أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - لابوبو بين الموضة ونظريات المؤامرة














المزيد.....

لابوبو بين الموضة ونظريات المؤامرة


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 07:09
المحور: المجتمع المدني
    


تصدرت لعبة "لابوبو" Labubu صفحات التواصل الاجتماعي والاسواق العامة، حيث أثارت جدلاً واسعاً في بعض الدول، بسبب مخاوف تتعلق بتأثيرها على الأطفال من الناحية النفسية والثقافية.
بعد أن أصبحت في فترة قصيرة أيقونة موضة كما وصفها الكثير ووسيلة تعبير ثقافي في أيدي الكبار والصغار على حدّ سواء.
اصبحت هذه الدمية المخيفة رمزاً للغرابة الملفتة والتصاميم الخارجة عن المألوف، تُعلَّق على حقائب اليد، تُرافق الأطفال إلى النوم، وتُقتنى كهواية بأسعار تصل إلى آلاف الدولارات وفي اغلب انحاء العالم.
لكن، خلف تلك الابتسامة الواسعة والأذنين الطويلتين، بدأ يلوح في الأفق قلق طبي ونفسي من التأثيرات البصرية والعاطفية لهذه الدمية على الأطفال، وسط تحذيرات متزايدة من مختصين وصفوا الدمية بأنها “السم في العسل”.
ومن الناحية النفسية، أشار خبراء إلى أن تعلق الأطفال بألعاب ذات مظهر "قبيح" أو "مرعب" قد يكون دلالة على اضطرابات نفسية أو عاطفية، مثل التوتر أو القلق أو الرغبة في لفت الانتباه.
وصف أحد الاستشاريين النفسيين الدمية بأنها تحمل “السم في العسل”، في إشارة إلى مظهرها الذي يجمع بين البراءة والغموض والملامح الماكرة، وهو ما قد يؤدي إلى تشويش في مفاهيم الطفل تجاه ما هو جميل أو مطمئن، مشيرا إلى أن الابتسامة العريضة المصحوبة بأسنان حادة قد تترك أثرًا نفسيًا طويل المدى على بعض الأطفال، خاصة من هم في مرحلة التكوين العقلي والوجداني.
والكثير من الآراء بعضهم وصفوها بأنه يوجد بها تعويذة شيطانية تتحدث عن قصة شيطان كان يظهر قديمة في أرض العرب لإثارة الفوضى.

تعود ‏فكرة دُمى الابوبو للمصمم الهولندي كاسينغ لونغ، هو فنان ومصمم العاب رسم الشخصية بالقلم وهو طفل صغير وفي ذاك الوقت لم تكن اجهزة كمبيوتر موجودة او لها تأثير مثل الآن، وذكر إن القصة خيالية بلا أي جذور أسطورية، وضلت فكرتها تراوده الى ان كبر صار يرسم الشخصيات رسوم توضيحية للأطفال وشارك في مسابقة ببلجيكا وفاز عام 2013
‏وفي عام 2015 حولها لشخصيات مُجسمه ع شكل دُمى عبارة عن سلسلة وحوش The Monsters (زيمومو، وتايكوكو، وسبوكي، وبالطبع لابوبو الذي ازادت شعبيته بشكل كبير) المستوحاة من الفلكلور الإسكندنافي، ليخلق شخصية فريدة بملامح طفولية ممزوجة بالسخرية والغرابة: ( آذان طويلة، عينان واسعتان، وابتسامة ماكرة بأسنان حادة )
عام 2019، دخلت “بوب مارت” الصينية على الخط لتنتج الدمية بأشكال وأحجام وألوان متعددة، وتحولها إلى لعبة قابلة للجمع (Collectible) تُباع في صناديق مغلقة، لا يعرف فيها المشتري أي تصميم سيحصل عليه.

‏وفي اخر عام 2024 سلطت الضوء بشكل كبير المُغنية الكورية ليسا من فرقة بلاك بينك BLACKPINK وهي تحملها كإكسسوار على حقيبتها، وفنانات عالميات مثل ريهانا وودواليبا، ليتحول المشهد من مجرد لعبة أطفال إلى موضة عالمية حقيقية، ومن هنا بدأ ترند لعبة لابوبو ووصل للعالم كله وصارت ضجة عليها بكل مواقع التواصل الاجتماعي من المشاهير.
تجاوز عدد مقاطع الفيديو التي تُظهر لابوبو على منصة تيك توك أكثر من 1.5 مليون مقطع، في مشاهد تعرض تجميع النسخ، وفتح الصناديق المغلقة (Blind Box) وسط انفعالات مليئة بالتشويق والمفاجأة.
لكن هذا الهوس لا يخلو من منبهات مقلقة، خاصة حين يصبح سلوك اقتناء الدمى متكرراً بشكل قهري، وهو ما أشار إليه متخصصون في علم النفس السلوكي بأنه “نوع من الإدمان البصري والمادي على الغموض” ، ولما لها من تأثير على مفهوم الجمال لدى الأطفال، وزرع مشاعر الارتباك والخوف المقنّع داخل الوعي الطفولي.
قد تؤدي الدمية إلى اضطراب عاطفي معرفي عند الطفل، خصوصاً من هم في عمر ما قبل المدرسة.
لذا يتوجب على أولياء الأمور متابعة ابنائهم أثناء تواجدهم في الإنترنت ومنع شراء الأدوات المدرسية التي تحمل رموزاً أو صوراً لهذه الدمية.

■ اسطورة شيطانية قديمة :
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لحرق دمية لابوبو بعد ربطها بنظرية مؤامرة غريبة تجمع بين مسلسل "عائلة ‎سيمبسون" وأسطورة شيطانية قديمة، لتتحول من قطعة موضة فاخرة إلى ما يُقال إنها "لعبة ملعونة".
بدأت القصة بمقطع على إنستغرام يظهر الدمية بجانب صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي لشيطان "بازوزو"، مع تحذيرات من طاقة شريرة، الامر الذي اثبتته حلقة من عام 2017 في "عائلة سيمبسون" ظهر فيها التمثال نفسه يتسبب في تلبّس الطفلة ماغي.
خلال أيام، امتلأت تيك توك وإنستغرام بمقاطع تزعم أن الدمية تجلب الحظ السيئ أو تنشر طاقة سلبية، وشارك مشاهير في حرقها مثل الشيف ناتاشا غاندي والكوميدية بهارتي سينغ، مبررين ذلك بحوادث وأمراض غريبة تزامنت مع اقتنائها.
ورغم تأكيد مبتكرها، الفنان كاسينغ لونغ، أن لابوبو شخصية خيالية بلا أي جذور أسطورية.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خور عبد الله بين اتفاقيات الأمر الواقع وتحديات الاستقلال الب ...
- دكاترة من ورق، وألقاب بلا معرفة
- الثقافة البائسة، عندما تتحوّل العلاقات الإنسانية إلى دفتر حس ...
- البيدوفيليا، مقاربة أنثروبولوجية-سوسيولوجية في الجذور والأبع ...
- ممر داوود، تفكيك سوريا خدمةً لإسرائيل الكبرى!!
- البعد السياسي والتأثير الرمزي لربطة العنق
- من تل أبيب إلى واشنطن، كيف يوظف نتنياهو وترامب الحروب للهروب ...
- الفرق بين الرغبة الجنسية عند الرجل والمرأة، قراءة سوسيولوجية ...
- في أزمة التفاهة، هل نملك ما نحمي به المجتمع؟؟
- بين طهران وتل أبيب، ما بعد الإثني عشر يوماً
- مازاران، ظلّ السلطة ودهاء السياسة
- طهران ما بعد انهيار النووي وحرب استنزاف لا مهرب منها !!
- من يفوز جائزته الشرق الاوسط
- قصف وايزمان دِلالات إيرانية ورسائل استراتيجية
- ميكافيلية الحاكم من فلسفة السلطة الى تزييف الوعي
- ‏مضيق هرمز الكارت الستراتيجي الاخير لدى إيران
- عملية -الأسد الصاعد- ورسم شرق أوسط جديد
- أطباء يهود عراقيين
- نظرية هرمجدون (المعركة الأخيرة)
- هل الخرافة لعنة أم ملجأ، ومتى تكون الخرافة ضرورة، ومتى تتحول ...


المزيد.....




- إحباط أكبر عملية تهريب وقود بمياه جنوبي إيران واعتقال 17 مشت ...
- منظمات حقوقية: ارتفاع حاد لحالات الإعدام في السعودية
- هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من ن ...
- الأمم المتحدة: استهداف الجيش الإسرائيلي للصحفيين في غزة انته ...
- خبراء: الضغوط الغربية على المحكمة الجنائية الدولية تهديد خطي ...
- اعتقال عسكريين في مالي وسط أنباء عن محاولة انقلابية
- الأمم المتحدة: قتل إسرائيل 6 صحفيين بغزة انتهاك للقانون
- اعتقال عسكريين في مالي وسط أنباء عن محاولة انقلابية
- هآرتس: ترامب لن ينقذ الفلسطينيين ولا الأسرى ولا إسرائيل من ن ...
- الأمم المتحدة: قتل إسرائيل للصحافيين -انتهاك خطير للقانون ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - لابوبو بين الموضة ونظريات المؤامرة