مع تأخر حسم النزاع ، مما يزيد من فرص إمتلاكها السلاح النووي ، وهذا يجعل من إستمرار الحرب هدفاً إيرانياً بقدر ما هو هدف إسرائيلي ، لكن لأسباب مختلفة ؛ إذ ترى إيران في استمرار الصراع فرصة لتطوير قدراتها .

أيضاً اغلاق مضيق هرمز بالكامل لن يؤثر فقط على أسعار النفط ، بل سيسبب زعزعة في الاستقرار العالمي ، ويفتح المجال أمام تنامي الفوضى ، هنا يظهر الدور الصيني بوضوح ، حيث تعمل بكثافة على تنفيذ مشروع “طريق الحرير” الذي يعتمد على تطوير جميع الصناعات الكهربائية والنقل ، ويتطلب تعاوناً مع مناطق استراتيجية تشمل روسيا ، والشرق الأدنى الذي يشمل دولًا عربية وإيران وإسرائيل وتركيا .

أما إسرائيل ، فتواجه تحديات في محيطها الشرقي الذي يشهد توترات مستمرة ، في نموذج يعيد إلى الأذهان الصراعات في شرق أوروبا ، فكما أن شرق أوروبا مر بتعديلات جغرافية وسياسية عميقة ، فإن الشرق الأوسط اليوم يمر بمرحلة إعادة تشكيل لا تقيم وزناً للحقوق السياسية الوطنية والقومية ، بل تركز على المصالح الاقتصادية المؤقتة ، فنتنياهو يسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة تخضع للرؤية الاقتصادية على حساب الحقوق الوطنية ، محاولاً بذلك إخضاع الفلسطينيين والمنطقة برمتها إلى تسويات مؤقتة تسحب منها قوة العمل السياسي .

ورغم الضربات المتواصلة التي تشنها إسرائيل ضد حلفاء إيران في المنطقة ، فإن المعادلة لا تبدو في صالحها على المدى الطويل ، فوجود تحالفات إيرانية-صينية-روسية - باكستانية يضمن لإيران دعماً قوياً يمنع انهيارها ، ويُبقي البرنامج النووي الإيراني على رأس الأولويات الإقليمية والدولية ، فالشرق الأوسط إذنً في مفترق طرق ، بين استمرار الصراع الذي يعيد تشكيل موازين القوى ، وبين فرص للسلام إن توفرت الإرادة الحقيقية للتفاوض بعيداً عن الحسابات الاقتصادية والسياسية الضيقة …

هل من المستغرب أن تتصارع القوى النووية في منطقة الشرق الأوسط على السيطرة والنفوذ ، في ظل حالة من عدم الاستقرار التىّ تبدو مستمرة منذ عقود ، إلا لأولئك الذين يحملون نوايا حسنة؟ إن هذه الصراعات تعكس حالة مرضية مزمنة تتمثل في صراعات إقليمية متجددة لا تُظهر مؤشرات حقيقية للشفاء أو الحلول الدائمة ، كما أشار إليها العديد من الباحثين في دراسات الأمن الإقليمي والسياسة الدولية (انظر مثلاً: فايرستون 2018، وعبد الله 2020).

ومن الصحيح أن الشرق الأوسط يشهد تغيرات مستمرة ومتسارعة منذ أكثر من قرن ، حيث تحركت الحدود السياسية ، وتعاقبت الحروب والصراعات ، وتغيرت موازين القوى الإقليمية والدولية ، إلا أن كل المؤشرات الحالية تشير☝ إلى أن هذه التحولات ليست في صالح إسرائيل ، التىّ لم تستطع تثبيت مكانتها كقوة مركزية قادرة على قيادة المنطقة ، لا سيما بعد الفشل المتكرر في تحقيق أهدافها العسكرية ، كما ظهر جلياً في هجماتها الأخيرة على إيران (راجع تحليلات مركز دراسات الشرق الأوسط 2024).

إن الفشل في تحقيق التفوق العسكري والسياسي يعكس تغيراً في موازين القوى ، خاصة مع صعود قوى إقليمية أخرى تسعى إلى إعادة تشكيل خريطة النفوذ بما يعكس مصالحها الوطنية والاستراتيجية … والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تغيب الأمة 🏟 ، يصبح الذبح من الوريد إلى الوريد م ...
- هل كان الماغوط شديد الواقعية 😤 حتى تنبأ بالمستقبل &# ...
- ثمن الحرية🗽وتكلفة الكرامة : العلاقة🤝 بين الف ...
- غزة … بين المقاومة 🇵🇸 والمأزق الإسرائيلي الم ...
- تأثير 💁‍♂وا ثيونغو 🇺🇸 🇰 ...
- داعش مصدوم 😳 – هل 🤷‍♂ بعد هذه الإبادة ...
- السجادة والمشرط ⚙ - تكلفة غياب النظرية النقدية🤔 ...
- ماكرون 🇫🇷 بين كبّة 🤚 عرفات 🇵 ...
- إسقاط النفوذ الصهيوني في البيت الأبيض 🏡 🇺 ...
- الأراضي 🌍🌵🌲العربية مقابل سلاح المقاو ...
- الحضور العالمي بين الإعلام 🇶🇦 📺 ...
- قمة التشكرات 👏 والمناشدات 😤 - 80 عاماً من ال ...
- من علياء طائرة ✈🚀🛜📱ترمب Ӻ ...
- صرختان في وجه العالم 🌍 : من السفارديم إلى الذكاء الا ...
- سجال صحي حول الجيش 🇪🇬 : قراءة في موقف ساويرس ...
- الجنود هربوا والقادة في الملاجئ يختبئون-سلاح المخيمات⛺ ...
- هندسة📐 جينية يقودها نتنياهو 🔬 - مرحلة الإستن ...
- هناك طفلاً ينتظركم في المستقبل🗽 يا أحياء الأمة☪ ...
- تحويل التاريخ📚كذاكرة جمعية ونشر في المجتمع فلسفة ...
- الإيمانّ 📕 الفاسد 🦹 في الصغر وانعكاسه على بن ...


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - لا 🙅‍♂ يمكن تحقيق 🧐🤨توازن ⚖ في الردع مع إسرائيل 🇮🇱 إلا من خلال إمتلاك السلاح النووي☢…