أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - سلام كاظم فرج القاص والناقد الذي كتب بضمير الوطن














المزيد.....

سلام كاظم فرج القاص والناقد الذي كتب بضمير الوطن


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 18:14
المحور: سيرة ذاتية
    


في زوايا الذاكرة الثقافية العراقية، تبرز أسماءٌ اشتبكت بالكلمة كما يشتبك المجاهد بسلاحه، ومن بين هذه الأسماء يسطع اسم القاص والناقد سلام كاظم فرج، الذي اختط لنفسه طريقًا متين البناء، متأملًا في الحياة ومفككًا لخطاباتها، ساخرًا حينًا، وناقدًا صارمًا في أحيان أخرى.
ولد سلام كاظم فرج في مدينة البصرة عام 1951، المدينة التي كانت ـ وما تزال ـ مهدًا للثقافة ومرآةً للجدل بين الجمال والانكسار. تلقّى تعليمه فيها حتى أنهى المرحلة الثانوية، ثم انتقل إلى بغداد ليلتحق بكلية العلوم السياسية في جامعتها، ويتخرج في العام 1973-1974، حاملاً في عقله نَفَسًا تحليليًا سياسيًا، سيترك أثره لاحقًا في قراءاته الأدبية.
في عام 1986، انتقل مع أسرته إلى قضاء المسيب بمحافظة بابل، حيث استقر وأكمل مشواره في الوظيفة العامة، حتى تقاعده. غير أن الوظيفة لم تطفئ جذوة الإبداع في داخله، بل ربما كانت عزلته الوظيفية وهدوء البلدة محفزين إضافيين لصوت القصة الذي لم يخفت، وصوت النقد الذي اشتدَّ حضوره.
في عام 1973، نشرت له جريدة الأخبار الثقافية أولى قصصه بعنوان "الشمس أنثى نسر"، وقد كانت هذه القصة إعلانًا عن ولادة صوت جديد، لا يكتب من فراغ، بل من مرجعيات فكرية وتأملات سياسية، تتخفى خلف سطور السرد، وتفضح هشاشة الواقع ببلاغة غير مباشرة.
وفي كتابه القصصي "رميت الورد" تتجلى لغته الهادئة، التي تنبض بالإيحاء، حيث لا يتعالى الصوت بل يتسلل إلى القارئ بخفة، حاملاً معه دهشة المفارقة، وسخرية مضمرة تكشف قبح العالم بتأنٍ لا يخلو من مرارة.
أما في كتابه النقدي "الشخصية الثورية في أدب نجيب محفوظ" الصادر عام 1970، فقد قدم دراسة مبكرة وناضجة، حازت الجائزة الأولى في النقد الأدبي في حينه، ولفتت الأنظار إلى قدرته على تفكيك النصوص برؤية معرفية ووعي اجتماعي.
حصل على الجائزة الأولى في القصة القصيرة ضمن جائزة جعفر الخليلي عام 2009 عن قصته "ذبالة بردي"، وهي قصة حافلة بالدلالات الرمزية التي تمتح من الواقع العراقي وتحيله إلى مشهد سردي مرير، يتأرجح بين التهكم والمأساة.
انتمى إلى اتحاد أدباء وكتاب بابل عام 2008، وكان عضوًا فاعلًا في منتدى أدباء المسيب، وأسهم في تنشيط الحركة الثقافية في المنطقة، عبر قراءاته النقدية ومداخلاته الحادة التي لا تجامل على حساب النص.

كما تولّى مسؤولية ملف النقد الأدبي في صحيفة المثقف التي تصدر في سيدني – أستراليا، وكتب في العديد من المنصات الثقافية، أبرزها الحوار المتمدن والناقد العراقي، حيث نشر أكثر من 200 مقال نقدي وفكري.
رأي النقاد فيه
يرى نقاد كُثر أن سلام كاظم فرج ينتمي إلى جيل من النقاد الذين لم يهادنوا النص، ولم يركنوا إلى المجاملات الثقافية. يُقارب النصوص بوعي نظري رصين، ويتتبع بنيتها الداخلية بعين تقرأ ما وراء اللغة.
في موقع الناقد العراقي، وُصف بأنه من الأصوات النقدية الملتزمة والرصينة، التي تغني الثقافة العراقية بعيدًا عن الصخب الإعلامي أو النجومية المجانية.
كما أن ترجمته في كتاب "أدباء وكتّاب المسيب" للباحث مهدي حنون المعموري (ص119–122)، لم تأتِ اعتباطًا، بل اعترافًا بمكانته بوصفه قامة أدبية تمثل الجيل الذي واصل الكتابة رغم الإقصاء، ورفع راية القصة والنقد حين تراجعت قيم الثقافة في محن العراق الطويلة.
وسلام كاظم فرج ليس مجرد قاص وناقد، بل هو حالة ثقافية كاملة، جمعت بين صرامة الفكر، ونعومة السرد، وجرأة الموقف. لم يركن يومًا إلى سلطة، ولم يغفل عن رصد هشاشة العالم المحيط به، بل ظل شاهداً ومشاركًا، كأنما يكتب ليحمي ذاكرة البلاد من النسيان.
المصادر:
- لرحيل صوب وردة النقد" – صحيفة المثقف
-سلام كاظم فرج وقصيدة (أفكر بالجميلات...)" – موقع الحزب الشيوعي العراقي
-حوار مفتوح مع الكاتب والأديب سلام كاظم فرج" – صحيفة المثقف
-سلام كاظم فرج - جمعة اللامي ..رائد النصوص المفتوحة في الأدب العربي" – الحوار المتمدن



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلاح الرهيمي حارس الفكرة وناقل الشعلة
- الشاعر أكرم بخيت حين يُزهرُ الحزنُ على ضفاف الفرات
- ولاء الصواف حين تصير الأرض شعرًا والقصيدة خريطة للروح
- عدنان سماكة نبض الحلة الثقافي وسادن التراث
- عبد الله كوران الشاعر الذي أعاد ترتيب أنفاس الجبال
- عدنان البراك... مسيرة النور والوفاء
- صلاح حسن شاعر الطفولة والغربة وصوت العبور إلى ضفاف جديدة
- كوكب حمزة مُلحِّن النَّغَم الثائر ورفيق المنفى الطويل
- صادق الطريحي الشاعر الذي مشى إلى اللغة بأجنحة من رؤيا
- عادل حبه: شاهد قرنٍ مضرجٍ بالخيبات والأمل
- في عيد الصحافة الشيوعية... حين تُقاتل الكلمة
- الخطيب الثائر محمد الشبيبي
- الشهيد الذي كتب بالحبر والدم: عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)
- عبد الرزاق الصافي: نبضُ الصحافةِ الحمراء وقلمُ الفكرة الواضح ...
- قاسم محمد حمزة... صوت الشعب الذي أعدمه الطغيان
- عبد الأمير محيميد... ربيع الشوملي الذي أزهر في فجر الإعدام
- المقدم إبراهيم كاظم الموسوي... نبيلُ الحلة ودرعُ الثورة الذي ...
- سنية عبد عون رشو... راوية الأنوثة المتأملة ومفاتيح الغموض ال ...
- الشهيد النقيب الطيار عبد المنعم شنّون.. شهقة الحلة التي اختن ...
- عبد القادر البستاني أنفاس العراق الحمراء التي لم تُطفأ


المزيد.....




- -أنت ترتدي نفس البدلة-.. رد مفاجىء من زيلينسكي على صحفي بالب ...
- شاهد.. ترامب يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض
- ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة و ...
- دون تعديلات.. حماس أبلغت الوسطاء بقبولها المقترح الأخير لوقف ...
- الآلاف في شوارع مكسيكو سيتي دعما لغزة ومطالبات بقطع العلاقات ...
- ما خسائر الجيش الإسرائيلي المحتملة إذا اجتاح غزة؟
- تضامن دولي رفضا لتجويع غزة ومغردون: نعيش في عالم بلا ضمير
- اضطرابات ترامب ومصير بوتين.. ادعاءات مثيرة رافقت قمة ألاسكا ...
- عثروا عليه بـ-درون-.. إنقاذ رجل علق خلف شلال كبير ليومين
- ترامب لا يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا.. ويؤكد تواص ...


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - سلام كاظم فرج القاص والناقد الذي كتب بضمير الوطن