أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - حسام آل زوين.. بين جمر التجربة ولهيب الكتابة














المزيد.....

حسام آل زوين.. بين جمر التجربة ولهيب الكتابة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 15:20
المحور: سيرة ذاتية
    


وُلد القاص حسام حمزة يوسف آل زوين في مدينة المحمودية سنة 1954، ونشأ فيها حتى أنهى دراسته الثانوية في ثانوية قضاء المسيب عام 1971. ومنذ بواكير شبابه، انخرط في النشاط الطلابي عبر اتحاد الطلبة، وكان عضوًا فاعلًا في الحزب الشيوعي العراقي، مما جعله عرضةً للملاحقة والمضايقة الدائمة من أجهزة الأمن في مدينته.
أكمل دراسته الجامعية في معهد التكنولوجيا – القسم المدني (هندسة الري والبزل) / جامعة بغداد، وتخرج في نهاية عام 1973، غير أنّ نشاطه السياسي جعله هدفًا للاعتداء من قبل بعض طلبة الاتحاد الوطني، حتى أنه بالكاد تمكّن من أداء امتحاناته النهائية. وبعدها التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية في الأشغال العسكرية بمعسكر المسيب، ثم سُرّح من الجيش سنة 1974.
انتقل بعد ذلك إلى مدينة الحلة، حيث عمل في مجال البناء، متجنبًا الانخراط في الوظائف الرسمية مثل مشروع المسيب الكبير، خشية أن يكون تحت أعين الأجهزة الأمنية. وفي عام 1975، غادر العراق متجهًا إلى الاتحاد السوفيتي لإكمال دراسته، وهناك واصل مسيرته العلمية حتى حصل عام 1981 على شهادة الماجستير في الهندسة المدنية. غير أن يد البعثيين امتدت إليه حتى في المهجر، حيث تعرض للاعتداء من بعض عناصرهم المتواجدين في أوزبكستان.
شدّ الرحال بعدها إلى عدن / اليمن الديمقراطي، حيث خضع لدورات عسكرية، ثم التحق بصفوف قوات الأنصار الشيوعيين في كردستان العراق سنة 1982. وهناك لم يقتصر دوره على الواجبات القتالية، بل كان من أعمدة العمل الإعلامي للحزب، فكتب وحرّر في صحيفة طريق الشعب، وأسهم في صحف أخرى مثل: الشبيبة والطلبة، رابطة المرأة، مناضل الحزب، وبيري نوى باللغتين العربية والكردية، فضلًا عن مساهمته في إصدار المطبوعات والنشرات الحزبية المتنوعة.
ومع حملات الأنفال الكارثية وما رافقها من حرق للمقرات واستخدام الأسلحة الكيمياوية، اضطر إلى مغادرة كردستان عبر الحدود، ليقع في قبضة السلطات السوفياتية ويدخل السجن هناك لفترة، قبل أن يتوجه إلى سوريا لاجئًا، حيث واصل العمل الحزبي واشتغل في المطابع السورية بتصميم الكتب، ونشر مقالات وقصصًا متفرقة في صحف ومواقع عراقية، منها طريق الشعب وموقع الناس.
عاد ثانية إلى الاتحاد السوفيتي بعد تفككه، وحصل عام 1993 على شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية. غير أن سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية هناك دفعه إلى الهجرة مجددًا نحو بعض دول الخليج بحثًا عن عمل. ومع محاولاته المتكررة للعودة إلى العراق استجابة لدعوات الحكومة بعودة الكفاءات، ظلّت الأبواب موصدة أمامه.
ومع مرور الوقت، حالت ظروفه الصحية دون استمراره في العمل الحزبي، فانصرف إلى مراجعة المستشفيات طلبًا للعلاج، لكنه لم يهجر الأدب والكتابة. فقد نشر عددًا من المقالات، وأبدع في كتابة القصة القصيرة التي ظهرت في الصحف والمواقع الإلكترونية، وأصدر روايتين هما: لقد قصدها يومًا والمتألم المتأمل.
وقد توقّف النقاد عند تجربته الروائية باعتبارها امتدادًا لمسيرته النضالية والفكرية، إذ وجدوا فيها انعكاسًا صادقًا لمعاناته الشخصية واغترابه السياسي، ومزيجًا من السيرة الذاتية والخيال الفني. ورأى بعضهم أن لغته الروائية مشبعة بالهمّ الإنساني والسياسي، وأنه استطاع أن يحوّل محنته إلى نص أدبي يختزن شحنات من الألم والتأمل معًا، مما جعل رواياته وثيقة فكرية وأدبية في آن واحد.
آراء النقّاد في روايتيه:
1. رواية "لقد قصدها يومًا" يشدّد النقّاد على قدرة الرواية على نقل تجربة النضال بصراحة وعمق، دون اللجوء إلى المبالغات أو تبسيط الأحداث، محافظًا على توازن بين السرد الواقعي والجمالية الأدبية. كما يلفتون إلى الغموض الرمزي في العنوان، الذي يفتح أفقًا واسعا للتأويل؛ إذ يُنْتَظر أن يعبّر عن قصد سياسي، أو عاطفي، أو فلسفي، مما يثير فضول القارئ منذ اللحظة الأولى. التداخل السردي غير الخطي يكرّس حالة الفوضى أو التعقيد في حياة الشخصية، لكنه يبقى منظمًا بما يكفي لعدم إرباك القارئ، بل لخدمته في فهم تقلبات النفس وصراعات المناضل. الكاتب نجح في مزج السيرة الذاتية بالخيال الروائي، ما أضفى عمقًا إنسانيًا على القضايا السياسية والاجتماعية الكبرى.
2. رواية "المتألم المتأمل": يرصد الناقد محمد علي محيي الدين أن الرواية تمسك بـ«جمر الحكاية» وتسير بالقارئ على دروب من الشوك عاشها المؤلف. إنه سرد عن التضحية، والخيبة، والتأمل في الوطن. ليست حكاية انتصار، بل شهادة لنضال متواصل: صوت يصرّ على البقاء حيًا في زمن الخفيّة، وضمير يقظ في زمن النجاة فيه نومًا. الرواية تروي رحلة الإنسان من كردستان إلى صقيع روسيا، ومن ساحة الحرب إلى دهاليز الخيبة — رحلة الهروب نحو الحقيقة، ثم العودة نحو الألم الأخطر.
وهكذا ظلّ حسام آل زوين نموذجًا للمثقف الذي جمع بين الالتزام السياسي والعمل الإعلامي والإبداع الأدبي، رغم ما لاقاه من محن وتشريد، ليبقى اسمه شاهدًا على جيل عانى الغربة والمنفى، وحمل الوطن في قلبه وقلمه أينما ارتحل.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام كاظم فرج القاص والناقد الذي كتب بضمير الوطن
- فلاح الرهيمي حارس الفكرة وناقل الشعلة
- الشاعر أكرم بخيت حين يُزهرُ الحزنُ على ضفاف الفرات
- ولاء الصواف حين تصير الأرض شعرًا والقصيدة خريطة للروح
- عدنان سماكة نبض الحلة الثقافي وسادن التراث
- عبد الله كوران الشاعر الذي أعاد ترتيب أنفاس الجبال
- عدنان البراك... مسيرة النور والوفاء
- صلاح حسن شاعر الطفولة والغربة وصوت العبور إلى ضفاف جديدة
- كوكب حمزة مُلحِّن النَّغَم الثائر ورفيق المنفى الطويل
- صادق الطريحي الشاعر الذي مشى إلى اللغة بأجنحة من رؤيا
- عادل حبه: شاهد قرنٍ مضرجٍ بالخيبات والأمل
- في عيد الصحافة الشيوعية... حين تُقاتل الكلمة
- الخطيب الثائر محمد الشبيبي
- الشهيد الذي كتب بالحبر والدم: عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)
- عبد الرزاق الصافي: نبضُ الصحافةِ الحمراء وقلمُ الفكرة الواضح ...
- قاسم محمد حمزة... صوت الشعب الذي أعدمه الطغيان
- عبد الأمير محيميد... ربيع الشوملي الذي أزهر في فجر الإعدام
- المقدم إبراهيم كاظم الموسوي... نبيلُ الحلة ودرعُ الثورة الذي ...
- سنية عبد عون رشو... راوية الأنوثة المتأملة ومفاتيح الغموض ال ...
- الشهيد النقيب الطيار عبد المنعم شنّون.. شهقة الحلة التي اختن ...


المزيد.....




- كن عالقات على صخرة.. لحظة عثور خفر السواحل الأمريكي على فتيا ...
- -لا يمكنك مصافحة قاتل-.. شاهد ردود فعل أوكرانيين على لقاء مح ...
- ما هي خطة نزع سلاح حزب الله؟
- أعطوا ترامب جوائز نوبل وإيمي وأوسكار - مقال رأي في نيويورك ت ...
- المملكة المتحدة تستعد لاستقبال أول دفعة من أطفال غزة للعلاج ...
- دراسة عسكرية.. هل يمكن لروسيا السيطرة على كامل دونيتسك؟
- إسرائيل تدرس رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار
- الجزيرة نت تكشف أرقاما صادمة عن معاناة أطفال السودان
- بي بي سي في مأزق بعد إعلان كاتبة أيرلندية دعمها لحركة -فلسطي ...
- تصاعد الأزمة بين أستراليا وإسرائيل ولبيد يهاجم نتنياهو


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - حسام آل زوين.. بين جمر التجربة ولهيب الكتابة