الضربات الأمريكية 🇺🇸 للمفاعلات النووية السلمية ☢ 🇮🇷 : إخضاع إقليمي أم هندسة 📐 جيواستراتيجية؟ ..

مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

/ لم يكن قرار الولايات المتحدة 🇺🇸 ، في عهد الرئيس ترمب 🏡، بقصف منشآت نووية إيرانية 🇮🇷 يحمل طابعاً عابراً أو ردّاً على تهديد آنٍ فحسب ؛ بل جاء كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة هندسة 📐 التوازنات الإقليمية بما يخدم التفوق الإستراتيجي الإسرائيلي ، خصوصاً في المجال النووي ☢ ، من هنا 👈، تتضح صورة القرار الأمريكي بوصفه خطوة في مشروع “تنظيف الطريق” أمام إسرائيل 🇮🇱 ، لضمان بقائها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ، سواء على المستوى العسكري أو حتى “السلمي”.

هذه المقاربة تضعنا أمام سؤال 🙋 جوهري : إذا كانت واشنطن 🇺🇸 قد تبنّت استخدام القوة لمنع خصوم إسرائيل من إمتلاك قدرات نووية ، فهل تفكر 🤔 قوى دولية أخرى كروسيا 🇷🇺 أو الصين 🇨🇳 في قلب المعادلة ، من خلال إستهداف المنشآت النووية الإسرائيلية ، تحت ذريعة “تحقيق السلام الحقيقي 🕊 ”؟ أي، سلامٌ يقوم على توازن الردع ، لا على إخضاع المنطقة بأكملها لإرادة كيان واحد☝.

وفي النظرية الاستراتيجية ، يُعد الردع النووي أداة لحفظ الإستقرار عبر التهديد بإستخدام القوة ، لا من خلال إستخدامها الفعلي ، بل الفرضية الأساسية في هذا السياق هي : “إذا أمتلك الخصم قدرة على تدميرك ، فإنك تتردد كثيراً قبل مهاجمته” (راجع: Thomas Schelling, “The Strategy of Conflict”, 1960) ، هذه القاعدة أسست ما يُعرف بـ”الردع المتبادل”، الذي حافظ على توازن هشّ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي طيلة الحرب الباردة .

لكن في الشرق الأوسط ، يتم تفريغ مفهوم الردع من مضمونه عندما يُمنح حصرياً لطرف واحد – إسرائيل – بينما تُحرم بقية الدول من تطوير حتى برامج نووية سلمية ، وهذا الاختلال لا يخلّ بالتوازن فحسب ، بل يفتح الباب أمام حروب استباقية ، لأنه يسلب الطرف الآخر القدرة على تشكيل تهديد مقابل .

وقد أشار خبراء استراتيجيون إلى أن سياسة “الردع الأحادي” التي تعتمدها إسرائيل 🇮🇱 ، وتدعمها واشنطن 🇺🇸 ، تجعل من المنطقة ساحة دائمة للتصعيد ، لأنها تقوم على فرض الهيمنة لا خلق توازن (راجع: Avner Cohen, “Israel and the Bomb”, Columbia University Press, 1998).

فإيران 🇮🇷 ، على سبيل المثال ، تُدرك أن امتلاك برنامج نووي متقدم ☢– ولو بقي في الإطار السلمي – يمنحها ورقة ضغط استراتيجية ، ويكسر إحتكار الردع الذي تحتفظ به إسرائيل 🇮🇱 . لذلك ، تتعامل تل أبيب مع أي تطور في البرنامج النووي الإيراني كتهديد وجودي ، وتسعى إلى مواجهته مبكراً عبر أدوات أمنية وعسكرية وسياسية .

اللافت أن النظام الدولي ، كما تعكسه قرارات مجلس الأمن ومواقف الدول الكبرى ، يتعامل بازدواجية صارخة مع قضايا الردع في المنطقة ، ففي حين تُمنح إسرائيل 🇮🇱 حماية غير مشروطة ، تُخضع إيران لعقوبات وحصار وتهديد دائم ، حتى قبل أن تثبت نواياها العسكرية ، وهذا حدث سابقاً مع العراق 🇮🇶 وغيره ، فهذه الإزدواجية لا تقوّض العدالة الدولية فحسب ، بل تُضعف مفهوم الأمن الجماعي ، وتدفع الدول إلى السعي وراء قدرات توازن ذاتية – ولو خارج الأطر الشرعية .

إن غياب 🤷‍♂ توازن الردع في الشرق الأوسط ، وما يترتب عليه من هشاشة إقليمية 🤫 ، يُبقي المواطن العربي تحت ضغط دائم ، سياسياً ونفسياً ، ويُشعره بأنه مجرد ضحية في رقعة شطرنج ♟ دولية 🇺🇳 تحكمها المصالح الكبرى وليس مبادئ القانون ⚖ 📕 أو العدالة ، تماماً 👌 كما هي ملفات ووثائق فضيحة جيفري إبستين ، شكلت ضغوط على القرار السياسي ..؟.

في نهاية المطاف 🙆‍♂ ، لا يمكن الحديث عن “سلام حقيقي” في المنطقة ما دامت إسرائيل 🇮🇱 تحتكر القوة النووية ، وتفرض شروطها بالقوة السياسية والعسكرية ، إن العدالة في الردع تتطلب توازناً في الإمكانات والحقوق ، لا إستمرار نظام استثنائيّ يقوم على التفوّق والهيمنة ، وربما آن الأوان لأن يُفتح ملف الردع النووي في الشرق الأوسط ضمن إطار شامل ، يضمن الأمن الجماعي ويُعيد الإعتبار للقانون الدولي لا لمنطق الغلبة ، لذلك ، ستستمر إيران 🇮🇷 بالقتال بدعم حلفائها حتى يفقد الإسرائيلي تفوّقه النووي وهيمنته … والسلام 🙋‍♂
✍

#مروان_صباح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل