أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - مضر النجار الموسوي شاعر الضفتين، ولسان الحرف المتأمل














المزيد.....

مضر النجار الموسوي شاعر الضفتين، ولسان الحرف المتأمل


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 13:31
المحور: سيرة ذاتية
    


في زمنٍ أخذت فيه الكلماتُ تتنازع بين الضجيج والخفوت، وقف الشاعر والباحث مضر محسن محمد النجار الموسوي كشجرةٍ باسقة في أرض الحلة. محلة المهدية تحديدًا، حيث وُلد عام 1942، ليفتح عينيه على مدينة تئن بالحكايا وتهمس بالشعر وتغلي بالتاريخ. ومنذ خطواته الأولى في أروقة التعليم حتى ارتقائه في مدارج الفكر، ظلّ مضر النجار وفيًّا للحرف، صادقًا في انتمائه للمعرفة، مخلصًا لمشاعره وانفعالاته الشعرية التي ما انقطعت، وإن تبدلت الأمكنة وتباعدت المنافي.
من التعليم إلى التأمل
بدأ النجار معلّمًا في الحلة عام 1960، ثم ما لبث أن ارتقى سلّم الدراسة العليا، فالتحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب – الجامعة المستنصرية عام 1963، وتخرج عام 1967. حملته الكلمة إلى التعليم الثانوي في بغداد، حيث بقي حتى تقاعده عام 1989، لكنه لم ينكفئ على راحة، بل فتح نوافذه للعالم، إذ درّس في اليمن عام 1991، وكتب هناك قصائد ومقالات نشرت في صحف صنعاء، قبل أن ينتقل إلى ليبيا عام 1995، فكان صوته الشعري هناك أعلى، ومشاركته الثقافية أعمق، حتى نال المرتبة الثانية في مسابقة الشعر العامة على مستوى الجماهيرية، وشارك في الإشراف على النصوص الشعرية للطلبة، مثبتًا حضوره لا كأستاذ فقط، بل كمبدع وشاعر وأديب.
في مسارات النقد والبحث
لم يكن مضر النجار شاعرًا فحسب، بل باحثًا دؤوبًا، خاض في حقول النحو والنقد والأدب والمسرح والفكر، متسلّحًا بوعي لغوي وذائقة أدبية، فصدرت له عن دار الفرات في بابل عدة مؤلفات، منها:
الإعراب في اللغة، المصادر والمشتقات، الموجز في النقد الأدبي، الموجز في تاريخ الأدب الأمريكي، الدين والفلسفة والشعر، أدب المسرح الإغريقي، شرح معاني إعراب القرآن – الجزء الأول، قصائد الوفاء لأصحاب الكساء، من وحي الأيام (مجموعة شعرية)، مقالات أدبية وثقافية.
وقد حظي كتاباه أدب المسرح الإغريقي ومقالات أدبية وثقافية بتقدير المجمع العلمي العراقي، وهو ما يعكس عمق الطرح ورصانة البحث.
صوت يُقرأ بعين القلب
كتب عنه النقاد باهتمام ملحوظ، فالدكتور حاتم عباس بصيلة رأى فيه "صوتًا يجمع بين بهاء التعبير وغور الفكرة"، أما الدكتور عقيل مهدي يوسف فاعتبره "نموذجًا للمثقف الذي لم تشغله اليوميات عن صناعة المعنى"، فيما كتب عنه الأديب إبراهيم عثمان قائلاً: "مضر النجار يكتب كما لو أنه يحفر في الذاكرة الإنسانية عن جذور مشتركة بين الشعر والفكر".
ولعل هذا ما يميزه؛ أنه لم يكن أسير جنسٍ أدبيٍ واحد، بل أجاد المزج بين التأمل الفلسفي والبوح الشعري، بين المقالة الجادة والقصيدة الرقيقة، وكأنّه عاش عمره ممسكًا بكفّين: إحداهما تكتب بالحبر، والأخرى تفتش في الروح.
في الذاكرة الثقافية
يبقى مضر النجار أحد وجوه الحلة الثقافية، حيث ساهم في تنشيط منتدياتها وفعالياتها، وكان له أثرٌ واضحٌ في المحافل الثقافية، داخل العراق وخارجه. كما أن حضوره في الصحف والمجلات، منذ التسعينيات حتى اليوم، وخصوصًا ما نشره في اليمن وليبيا ومواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد استمرارية عطائه، وتحوّله إلى ذاكرة ناطقة من ذاكرات الثقافة العراقية.
خاتمة
مضر النجار الموسوي ليس شاعرًا فقط، بل رائيٌ بحسّ نحوي، وباحث بحسّ شاعري، اختط لنفسه دربًا بعيدًا عن الأضواء البراقة، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى في صفحات الفكر والأدب. وحين يُكتب تاريخ الشعراء الذين جاوروا النسيان دون أن يستسلموا له، سيكون اسم مضر النجار حاضرًا، بصفته واحدًا من أولئك الذين آمنوا بالكلمة، ونذروا لها عمرًا من التأمل والمقاومة والعشق.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وئام كريم الموسوي حين تتفتّح القصيدة بأنوثة الجنوب وروح بابل
- زهير عبد الرزاق محيي الدين العالمُ الذي حملَ العراقَ في قلبه ...
- عبد الجبار عباس: قامة نقديّة باسقة
- فوزي الطائي شاعر القصيدة المتأملة وباحث النصوص العميقة
- حسام آل زوين.. بين جمر التجربة ولهيب الكتابة
- سلام كاظم فرج القاص والناقد الذي كتب بضمير الوطن
- فلاح الرهيمي حارس الفكرة وناقل الشعلة
- الشاعر أكرم بخيت حين يُزهرُ الحزنُ على ضفاف الفرات
- ولاء الصواف حين تصير الأرض شعرًا والقصيدة خريطة للروح
- عدنان سماكة نبض الحلة الثقافي وسادن التراث
- عبد الله كوران الشاعر الذي أعاد ترتيب أنفاس الجبال
- عدنان البراك... مسيرة النور والوفاء
- صلاح حسن شاعر الطفولة والغربة وصوت العبور إلى ضفاف جديدة
- كوكب حمزة مُلحِّن النَّغَم الثائر ورفيق المنفى الطويل
- صادق الطريحي الشاعر الذي مشى إلى اللغة بأجنحة من رؤيا
- عادل حبه: شاهد قرنٍ مضرجٍ بالخيبات والأمل
- في عيد الصحافة الشيوعية... حين تُقاتل الكلمة
- الخطيب الثائر محمد الشبيبي
- الشهيد الذي كتب بالحبر والدم: عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)
- عبد الرزاق الصافي: نبضُ الصحافةِ الحمراء وقلمُ الفكرة الواضح ...


المزيد.....




- عاصفة غبار شديدة تجتاح مهرجان -الرجل المحترق-.. شاهد ما فعله ...
- ميرز: ألمانيا لن تنضم إلى خطة حلفائها الغربيين للاعتراف بالد ...
- وصية الصحفية -مريم أبو دقة- لابنها الوحيد.. ماذا جاء فيها؟
- أنس حبيب.. احتجاج أمام السفارة المصرية في لندن وتوقيف شخصين ...
- ألمانيا.. حكم على مراهق سوري بسبب مخطط هجوم حفل تايلور سويفت ...
- مقتل عنصرين من الجيش السوري في محيط الكسوة قرب دمشق وسط تحلي ...
- قوات الاحتلال تنسحب من رام الله بعد مداهمات ومواجهات
- بطريركيتا الروم الأرثوذكس واللاتين المقدسيتان تحذّران من تهج ...
- -سيارا-.. الرومانسية تعود إلى بوليود وتكسر هيمنة الأكشن
- دراسة: البيئات التي ينخفض فيها الأكسجين في الهواء تساعد مرضى ...


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - مضر النجار الموسوي شاعر الضفتين، ولسان الحرف المتأمل