أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الأغتراب .














المزيد.....

مقامة الأغتراب .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


مقامة ألأغتراب :

يتغنى صاحبنا الثمانيني بحبه للوطن , ويتذكر ايام ألأغتراب , فهو من أجيال كانت تعطي أنفسها للوطن , في حين اصبحنا أزاء أناس يعطون الوطن لأنفسهم , وكم وثقنا بافاع تمظهرت بصورة احبة , ولم نكتشفها الا بعد ان غرست انيابها في قلوبنا , والاغتراب أن تكون بعيدا عن الأهل والأحباب في بلاد أخرى , يريد الشعراء من خلاله التعبير عن أحاسيسهم وما يخالجهم من حنين وشوق للأهل والأحباب والوطن نتيجة الابتعاد , ويعتبر امرؤ القيس صاحب هذا البيت ((اجارتنا انا غريبان ها هنا وكل غريب للغريب نسيب ))هو اول من بكى على الاطلال وأول المغتربين في الشعر القديم.

الغناء حشيشتُنَا الْمُنْتقاةُ , رسائلنا الى مستوطني القلوب , سيّارةُ إسْعافٍ تُنْقذُنَا منَ السّكْتةِ الدّماغيّةِ وحسرة المستحيل , عصير القلوْبٍ التي تحبُّ الْحياةَ , الا ولّيْتُ وجْهِي صوْبَ الغناء لِأموتَ شعْراً , فلْنحب الغناء مَااسْتطعْنا, ونحن نعرف ان المغنون يتْبعُهُمُ الْغاوونَ , والمغنيات هنَّ الْغوايةُ , في بقايا طرق الغربة يقل الرفاق , وكلما قلوا اكثر استقامت الخُطى وخفَّ الاضطراب والغبار وصار للغناء مع النفس حلاوة وبهجة ,هل جربتم صغارا تلك البهجة ؟ كنّا حين نعود من الحقول او البساتين فرادى وتعتم الدروب وتتصايح الثعالب والكلاب ويلامس الخوف أعطافنا النحيلة الراعشة نرفع عقيرتنا بالغناء لتفادي وحشة الخوف , هكذا علمونا , (( اذا اوحشتك الدروب وكنت وحيدا فغن ِّ, ارفع الصوت بأقصى ما تستطيع وغن ِّ, لا شيء يطرد الخوف كالغناء , وإن خسرت فغن ِّ, لاشيء يعوض الخسارة غير الغناء )) , رغم ان هناك خسائر لاتحتاج لان تعوضها , فهي مجرد أعباء اثقلت كواهلنا بها سوء تصاريف الزمان .

الشاعر بدر شاكر السياب تتفجر في قلبه ينابيع الغربة القاتلة والحنين الى الوطن , يكتب قصيدته الرائعة (غريب على الخليج) منادياً العراق عبر مضامين وطنية عالية التأثر , فيها من الاحاسيس ما هو أروع , يقول مخاطباً زوجته : (( لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء , الملتقى بك و العراق على يديّ .. هو اللقاء , الشمس أجمل في بلادي من سواها , والظلام , حتى الظلام - هناك أجمل , فهو يحتضن العراق , بين القرى المتهيّبات خطاي والمدن الغريبة , غنيت تربتك الحبيبة , وحملتها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه )) , وفي قصيدة أخرى من قصائده في الغربة يقول : (( لأنّي غريب , لأنّ العراق الحبيب بعيد وأني هنا في اشتياق إليه إليها أنادي : عراق , فيرجع لي من ندائي نحيب , تفجر عنه الصدى , أحسّ بأني عبرت المدى إلى عالم من ردى لا يجيب , ندائي وإمّا هززت الغصون , فما يتساقط غير الردى )) .

يريد صاحبنا ان يزرع قيما جمالية وانسانية ووطنية في نفوس الناس والناشئة , وان يعالج التوترات, وذلك من خلال الشعر , بلسم لجروح دامية مؤلمة خطها الزمن على صفحات اديم حياة الانسان , (( بعد يعوينتي اعليمن , نعد االيالي ونسهر , جزانا الريل بشطوط الهجر حدر , بعد يعوينتي اعليمن , لا جيه بعد منهم , ولا گعدات گمريه ولا ريه اتحضن ريه , بعد يعوينتي اعليمن , گتلي اشوكت گتلي , ظلمت دنيانا ماتنطر , هدمت حيلي يعرگ الشيص , يابردي ولك بردي ولا عنبر )) , انه الجمال والابداع والمتعه , طاقة ابداعية خلاقة تتجلى فيها النفس ويعبر فيها الانسان بما يقوله او يكتبه عن ألأغتراب .

في أستذكارات ايام ألأغتراب , يعجبني الغناء خصوصا مايطرب منه , تلك صفة رافقتني منذ أيام الصبا , ومع تقدم العمر وتطور الفهم بدأت أحس ان روحي تتفاعل معه بفرح يصل لدرجة البكاء, حين عملت في روما عرفت ان الأيطاليين لديهم مثل شائع يقول : (( الفرح لا عائلة له , وللحزن زوجة وأولاد )) , يعن علي المقام العراقي وغناء الريف وأبو ذياته وزهيرياته , كما تتطاير الروح اذا سمعت صدى الأندلسيات السورية وحفلات ام كلثوم وعبد الوهاب , و يستهويني أيضا فرانك سيناترا ومطربي الغناء الريفي الأميركي وأسطواناتهم التي تركتها في العراق , ولازلت عاشقا لخوليو الأسباني ,واتذكر كيف كنت أدع الكرام يصدح بهم في أرجاء البيت عندما يضيمني الضيم فأهرب لهم , وكيف مرت في الستينات أغاني نجاة الصغيرة على مشاعرنا خصوصا ( أنا بستناك ) وساكن قصادي فيزداد الحنين لسماعها لتنقلني الى ذكريات ذلك الجزء الجميل من سفرة العمر.

ماذا يفعل بنا هذا المندلاوي الجميل , ونحن نتفاعل مع نشرياته الملتاعة ؟

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المجال الحيوي .
- مقامة الهايكو و الهايبون : رحلة الأدب الياباني إلى العالم ال ...
- مقامة المراجعة .
- مقامة ألأستزمان .
- مقامة في الفروقات الصغيرة يكمن التميّز.
- مقامة سيدوري .
- مقامة الكهرباء .
- مقامة البيلسان .
- مقامة العميان .
- مقامة الحنين .
- مقامة الفرح .
- مقامة عبثية .
- مقامة ألأستلال .
- مقامة الأقصاء .
- مقامة الصقيع .
- مقامة الجهل ( الحفر في العقول ) .
- مقامة السفراء .
- مقامة ألأمشجي .
- مقامة الونين .
- مقامة البحث عن السعادة .


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الأغتراب .