|
عن وإلى -شذاذ الآفاق- (2) حديثُ النضال الحقيقي
أمين بن سعيد
(Amine Ben Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 02:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هل أُنظِّر لشذاذ الآفاق/ أصحاب المفاتيح؟ الجواب: بالتأكيد لا، القصة فقط مشاركة أفكار تمرّ بالبال، أفكار ربما تُفيد، وربما أضاف إليها أحد شيئا أو صُحِّحتْ فأستفيد. ومهما علا شأنها، فإنها باقية أبدا مجرد أفكار أنتجها عقلُ بشرٍ، ويستحيل أن تكون أهم من البشر: ليس كلاما نظريا أو تخرصات أبراج عاجية، راشد الغنوشي كبشر أهم من كل أفكاري وإن كنتُ أراها "حقيقة" و "حلا" لكل ما يعيشه مجتمعي من ذل وهوان. الكلام الذي قيل يتجاوز "أحبوا أعداءكم"، لكنه حقيقة أستطيع الزعم بأن شذاذ الآفاق يعرفونها جيدا: الكراهية والعداوة يعرفها ويحياها أتباع الأديان والأيديولوجيات التي وُجدت لشيطنة من يخالفها، وهذه المشاعر والمبادئ لا توجد في قواميس من شذوا وتجاوزوا كل هذه الأوهام وغادروا كل تلك السجون. قد تكون حدة أحيانا مع فكرة أو رمز مُؤسِّس أو مُؤثِّر في دين أو أيديولوجيا، وذلك لا يعني حقدا وكراهية، بل المغزى ألا حرمة للأفكار والرموز التي أراها واقعا افتراضيا بعيدا جدا عن الواقع الذي نعيش فيه: في واقعي، كل من يؤمنون بما أُفنّد وأمقتُ الأكثر، أخوة وأخوات وآباء وأمهات... شركاءُ وطن ومُلّاكٌ إلى الأبد، ولا أحد سيستطيع أخذ ذلك الحق منهم وإن كانت أفكارهم تؤدي مباشرة إلى خراب ذلك الوطن وتدمير تلك الأرض وذل وهوان ذلك الشعب. هل أتاكَ حديث إسقاط الجنسية عن مَالِكٍ قام بفعل شنيع في حق وطنه؟ ذلك الحديث لا يوجد أصلا في القاموس الذي أتكلم منه: مهما كان فعله، أخي سيبقى أخي ولن أستطيع نفي ذلك بختم حكومة أو خطبة رئيس! مهما كان فعله! هو ابن هذا الوطن، وسيبقى كذلك أبدا، ولا أحد سيستطيع أن يُنكر ذلك الحق الأبدي! يُعاقَب الجاني نعم، لكن أن يُحرم من أرضه ووطنه -الذي باعه لأعدائه- فلا وألف لا! ركِّز جيدا فيما قيل، فهو يُغنيك عن العلمانية التي تعرف وربما تشدقتَ بها: الوطنية "علمانية" بالضرورة، لأنها لا تُنكر أي أحد من أبنائها مهما كان توجهه وفكره، لا يوجد مطاردة ساحرات في الوطنية، لا يوجد وَهْم الثنائيات الديني/ الأيديولوجي، لا يوجد تقديس لأحد! لا لمحمد ولا لماركس ولا لعقبة ولا لأكسيل! على صرح الوطنية تركع كل الأديان والأيديولوجيات و "كل" القوميات خرافية كانت أم حقيقية، كل شيء يُكسَر أنفه وإن كانت تيهيا! وإن كانت الأمازيغية! والقائل عنده شيء خاص جدا مع شخصية تيهيا ومع الأمازيغية، أقول عنه القليل هنا: أيام سبي الأيزيديات، قيل لي أن ذلك السبي ذكّرني بسبي قديم، أي أني لا أهتم حقيقة لا للأيزيديات ولا لغيرهن بل فقط لسبايا عقبة وموسى، وتوقّع القائل أن أُنكر قوله، فلم أفعل، لكن مع تفصيل صغير: 1- كل البشر يهتمون أكثر لأقرب الناس إليهم، ومن لم يفعل ذلك فأكيد عنده خلل عليه معالجته (الخلل ديني/ أيديولوجي بالطبع). 2- كل الوطنيين يهتمون أكثر لأبناء أوطانهم، مع توقفٍ للزمن إذا كان الوطن متخلفا/ محتلا/ مستعمَرا، أي: قبل مليون قرن أو الآن لا فرق، ما دام الوطن لا يزال مُكبَّلا بأغلال عقبة وموسى. 3- جارٌ أو أخ في سكنى هذا الكوكب... في الإنسانية، اقتُحِم منزله، سُرِق وقُتِل... أخي وقع عليه نفس الشيء قبل عشرين عاما: عندما يُذكّرني جاري بأخي لا يعني ذلك أني لا أتعاطف مع جاري، وتعاطفي مع جاري لا يُمكن بأي حال أن يصل درجة ما شعرتُ به وسأشعر به أبدا تجاه أخي: تلك طبيعة بشرية، تلك حقيقة الإنسانية، تلك أصول الوطنية! وشتان بين ما أقول هنا، وبين أن تكون فلسطين "العروبية الإسلامية اليسارية" الألفا والأوميڨا عند من يزعمون أنهم يعرفون معنى الوطنية! (قوس صغير حول معلومة قلتُها سابقا، وهي صعوبة الحكم على العوام، لكن ذلك ليس قاعدة لا تُناقَش! لم نَرَ مظاهرة واحدة تُندِّد بسبي الأيزيديات، في حين أننا رأينا الكثير مع قضايا أخرى: هنا العوام يأخذون نفس الحكم الصادر على نُخبهم! فلا تنس أبدا هذه النقطة: نعم، يمكن الحكم على العوام!) عن تيهيا: أعيش في بلد للنساء فيه أكثر حظا في الحقوق والكرامة مقارنة بكل بلدان المنطقة المقدسة، لكن الرجل العروبي المسلم لا يزال يحكم ودون أي وجه حق. يوما ما كان هذا البلد وغيره من شمال أفريقيا تحت قيادة امرأة، وقفتْ أمام الغزو المقدس. وتحت إمرتها ولوائها، حارب الجميع، ودافعوا عن وطنهم ضد همجية وبربرية اللصوص الغزاة، وسخر جميعهم من أصل ودين المستعمِرين... أن أرى اليوم، أولئك الهمج الصعاليك يُقدَّسون، بل وبقدرة قادر نصبح منهم! فذلك ما لا يمكن أن يقبله عقل فيه خلية واحدة تعمل! ويقول المغيَّبون المستلَبون الذميون مهما كانت خلفياتهم أن الهوية "غير جامدة وتتغيّر"! أي أنا اليوم ابن فلان وفلانة، وغدا أصبح ابن آخرين! اليوم أنا أمازيغي، وغدا أصبح "عربيا" هكذا بكل بساطة! ويُسمون هذه الترهات والخزعبلات دينا من عند إله وقومجية عروبية ويسارا عرويبا!! طبعا، كل شيء يتغيّر إلا هوية بدو نجد، والتغيّر لا يشمل تلك "الحقيقة المطلقة" عند هؤلاء، ولذلك هم مسلمون وتجار دين وقومجيون وماركسيون "عرب" وإلى الأبد! حسب أوهامهم بالطبع...! أعود إلى حديث إسقاط الجنسية... الأمر مختلف مع الجنسية الثانية، التي لا غضاضة في إسقاطها عمن لا يستحقها، وهذا الذي حصل عليها، هو بالأصل ليس ابن ذلك الوطن وذلك الشعب بل مجرد دخيل... من السخافات والخزعبلات والترهات قصة منح الجنسية للغرباء، وهي اليوم صارت من البديهيات التي تقريبا تُشبه قول صباح الخير، والبديهيات عادة ما يكون وراءها أوهام كثيرة لا تستثن إلا أناسا قليلين عرفتَ لقبهم منذ أن كتبتُ عنهم الجزء الأول منذ مدة... "عمن لا يستحقها": مباشرة أُذكِّر بعظمة مفتاحي الإلحاد والهولوكوست، وأسأل: هل الأنتلجنسيا اليهودية في الغرب تستحق الجنسيات التي تحمل وتعمل تحتها؟ والجواب: قطعا لا! ويوم تتحرر الشعوب الغربية، سيكون سحب تلك الجنسيات هو القرار رقم واحد! تلك الأنتلجنسيا لا تعرف معنى الأوطان والوطنية، بل هي أعوان لدولة أجنبية تُشكل خطرا على الأمن/ السلام العالمي، وخطرها لا علاقة له بفلسطين "العروبية الإسلامية اليسارية"، بل هو نابع من ذاتها! وهذا الكلام إذا لم تفهمه جيدا يعني خيارين لا ثالث لهما: إما هتلر تلميذ صغير عندي، وإما أنه قد آن الأوان لتستيقظ من الأوهام التي خدعوكَ بها، ولا تزال تظنها دينا وفلسفة بل وربما "علما"! تذكير صغير: الأنتلجنسيا اليهودية شيء و(الـ) ــيهود شيء آخر، تماما مثل داعش والقاعدة والإخوان شيء والمسلمون شيء آخر، فلا تدع أحدا يسخر من عقلكَ في هذه النقطة تحت خرافة "معاداة السامية" و "كراهية (الـ) يهود"! ما قيل عن الأنتلجنسيا اليهودية، هو نفسه يُقال عن أي أنتلجنسيا تخص أي دين وبصفة خاصة الإسلام، برغم أنها في الغرب لا قيمة ولا سلطة لها: ولمن سيُشكك في قولي، أقول: عندما ستعرف حقيقة الهولوكوست وحقيقة سلطة أعوان إسرائيل في الغرب، ستقف على قولي، وعندها فقط ستعرف أن أغلب العمليات "الإسلامية" سُمح لها بالوجود لفرض سياسات داخلية وخارجية على الشعوب الغربية المُغيَّبة والمُتيَّمة بيهودها وبتحضرها وتقدمها... وماذا عن الماركسيين؟ أقول أن في التحرر من الأنتلجنسيا اليهودية، سيتحرر الغربيون من أهم الرموز الماركسية التي لا همّ لها إلا الفوضى والخراب تحت مسمى "ثورة"... ربما أتعس فصيل هو من ينسب أتباعه أنفسهم إلى ذلك السفاح اليهودي عميل/ شريك رأس المال تروتسكي؛ ويا عجبي كيف يكون المحافظون الجدد "رأسماليين" و "حكاما"، والماركسيون التروتسكيون "يساريين" و "معارضين"!! مسرحية سخيفة لا تزال تُشاهد ويُخدع بها الكثيرون عندنا وعندهم، والحقيقة أنها من المسرحيات التي يُسوّقها الحكام الفعليون للعالم العبراني تحت بند أو خدعة الثنائيات! "العالم العبراني": مصطلح أقوله وأستعمله كثيرا، اليهود هم المرجعية منذ قسطنطين ومحمد ولا أحد كان سيسمع بهؤلاء البشر لولاهما. هذا عالمهم! وبرغم أزمنة اضطهادهم من المسيحيين والمسلمين، إلا أنهم كانوا دائما المرجعية والأصل، والكيف معلوم، فاليهودية أصل المسيحية ثم الإسلام. وتحت عالمهم، مهما كانت الصراعات والأيديولوجيات والثنائيات، فإنها حتما ستعود إليهم وإلى مرجعيتهم، ولنتأمل جيدا في القادم... اليهود والمال... يُقال عن القصة أنها "Cliché"، بدأ بـ "عداء" المسيحيين لـ "قتلة الرب" و"افتراءاتهم" عليهم بقتل الأطفال وتسميم الآبار، وتواصل مع "أحفاد القردة والخنازير" عند المسلمين، ثم مع اليساريين الذين "زعموا" أن رأس المال يملكه اليهود، ثم مع هتلر و "الزعم" بأن كل مصيبة تقع في الأرض وراءها يهودي وهتلر ورث الكثير من مارتن لوثر، واليوم يُقال أن "العداء" لهم متواصل بسبب قضية فلسطين ويخص ذلك العالم الإسلامي وشرذمة من اليساريين في الغرب (بالمناسبة! شرذمة ليست مسبة، بل جماعة قليلة)... يُقال هكذا، وغير ذلك "عنصرية" و "معاداة سامية"، وتُذكّرنا هذه الاتهامات البائسة التافهة باليهود الذين استعمروا روسيا تحت اسم "الثورة البلشفية" بل "الروسية"! عند البعض والروس منها براء، أولئك اليهود كانت أول قوانينهم تجريم "معاداة السامية"، وكل من عنده ذرة عقل وإنصاف سيرى كيف سنّ المستعمِر قانونا يُجرّم نقده وفضحه! وطبعا، كل من ذُكروا يؤمنون بالهولوكوست "أعظم جريمة وقعتْ على بشر"! قلة فيهم "يُنكرون" وتلك القلة تقريبا لا يُنظَر إليها كـ "بشر" بل تُخرَج من صف الإنسانية ولا حقوق إنسان تشملها لا في تعبير ولا في فكر بل وفي الوجود على الأرض أصلا! [https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=847552] هوس اليهود بالمال لم يكن يوما "ادعاءات حاقدين"، بل حقيقة دوّنها العبرانيون الأوائل، أولئك اللصوص الذين سرقوا أموال المصريين: (فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين، بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا، وتضعونها على بنيكم وبناتكم. فتسلبون المصريين. خروج 3: 21-22)، وطبعا إله الكون المزعوم يأمر باللصوصية وابلع يا... وعذرا: يا مغفل! وقل لي "شعب مختار"! شعب لصوص وصعاليك وقتلة نعم، أما إله واختيار! فهذا أتركه للمغيبين جملة وتفصيلا (نشرتُ ثلاثة مقالات عن هذا الوصف، فراجعها قبل أن تظن أني أهاجم أو أهزأ.) قلتُ هوس اليهود بالمال، هل فاتكَ أني أقصد مثلما قالت توراتهم مال الآخرين؟ أي: مال كل شعوب الأرض! هل قلتَ أني أهذي؟ أني حاقد على "شعب الأنوار"؟ أني هتلر؟ لا ألومكَ إن فعلتَ، لكني سأفعل إن لم تُفكّر بعد الآتي: ليُضحك على السذج، يقولون ودون خجل أن التوراة حرّمت الربا! لكن مع تفصيل، فيه اعتراف بالكذب الذي قالوه! أي إقراض اليهودي بفائدة مُحرّم، أما غير اليهودي فلا مشكلة! (إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي. لا تضعوا عليه ربا. خروج 22: 25)، (وإذا افتقر اخوك وقصرت يده عندك فاعضده غريبا أو مستوطنا فيعيش معك. لا تأخذ منه ربا ولا مرابحة بل اخش إلهك فيعيش أخوك معك. فضتك لا تعطه بالربا وطعامك لا تعط بالمرابحة. لاويين 25: 35،36،37)، (لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة، أو ربا طعام، أو ربا شيء ما مما يقرض بربا. للأجنبي تقرض بربا، ولكن لأخيك لا تقرض بربا، لكي يباركك الرب إلهك في كل ما تمتد إليه يدك في الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها. تثنية 23: 19،20)... يقول الجاهل هنا: شوية تخاريف دينية عفَّى عليها الزمن، ولا يذكرها إلا "كارهو اليهود" و "النازيون"، ويقول العاقل: انظر لهذا قبل كل شيء [https://www.youtube.com/shorts/J_Y6FQizNus]: يعني القصة متواصلة إلى اليوم، وليست مجرد خرافات دينية قديمة، ركز: في كل مكان في أمريكا، صفر فائدة إذا كنت "سامي" والمقصود يهودي! "في كل مكان" يعني أيضا أنه في كل مكان هناك بنك يهودي! ومن هذه الأخيرة دعني أقول لكَ كلاما ربما ستضحك منه، لكن أنصحك أن تركز فيه جيدا لأن قولي بالعالم العبراني لم يأتِ من فراغ وخصوصا خصوصا... من جهل! هناك إله يحكم العالم العبراني والجميع مؤمنون به، ولا أحد يتجرأ على نقده والثورة ضده، إله يُقدَّم ككل الآلهة، أي لا سلطة للبشر أمام سلطته، إله "منطقي" ويجب القبول به، يُدرَّس في الجامعات كحقائق مطلقة لا تُناقش، صعوبة الاقتراب منه تأتي في الغرب بالدرجة الأولى اليوم من خرافة الهولوكوست، لأن هذا الإله يمس مباشرة الأنتلجنسيا اليهودية، وفي منطقتنا المقدسة أيضا لا يُقترب منه وأرجّح سببين لذلك: الذمية والجهل! الذمية لما يُقال في الغرب، والجهل بأصل هذا الإله، وللماركسيين دور كبير في تجهيل الشعوب ونخبها بخصوص هذا الإله الذي، بكل بساطة، ينسف أوهامهم في محاربة الإمبريالية! هذا الإله يعني الخلق من العدم، وهي خزعبلة تُفنَّد في ابتدائيات العقل والإلحاد، لكنها تُقبل ويُؤمن بها من الجميع تقريبا!! Debt money/ Argent dette/ المال الدَّيْن: من الآخر، وسأعود للموضوع في وقته، كل البشر، في كل مكان على سطح الأرض، يدفعون فائدة لأفراد أغلبهم يهود! أي الرأسمالي واليساري والقومي والعلماني والإسلامي والمسيحي والفنان والأستاذ والطبيب والفلاح وصاحب الشركة الصغيرة والمتوسطة والعملاقة وغوغل وفايس بوك وبيزوس وغايتس وووو وزد عليهم كل الدول تقريبا!! الأرض ومن عليها تدفع فائدة لأفراد يُعدّون على الأصابع يتحكمون فيما يسمى بالرأسمال المالي والذي لا علاقة له بالرأسمالية التي ينتقدها اليساريون ويظنون أنفسهم مُحاربين لها: الرأسمالية تُنتج، الرأسمال المالي لا يُنتج شيئا ووجوده هدفه الوحيد مص دماء كل شعوب ودول الأرض: اسأل نفسكَ كيف يصنع أفراد نقود أعظم دولة في العالم، الدولار من صنعه منذ وجوده الأول ومن لا يزال يصنعه؟ وبأي حق؟ لماذا كل الدول تقترض بالفائدة؟ هل تعلم معنى ذلك؟ ولمن تذهب تلك الفائدة؟ هذه الأسئلة البسيطة تنسف نسفا كل الكلام الكبير الذي يخرج من أفواه الاقتصاديين الذين لا يستطيعون قول الحقيقة مثلما هي إما لجهلهم وغبائهم وإما للمحافظة على مراكزهم وامتيازاتهم، لأنه لا خلاص ولا حرية ولا كرامة ولا عدالة اجتماعية ولا أي شيء من كل الشعارات التي يقولها الجميع مهما كانت خلفياتهم وخصوصا اليساريون: لا خلاص دون الإطاحة بهذا الإله العبراني في أصله واليهودي في حاضره! عندما تقرأ عندي مصطلح "عالم عبراني"، عليكَ التفكير جيدا، لأنه يُعطيك العدو الحقيقي الذي يجب الإطاحة به، غير ذلك هراء! غير ذلك لن تجد إلا خزعبلات الأيديولوجيات وعلى رأسها الماركسية اليهودية الصنع هي الأخرى! نكتة هنا، أيضا غريبة، وربما رأيتها أقوالا تافهة وغير مسؤولة، لكني سأقولها، وأدعوك للتفكير جيدا فيها: تقول الماركسية أن الحل في الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، ولا عدالة ولا كرامة دون ذلك. لنعد قليلا إلى الوراء، إلى الإتحاد السوفياتي كنموذج، وفيه طُبّق هذا الحل، أي لا أحد يملك، والملكية تحولت إلى الجميع، إلى العمال، إلى الدولة، والدولة دولتهم! لكن عندما ندقق، نجد أن أفرادا فقط من ملكوا كل شيء، أولئك الذين قاموا بالثورة، أولئك الكوادر الذين مثّلوا الجماهير الثائرة "أحسن تمثيل"! من هم؟ مجرد أفراد، ليسوا حتى روسا! وهنا أذكّر بأن هناك من يقول أنه حتى لينين وستالين كانا من أصول يهودية! بمعنى: تحت أكذوبة الملكية الجماعية التي ستُحقق العدالة للجميع، استولى أنفار على بلد وعلى كل ما فيه، أي سرقة بلد كامل بما فيه وبمن فيه: ألا يُعيدك هذا إلى قولي بهوس اليهود بالاستحواذ على كل شيء يملكه كل البشر فوق هذه الأرض؟ يعني وهنا النكتة: من اليمين عندك الرأسمال المالي الذي ينهب كل البشر، ومن اليسار عندك ماركس اليهودي الذي أصّل لنهب كل البشر! وطبعا الرفيق الماركسي سيقول لكّ وبكل بساطة ودون أي حرج، أن ذلك لم يُمثل الماركسية! تلك رأسمالية دولة! تلك بيروقراطية برجوازية وليست ماركسية يا...!! هكذا بكل بساطة! ولا فرق بين قوله وبين مسلم يقول لك الإسلام سلام وليس إرهابا! أو مسيحي يقول لك كل تلك الحروب التي راح ضحاياها الملايين لا علاقة للمسيح بها! وهذا ما وصفتُه بـ "المغيب جملة وتفصيلا" في المقال الذي أشرتُ إليه سابقا. لا يستطيع الماركسي العروبي أن يفهم موقفي من قضية فلسطين، وكيف أقول أن فلسطين ليست موجودة في معادلتي. ولا يستطيع أيضا أن يفهم كيف أقول أن إسرائيل لو كانت في كوكب آخر وليست على الآرض أصلا يجب تخليص الأرض من شرها، وقبل إسرائيل يجب القضاء على سلطة أنتلجنسيتها في الغرب! تلك الأنتلجنسيا تحكم العالم هي وعملاؤها وشركاؤها من الغربيين، هذا العالم عبراني منذ قرون ولا يُمكن أن يدّعي مُدع أنه مقاوم ومناضل وثائر وهو يعمل تحت المنظومة الحاكمة/ السيستم: في المنطقة المقدسة السيستم هو العروبة إسلام فكيف يُعقل أن يظن أحد نفسه مناضلا وهو مسلم وتاجر دين أي "إسلامي" وماركسي عروبي؟! في الغرب السيستم هو الديمقراطية الليبرالية+ضد العنصرية+الرأسمالية التي تجاوزها منذ زمن الرأسمال المالي ومَن وراءه: في السيستم الغربي الهولوكوست حجر أساس وراء كل مصائب الشعوب الغربية من تقييد للحريات واستعمار بكل ما في الكلمة من معنى يشمل كل المجالات من سياسة وفلسفة وفن وسينما والأهم من كل هذا: من اقتصاد! وحجر الأساس في هذا الإقتصاد هو الإقراض بالفائدة من شرذمة أغلبها يهود والجميع يدفع والجميع يُمَصٌّ دمه ولا صوتَ يتكلم ويقول لماذا كل هذا الظلم؟!! ومن أعطى هؤلاء هذه السلطة على كل البشر عواما ونخبا وأحزابا ودولا؟!!! عندما أقول أن معيار الوطنية الأول في الغرب هو موقف ذلك المُتكلِّم من اليهود واليهودية، على من يقرأ لي أن يفهم جيدا ما أعني! فأنا لا أتكلم عن "الصهيونية" التي يذكرها الجميع ذمية وجهلا وتجاهلا وانتهازية بل عن اليهودية حاف وأنتلجنسيتها، وفيها بالمناسبة لمن لم يفهم شخص كماركس، كفرويد، كمدرسة فرنكفورت، ككل الأسماء الكبيرة التي خدعوكَ بها كداريدا وآرنت وووو وبالطبع كل هؤلاء كوم واللوبي المالي كوم! أذكِّر هنا بأمر مهم جدا لا يجب أن يُجهل، عن ذلك القصير أبي شارب وكيف جعل من ألمانيا في غضون أربع سنوات قوة عظمى بعد أن كانت بلد مجاعة وملايين البطالين: أهم أسباب ذلك النجاح الاقتصادي الهائل، كان القضاء على سلطة البنوك اليهودية وفوائدها: هتلر لم يُخطئ في القضاء على سلطة الأنتلجنسيا اليهودية عزيزي القارئ بل أخطأ في التعميم على كل اليهود! كان هتلر الوحيد الذي واجه مباشرة ذلك الإله الحاكم للغرب وخطؤه القاتل أنه لم يع جيدا قوته وجبروته وأيضا مثلما قلتُ أنه عمّم! العمى الأيديولوجي في هذه النقطة والبروباغندا الليبرالية الماركسية هي التي أعمت الشعوب ونُخبها عن تلك التجربة الفريدة التي أثبتت بالدليل القطعي أن في الخلاص من الأنتلجنسيا اليهودية رفاه وقوة! طبعا لستُ أمجّد هتلر هنا، بل فقط أذكر مثالا تاريخيا لا يُمكن أن يُجادل فيه أحد: الاقتصاد ينمو ويتطور دون فائدة الأموال المزيفة اليهودية التي تحكم الغرب والمنطقة المقدسة أي "العالم العبراني". أختم بكلمة لذلك الذي يظن نفسه يدافع عن الأمازيغية، ذلك الذي سيقول لي: ما دخلكَ أنتَ لتعادي إسرائيل؟ دعنا نبتعد عن هؤلاء وقضاياهم التي لا تعنينا في شيء! أظنه سيعرف جوابي الآن، والذي أقوله وأعيد منذ بداياتي في هذا الموقع، وفيه فَصَلْتُ بين فلسطين وإسرائيل: فلسطين ليست قضيتي ولا يجب لها أن تكون قضية أحد، دعوا الفلسطينيين وحدهم وأنقذوهم من أوهام أديانكم وأيديولوجياتكم وستكون أمورهم أحسن! أما إسرائيل وأنتلجنسيتها فهي قضية الجميع، و "معاداة السامية" و "إنكار الهولوكوست" المزعوم و "حق إسرائيل في الوجود" شرف وفخر لكل شرفاء الأرض! هل أتاكَ حديثُ النضال الحقيقي؟!
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
Amine_Ben_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قليل من العدمية لا يضر...
-
المؤمن، المُغيَّب والمغيَّب جملة وتفصيلا (3)
-
فلسطين وإسرائيل: تبا لكما!!!
-
المؤمن، المُغيَّب والمغيَّب جملة وتفصيلا (2)
-
المؤمن، المُغيَّب والمغيَّب جملة وتفصيلا (1)
-
الإلحاد والملحد والوطنية (3) الأمازيغية
-
الإلحاد والملحد والوطنية (2) -لا وطنية مع وهم الثنائيات-.
-
عن وإلى -شذاذ الآفاق-
-
-تأملات- في ثديي أ. فينوس صفوري
-
(لم يُنشر التعليق لأنه لم يُعجِب المراقب)
-
ملاك أولى 2-2
-
ملاك أولى 1-2
-
البيدوفيليا وحكم الإعدام... تأملات...
-
عن -الأول في فصله-...
-
إيران وإسرائيل: أما آن لحكم البدو أن ينتهي؟!
-
هناء 5
-
هناء 4
-
إيمان
-
ما معنى أن (الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع)؟!
-
هناء 2-2 (+)
المزيد.....
-
نائب ترامب يثير احتجاجات السكان المحليين بعد زيارته لهذه الق
...
-
بوتين يشيد بترامب لـ-جهوده الصادقة- لإنهاء الحرب.. شاهد ما ق
...
-
الأردن.. حقيبة الأميرة رجوة ومدى اناقتها باستقبال طلاب متوفق
...
-
الأنظار تتجه نحو قمة ألاسكا: هل سيختار ترامب مواجهة بوتين بح
...
-
قبيل قمة ألاسكا المرتقبة... ترامب يؤكد أن بوتين -لن يتمكن من
...
-
الجزيرة نت تعرض كل ما يتعلق بقمة ترامب وبوتين في ألاسكا
-
غارات عنيفة على مدينة غزة والاحتلال ينسف منازل بخان يونس
-
المقاتلة الشبح -قآن-.. درع تركيا لتقليص الاعتماد على السلاح
...
-
-كنياز بوجارسكي- غواصة روسية نووية باليستية
-
السعودية.. فيديو رد فعل مواطن اكتشف انه يتكلم مع وزير السياح
...
المزيد.....
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|